"من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية

السبت 15/مايو/2021 - 12:17 ص
طباعة من يتصدى للمشروع إعداد: فاطمة عبدالغني
 
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات–  آراء) اليوم 15 مايو 2021.

طيران التحالف ومدفعية الجيش يدكان «الحوثي» في مأرب

شنّت مدفعية الجيش اليمني أمس، قصفاً مركّزاً استهدف مواقع وتجمعات لميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، في جبهات القتال غرب محافظة مأرب، وكبّدتها خسائر فادحة في العتاد والأرواح، تضاف إلى خسائر أخرى بغارات لطيران تحالف دعم الشرعية.
وقال مصدر عسكري: إن «مدفعية الجيش اليمني دمّرت مخزن أسلحة تابعاً للميليشيات في جبهة المشجح، كما استهدفت مواقع وتجمعات العدو في مواقع متفرقة بالجبهة ودمّرت طقمين، وسقط من على متنهما بين قتيل وجريح». وأضاف المصدر «استهدفت المدفعية مواقع وتجمعات العدو في جبهة الكسّارة، وأسفر القصف عن تدمير طقم وسقوط قتلى وجرحى من الميليشيات».
وفي السياق، استهدف طيران تحالف دعم الشرعية تجمعات وتعزيزات للميليشيات الحوثية في مواقع متفرقة غرب مأرب، ما أسفر عن تدمير عربة عسكرية وثلاثة أطقم تحمل أسلحة وأفراداً، كما أسفر القصف عن سقوط العديد من عناصر الميليشيات بين قتيل وجريح. 
إلى ذلك، لقي عدد من عناصر ميليشيات الحوثي الإرهابية الموالية لإيران مصرعهم وجرح عدد آخر باشتباكات في جبهة «حيس» جنوب الحديدة جراء تحركات وخروقات للميليشيات.
وأفاد الإعلام العسكري للقوات المشتركة أنه تم رصد تحركات للميليشيات من مواقعها وأوكارها في الحدود الإدارية لمديرية «الجراحي» مع مدينة «حيس» تزامناً مع استهداف المنازل في الضواحي الشمالية الغربية للمدينة ذات الكثافة السكانية وسرعان ما تم التعامل معها بحزم، مؤكداً أن اشتباكات توسعت في ثلاثة محاور، انتهت بخسائر جديدة للميليشيات التابعة لإيران، مع مصرع وجرح عدد من عناصرها على يد الوحدات المرابطة من القوات المشتركة في القطاع الغربي لـ«حيس».
وكانت جبهات الساحل الغربي شهدت اشتباكات مماثلة أول أيام عيد الفطر في شرق منطقة الجبلية التابعة لمديرية التحيتا جراء استهداف الميليشيات قرى ومزارع بهدف تعكير أجواء العيد، وفقاً لذات المصدر، مؤكداً إخماد تحركات ومصادر نيران الميليشيات الحوثية الإجرامية وتحقيق إصابات مباشرة في صفوفها.
وفي سياق آخر، تفقد المفتش العام للقوات المسلحة اليمنية اللواء الركن عادل القميري، أمس، قوات الجيش في جبهات مديرية صرواح غرب مأرب.
وأشاد المفتش العام بالجاهزية القتالية العالية وبالمعنويات المرتفعة التي يتمتع بها الجيش اليمني ومقاتلو القبائل في مختلف الجبهات، مشيداً بالالتفاف الشعبي الكبير حول القوات المسلحة ومثمناً الدعم والإسناد المتواصل من قبل تحالف دعم الشرعية.
وأكد اللواء القميري، أن قوات الجيش تعاملت مع كل الهجمات الانتحارية التي حشدت لها ميليشيات الحوثي ومن ورائها إيران كل إمكانياتها.

الرئيس اليمني يثمن مواقف تحالف دعم الشرعية

أكد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، تحقيق القوات المسلحة في بلاده انتصارات في مختلف مواقع القتال ضد ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران. وثمن الرئيس اليمني في اتصال هاتفي مع وزير الدفاع اليمني الفريق الركن محمد المقدشي، ورئيس هيئة الأركان الفريق الركن صغير بن عزيز، وفق ما أوردته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ»، مواقف تحالف دعم الشرعية من خلال تقديم الدعم للجيش اليمني كشركاء في الهوية والمصير المشترك.
واطلع الرئيس هادي، خلال الاتصال الهاتفي على تطورات الأوضاع الميدانية والعمليات العسكرية التي يخوضها الجيش اليمني في مختلف الجبهات، مشدداً على ضرورة مواصلة الانتصارات وتخليص اليمن من شرور الميليشيات الانقلابية.

قيود «الحوثي» على العمل الإنساني منعت المساعدات عن 9 ملايين شخص

كشفت منظمة «تقييم القدرات»، أن قيود ميليشيات الحوثي الإرهابية الموالية لإيران على المنظمات والعمل الإنساني، منعت تقديم المساعدات لنحو 9 ملايين شخص في المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات.
وقالت المنظمة في تقريرها الأخير «التطورات الإنسانية في اليمن والتوقعات لعام 2021» إن العمليات الإنسانية واجهت قيوداً متزايدة في مناطق سيطرة الميليشيات، وأشارت إلى أن ما يقدر بنحو 9 ملايين شخص يعانون من قيود الوصول في تلبية احتياجاتهم.
وأضافت أن بيئة التشغيل العامة ظلت في مناطق سيطرة ميليشيات الحوثي صعبة للغاية، نتيجة إعاقة الوصول لأسباب أمنية ومادية وبيروقراطية. 
وتشير تقارير المنظمات والوكالات الإنسانية إلى أن خفض الحصص الغذائية بسبب العوائق البيروقراطية في مناطق الشمال التي يسيطر عليها الحوثيون، سيؤدي إلى زيادة مستوى انعدام الأمن الغذائي ما لم يتم حلها.
وكان تقرير فريق خبراء الأمم المتحدة المعني بمراقبة العقوبات باليمن، قد أكد أنه تحقق من حالات 6 أشخاص «رجلين وأربع نساء» يعملون في منظمات إنسانية اعتقلهم الحوثيون، واحتجزوا في تعز والبيضاء وصنعاء وحجة.
وذكر التقرير أنه من نهاية عام 2019 إلى منتصف عام 2020، وثق تدهور العلاقات بين الحوثيين ووكالات الأمم المتحدة المحددة والجهات الفاعلة الإنسانية، وشمل ذلك زيادة التهديدات والترهيب والقيود على الحركة والعنف ضد العاملين في المجال الإنساني.

صمود مأرب يفرض السلام

فشل هجوم ميليشيا الحوثي على مأرب، والذي دخل شهره الخامس، في تحقيق أي نتائج، إذ صمدت المحافظة وأعادت تنظيم صفوفها، بل وبدأت في استعادة المواقع التي كانت خسرتها في مديرية صرواح، فيما تعمل اليوم على فرض السلام عبر الهزائم التي تلحقها بميليشيا الحوثي وتكبدها خلالها قتلى بالآلاف دون تحقيق أي تقدم.

وظلت ميليشيا الحوثي تراهن على تمكنها من السيطرة على مأرب، ما سيجعلها تطيل أمد الحرب، إذ حشدت عناصرها من كافة الجبهات إلى المحافظة، وجنّدت آلاف العناصر قسرياً معظمهم من الأطفال، فيما قابلت مقترحات مبعوث الأمم المتحدة الخاص باليمن، مارتن غريفيث، بالرفض، فضلاً عن تعطيلها جهود السلام، إلّا أنّها اليوم ستعود مرغمة إلى طاولة الحوار، تحت ضربات القوات الحكومية في جبهات غرب وشمال وجنوب مأرب.

وتظهر التطورات الميدانية اندحار هجوم الميليشيا الذي دفعت بأبرز قادتها للإشراف عليه، إذ إنّه وبعد أربعة أشهر وخسارة الميليشيا الآلاف من عناصرها قتلى، باتت قوات الجيش الوطني تلاحقها في جبهات مديرية صرواح ومدغل، حيث تعيد القوات الحكومية رسم خطوط التماس من جديد، وتتجه نحو المواقع التي كانت تتمركز فيها في بداية العام الماضي في مرتفعات هيلان في مديرية صرواح، وترتب صفوفها لاستعادة المواقع الأخرى التي خسرتها في مديرية نهم بمحافظة صنعاء.

وأكّد الفريق صغير بن عزيز، رئيس أركان الجيش، وقائد القوات المشتركة، على الثقة الكاملة في منتسبي القوات المسلحة والقبائل، وبدعم وإسناد تحالف دعم الشرعية في تحقيق النصر الكبير لكل أبناء الشعب اليمني، حتى تحرير العاصمة صنعاء واستكمال استعادة الدولة وإنهاء المشروع الإيراني في اليمن. بدوره، ذكر قائد المنطقة العسكرية السابعة، اللواء الركن أحمد حسان جبران، أنّهم سيحررون البلاد من عصابات وميليشيا الانقلاب والوصول إلى صنعاء واستعادة الجمهورية.

في الأثناء، قصف الجيش مواقع وتحصينات الميليشيا في مديرية صرواح، فيما نفذت مقاتلات التحالف سلسلة غارات دمرت خلالها مواقع وآليات عسكرية وتعزيزات بشرية للحوثيين في مواقع متفرقة غرب مأرب، فيما استهدفت مقاتلات التحالف، بأربع غارات جوية تجمعات للميليشيا في مرتفعات الحنكة والجميمة مخلفة قتلى وجرحى من عناصر الميليشيا.

تصعيد حوثي في مأرب وتعز... والجيش يكبّد الميليشيات عشرات القتلى

صعدت الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران من عملياتها الهجومية غرب محافظة مأرب وشمالها الغربي، ابتداء من يوم عيد الفطر، كما امتد هذا التصعيد إلى محافظة تعز، في وقت أعلن فيه الجيش اليمني المسنود برجال القبائل وتحالف دعم الشرعية عن تكبيد الجماعة عشرات القتلى والجرحى.
وفيما أحصت مصادر يمنية قيام الميليشيات بتشييع أكثر من 500 قتيل من عناصرها خلال شهر رمضان فقط، ذكر قادة بالجيش اليمني في تصريحات رسمية، أن عشرات الجثث لعناصر الجماعة لا تزال مرمية عند خطوط التماس غرب مأرب.
وذكر المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية أمس (الجمعة)، في تغريدات على «تويتر» أن مدفعية الجيش الوطني دمّرت مخزن أسلحة تابعاً للميليشيات الحوثية في جبهة المشجح غرب مأرب، كما استهدفت مواقع وتجمعات للجماعة في مواقع متفرقة بالجبهة، ودمّرت عربتين مع مقتل وجرح من كانوا على متنهما من عناصر الميليشيات.
كما أعلن المركز أن المدفعية «استهدفت مواقع وتجمعات للميليشيات الحوثية في جبهة الكسّارة، وأسفر القصف عن تدمير عربة عسكرية وسقوط قتلى وجرحى من مسلحي الميليشيات».
إلى ذلك، استهدف طيران تحالف دعم الشرعية - بحسب الإعلام العسكري للجيش اليمني - تجمعات وتعزيزات للميليشيا الحوثية في مواقع متفرقة غرب مأرب، وأسفر عن تدمير مدرعة وثلاث عربات تحمل أسلحة وأفراداً وعربة أخرى على متنها مدفع رشاش، كما أسفر القصف عن سقوط كثير من عناصر الميليشيا بين قتيل وجريح. في السياق الميداني نفسه، أفاد الإعلام العسكري بأن الجيش اليمني شن هجوماً استهدف مواقع تابعة لميليشيات الحوثي في جبهة حويشان شرق مدينة ‎الحزم، واستعاد أسلحة متوسطة وخفيفة وكميات من الذخائر المتنوعة.
وفي أول يوم من أيام عيد الفطر، أفاد الإعلام العسكري بأن ما لا يقل عن 40 من عناصر الميليشيات قتلوا بينهم قيادات ميدانية، بنيران الجيش، في الأطراف الغربية لمحافظة مأرب.
ونقل الموقع الرسمي للجيش عن مصدر عسكري قوله إن «قوات الجيش مسنودة برجال القبائل، أحبطت في ساعات مبكرة من صباح الخميس، محاولة تقدم انتحارية للميليشيا في جبهتي المشجح والكسارة، وأجبرتها على التراجع»، وأن المواجهات أسفرت عن مصرع أكثر من 40 عنصراً من الميليشيا، بينهم قيادات ميدانية، وجرح آخرين.
تزامن ذلك مع استهداف مقاتلات تحالف دعم الشرعية، تعزيزات الميليشيا في جبهتي المشجح والكسارة، وتكبيدها خسائر في العدد والعدة، وفق ما ذكره الموقع.
أما في تعز، فأبلغ الإعلام العسكري عن مقتل 37 حوثياً في مواجهات مع الجيش في جبهات شمال مدينة تعز وغربها، إذ نقلت وكالة «سبأ» عن مصدر عسكري قوله إن «قوات الجيش الوطني تصدت لهجوم للميليشيات في جبهة الدفاع الجوي شمال غربي المدينة، ما أسفر عن مقتل 12 من عناصر الميليشيات وإصابة آخرين».
وأوضح المصدر أن «جبهة مقبنة غرب تعز، شهدت مواجهات عنيفة إثر هجوم للميليشيات على مواقع الجيش الوطني ومقتل نحو 25 من عناصر الميليشيات وإصابة آخرين، كما تكبدت الميليشيات خسائر في المعدات العسكرية قبل أن ينكسر الهجوم». وكانت مصادر مطلعة في العاصمة اليمنية صنعاء أفادت بأن الميليشيات الحوثية تعكف على الإعداد لمعارك فاصلة في مأرب بعد أن انكسرت على أطرافها الغربية والجنوبية والشمالية الغربية عشرات الهجمات التي نفذتها الجماعة منذ السابع من فبراير (شباط) الماضي، في سياق سعيها لاحتلال المحافظة النفطية وأهم معقل للشرعية في شمال البلاد.
وذكرت المصادر المطلعة على ما يدور في أروقة الجماعة لـ«الشرق الأوسط»، أن زعيم الميليشيات أخبر قادته بأنه يشعر بخيبة أمل كبيرة من أدائهم بعد نحو أربعة أشهر منذ أمرهم باقتحام مأرب، خصوصاً أنه قدم وعداً لطهران وأذرعها في المنطقة بحسم المعركة بداية شهر رمضان أو على أكثر تقدير مع حلول عيد الفطر.
وطلب زعيم الميليشيات من قادته - بحسب المصادر نفسها - الإعداد لعمليات عسكرية فاصلة لحسم المعركة في الأيام المقبلة، إذ شدد عليهم لحشد مزيد من المجندين والدفع بكتائب أخرى من الميليشيات موجودة في صنعاء وصعدة وعمران للمشاركة في إسناد الميليشيات المنهكة على أطراف مأرب.
في الجانب الآخر، أعلن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أن بلاده لن تقبل بوجود المشروع الإيراني مهما كلف ذلك من ثمن، في إشارة إلى تمسك الشرعية بمواجهة الميليشيات الحوثية المدعومة من طهران عسكرياً، خصوصاً بعد أن رفضت الجماعة الخطط المقترحة للسلام.
وقال هادي في خطاب بمناسبة عيد الفطر بثته وسائل الإعلام الرسمية، إن «الانقلاب الذي نفذته ميليشيا الموت والدمار الحوثية الإيرانية على الدولة، كرس معاناة واسعة تجسدت في هذه الأزمة الإنسانية المؤسفة التي ألقت بظلالها الأليمة على أوضاع الشعب الاجتماعية والاقتصادية والمعيشية».
وشدد الرئيس اليمني على أن بلاده «لن ترضى أو تقبل مطلقاً أو تسمح للمشروع الإيراني بالنيل من اليمن، مهما كلف ذلك من ثمن»، مشيراً إلى الدعم الذي تتلقاه حكومته من تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية.
كما تطرق إلى موقف الشرعية من الجهود الدولية والأممية باتجاه السلام، وقال: «لقد قابلنا بإيجابية كل جهود ودعوات السلام من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، وقدمنا في سبيل ذلك التنازلات تلو التنازلات حرصاً منا على حقن الدماء، وإنهاء معاناة شعبنا المستمرة منذ أكثر من 6 سنوات، إلا أن هذه الميليشيات الإرهابية، قابلت هذا الموقف بمزيد من التصعيد، وارتكاب الجرائم والمجازر بحق المدنيين، وشن الهجمات بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة على المدن والأحياء السكنية في بلادنا والمملكة العربية السعودية».
ووصف الرئيس هادي سلوك الميليشيات بأنه ينطوي «على الإرهاب، والحقد، والنزعة الإجرامية، والارتهان للإرادة الإيرانية الهادفة لإشعال الحروب والأزمات، وتغذية جذوتها».

حملات حوثية لتجنيد سكان الأرياف بمزاعم «تحرير فلسطين»

في الوقت الذي كثفت فيه الميليشيات الحوثية قبل أيام من حملات التجنيد في أوساط الشباب وصغار السن في 10 محافظات يمنية تحت سيطرتها للدفع بهم لجبهات القتال في مأرب وغيرها، قامت الجماعة أخيراً بتوجيه دعوات وصفت بالاحتيالية لتجنيد المئات من السكان والمواطنين في محافظة إب الخاضعة لسيطرتها لإجبارهم على المشاركة في القتال الدائر في مأرب تحت مزاعم «القتال في فلسطين».
وأكد سكان لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات الميليشيات ومشرفيها في محافظة إب نفذوا خلال الأيام الماضية حملات استهداف وتجنيد جديدة طالت مواطنين بمديريات وقرى ريفية عدة في المحافظة تحت مزاعم «نصرة القضية الفلسطينية وتحرير المسجد الأقصى».
وأشارت المصادر إلى أن عناصر ومشرفي الجماعة جابوا قرى ومناطق ريفية عدة في إب ووجهوا دعوات للمواطنين وأولياء الأمور والأعيان والوجهاء للإسراع في المشاركة فيما تسميه الجماعة «النصرة والجهاد من أجل تحرير الأقصى وفلسطين»، عبر الانضمام إلى صفوف مقاتليها.
وفي حين حرصت الجماعة خلال انطلاق حملتها على تسويق الوهم لاصطياد المقاتلين الجدد، استجاب القليل جداً لدعواتها ودفعوا بأولادهم إلى صفوف الميليشيات، حيث يرجح أن تدفع بهم للقتال في مأرب على غرار ما فعلته عقب حملات تجنيد سابقة لشبان وأطفال جندتهم من صعدة وعمران وحجة وصنعاء.
وطبقاً للسكان، فقد أخضعت الجماعة العشرات من المجندين الجدد بصورة عاجلة لتلقي دورات فكرية، في حين سخر الكثير من السكان من تلك الادعاءات والأكاذيب ووسائل الاحتيال والخداع الحوثية التي مارستها ولا تزال بحق مواطني أرياف إب واستخدام القضية الفلسطينية كذريعة لحشد المزيد من المقاتلين.
ويقول مواطن يمني رمز لاسمه بـ«م.س» لـ«الشرق الأوسط» وهو أحد سكان مدينة إب: «الجماعة الحوثية تدرك أن الخداع الذي تمارسه بمواصلة المتاجرة بالقضية الفلسطينية لم يعد ينطلي إلا على القليل من أتباعها المخدوعين، كون الوقائع الحاصلة على الأرض، تدحض تلك الأكاذيب والافتراءات بشكل كامل».
وتابع بالقول: «من المخزي أن تلجأ تلك الجماعة كعادتها إلى استغلال قضية الأمة العربية واستخدامها في تضليل الناس وخداعهم تحت مسمى الدفاع عن فلسطين بغية تجنيد اليمنيين للقتال في صفوفها وجبهاتها المنهارة».
يشار إلى أن الجماعة المدعومة من إيران تواصل وبشكل انتهازي كل مرة استغلال القضايا الكبيرة في الوطن العربي لتهييج المغرر بهم من اليمنيين وصرف أنظارهم عن الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها كل يوم، وكذا عن الأوضاع البائسة التي خلفتها عقب انقلابها وحروبها العبثية بحق اليمنيين.
وعلى مدى السنوات الماضية من عمر الانقلاب، أوهمت الجماعة أنصارها في صعدة ومناطق يمنية أخرى بأنها تقاتل إسرائيل، حيث تجبر السكان على ترديد «الصرخة الخُمينية» أكثر من النشيد الوطني، بهدف التغطية على مشروعها الحقيقي المتمثل بجلب الموت لكافة الفئات والشرائح المجتمعية في اليمن.
وكان السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، قد أكد في تصريحات سابقة له، أن الميليشيات الحوثية تستغل القضية الفلسطينية فقط للتضليل الإعلامي. وقال آل جابر إن الميليشيات الإرهابية تزعم دفاعها عن فلسطين ومقاومة إسرائيل فقط من أجل أن تنجح في تجنيد اليمنيين لقتل اليمنيين.
وأوضح أن الجماعة دأبت على تهجير اليمنيين وتفجير منازلهم ونهب أموال البنك المركزي والمساعدات الإنسانية والاعتداء على الجار العربي المسلم.
وكانت تقارير محلية عدة، قد أكدت في أوقات سابقة أن الجماعة سخَّرت كل طاقتها في سبيل إقحام معاناة الفلسطينيين وقضيتهم العادلة عبر خطاباتها وسياساتها لمعرفتها المسبقة بأهمية تلك القضية لدى اليمنيين، وعمدت بذات الوقت وبشكل مخادع إلى تنظيم وإحياء العشرات من الفعاليات والمسيرات تحت مسميات عدة منها التضامن مع القضية الفلسطينية.
وقبل نحو أسبوع استغلت الجماعة ذات القضية في إحياء ما تسميه «يوم القدس» على الطريقة الإيرانية.
وقالت بعض التقارير إن ذلك الاستعراض الحوثي بـ«يوم القدس» قوبل بسخط واسع في الشارع اليمني، حيث هاجم ناشطون يمنيون الجماعة جراء إصرارها على إزهاق أرواح الآلاف في مسيرات تتزامن مع تحذيرات أممية من تفشي (كوفيد - 19) بمناطق سيطرتها وسط انهيار فعلي للمنظومة الصحية وتكتم الميليشيات عن حالات الوفيات والإصابات.
وقبل أيام دعا زعيم الجماعة الحوثية إلى إنشاء صندوق للتبرع لمصلحة فلسطين، في مسعى يرجح أنه لسرقة المزيد من أموال التجار والسكان لتمويل المجهود الحربي للجماعة، تحت غطاء المتاجرة بالقضية الفلسطينية.

انقلابيو اليمن يفسدون فرحة العيد بالجبايات

اشتكى يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين من تضييق الخناق على السكان من خلال مواصلة وقوفهم حجر عثرة أمام ما يسعدهم ويبهجهم وأسرهم بأجواء عيد الفطر.
كثير من سكان العاصمة اليمنية المحتلة وريفها ومدن إب وذمار وعمران وحجة والمحويت وصعدة وعمران وريمة يعانون منذ أول أيام العيد من حرمان وقمع حوثي ممنهج طالهم والعشرات من ملاك الحدائق والمتنزهات.
وتحدثت مصادر عن تنفيذ الجماعة حملات ابتزاز جديدة بحق ملاك الحدائق والمتنزهات عشية العيد، إذ فرضوا جبايات مالية تحت تسميات عدة، وفقاً لمستثمرين أطلقوا مناشدات عاجلة لإنقاذهم وحمايتهم من حملات البطش والتعسف الحوثية التي طالتهم خلال الفترة القليلة الماضية.
وبالعودة إلى مسلسل التضييق الحوثي المتكرر بحق السكان بغية إفساد فرحتهم بالعيد هذا العام، شكا مواطنون في صنعاء وإب ومدن يمنية أخرى من الوضع البائس الذي يعيشونه، وكذا الوضع المزري الذي وصلت إليه معظم المتنزهات والحدائق العامة في مناطقهم.
وقال بعض منهم لـ«الشرق الأوسط» إن حدائق ومتنزهات ومنتجعات العاصمة وإب على وجه التحديد لم تعد أماكن ووجهات ملائمة للتنزه، كما كانت عليه في السابق (أي قبل الانقلاب).
وأرجعوا بعض الاسباب إلى أنها ناتجة عما خلفه الانقلاب واستهداف الجماعة المتكرر للمتنفسات، ما جعلها اليوم غير قادرة على رسم بسمة غائبة حتى على وجوه الأطفال.
وأشاروا إلى أن مثل تلك الأماكن كانت بالسابق تعد متنفساً كبيراً لهم ولعوائلهم، وأفادوا بأنها «لم تعد اليوم قادرة على التخفيف ولو قليلاً من معاناتهم وهمومهم، خصوصاً في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة».
وتابع السكان، بالقول: «حتى المتنفسات الطبيعية الموجودة في بعض أطراف العاصمة وفي محافظة إب والزائرين لها هذه الأيام لم تسلم من ابتزاز وتدمير وعبث الانقلابيين».
وكشفت مصادر محلية في صنعاء عن تعرض أكثر من 50 متنزهاً وحديقة عامة وخاصة واقعة بمناطق متفرقة من العاصمة على مدى اليومين الماضيين لحملات تضييق وقمع وتعسف حوثية غير مبررة.
وقالت المصادر إن الجماعة بررت حملاتها الاستهدافية تلك بأنها تأتي في سياق ما تسميه مكافحة الاختلاط وتطبيق الهوية الإيمانية، وهي ذريعة سبق للميليشيات أن قمعت وداهمت وأغلقت ونهبت بموجبها المئات من المتنزهات والفنادق والمقاهي والمطاعم السياحية والحدائق العامة والخاصة بعموم مدن ومناطق سيطرتها.
يقول معمر. س، وهو اسم رمزي لمواطن يقطن صنعاء إن العيد يطل عليه وأسرته هذا العام ومعهم كثير من سكان صنعاء، وقد ضاق بهم حتى الأماكن القليلة للتعبير عن سعادتهم بقدومه.
ويشير إلى أن معظم الحدائق والمتنفسات في صنعاء أصبحت اليوم بفعل الانقلاب وسياسة التدمير الحوثية المنظمة مصدراً للضيق والكآبة بدلاً من الفرحة والابتسامة ولم تعد وجهة محببة للأسر والأطفال في العيد.
وعلى مدى سنوات الانقلاب، تعرض مستثمرون وعاملون في المجال الترفيهي بصنعاء ومدن أخرى لاعتداءات وحملات ابتزازات حوثية واسعة تحت مبررات وأسباب عدة، على رأسها عدم إيفائهم بدفع إتاوات للميليشيات تحت اسم «مجهود حربي».
وكان مصدر في الإدارة العامة للحدائق والمتنزهات الخاضعة لسيطرة الجماعة بصنعاء تحدث عن أن الحدائق الحالية في العاصمة ومدن أخرى لا ترقى لمستوى الحدائق والمتنزهات الموجودة في الدول العربية وبقية حدائق العالم.
وأرجع السبب إلى تكرار عمليات الاستهدافات والنهب والسلب التي نفذتها وتنفذها الميليشيات بحق مالكي الحدائق والمستثمرين.

شارك