القبض علي مسؤولي الايزيديات.. يفتح ملف جرائم داعش ضدهم
الإثنين 17/مايو/2021 - 12:48 م
طباعة
روبير الفارس
القت الشرطة العراقية القبض على مسؤولي التفخيخ وقوة الاقتحامات وسبي الايزيديات غربي نينوى، وجاء في نص بيان الاعلام الامني
بعملية استخبارية نوعية وبعد توفر المعلومات الاستخبارية المتكاملة لمديرية الاستخبارات العسكرية في وزارة الدفاع ، التي اشارت لوجود تحرك من قبل فلول داعش الارهابي لاجتياز الحدود من سوريا باتجاه الأراضي العراقية .
تم على اثرها مراقبة تلك العناصر من خلال الاستعانة بالكاميرات الحرارية والتنسيق مع قسم استخبارات قيادة عمليات غربي نينوى.
حيث تمكنت مفارز شعبة الاستخبارات العسكرية في الفرقة 15 وبالتعاون مع الفوج الاول لواء المشاة 71 وبكمين محكم من القاء القبض على اثنين من الارهابيين البارزين في منطقة (جلبارات) التابعة الى ناحية ربيعة غربي نينوى بعد اجتيازهما الحدود،
احدهما مسؤول ما يسمى التفخيخ والكفالات في البعاج ، والاخر ما يسمى مسؤول قوة الاقتحامات وهو من قاد عملية اقتحام مركز شرطة المومي في ربيعة الذي شارك بعمليات سبي الايزيديات فيها والمشار اليهم وفقا للمعلومات الاستخبارية كون لديه اربعة اشقاء مع داعش قتلوا اثناء معارك التحرير .ويعد الملقى القبض عليهما من المطلوبين للقضاء بموجب مذكرة قبض وفق أحكام المادة 4إرهاب .
وفي سياق متصل اكد باولو بينيرو رئيس اللجنة الدولية في التحقيق حول جرائم داعش ضد الايزيديبن "إن الإبادة الجماعية حدثت وما زالت مستمرة. لقد عرّضت داعش كل امرأة وطفل ورجل أيزيديين من الذين اختطفتهم إلى أبشع الانتهاكات".
وتماشيا مع تفويض اللجنة فإن التقرير يقوم بتسليط الضوء على الإنتهاكات المرتكبة ضد الأيزيديين داخل الأراضي السورية، حيث لا تزال داعش تحتجز الآلاف من النساء والفتيات كرهائن وتنتهك حقوقهن كالعبيد. لقد فحصت اللجنة كذلك كيف قامت المجموعة الإرهابية بنقل الأيزيديين قسرا من العراق إلى سوريا بعد شنها لهجمات في سنجار شمالي العراق في الثالث من أغسطس ٢٠١٤. إن المعلومات التي تم جمعها توثق الدليل على النية والمسؤولية الجنائية لقادة داعش العسكريين ومقاتليها وقادتها الدينيين والأيدولوجيين حيثما تواجدوا.
إن النتائج التي توصلت إليها اللجنة مبنية على مقابلات مع ناجين وقادة دينيين ومهربين وناشطين ومحامين وطواقم طبية وكذلك صحافيين، بالإضافة لمراجعة كمية كبيرة من الوثائق والتي عززت المعلومات التي جمعتها اللجنة.
إن داعش قد سعت ولا تزال تسعى من أجل تدمير الأيزيديين بالعديد من الطرق التي تم تعريفها حسب إتفاقية منع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية للعام 1948. وجاء في التقرير بأن "داعش سعت لمحو الأيزيديين من خلال القتل والعبودية الجنسية والإستعباد والتعذيب والمعاملة المهينة واللاإنسانية وكذلك عبر الترحيل القسري والذي تسبب بأضرار نفسية وبدنية. أضف إلى ذلك فرض الظروف المعيشية السيئة والتي جلبت الموت البطيء واستخدام وسائل أعاقت ولادة أطفال أيزيديين بما في ذلك إجبار الأيزيديين البالغين على تغيير دينهم والصدمات النفسية والفصل ما بين النساء والرجال الأيزيديين وإبعاد الأطفال الأيزيديين عن عائلاتهم ووضعهم مع مقاتلي داعش وبالتالي فصلهم عن معتقدات مجتمعهم وممارساتهم الدينية".
لقد فصلت داعش الرجال الأيزيديين والأولاد ممن زاد عمرهم عن 12 سنة عن بقية أفراد عائلاتهم وقتلت أولئك الذين رفضوا تغيير دينهم من أجل أن تدمر هويتهم كأيزيديين. لقد شهدت النساء والأطفال وفي كثير من الأحيان عمليات القتل تلك قبل أن يتم ترحيلهم لمواقع في العراق ومن ثم في سوريا حيث مكث أغلب المختطفين.
لقد تم بيع الآلاف من النساء والفتيات، وبعضهن لم يتجاوز التاسعة من العمر، في أسواق للعبيد أو سوق السبايا كما أُطلِق عليه في محافظات الرقة وحلب وحمص والحسكة ودير الزور السورية. وحسب التقرير فقد احتفظ مقاتلو داعش بهؤلاء النساء والفتيات في ظروف استعباد وعبودية جنسية وتم بيعهن مراراً أو إهدائهن أوتبادلهن بين المقاتلين. وقالت احدى النساء في شهادتها امام اللجنة بعد أن قدَرت بأنها بيعت 15 مرة بأنه "من الصعب أن أتذكر كل الذين قاموا بشرائي" .
لقد عوملت العديد من النساء والفتيات الأيزيديات على أنهن من الممتلكات الشخصية للمقاتلين وتم اغتصابهن وأجبرن على القيام بالمهام المنزلية وتم حرمانهن من الطعام الكافي والشراب. لقد استمعت اللجنة أيضاً لشهادات حول قيام بعض تلك النساء والفتيات بالإنتحار للهروب من تلك المعاملة القاسية.
أما بالنسبة للأطفال الصغار المحتجزين مع أمهاتهم فقد كان يتم ضربهم من قِبل مالكيهم من عناصر داعش. كما وتعرضوا لنفس الظروف المعيشية السيئة التي تتعرض لها أمهاتهم، بحسب ما ورد في التقرير. ولقد كان الاطفال في كثير من الأحيان على إطلاع بما تتعرض له امهاتهم من تعذيب ومعاناة. وبالنسبة للأطفال الأيزيديين والذين تتجاوز اعمارهم السبعة سنوات فيتم فصلهم بالقوة عن أمهاتهم وترحيلهم إلى معكسرات داعش في سوريا حيث يتلقون تعليماً وتدريباً عسكرياً. وأُبلِغ أحد الأولاد الذين تلقوا تدريبا في سوريا من قبل قائده الداعشي بأنه "لو رأيت والدك وكان لايزال أيزيدياً فقم بقتله".
وقالت كارلا ديل بونتي أحدى مفوضي اللجنة "لم تخف داعش سراً فيما يتعلق بنيتها القضاء على أيزيديي سنجار وكان هذا أحد العناصر التي استندنا إليها للتوصل للنتيجة أن أفعالهم هذه ترقى الى مستوى الإبادة جماعية".
لقد أشار التقرير إلى أن داعش والتي إعتبرت الأيزيديين "كفار" صرّحت علناً بأن الديانة الأيزيدية هي سبب الهجوم على الأيزيديين يوم 3 من أغسطس 2014 وما تبعه من انتهاكات. لقد وصفت داعش الأيزيديين بأنهم "أقلية وثنية وأن بقائهم أمر يجب أن يكون موضع تساؤل من قبل المسلمين" وأضافت بأنه "يمكن إستعباد نساءهم واعتبارهن غنائم حرب".