تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات– آراء) اليوم 18 مايو 2021.
مأرب نجاحات أمنية تربك تكتيكات الحوثيين
بعد خمسة أشهر على فشل هجومها الكبير على محافظة مأرب، عادت ميليشيا الحوثي خلال اليومين الماضيين لحشد أعداد إضافية من قواتها بما فيها وحدات النخبة التي تلقت تدريبات على يد عناصر الحرس الثوري الإيراني وميليشيا حزب الله اللبناني في محاولة وصفها قائد عسكري كبير بأنها استماتة أخيرة ستشكل نهاية لمغامرة الميليشيا في مأرب.
الميليشيا دفعت بأعداد كبيرة إضافية ممن تم تجنيدهم خلال الشهرين الماضيين إلى جبهات غرب محافظة مأرب، وأهم قادتها العسكريين وعناصر من الوحدات الخاصة التي تلقت تدريبات على يد عناصر الحرس الثوري وميليشيا حزب الله اللبناني، مزودين بأسلحة حديثة ونوعية مضادة للدروع وأخرى صواريخ من منظومة سام 5 المضادة للطيران.
الاستماتة الأخيرة
قائد عسكري كبير في الجيش اليمني ذكر لـ«البيان» أن وحدات الاستطلاع رصدت حشوداً جديدة لميليشيا الحوثي في مديرية صرواح استعداداً لمهاجمة مواقع القوات الحكومية في جبهتي الكسارة والمشجح، ووصف هذه الحشود بأنها الاستماتة الأخيرة وأن القوات الحكومية وبالتنسيق مع قوات تحالف دعم الشرعية مستعدة لخوض المعركة الفاصلة مع هذه الميليشيا.
وقال إن نتيجة هذه المعركة ستغير سير المعركة، لصالح القوات الحكومية بعد أن استفزت الميليشيا منذ بداية فبراير الماضي. بالتزامن نفذت وحدات نوعية في القوات المشتركة، عملية عسكرية نوعية، في مديرية صرواح أدت إلى مصرع قائد محور جبهة صرواح القيادي الحوثي المنتحل رتبة لواء حسين حميد عبدالله شمسان المكنى بـ «أبو علي»، الذي عين في آخر شهر رمضان بدلاً عن القيادي السابق الذي لقي مصرعه هناك أيضاً.
كسر
في الأثناء، تمكنت القوات المشتركة من كسر محاولة تسلل نفذتها ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانياً، داخل مدينة الحديدة بالساحل الغربي.
وأفاد مصدر عسكري بأن القوات المشتركة رصدت تحركات عسكرية لعناصر حوثية في قطاعي شارع صنعاء والمطار داخل مدينة الحديدة.
وأكد أن القوات المشتركة أخمدت تحركات الميليشيا الإرهابية وكبدتها خسائر فادحة في صفوف عناصرها المتسللين، فيما لاذ البقية بالفرار تحت وطأة نيران القوات المشتركة.
وكانت الميليشيا الحوثية قد استهدفت أول من أمس سوقاً شعبياً في منطقة الطائف بمديرية الدريهمي جنوب الحديدة، بطائرة مسيرة، مخلفة 6 قتلى وجرحى من المدنيين ضمن تصعيدها المتواصل للهدنة الأممية.
الحوثي يحرم 30 ألف طفل من التعليم في تعز وصنعاء
اتهمت منظمة «أنقذوا الأطفال» الدولية ميليشيا الحوثي بمفاقمة أزمة التعليم في اليمن، وحرمان أكثر من 30 ألف طفل من العملية التعليمية في تعز وصنعاء.
ولفت بيان للمنظمة اليوم (الاثنين) إلى تورط ميليشيا الحوثي في الهجمات الإرهابية على المدارس، مؤكداً أن غالبية الهجمات وقعت في محافظة تعز، إذ تعرضت 4 مدارس للهجوم، ما أسفر عن مقتل 11 مدنياً بينهم 4 أطفال، إضافة إلى استهداف مدرسة في صنعاء.
وأكد أن تصاعد العنف في تعز أدى إلى قتل وجرح 50 طفلاً منذ يناير إلى مارس من هذا العام، معتبراً أن ما تعرضت له المدارس أكثر من ضعف عدد الهجمات على المرافق التعليمية التي تم الإبلاغ عنها في الربع الأخير من عام 2020. وكشفت المنظمة أن هناك أكثر من مليوني طفل خارج التعليم في جميع أنحاء اليمن مع تأثر ما لا يقل عن 2500 مرفق تعليمي جراء الحرب.
وقالت المنظمة: «يمكن أن تؤدي مثل هذه الهجمات إلى انتكاسة تعليم الأطفال في المنطقة لسنوات، أو حتى بقية حياتهم».
اتهامات للحوثيين بالوقوف وراء جرائم تستهدف صغار السن
أفادت مصادر يمنية مطلعة، بأن الأطفال في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية لا يزالون يتعرضون للمئات من الجرائم والانتهاكات التي تقف خلفها عصابات مسلحة يمولها قادة ومشرفون حوثيون.
وذكرت المصادر، أن آخر تلك الحوادث تمثلت في عثور مواطنين في العاصمة صنعاء على جثتَي طفلين مطلع الأسبوع الماضي بعد مرور 10 أيام على إعلان أسرتهما عن اختفائهما في ظروف غامضة.
وفي حين أكدت المصادر، أن تلك الجريمة المروعة أحدثت صدمة عنيفة لدى كثير من السكان، أفاد شهود بصنعاء لـ«الشرق الأوسط»، بأن السكان عثروا على جثتي الطفلين يوسف (سبع سنوات) وشقيقته ملاك الحشيشي (12 سنة) بنهاية أحد ممرات السيول بمنطقة الرحبة في صنعاء بعد اختفائهما منذ أيام.
وأوضح مصدر مقرب من عائلة الطفلين لـ«الشرق الأوسط»، أن تلك الجريمة وقعت في ظل انفلات وفوضى أمنية عارمة تشهدها العاصمة الواقعة تحت سيطرة وحكم الجماعة الانقلابية. وقال المصدر، إن الطفلين يوسف وملاك اختفيا فجأة من الحي الذي تقطنه أسرتهما بمنتصف رمضان الماضي، وتم حينها إبلاغ الأجهزة الحوثية التي لم تحرك ساكناً، مشيراً إلى أن العائلة لا تزال تعيش صدمة مأساوية.
وتأتي هذه الحادثة وغيرها، طبقاً لما أكدته المصادر ذاتها، في ظل تنامٍ مقلق لظاهرة اختفاء الأطفال في العاصمة وتعرض المئات منهم بعد الخطف إما للقتل أو الاستغلال من قبل عصابات معظمها على ارتباط وثيق بميليشيات الحوثي.
وسبق أن فجع مواطنون وسكان بمحافظة إب (170 كم جنوب صنعاء) بجريمة أخرى مماثلة تمثلت بعثورهم أواخر أبريل (نيسان) الماضي، على 3 جثث لأطفال قتلوا في ظروف غامضة وفق ما تحدثت به مصادر وشهود عيان في المحافظة.
وقالت المصادر، إن سكان قرية المعقاب بوادي الجنات بمديرية بعدان بمحافظة إب الخاضعة تحت سيطرة الجماعة فجعوا حينها بالعثور على جثث الأطفال الثلاثة وهي مرمية على قارعة إحدى طرق المنطقة.
وفي حين حاولت الميليشيات هناك إنكار ضلوعها بارتكاب الجريمة، خصوصاً أنها وقعت بمنطقة تقع بنطاق سيطرتها، اتهم أهالي وأعيان المنطقة عصابات مسلحة هناك، قالوا إنها تتلقى الدعم والمساندة من قادة ومشرفين حوثيين، بالوقوف المباشر وراء ارتكاب الجريمة وجرائم أخرى متنوعة.
ونقلت مصادر محلية عن الأهالي قولهم «مهما حاولت الجماعة التنصل عن تلك الجريمة وإخفاء المجرمين وتمييع القضية، إلا أن المسؤولية القانونية والجنائية ستظل تلاحق مرتكبيها لتقديمهم للمحاكمة لينالوا جزائهم العادل».
ويشير حقوقيون محليون إلى أن استمرار تصاعد حدة الجرائم بما فيها الاختطاف والقتل المرتكبة بحق صغار السن بمناطق السيطرة الحوثية يؤكد للجميع فشل تلك الجماعة في تأمين المناطق المختطفة بيدها، ويكشف في الوقت نفسه حقيقة ما تروج له وسائل إعلامها بأن مناطقها تنعم بالأمان والاستقرار.
واعتبر حقوقيون، أن مسألة وجود مسلحين بمناطق سيطرة الحوثيين يشير إلى أن هذه الجماعة ساهمت في إحداث فوضى وانفلات أمني غير مسبوق، وأشاروا إلى أنه بمجرد وقوع جرائم متنوعة بمدن تسيطر عليها تلك الميليشيات يضعها تحت طائلة المسؤولية؛ كونها هي الممول الحقيقي لمئات المجرمين والعصابات المسلحة التي دائماً ما تتحرك بناءً على تعليمات صادرة عنها.
ومنذ انقلاب الجماعة الحوثية تعرضت الطفولة في اليمن لأسوأ الانتهاكات في تاريخها؛ وذلك نتيجة تسخير الجماعة كل طاقتها لاستهداف الأطفال من خلال سيل من الجرائم والانتهاكات المتنوعة.
وكانت تقارير حقوقية كشفت أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عن ارتكاب الجماعة أزيد من 30 ألف انتهاك بحق الأطفال والطفولة في اليمن منذ انقلابها على السلطة الشرعية. وحسب التقارير، فإن الأطفال في أغلب مناطق اليمن يعيشون من دون خدمات ويعانون الكثير من الانتهاكات والتحديات في سبيل الحصول على الاحتياجات الأساسية من غذاء وكساء ودواء.
وعلى صلة بالموضوع ذاته، كشفت إحصائية دولية حديثة، عن أن هجمات الميليشيات تقتل نحو 50 طفلاً يمنياً وتصيب 90 آخرين بإعاقة دائمة كل شهر، في حين تضرر الغالبية العظمى منهم بالأسلحة المتفجرة ذات الآثار الواسعة. وقال مشروع بيانات موقع وحدث النزاع المسلح، إنه بين عامي 2015 و2020، لقي ما لا يقل عن 3153 طفلاً مصرعهم في اليمن وأصيب 5660 طفلاً، وفقاً لتقرير صادر عن منظمة «يونيسيف».
وأكدت الإحصائية، أن التدمير المتعمد والمنهجي للبنية التحتية من قبل الميليشيات تسبب في حدوث كارثة إنسانية؛ إذ إن 93 في المائة من الأطفال في حاجة إلى مساعدات إنسانية، ومليونا طفل خارج المدرسة وواحد من كل خمسة فقد منزله. وأشارت إلى أنه وبسبب تدمير وتعطيل ميليشيات الحوثي للقطاع الصحي، فإن 10 ملايين و200 ألف طفل لا يحصلون على الرعاية الصحية، ويعتمدون على المنظمات للحصول على التطعيمات الأساسية والمياه والصرف الصحي والنظافة.
وكانت المملكة المتحدة اتهمت قبل أيام الانقلابيين الحوثيين بعرقلة عملية السلام في اليمن، وبتجنيد الأطفال للقتال، واختطاف النساء.
وقال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، في تغريدة له عبر حسابه على «تويتر»، «ما زلنا نشهد قصصاً مروعة عن أطفال يمنيين، يُجبرون على القتال، ونساء يتم اختطافهن في مناطق السيطرة الحوثية». وأضاف «المملكة المتحدة تدعو الحوثيين للقاء المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، وإنهاء هجوم مأرب وعرقلة عملية السلام».
وزير الدفاع اليمني: معركة مأرب مصيرية
شدد وزير الدفاع اليمني الفريق محمد المقدشي على أن معركة قوات الشرعية ضد الميليشيات الحوثية في محافظة مأرب مصيرية.
وقال خلال تفقده لجبهات القتال أول من أمس إن الشعب اليمني وقواته المسلحة وقيادته الشرعية يقفون في معركة مصيرية ضد الإرهاب الإيراني وميليشياته الحوثية، ولن يقبلوا بتحويل صنعاء واليمن إلى مستعمرة فارسية أو ساحة عبور لتهديد الأمن القومي العربي وتهديد خطوط وممرات الملاحة البحرية والمصالح العالمية الحيوية. ونوّه الفريق المقدشي بسير العمليات القتالية التي يخوضها الجيش والمقاومة ضد ميليشيات الحوثي في محافظة مأرب، بدعم ومساندة تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية.
من جانبه، تحدث العقيد محمد جابر مستشار قائد العمليات المشتركة لشؤون القبائل، ومدير عام مديرية بني الحارث، عن قيام الميليشيات الحوثية بتضليل البسطاء من الناس وحشدهم مقاتلين لجبهات القتال في مأرب، تحت شماعة أحداث القدس وغزة. وقال جابر في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن مصادر عدة في صنعاء وذمار أكدت قيام الحوثيين بحشد أعداد كبيرة من الناس وإرسالهم إلى جبهات صرواح والمشجع في مأرب.
وبحسب مستشار قائد العمليات المشتركة لشؤون القبائل، فإن الأعداد التي حشدها الحوثيون تعد أكبر من سابقاتها، وهو ما يمثل خطراً من الناحية العسكرية، لكنه أكد في الوقت ذاته أن «الحوثي لم ولن يلقى إلا كسر الجماجم في مأرب».
ويقود معارك قوات الشرعية في مأرب الفريق صغير بن عزيز رئيس هيئة الأركان. وقال العقيد جابر إن دعوة سلطان العرادة محافظة مأرب للنفير العام قوبلت من الجيش بفتح معسكرات الاستقبال ورفد الجبهات، و«نحن ننصح أبناء القبائل في المناطق الحوثية بالحفاظ على أبنائهم».
وكشف العقيد جابر عن انتهازية الميليشيات الحوثية وزجهم بأبناء القبائل للمحرقة، عندما طلب الحوثيون عبر وساطة قبلية استرداد جثث قتلاهم الهاشميين فقط. وانتقد المنطق الطائفي لدى الحوثيين في التعامل مع جثث قتلاهم. وقال: «في معركة صراوح والبلق كان عدد قتلى الحوثي كبيراً جداً، فأرسلوا وساطة من القبائل لأخذ الجثث، فوافقنا لكننا تفاجأنا بأن الوساطة تريد 13 جثة من أبناء الهاشميين فقط، فيما تركوا أكثر من 300 جثة، وعليه رفضنا ذلك بشكل قاطع واستدعينا الصليب الأحمر لأخذ الجثث كلها».
ولفت العقيد جابر إلى أن الحوثيين لا يزالون منذ رمضان يحاولون الضغط والهجوم عبر محاور عدة في جبهات المشجح والكسارة أو من جهة صراوح ويحاولون فتح ثغرة من أي جبهة أمامه، إلا أن قوات الجيش ورجال القبائل يتصدون لهم ويكبدونهم خسائر فادحة في الأرواح والمعدات. كما أشاد مستشار قائد العمليات المشتركة لشؤون القبائل بالدور المحوري والفعال لطيران التحالف الذي وصفه بـ«عمود ارتكاز المعركة». وأضاف «أكثر التعزيزات للحوثيين ضربت وتضرب على يد صقور سلاح الجو السعودي».
وفي السياق الميداني، أفاد الإعلام العسكري بأن قوات الجيش الوطني مسنودة بالمقاومة الشعبية وطيران تحالف دعم الشرعية، شنت أمس (الاثنين)، هجوماً مباغتاً تمكنت خلاله من دحر ميليشيات الحوثي من مواقع عدّة في جبهة الكسّارة غرب محافظة مأرب.
ونقل المركز الإعلامي للقوات المسلحة عن مصدر عسكري قوله إن «الهجوم أسفر عن سقوط كثير من عناصر ميليشيات الحوثي بين قتيل وجريح، فيما دمّرت نيران الجيش 3 عربات قتالية بعتادها وقتلت جميع من كانوا على متنها إضافة إلى خسائر أخرى في المعدّات».
وبحسب المصدر، استعاد الجيش أسلحة متوسطة وخفيفة وكميات من الذخائر المتنوعة، في حين استهدف طيران تحالف دعم الشرعية بعدّة غارات تجمعات وتعزيزات حوثية في جبهة الكسارة ومحيطها وأسفر القصف عن خسائر بشرية ومادية كبيرة في صفوف الميليشيات.
رئيس برلمان اليمن يطالب بضغط دولي على الحوثي وإيران
طالب رئيس البرلمان اليمني، سلطان البركاني، الاثنين، المجتمع الدولي بتكثيف الضغوط على ميليشيات الحوثي الانقلابية وداعميها الإيرانيين من أجل التعاطي غير المشروط مع مبادرات السلام الإقليمية والدولية.
وأكد رئيس البرلمان اليمني، أن استمرار ميليشيات الحوثي في تصعيدها العسكري على مأرب ينسف كافة جهود السلام ويفتح الباب أمام كافة الخيارات الأخرى لمواجهة هذه الميليشيات الطائفية ومشروعها الإيراني عسكرياً حتى تنصاع للسلام وتوقف حربها وانتهاكاتها بحق أبناء الشعب اليمني، وفق تعبيره.
جاء ذلك خلال لقاء البركاني مع السفير الفرنسي لدى اليمن جان ماري صفا، لمناقشة مستجدات الأوضاع على الساحة المحلية، بحسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية.
وأشار رئيس البرلمان اليمني، إلى استمرار ميليشيات الحوثي الانقلابية في عرقلة كافة جهود ومبادرات السلام الإقليمية والدولية، وآخرها المبادرة السعودية لتحقيق السلام وجهود المبعوثين الدولي والأميركي إلى اليمن.
واتهم ميليشيات الحوثي بالاستمرار في المتاجرة بالأوضاع الإنسانية والتي قال إنها "كانت السبب الأول في تفاقمها ووصولها إلى هذا الحد وتحاول المزايدة على المجتمع الدولي من خلال الملف الإنساني" .
كما جدد موقف الشرعية اليمنية الثابت من تحقيق السلام الدائم والعادل والقائم على المرجعيات المتوافق عليها داخلياً والمدعومة إقليمياً ودولياً والمتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل والقرارات الدولية ذات الصلة وفي مقدمتها القرار 2216.
بدوره تمنى السفير الفرنسي، إيقاف الاقتتال في مأرب وتجنيب الشعب اليمني ويلات الحروب والأخذ بخيارات السلام من خلال طاولة المفاوضات ووفقًا للقرارات الدولية.
كما تمنى إحلال السلام في جميع الأراضي اليمنية ورؤية اليمنيين جميعا وهم يتوجهون لمعالجة جميع المشكلات السياسية والاقتصادية وإنهاء معاناة الشعب اليمني.
بسبب صور سليماني.. الحوثي يداهم قرية يمنية ويختطف 42 مدنياً
كشف مركز حقوقي مستقل، الاثنين، عن تنفيذ ميليشيا الحوثي الانقلابية، حملة مداهمات لإحدى القرى شمالي اليمن، واقتياد 42 مدنيا إلى سجون سرية على خلفية اتهامهم بتمزيق شعارات حوثية وصور قيادات إيرانية منها صور قاسم سليماني.
وأفاد المركز الأميركي للعدالة (ACJ) في بيان، أن ميليشيا الحوثي نفذت حملة مداهمات على منازل أهالي قرية "العرة" في عزلة الأهجر بمديرية شبام محافظة المحويت، شمالي البلاد، ليلة 29 من رمضان الموافق 11 مايو 2021 م، بقيادة المشرف الحوثي أبو علي بثلاثة أطقم عسكرية تابعة للجماعة وبأوامر من فواز فارع، وهو مشرف الجماعة بمديرية شبام، وأحمد الخدري نائب المشرف بالمديرية.
وأوضح أن الأطقم الحوثية المدججة بالسلاح والمسلحين اقتحموا القرية وقاموا مباشرة بمداهمة المنازل ومعها المسجد التابع للقرية واقتادوا 42 مواطنا تحت تهديد السلاح إلى سجن سري تابع لجماعة الحوثي بمركز المديرية.
وأضاف "المعلومات الواردة للمركز تؤكد أن المختطفين جراء هذه الحادثة تعرضوا لمعاملة غير إنسانية وتعذيب نفسي وجسدي بهدف الاعتراف بوقوفهم خلف عملية طمس بعض الشعارات التابعة لجماعة الحوثي من على بعض جدران منازل القرية ومسجدها وتمزيق صور خاصة لقيادات في جماعة الحوثي وقيادات أخرى إيرانية منها صور قاسم سليماني، وصور خاصة بزعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله.
ونقل المركز الحقوقي عن (ع ص) وهو شاهد عيان وقريب لأحد المختطفين في الحادثة قوله" كانت ليلة رعب، لم نكن نتخيل أن يأتي يوم وننام بلا أمان في منازلنا إلا في عهد الحوثي، وفجأة تصحى على سماع فوضى رجال مسلحين يقتحمون قريتك، ويرهبون الأطفال والنساء دون أي ضمير أو وازع ورادع أخلاقي وإنساني، ليتم الزج بأقاربنا في أحد السجون والسبب هو صورة إيراني وشعار الموت".
وأضاف" كان أطفالنا ونساؤنا يعيشون في خوف شديد في تلك اللحظة وقد تعرضت بعض النساء للإصابة بأمراض من هول الفاجعة أثناء اقتحام عناصر الحوثي لبعض المنازل وإشهار السلاح في وجوه الناس".
وأكد المركز الأميركي للعدالة، أن استمرار جماعة الحوثي بارتكاب مثل هذه الانتهاكات يقلل من فرص السلام وخيارات إيقاف الحرب التي يحاول المجتمع الدولي والأمم المتحدة تثبيتها في اليمن، داعياً ميليشيا الحوثي لوقف هذه الانتهاكات بحق المواطنين وسرعة إطلاق كافة المختطفين.
كما دعا سائر المنظمات الأممية لإدانة هذه الحادثة والوقوف إلى جانب الضحايا ومساندتهم والضغط كذلك على جماعة الحوثي لإيقاف مسلسل الانتهاكات بحق الشعب اليمني.
تنديد يمني بهجوم حوثي استهدف سوقاً شعبية في الحديدة
في وقت واصلت الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران خروقها للهدنة الأممية في محافظة الحديدة، حيث الساحل الغربي لليمن، عبر شن الهجمات وقصف القرى السكنية، نددت الحكومة الشرعية بهجوم الميليشيات الذي استهدف يوم الأحد سوقاً شعبية، وأدى إلى مقتل وجرح ستة مدنيين.
واستنكر وزير الإعلام في الحكومة اليمنية معمر الإرياني، بأشد العبارات، «جريمة قصف ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران لمطعم في سوق الطايف الشعبي بمديرية الدريهمي جنوب محافظة الحديدة بطائرة مسيرة إيرانية الصنع، لحظة اكتظاظ السوق بالمئات من المدنيين، ما أسفر عن مقتل مدني وإصابة خمسة آخرين بجروح متفاوتة».
ووصف الإرياني الهجوم بـ«الجريمة الإرهابية النكراء»، التي قال إنها «امتداد لمسلسل الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها ميليشيا الحوثي بحق المواطنين في المناطق المحررة بمحافظة الحديدة، من قصف بالمدفعية وقذائف الهاون والطيران المسير وزراعة الألغام والعبوات الناسفة في الطرق العامة، التي يذهب ضحيتها المدنيون من الأطفال والنساء».
وطالب الوزير اليمني المبعوث الأممي وبعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة بإدانة «هذه الجريمة النكراء باعتبارها جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، وانتهاكاً سافراً لاتفاق ستوكهولم». كما دعا المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى «ممارسة الضغط على ميليشيات الحوثي الإرهابية لوقف استهدافها الممنهج للمدنيين في المناطق المحررة، وتقديم المسؤولين عن الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها بحق المدنيين الأبرياء للمحاسبة».
إلى ذلك، أفاد الإعلام العسكري للقوات اليمنية المشتركة بأن القوات أحبطت، أمس (الاثنين)، محاولة تسلل نفذتها ميليشيات الحوثي المدعومة إيرانياً، داخل مدينة الحديدة بالساحل الغربي اليمني. ونقل المركز الإعلامي لألوية قوات العمالقة عن مصدر عسكري قوله «إن القوات المشتركة رصدت تحركات عسكرية لعناصر تابعة لميليشيات الحوثي في قطاعي شارع صنعاء والمطار داخل مدينة الحديدة»، مؤكداً أن «القوات المشتركة أخمدت تحركات الميليشيات الإرهابية وكبدتها خسائر فادحة في صفوف عناصرها المتسللين فيما لاذ البقية بالفرار تحت وطأة النيران».
ومع تصاعد الخروق الحوثية كان الإعلام العسكري أفاد بأن القوات وجهت، يوم الأحد، «ضربات مركزة وموجعة للميليشيات في جبهة الدريهمي جنوب الحديدة، انتقاماً لضحايا المجزرة التي ارتكبتها بحق المدنيين في الدريهمي».
ومنذ إعلان الهدنة الهشة التي رعتها الأمم المتحدة بموجب اتفاق السويد في أواخر 2018، ارتكبت الميليشيات الحوثية آلاف الخروق التي تسببت في مقتل المئات من المدنيين.
ورغم وجود البعثة الأممية لإعادة تنسيق الانتشار في محافظة الحديدة، فإن هذه الخروق لم تتوقف، كما أن البعثة تجمد عملها فعلياً، منذ العام الماضي بعد أن أفشلت الميليشيات الحوثية موضوع نقاط المراقبة المشتركة وقامت بقنص أحد ضباط ارتباط الفريق الحكومي في إحدى تلك النقاط.
يشار إلى أن الميليشيات الحوثية صعدت من عملياتها الهجومية غربي محافظة مأرب وشمالها الغربي، ابتداءً من يوم عيد الفطر، كما امتد هذا التصعيد إلى محافظة تعز، في وقت أعلن الجيش اليمني المسنود برجال القبائل وتحالف دعم الشرعية عن تكبيد الجماعة عشرات القتلى والجرحى.
وفيما أحصت مصادر يمنية قيام الميليشيات بتشييع أكثر من 500 قتيل من عناصرها خلال شهر رمضان فقط، ذكر قادة في الجيش اليمني في تصريحات رسمية أن عشرات الجثث لعناصر الجماعة لا تزال مرمية عند خطوط التماس غربي مأرب.
وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أعلن، في أحدث تصريحات له، أن بلاده لن تقبل بوجود المشروع الإيراني مهما كلف ذلك من ثمن، في إشارة إلى تمسك الشرعية بمواجهة الميليشيات الحوثية المدعومة من طهران عسكرياً، خصوصاً بعد أن رفضت الجماعة الخطط المقترحة للسلام.