هجوم مدينة سبها.. هل يعيد خلايا داعش النائمة فى ليبيا ؟
الثلاثاء 08/يونيو/2021 - 04:10 ص
طباعة
أميرة الشريف
أعلن تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته عن هجوم استهدف حاجزا أمنيا في مدينة سبها، أكبر مدن الجنوب الليبي الواقعة على بعد نحو 750 كلم جنوب غرب العاصمة طرابلس، وأسفر عن مصرع اثنين وإصابة خمسة آخرين.
ودان رئيس الحكومة الليبية عبد الحميد دبيبة الهجوم "الإرهابي الجبان" الذي استهدف حاجزاً أمنياً في مدينة سبها جنوب ليبيا الأحد، وتسبب في مقتل رجلي أمن وإصابة 5 آخرين بجروح، وقدم تعازيه لأسر "الشهيدين".
وأعلن داعش مسؤوليته عن الهجوم الانتحاري بسيارة مفخخة، وجاء في بيان نشرته وكالة دعائية تابعة للتنظيم أن "أحد فرسان الشهادة ... فجر سيارته المفخخة" بين عناصر حاجز تفتيش "في منطقة مازق شمال مدينة سبها"، متحدثًا عن سقوط أربعة قتلى "على الأقل"، فيما لم تتحدث المصادر الرسمية سوى عن مقتل ضابطي شرطة وعن إصابة خمسة أشخاص بجروح.
ويعد هذا الهجوم الأول منذ أكثر من عام في مدينة سبها أكبر مدن الجنوب الليبي الواقعة على بعد نحو 750 كلم جنوب غرب العاصمة طرابلس، وتخضع لسيطرة قوات المشير خليفة حفتر منذ أكثر من عامين.
وأدانت سفارة الولايات المتحدة في ليبيا بشدة الهجوم الذي وقع في سبها والذي أودى بحياة ضابطين على الأقل من جهاز البحث الجنائي. وقالت السفارة إن هنالك قوى مصممة على تقويض الاستقرار والوحدة في ليبيا. وأضافت بأنها ستقف مع الملتزمين ببناء مستقبل أكثر سلامًا وازدهارًا لليبيا، بما في ذلك إجراء الانتخابات في ديسمبر، وتوحيد مؤسسات البلاد، ومكافحة الإرهاب، والعمل على التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار.
وشهدت سبها والمدن المجاورة لها هجمات نفذتها جماعات إسلامية متطرفة طيلة السنوات الماضية. وتعرضت هذه المنطقة لضربات جوية أمريكية استهدفت قادة وفلول عناصر الجماعات المتطرفة الناشطة في المناطق الصحراوية القريبة منها.
ويأتي الهجوم في وقت تحاول ليبيا الخروج من حالة الفوضى التي عاشتها منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011.
وأتاح تفكك الأجهزة الأمنية الليبية فرصة للجماعات المتطرفة لكي تنشط في المنطقة وعلى رأسها تنظيم "الدولة الإسلامية" منذ 2014.
وبعد أن ضاعف التنظيم هجماته، فقد نفوذه تدريجيًا بخسارة معاقله حول مدينتي سرت (شمال الوسط) نهاية عام 2016 ودرنة (شرقًا) في عام 2018، لكن رغم ضعفه وانكفائه إلى المناطق الصحراوية أو تغلغله بين السكان على ساحل البحر الأبيض المتوسط، ما زال التنظيم يشكل تهديدًا.
ووقعت الأطراف الليبية اتفاق وقف إطلاق النار في أكتوبر الماضي في عموم ليبيا، وبدأت عملية انتقالية شهدت تشكيل حكومة موحدة تسعى إلى توحيد مؤسسات البلاد وتنظيم انتخابات في نهاية العام الجاري.
ويتهم ناشطون سياسيون، جهات ليبية بتعمد نشر العنف والإرهاب، لبث اليأس في النفوس، وترهيب الليبيين من الذهاب إلى صناديق الاقتراع.
و يرى المراقبون أن استهداف مدينة سبها ليس اعتباطياً، باعتبارها تخضع لسيطرة الجيش الوطني، الذي لا تزال جماعة الإخوان وحلفاؤها من أمراء الحرب وقادة الميليشيات، يحرضون ضده، وينادون بإقصاء قيادته من المشهد العام في البلاد.
ويخشى المراقبون من أن يكن الهجوم الإرهابي بمدينة سبها، مؤشراً على عودة الإرهاب والعنف إلى البلاد، ضمن خطة ممنهجة هدفها الدفع إلى مزيد التوتر وتأجيل الانتخابات عن موعدها المحدد، وإرباك الموقف الدولي، مشيرين إلى أن الخلايا النائمة موجودة في أغلب مناطق ليبيا، وأن هناك أيادي محلية وإقليمية غير متحمسة للحل السياسي ولخارطة الطريق التي أقرها ملتقى الحوار السياسي وتبناها مجلس الأمن في منتصف أبريل الماضي.