إخوان ليبيا تسيطر من جديد.. اختيار باشاآغا رئيسا للحكومة

الجمعة 11/فبراير/2022 - 01:25 م
طباعة إخوان ليبيا تسيطر أميرة الشريف
 
ما زالت مساعي إخوان ليبيا مستمرة للهيمنة والسيطرة علي مقاليد الحكم في البلاد، حيث تم اختيار فتحي باشاغا رئيسا للحكومة خلفا لعبد الحميد الدبيبة.
جاء ذلك بعد صراعات طويلة بين البرلمان الليبي وما يسمي بالمجلس الأعلي للدولة الذي يسيطر عليه جماعة الإخوان بسبب الاختلاف علي استمرار عبد الحميد الدبيبة رئيسا للحكومة.
وصوت مجلس النواب بالإجماع على اختيار فتحي باشاغا، رئيسا للحكومة الليبية الجديدة، بعد تزكيته من ما يسمى المجلس الأعلى للدولة الذي تسيطر عليه جماعة الإخوان الإرهابية.
وتعيش ليبيا مرحلة جديدة قد تساهمً في مد الفترة الانتقالية، وتأجيل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي ترقبها الشعب الليبي منذ سنوات.
وكان طالب اثنان وعشرون نائبا من المنطقة الغربية في ليبيا رئيس البرلمان بتنصيب فتحي باشاغا رئيسا للحكومة بديلا الدبيبة.
وفي وقت سابق، أعلن رئيس مجلس النواب الليبي، المستشار عقيلة صالح، أن باشاغا بات المرشح الوحيد لرئاسة حكومة الاستقرار الجديدة.
وقال صالح، خلال جلسة مجلس النواب الليبي، إن المرشح خالد البيباص تقدم بطلب انسحاب من سباق الترشح على منصب رئيس الحكومة الجديدة خلفا للحكومة الحالية برئاسة عبد الحميد الدبيبة.
وكشف صالح عن تسلمه رسالة من ما يعرف بـ"مجلس الأعلى للدولة" تزكي فيها المرشح فتحي باشاغا رئيسا لحكومة الاستقرار الجديدة.
وبعد التصويت على منصب رئيس الحكومة، أعلن رئيس مجلس النواب الليبي تعليق جلسة البرلمان إلى موعد لاحق يبلغ به الأعضاء.
وترشح لرئاسة الحكومة الجديدة اثنان هما وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا وخالد عامر بشير البيباص، بعد استيفاء شروط الترشح للمنصب، إلا أن الأخير أعلن اليوم الخميس انسحابه ليكون الأول الوحيد خلفاً لعبد الحميد الدبيبة الرئيس السابق.
وكانت حكومة الوحدة الوطنية بقيادة الدبيبة قد انتخبت مطلع العام الماضي لتولي إدارة البلاد حتى موعد إجراء الانتخابات العامة في 24 ديسمبر 2021، إلا أنها واصلت عملها بعد الفشل في إجراء الانتخابات.
وشدد باشاغا على أن الحكومة التي فوضه مجلس النواب بتشكيلها "ستكون لكل الليبيين"، مشيرا إلى عدم وجود "مكان للكراهية والحقد والانتقام والظلم".
كما أعلن أن علاقة بلاده مع جميع دول العالم ستكون مبنية على الاحترام المتبادل، مشيرا في الشأن الداخلي إلى أنه سيتعامل "بشكل دائم مع مجلس النواب ومجلس الدولة فلا يمكن للحكومة ان تنجح دون العمل مع السلطة التشريعية".
رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة بالمقابل، تحدث بعد أن أكد أنه باق في منصبه، عن مبادرة تقود إلى انتخابات قبل يونيو 2022، وقال إنه رفض عرضا من رئيس مجلس النواب عقيلة صالح للاستمرار في الحكومة مقابل عدم الترشح للانتخابات المقبلة.
أما المتحدث باسم مجلس النواب عبد الله بليحق، فقد أعلن أن رئيس الحكومة المكلف فتحي باشاغا قد تسلم من مدير مكتب شؤون الرئاسة بالمجلس قرار تكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة، مشيرا على أن باشاغا مطالب بتشكيل حكومته "في غضون 15 يوما من تاريخه".
دوليا، أعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوغاريك أن "المنظمة الدولية لا تزال تدعم عبد الحميد الدبيبة بوصفه رئيسا للوزراء في ليبيا"، لافتا في الوقت نفسه إلى أن مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة الخاصة بليبيا، ستيفاني وليامز، تجري مشاورات مع الأطراف الليبية لاستيضاح الموقف.
أما إيطاليا فأعلنت على لسان نائبة وزير خارجيتها، مارينا سيريني أنها "تواصل في هذا الوضع الدقيق، ضمان دعمها لعمل الأمم المتحدة والمستشارة الخاصة للأمين العام، ستيفاني وليامز، حتى لا نغفل عن الهدف الرئيسي المتمثل في إجراء انتخابات حرة ونزيهة وشاملة".
وسجل باشاغا، حافل بدعم الميليشيات والكتائب المسلحة وخاصة المنحدرة عن مدينة مصراته، فضلا عن دوره الكبير في توفير الدعم اللازم للمسلحين في الهجوم الإرهابي على منطقة الهلال النفطي. 
ومن أبرز جرائم باشاغا هي استضافة عراب الدمار في ليبيا، الصهيوني الفرنسي برنارد ليفي الذي زار مصراته  مايو الماضي وسط حراسة مشددة تابعة لميليشيا الآغا، وسيارة تحمل عبارة إدارة المهام الخاصة، ودافع باشاغا عن زيارة عراب ومهندس أحداث فبراير، التي دفعت ليبيا إلي حالها الأن.
وعلاقات باشاغا بليفي ليست وليدة اللحظة، فقد كان باشاغا وفق اعترافه ووفق ما أسمته وسائل الإعلام في 2011م منسق غرفة مصراته للتواصل مع الناتو، أو منسق عمليات الناتو في مصراته، حيث اعتاد الظهور على الفضائيات تحت هذا المسمى.
ومنذ اللحظة الأولى لتواجد الناتو في ليبيا، كان باشاغا منسقًا لعملياته في ليبيا من داخل غرفة عمليات مصراته التي اتخذت من المجلس العسكري مصراته اسمًا وستارًا لها، ليواصل باشاغا تقديم المعلومات وإحداثيات قوات الشعب المسلح، وأهم المرافق الاستراتيجية لحلف شمال الأطلسي ليقوم بقصفها أولاً بأول.
واستطاع باشاغا الذي تولى زمام مكتب المعلومات وتقديم الإحداثيات إلى حلف الناتو والتنسيق في المجلس العسكري لمدينة مصراته، أن يسهم في تدمير البنية التحتية الليبية، مثله مثل أي جاسوس أو عميل استخباراتي يقدم المعلومات للعدو لتخريب بلاده، متخفيًا تحت ستار الثورة والثوار، خاصة وإن كان الصهيوني برنارد ليفي هو قائد ومُلهم هؤلاء الثوار، ولذا كانت مصراتة هي محط ليفي والمدينة المُفضلة له في ليبيا عام 2011.

شارك