تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات– آراء) اليوم 12 فبراير 2022.
منذ التحاقها بجبهات القتال، غيّرت «ألوية اليمن السعيد»، التي تولى التحالف تدريبها وتسليحها، مسار المعركة مع ميليشيا الحوثي.
وبعد نحو عام من الهجوم المتواصل للميليشيا على محافظة مأرب، تحولت اليوم إلى موقع الدفاع، وخسرت مساحات كبيرة من الأراضي في حجة وصعدة بعد تلك الخسائر التي تكبدتها في محافظة شبوة.
طوال العامين الأخيرين سعت الحكومة الشرعية وتحالف دعم الشرعية في اليمن إلى التهدئة وتقديم الخيار السلمي على أي خيار آخر وتفاعلا بإيجابية مع مقترحات وجهود الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، إدراكاً منهما للأوضاع الإنسانية المأساوية التي يعيشها الملايين من اليمنيين نتيجة الحرب التي أشعلتها الميليشيا.
لكنها فهمت ذلك بطريقة مختلفة، وذهبت نحو التصعيد، وهاجمت محافظتي مأرب، ومن ثم محافظة شبوة، أملاً في الوصول إلى منابع النفط والغاز، وعندما سدت كل المنافذ المؤدية إلى اتفاق سياسي، كان لا بدّ من ردعها وحماية أكثر من أربعة مليون نازح يعيشون في محافظة مأرب وحماية الثورات الطبيعية للبلاد.
وفي اتجاه آخر، دفعت قوات التحالف بوحدات أخرى من «ألوية اليمن السعيد» إلى غرب البلاد، حيث تقدمت في عمق محافظة صعدة في محور الملاحيظ غرب المحافظة بالتوازي مع تقدّم مماثل في محافظة حجة غرب اليمن، حيث توغلت هذه الوحدات المتمرسة على حرب العصابات وحول الشوارع وسط مدينة حرض الحدودية مع المملكة العربية السعودية.
وتحاصر منذ أسبوع مجاميع الميليشيا في أحد أجزاء المديرية. في غضون ذلك، حررت «ألوية اليمن السعيد» وقوات المنطقة العسكرية الخامسة، ثلاث قرى في مديرية حرض بمحافظة حجة، بعد أن سيطرت على 80 في المئة من المديرية وأمّنت 70 كيلو من الطريق الدولي الذي يربط اليمن بالسعودية عبر محافظة حجة إلى محافظة الحديدة. كما حررت ألوية العمالقة والجيش منطقتين في مديرية العبدية في جنوب محافظة مأرب.
أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن، ليلة الجمعة إلى السبت، بدء تنفيذ عملية عسكرية بصنعاء استجابة للتهديدات.
وطلب التحالف من المدنيين عدم الاقتراب من المواقع المستهدفة بصنعاء.
وكان تحالف دعم الشرعية في اليمن أكد الخميس، أن الدفاعات السعودية دمرت مسيّرة أطلقت تجاه مطار أبها الدولي. وأشار إلى سقوط شظايا اعتراض الطائرة المسيرة بمحيط المطار.
وتحدث التحالف عن سقوط 12 إصابة مدنية طفيفة من العاملين والمسافرين من جنسيات مختلفة في مطار أبها.
وأكد التحالف في بيان أنه سيتخذ "إجراءات عملياتية حازمة استجابة للتهديدات ضد المطارات المدنية والمسافرين"، مؤكداً أن الحوثيين اختاروا التصعيد السافر باستهداف المطارات المدنية والمدنيين، مشيراً إلى أن "تعمد ميليشيا الحوثي استهداف مطارات مدنية تمادٍ لا يمكن التغاضي عنه ويستوجب الردع".
بالتوازي مع العمليات العسكرية التي يقودها الجيش اليمني منذ أكثر من أسبوع لتطهير مدينة حرض الحدودية في محافظة حجة (شمال غرب)، أكد تحالف دعم الشرعية إطلاق عمليات جديدة في محافظة صعدة أمس (الجمعة) واكبها استمرار عمليات إسناد جوي أدت إلى تدمير العديد الآليات العسكرية الحوثية.
وفيما أكد الجيش اليمني أنه استعاد نحو 80 في المائة من مدينة حرض، أعلن التحالف أنه نفذ 16 عملية استهداف ضد الميليشيات الحوثية في حجة وصعدة خلال 24 ساعة، وأن الاستهدافات دمرت 13 آلية عسكرية وكبدت الميليشيات خسائر بشرية.
وأفاد التحالف في تغريد بثته «واس» بوجود «تقدمات نوعية لألوية اليمن السعيد بعد انطلاق العمليات فجر الجمعة بمحافظة صعدة، موضحاً أن الألوية «تم تجهيزها ودعمها من التحالف بالتنسيق مع وزارة الدفاع اليمنية».
في الأثناء واصلت قوات الجيش تقدمها في جبهات حرض، وفق الإعلام العسكري للجيش اليمني، وسط انهيارات في صفوف الميليشيات الحوثية، ونقل الموقع الرسمي للجيش (سبتمبر نت) عن قائد لواء الفرسان العميد عبد الحكيم غضبان قوله: «إن عناصر الجيش نفذوا، عملية هجومية مباغتة على مواقع ميليشيات الحوثي، تمكنوا خلالها من تحرير قرى أم الحصم، وأم التراب، والحمراء شمال شرقي مدينة حرض».
وبحسب القائد العسكري اليمني فإن قوات الجيش مسنودة بطيران تحالف دعم الشرعية، «تواصل تمشيط الأحياء الشرقية والجنوبية لمدينة حرض وملاحقة من تبقى من عناصر الحوثي، وتطهيرها من الألغام، في حين نفذت مقاتلات التحالف عدة غارات جوية، استهدف بها تجمعات الميليشيا في المدينة ذاتها، ما أسفر عن مصرع وجرح العشرات من عناصر الميليشيا، وتدمير آليات تابعة لها».
إلى ذلك قال المتحدث باسم الجيش اليمني العميد عبده مجلي: «إن قوات الجيش في المنطقة العسكرية الخامسة، تواصل لليوم الثامن على التوالي تحقيق التقدمات المتسارعة على الأرض في مديرية حرض، بمحافظة حجة، من خلال الالتفاف والتطويق والسيطرة على الطرق والهيئات الحاكمة».
وأكد مجلي في إيجاز لوسائل الإعلام أمس (الجمعة) أن قوات الجيش حررت أجزاءً واسعة من مدينة حرض بنسبة 80 في المائة وأنه تم تحرير معسكر المحصام الاستراتيجي المطل على المدينة من الجهة الشرقية، وكذلك تحرير جبال الحصنين وسلسلة جبال الهيجة الاستراتيجية شرق جبل المحصام، وتحرير قرى أم الحصن وأم التراب والحمراء، شمال شرقي المدينة، وكذلك تأمين الخط الدولي الرابط بين محافظتي حجة والحديدة بمسافة 70 كيلومتراً.
وأوضح المتحدث باسم الجيش اليمني أن القوات «تتعامل مع بقايا من عناصر الميليشيا في عمق مدينة حرض، كما أن الفرق الهندسية تعمل على إزالة العوائق والألغام، التي زرعتها الميليشيا الإرهابية، في الطرقات والمرافق الحكومية ومنازل المواطنين».
وأفاد بأنه «خلال المعارك الهجومية دمرت مدفعية الجيش مواقع وتحصينات وعربات وأسلحة الميليشيا الحوثية، في حين نفذت مقاتلات تحالف دعم الشرعية الغارات الجوية الدقيقة التي استهدفت مراكز القيادة والسيطرة والمواقع والآليات والتعزيزات الحوثية وكبدتها خسائر كبيرة في العتاد والأرواح».
أما في الجبهات الجنوبية لمحافظة مأرب، فأكد العميد مجلي أن الجيش وألوية العمالقة يواصلان وبإسناد من الطيران المقاتل عمليات التحرير للمواقع الحاكمة بين مديريتي حريب والجوبة، مشيراً إلى أن الدفاعات الجوية أسقطت طائرات مسيرة، كانت في طريقها لاستهداف المدنيين.
كما أكد أن قوات العمالقة أكملت السيطرة على مفترق الطرق الهامة الرابطة بين مديرية حريب ومديرية العبدية، وأنه تم تحرير منطقتي الجفرة وآل أبو غانم في مديرية العبدية.
وقال مجلي: «خلال العمليات الهجومية تمت استعادة كميات كبيرة من الأسلحة والمعدات والذخائر المتنوعة وتكبيد الميليشيا الحوثية الإيرانية الخسائر الكبيرة، في الأرواح والعتاد».
أما عن جبهات مديرية الجوبة، فأشار إلى استمرار العمليات القتالية الهجومية، للجيش والمقاومة الشعبية، ورجال القبائل والتي تم من خلالها تحرير منطقة الفليحة بالكامل ومواقع حاكمة في مناطق العمود ولظاة والبور في مديرية الجوبة. مؤكد أن طيران تحالف دعم الشرعية حقق دوراً فعالاً في تدمير قدرات الميليشيا الحوثية وآلياتها العسكرية.
وتطرق مجلي للعمليات القتالية في محافظة تعز، وأشار إلى أنه تم صد التسللات والهجمات الحوثية في منطقة العنين، غرب المحافظة، فيما تقوم الميليشيا باستهداف المدنيين في القرى والمناطق التابعة لعزلة بلاد الوافي حيث أسفرت تلك الجرائم عن مقتل العديد من المدنيين بينهم أطفال ونساء.
وقال إن القوات «شنت هجوماً مباغتاً في جبهة الأحطوب، وتم تحرير السلسلة الجبلية فيها والمناطق الحاكمة فيها، بكفاءة قتالية وروح معنوية عالية وتم تكبيد الميليشيا الحوثية الخسائر الكبيرة في الأرواح والعتاد».
وفي جبهة مقبنة، أفاد مجلي بأن العمليات الهجومية مستمرة، وأنه تم تحرير فيها مواقع استراتيجية، منها موقع الحصن ومساحات واسعة في منطقة الأخلود، وتم إلحاق الخسائر بالميليشيا مادياً وفي عناصرها البشرية.
وقال إن مقاتلات التحالف نفذت العديد من الغارات التي استهدفت تحصينات الحوثيين في مديريتي جبل جبشي ومقبنة ودمرت العديد من الآليات القتالية للميليشيات.
وندد المتحدث باسم الجيش اليمني بتصعيد الأعمال الإرهابية من قبل الميليشيات الحوثية من خلال إطلاق الصواريخ الباليستية والطيران المسير المتفجر على الأعيان المدنية والمنشآت الحيوية في الداخل اليمني وعلى دول الجوار.
وأوضح أن الميليشيات «تواصل قصف المدن اليمنية المكتظة بالسكان والنازحين في تعز ومأرب وبيحان وحرض ومثلث عاهم بطريقة ممنهجة ومتعمدة لاستهداف المدنيين والأعيان المدنية والمصالح والمنشآت الحيوية».
اتهمت مصادر طبية وأخرى حقوقية يمنية الميليشيات الحوثية بمواصلة استغلال معاناة مرضى السرطان القابعين في المدن والمناطق تحت سيطرة الجماعة؛ وهو ما تسبب في ارتفاع أعداد المرضى إلى أكثر من 71 ألفاً، منهم 40 ألف حالة تم تسجيلها خلال السنوات القليلة الماضية.
وذكرت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، أن بعض أساليب وطرق الاستغلال التي اتبعتها الميليشيات حديثاً بحق مرضى السرطان تمثل بفرض مبالغ ضخمة على التجار ورجال الأعمال لصالح صندوقها الذي زعمت مراراً أنه مخصص لمكافحة المرض، إضافة إلى المتاجرة بكميات كبيرة من العلاجات باهظة الثمن المقدمة لهم مجاناً من قبل المنظمات وبيعها في السوق السوداء بغية مضاعفة أوجاع المرضى، إلى جانب نهبها المتكرر لمعونات غذائية كانت مخصصة لصالح المرضى.
وبالتوازي مع ذلك، أكدت المصادر، أن الميليشيات الحوثية لا تزال تقف عائقاً لأشهر أمام وصول مختلف أنواع الأدوية والعلاجات المقدمة من المنظمات الخارجية لصالح عشرات الآلاف من مرضى السرطان تحت مبرر إجراء عمليات الفحص والمتابعة.
وكشفت المصادر نفسها عن تنظيم الانقلابيين الحوثيين على مدى الفترات الماضية العشرات من المؤتمرات والملتقيات التي في ظاهرها إنقاذ مرضى السرطان وفي باطنها مساندة ودعم مقاتلي الجماعة.
وتحدثت المصادر عن إطلاق الميليشيات طيلة السنوات المنصرمة المئات من حملات التبرعات الوهمية التي ذهب كل ريعها إلى جيوب كبار قادتها ولخدمة حروبها ومشاريعها التدميرية.
وكان قادة الميليشيات الذين يسيطرون على قطاع الصحة في مناطقهم اعترفوا قبل أيام بوجود 71 ألف حالة مصابة بالسرطان، تم تسجيلهم منذ انقلاب الجماعة على الشرعية أواخر 2014، كما اعترفوا بأن نحو 9 آلاف حالة مصابة بمرض السرطان تضاف سنوياً، 15 في المائة منهم من الأطفال.
في غضون ذلك، حذرت منظمة الصحة العالمية من تزايد أعداد مرضى السرطان بشكل مخيف في اليمن. وكشفت المنظمة أخيراً عن حالة مخيفة جراء تزايد أعداد مرضى السرطان، بالتوازي مع استمرار الحرب العبثية التي تشنها الميليشيات الانقلابية.
وذكر ممثل المنظمة في اليمن، أدهم عبد المنعم، أن مرضى السرطان باليمن في تزايد مخيف وأنهم في حاجة إلى الكثير من الجهود والمساندة. وأضاف «سنعمل على بذل أقصى ما يمكن في تقديم الخدمات».
وعلى صعيد متصل، أرجع عاملون في مجال مكافحة السرطان بصنعاء بعض الأسباب التي تقف وراء التزايد المخيف في أعداد المرضى بأنه يعود إلى جريمة الانقلاب وآلة الحرب الحوثية وفساد وإهمال الجماعة المتعمد الذي قاد إلى خروج معظم المرافق الطبية عن الخدمة خلال السنوات السبع الماضية، فضلاً عن مواصلة تخصيصها أغلب المساعدات الصحية الإنسانية لمصلحة عناصرها وجرحاها. وأشار البعض منهم لـ«الشرق الأوسط» إلى أن عمليات النهب الحوثية المستمرة للميزانيات التشغيلية المقدمة لمراكز علاج الأورام ومواصلة الاستهداف الممنهج لعديد من المؤسسات والجمعيات المعنية بعلاج السرطان شكلت أسباباً أخرى لتفاقم حجم الكارثة.
وحمّل العاملون الصحيون ومعهم أسر مرضى سرطان في صنعاء الجماعة مسؤولية تفاقم الحالة الصحية التي وصل إليها الكثير من المرضى جراء استمرار سياسات النهب والعبث والتدمير المنظم بحق القطاع الصحي.
وحذروا من مغبة تسبب آلة الفساد الحوثية بتوقف أنشطة ما تبقى من المراكز والمؤسسات الحكومية والأهلية المعنية بمكافحة مرض السرطان في عموم مناطق سيطرة الجماعة. مؤكدين بذات الصدد أن الميليشيات لا تزال مستمرة في مناطق سيطرتها بعرقلة وصول الكثير من الأدوية الخاصة بمرضى السرطان وأمراض مستعصية أخرى.
تصعيد مستمر واعتداءات إرهابية على الأعيان المدنية في الداخل اليمني وجواره، طائرات مسيرة مفخخة وصواريخ باليستية، تصعيد حوثي دفع «الشرق الأوسط» إلى استمزاج باحثين وسياسيين يمنيين، دعوا في مقارباتهم إلى أن الإرهاب الحوثي يحتاج «عمليات عسكرية حاسمة»، بدءاً من استعادة موانئ الحديدة وإطلاق مختلف الجبهات القتالية وصولاً إلى صنعاء.
هذه الدعوات المقترحة واكبها يقين متزايد في الشارع السياسي اليمني بأن الميليشيات الحوثية ومن ورائها إيران لن ترضخ أبداً للمساعي الأممية والدولية الرامية إلى إحلال السلام، إذ إنها تراهن على قوة السلام للاستمرار في اختطاف الدولة اليمنية وتجذير المشروع الإيراني في جنوب الجزيرة العربية بما في ذلك تمكين طهران من التحكم بحركة الملاحة في البحر الأحمر.
شرعت تجارب السنوات الماضية في تشكيل عناوين لسرديات الحرب، أبرزها هو أن التنديد الدولي والأممي بالهجمات الإرهابية الحوثية، لن يكون كافياً لردع الجماعة الانقلابية، التي قال الباحثون والسياسيون إنها «لا تعير أي اهتمام بمثل هذه البيانات، خصوصاً أنها باتت ترى فيها نوعاً من الضعف الدولي والتراخي المحرض على ارتكاب المزيد من الهجمات».
تحرير الحديدة
«الاستمرار على الاستراتيجية المتبعة من قبل المجتمع الدولي في التعاطي مع الملف اليمني بهذه الطريقة لن يحقق السلام وسيزيد التصعيد من قبل الميليشيات الإرهابية لاستهداف الأعيان المدنية بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة». هذا ما قاله وكيل وزارة الإعلام اليمنية فياض النعمان، الذي جزم في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن التصعيد الإرهابي للميليشيات ضد الأعيان المدنية في اليمن والسعودية وضد الملاحة الدولية لن يتوقف إلا «من خلال عملية عسكرية يتم من خلالها تحرير موانئ الحديدة التي تستخدم كممرات لتهريب الأسلحة النوعية والطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية والقوارب المفخخة القادمة من طهران، وتجاهل أصوات المنظمات الأممية التي تخدم الميليشيات الحوثية تحت لافتة الأعمال الإنسانية والمساعدات».
يضيف النعمان: «سبع سنوات مرت ولا تزال إيران تخترق القرارات الدولية في تهريب الأسلحة للميليشيات الإرهابية الحوثية في ظل غياب الإجراءات الرادعة للأمم المتحدة وعدم تحقيق أي تقدم في مسار الحل السياسي للأزمة اليمنية رغم التوصل إلى اتفاق استوكهولم الذي ظل على مدى ثلاث سنوات حبراً على ورق ولم ينفذ منه شيء واستخدمته الميليشيات كغطاء لاستمرار أعمالها الإرهابية ضد اليمنيين ودور الجوار».
ويعتقد الوكيل أن الحل الأنسب لإيقاف الإرهاب الحوثي هو «تفعيل كل الجبهات العسكرية وهو ما سيعمل على كسر الميليشيات الحوثية وإنهاء قدراتها العسكرية وقطع تدفق الأسلحة إليها وهي أولى خطوات تحقيق السلام في الأزمة اليمنية».
قطع الإمداد واستهداف الخبراء
يستعرض الكاتب والصحافي اليمني وضاح الجليل مراحل تنامي القدرات الإرهابية للحوثيين، ويقترح في حديثه لـ«الشرق الأوسط» منع تدفق الأسلحة إلى الميليشيات واستهداف خبراء الصواريخ والطائرات المسيرة من عناصر الجماعة.
ويقول الجليل: «بين فترة وأخرى يتضح لنا وللعالم أن الميليشيات الحوثية تطور من قدراتها وإمكانياتها النوعية لاستهداف أمن المنطقة، فبعد أن ظلت لفترة طويلة لا تستطيع استخدام الصواريخ الباليستية الموجودة في ترسانة الجيش اليمني التي استولت عليها، بسبب عدم مقدرتها على إخراج عربات وبطاريات هذه الصواريخ من مخابئها واستخدامها؛ ثم وجدناها فجأة قادرة على ذلك، ولاحقاً تمكنت من تطوير مدى هذه الصواريخ لتستهدف مناطق ومدناً في المملكة العربية السعودية بعيداً عن الحدود اليمنية وعن أماكن الإطلاق».
ويضيف: «ظهرت بعد ذلك الطائرات المسيرة التي ظن الجميع أنها مجرد ألعاب أطفال عادية أو طائرات من تلك المستخدمة للتصوير؛ لنكتشف أن الميليشيا تمتلك طائرات مسيرة نوعية لديها القدرة على الطيران مسافات طويلة وحمل متفجرات ثقيلة أو شديدة الانفجار وضرب أهداف بعيدة، وبرغم كل هذا لم يتوقع أحد أن لديها إمكانية لاستهداف الإمارات العربية المتحدة نظراً لبعدها الجغرافي عن اليمن وعن مناطق سيطرة الميليشيا، إلا أن الميليشيا فعلت ذلك مؤخراً وبشكل فاجأ الجميع».
إزاء التصاعد في قدرات الميليشيا على امتلاك أسلحة نوعية واستخدامها في استهداف الأعيان المدنية والمنشآت الحيوية، وأعمال القرصنة البحرية وزراعة الألغام في البحر الأحمر؛ يرى الجليل أن «الحلول المثالية لوقف هذا التصعيد ومنع ذلك التطور القدراتي؛ يتمثل في توجيه ضربات عسكرية حاسمة تستهدف مخازن هذه الميليشيا، وقطع طرق التهريب عنها، ومراقبة كافة المنافذ والموانئ التي تنقل البضائع والمؤن إلى مناطق سيطرة الميليشيا». ويشدد على أنه «لا بد من الرقابة الشديدة على السفن التي تصل إلى ميناء الحديدة، وتمشيط كافة المناطق التي تمر بها طرق التهريب من اتجاه الشرق، والمقصود هنا المناطق الصحراوية من المهرة وحتى مأرب والجوف».
ويؤكد وضاح الجليل أنه «لم يعد بالإمكان التعويل على المجتمع الدولي في فرض عقوبات على هذه الميليشيا؛ وأن على التحالف الداعم للشرعية التصرف في هذا الشأن، وتوسيع جهوده في قطع كافة سبل وطرق إمداد الحوثي، واستهداف القادة والخبراء العاملين على هذه الأسلحة وتطويرها وإطلاقها».
المحلل السياسي اليمني الدكتور عبد الملك اليوسفي، يرى في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن الحل يكمن في إطلاق معركة شاملة تقضي على القدرات الإرهابية للميليشيات الحوثية، ويعتقد أن التحالف الداعم للشرعية «يسير بخطى مدروسة لمواجهة الإرهاب الحوثي».
ويؤكد أن «التعامل المباشر مع مصادر التهديد من خلال الطيران باستهداف منصات إطلاق الصواريخ وورش الطائرات المسيرة خط استجابة مباشرة ومشروعة» كما يرى أن «التصعيد الدبلوماسي نحو تصنيف جماعة الحوثي كمنظمة إرهابية وكيان إرهاب دولي خطوة في الاتجاه الصحيح».
ومع ذلك يعتقد اليوسفي «أن الوصفة الناجعة لوقف الإرهاب الحوثي تكون عبر معركة شاملة متعددة المحاور يكون هدفها الواضح تحرير صنعاء وصعدة وبتر ذراع الإرهاب الإيراني وفرض شروط المنتصر كما فعل العالم الحر مع النازية».
خارج معادلة السياسة
«الميليشيات الحوثية باتت خارج أي معادلة سياسية محتملة»، يقول المحلل السياسي اليمني محمد المخلافي لـ«الشرق الأوسط» إن التصعيد الحوثي المستمر يؤكد أن «التصعيد المتواصل من قبل الحوثي بالهجوم الانتحاري المكثف لاحتلال محافظة مأرب طوال عام ٢٠٢١ والصواريخ التي تضاعف عددها مرتين باتجاه الأعيان المدنية في المملكة واليمن على حد سواء أثناء العام ذاته وبالتزامن مع عدة مبادرات أممية ودولية وإقليمية تتضمن وقفاً شاملاً لإطلاق النار دون قيد أو شرط والعودة إلى طاولة الحوار، كلها تثبت بما لا يدع مجالاً للشك بأن الحوثي خارج معادلة الحل السياسي في اليمن».
بوصلة الجماعة الحوثية تتجه فقط إلى طهران ومصالحها باستمرار، فضلاً عن أنها «تفتقر إلى أي مشروع وطني ذي عناوين يمكن التفاوض عليها كقاعدة مشتركة مع بقية القوى الفاعلة»، وكل ذلك - بحسب المخلافي» يجعل تصور أي حل سياسي مع قادة الميليشيات المرتهنة للمزاج الإيراني ضرباً من الخيال، إلا في حالة كان الحوار مع طهران وبشكل مباشر عبر صفقة ما وهذا السيناريو يحتاج إلى ضمانات كبيرة لا تمتلكها طهران ذاتها فكيف بالحوثيين».
دعا رئيس مجلس الوزراء اليمني، معين عبدالملك المجتمع الدولي، إلى ممارسة كل أنواع الضغط على ميليشيات الحوثي الإرهابية من أجل السماح بمعالجة خزان «صافر» النفطي العائم قبالة سواحل البحر الأحمر.
جاء ذلك خلال لقائه السفير الفرنسي لدى اليمن جان ماري صفا، في عدن لمناقشة مستجدات الأوضاع السياسية والعسكرية في اليمن.
وتطرق اللقاء إلى تطورات ملف ناقلة النفط «صافر» على ضوء الخطة الأممية المعدة التي وافقت عليها الحكومة ورفضتها ميليشيات الحوثي الإرهابية.
وأكد رئيس الوزراء أن موافقة الحكومة على المقترح الأممي الخاص بخزان «صافر» النفطي لتفادي الكارثة الوشيكة يقطع كل الذرائع على ميليشيات الحوثي.
وقال إنه يتطلب من المجتمع الدولي استخدام كل أدوات الضغط لحل المشكلة، وعدم السماح للحوثيين بمزيد من المماطلة وابتزاز المجتمع الدولي.