تصفية حسابات بالاختطاف.. إيران تلاحق معارضيها في تركيا
السبت 12/فبراير/2022 - 11:13 ص
طباعة
أميرة الشريف
كشفت تقارير إعلامية، عن أن السلطات التركية اعتقلت خلية جديدة تابعة للمخابرات الإيرانية تضم 14 عنصرا حاولوا تنفيذ عمليات اختطاف ضد معارضين إيرانيين في تركيا بينهم أحد أفراد البحرية الإيرانية الذي فر إلى أنقرة.
ووفق التقارير فإن إحسان صاغلام، صاحب شركة الدفاع باي صاغلامBy Sağlam، والمواطن الإيراني الذي يعمل لديه، مرتضى سلطان سنجاري، كانا يسعيان لاختطاف معارضين إيرانيين من تركيا، وتلقيا تعليمات من سيد مهدي حسيني وعلي قهرماني حجي أباد، اللذين يعملان لصالح المخابرات الإيرانية.
وحصل صاغلام وفريقه على 150 ألف دولار على فترات متقطعة، مقابل اختطاف معارضين إيرانيين، كما تعهد مسؤولي المخابرات الإيرانية بدفع مبلغ مقابل شخصيات أخرى يُخطط لاختطافها، حسب التقارير.
وأشارت التقارير إلى أنه نتيجة للأنشطة الاستخباراتية، تقرر بدء الخطة بنقل المخابرات الإيرانية أسماء الأشخاص المراد اختطافهم إلى صاغلام وسنجاري، وفي المرحلة التالية تم تحديد منطقة إقامة المراد اختطافهم، حيث التقى صاغلام وسنجاري بهم وكسبوا ثقتهم.
وأضحت وكالة الأناضول التركية أن المعارض برتبة عقيد يعقوب حافظ، المقيم بولاية دنيزلي التركية، والذي خدم في الجيش الإيراني ضمن الأشخاص المراد اختطافهم، موضحة أن صاغلام قام بتعذيب المهرب الذي نقل حافظ إلى تركيا من أجل الوصول إلى الأخير، وأن صاغلام وسنجاري التقيا بحافظ وأبلغاه بأنه ملاحق من قبل المخابرات الإيرانية كي يكسبا ثقته، وعرضا عليه تهريبه مع أسرته إلى بلد آخر، فيما وثق الرجل بهما، وبينما كان حافظ وعائلته يفكرون في تهريبهم إلى بلد آخر عبر العراق، تبين أن المهربين سلموه إلى ضباط المخابرات الإيرانية في 17 فبراير 2019.
كما أفادت التقارير بأن سيد مهدي حسيني، الذي يعمل لصالح المخابرات الإيرانية، أصدر تعليمات لإحسان صاغلام وسنجاري لاختطاف م. ر - الذي هرب إلى تركيا أثناء خدمته في البحرية الإيرانية - ونقله إلى إيران مقابل مليون دولار.
وفي أكتوبر 2019، تم تكليف هاكان صاغلام، العضو في فريق الخطف بالتقرب من م. ر الذي كان يعمل في مطعم بولاية يالوفا التركية، وعقب ذلك باشر هاكان العمل في نفس المطعم وكسب ود م. ر، وعرفه على إحسان صاغلام وسنجاري، اللذين عرضا عليه المساعدة لتهريبه إلى الولايات المتحدة، إلا أن الخطة باءت بالفشل بعد دخول المتقاعد من القوات المسلحة التركية هوداي فيردي تشيتاك الذي كلفته المخابرات الإيرانية بخطف م. ر على الخط، إضافة إلى الشكوك التي راودت م. ر.
وفي أكتوبر 2021، طلب علي قهرماني حجي أباد، الذي يعمل لصالح المخابرات الإيرانية من إحسان صاغلام باختطاف الإيراني س. غ الهارب إلى تركيا وجلبه إلى إيران، وبعد أن حدد سنجاري وصديقته بهناز إبراهيمي حجي سرايي، مكان إقامة س. غ في ولاية زونغولداق التركية، دخل على الخط إحسان صاغلام، وكامل تاشجي، أحد أفراد القوات المسلحة التركية. إلا أن المخابرات التركية كشفت الخطة وتبادلت المعلومات مع فرع مكافحة الإرهاب بمديرية أمن إسطنبول، وفق الأناضول .
من جانبه أطلق جهاز المخابرات والأمن التركيان عملية أسفرت عن توقيف إيرانيين اثنين و12 تركيا، وتم إحالتهم إلى السلطات القضائية، حيث قضت محكمة تركية، الأربعاء الماضي، بسجن الموقوفين الـ14، وصدرت أيضا مذكرة ملاحقة بحق ثلاثة مواطنين إيرانيين.
جدير بالذكر أن رئيس إيران، ابراهيم رئيسي، قال في وقت سابق إن الجمهورية الإيرانية تبحث عن علاقات وتعاون مستديم وشامل مع تركيا.
وأكد رئيسي، خلال الاتصال الهاتفي للرئيس التركي رجب طيب اردوغان معه، أن طهران تدعم الاستقرار والسلام في المنطقة، مشيرا إلى الفرص المتاحة لتوسيع العلاقات الإيرانية التركية، في الصعيدين الثنائي والإقليمي، مصرحا أن ايران ترحب بالخطط الهادفة لبناء تعاون ستراتيجي مع تركيا.
وذكر بأن احترام السيادة الوطنية ووحدة أراضي الدول، يشكل السبيل الوحيد لترسيخ الاستقرار والأمن المستديمين في مختلف المناطق.
إلى ذلك، صرح أردوغان بأن تركيا اعدت قائمة للتعاون الاقتصادي بشتى المجالات، وبما يسهم في تعزيز وتمتين الاواصر مع الجمهورية الاسلامية الايرانية، معربا عن رغبته في زيارة طهران قريبا.
وأضاف، أن تركيا تعتبر إيران الدولة الجديرة بالثقة في توفير الطاقة لتركيا، وعليه تسعى لرفع مستوى التعاون بين البلدين.
كما أشار أردوغان إلى القمة الأخيرة بين الرئيسين الايراني والروسي في موسكو، متطلعا لتحقيق نتائج ومنجزات هذه الزيارة في مختلف المجالات قريبا، ومؤكدا على استعداد أنقرة لمواكبة جهود طهران الهادفة إلى استقرار المنطقة.