حماس والجهاد الوجه الأخر لصراع النفوذ في قطاع غزة
السبت 12/فبراير/2022 - 06:55 م
طباعة
علي رجب
باتت حركة الجهاد الإسلامي تكسب أرضا في إدارة الأوضاع في غزة، والصراع مع اسرائيل، في تطور قد يشكل تغيير موازين القوى داخل القطاع.
حركة حماس، فشل لمرات عديدة ضبط سياسة الجهاد الاسلامي، والتي كان اخرها تنظيم مسيرة لدعم ميليشيا الحوثي في اليمن، مما انعكس على حكاس بسكب مزيدا من النار على علاقتها الموترة مع الدول العربية وخاصة الخليجية .
ويرى مراقبون أن حماس، التي تسيطر على قطاع غزة، واستخدم الجهاد الاسلامي في مناورتها مع اسرائيل، والدول الخليجية، للحصول على مكاسب لصالحها، باتت اللعبة تنقلب عليها بمكاسب الجهاد الاسلامي مع حلفائها وعلى رأسهم ايران.
وأوضح المراقبون، ان ما فعلته حركة حماس مع فتح، منذ 2006 بأن عطلت التسويات والمفاوضات السياسية، والتوصل الى تهدئه مع اسرائيل، تكرره الان حركة الجهاد مع حماس، وهو ما يمكن ان يشكل تطورا يؤدي لتغير في موازين القوى، بنفوذ أكير لحركة الجهاد.
حركة حماس التي تحولت منذ نهاية التسعنيات 2006 من حركة عسكرية، إلى حركة سياسية وعسكرية، تسعى إلى وضع يدها على دفة القيادة الفلسطينية، فإن حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية هي منظمة عسكرية ولديها اجندة محددة وهو ما يشكل ضغط على قادة حماس في ضبط الأمور مع الجهاد الاسلامي.
على الرغم من مظاهر التعاون العسكري بين حماس والجهاد الاسلامي ، هناك خلافات في الرأي حول أنماط النضال ضد إسرائيل، والتحالفات المحلية والاقليمية والدولية.
أدى التكثيف الحالي إلى امتلاك الجهاد الإسلامي القريبة من إيران وحزب الله لمجموعة صواريخ مثيرة للإعجاب تتكون من آلاف الصواريخ ، بعضها بعيد المدى ، وتشغيل آلاف المقاتلات في الميدان. وهذا نتيجة الدعم الإيراني الذي اعتمد عليه التنظيم بالكامل تقريبًا في السنوات الأخيرة - سواء في تدريب مقاتليه وقادته في دول مثل سوريا وإيران أو في تهريب الصواريخ الإيرانية إلى القطاع.
فالجهاد تعتمد بشكل كبيرعلى ايران وحزب الله في دعمها عسكريا وماليا، كما أنه ملزم بتنفيذ الأوامر الإيرانية حتى عندما لا تتماشى مع اهداف القضية الفلسطينية وتهدد مئات الآلاف من سكان قطاع غزة، فنفوذ ايران كبير على الجهاد مثال على نفوذ طهران بعيد المدى هو تعيين زياد نحالة قائدا لحكة الجهاد باعتباره القائد المفضل لإيران.
لرغم الشراكة بين حماس والجهاد الاسلامي إلا ان هذه الشارة لم تخلوا من التنافس المتبادل. مع صراع ايران وتريا على فرض نفوذهم على قطاع غز؛ قلة اهتمام اللاعبين الرئيسيين في المجتمع الدولي بما يحدث في الأراضي الفلسطينية بسبب الأزمات الأكثر إلحاحًا في المنطقة وحول العالم ؛ أزمة حكم حماس والسلطة وانعدام ثقة الجماهير بالفصائل السياسية.
فالحركات متقاربتان من الموقف من منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية - كلتا الحركتين تطالب بإعادة بناء منظمة التحرير ومؤسساتها الوطنية ، لكن الجهاد أكثر انتقاداً لمنظمة التحرير الفلسطينية ، حيث تنص على أن منظمة التحرير الفلسطينية لا تمثل الشعب الفلسطيني بعد توقيع اتفاقيات أوسلو، والتخلي عن الكفاح المسلح ولأنه لا يشمل كل التيارات الفلسطينية، وتدينها لتنازلاتها بشأن المعاهدة الوطنية ووحدة الشعب والأرض وخضوعها للإملاءات الإسرائيلية والأمريكية التي تتطلب منها تنسيق الأمن وحماية المستوطنات والاحتلال بدلاً من ذلك. للشعب الفلسطيني.
ويرى مراقبون أن حماس، اصبحت اكثر قلقا من نفوذ الجهاد الاسلامي والذي قد يورطها في حرب جديدة، يهدد مصالح الحركة في القطاع، أيضا تدرك قيادة الجهاد أن حماس حليف ذو ضمان محدود ، وبمجرد أن تتصالح مع حركة فتح والسلطة الفلسطينية وتكتسب الشرعية السياسية من القادة العرب والغربيين ، قد تدير ظهرها لها وتقييدها وتحد من قوتها العسكرية والسياسية في الساحة الفلسطينية.
وأشار المراقبون إلى ان هناك علاقة غامضة بين حماس والجهاد الإسلامي ، والتي تشير التقديرات إلى أنها تصاعدت مؤخرًا فقط في أعقاب محاولات الجهاديين استهداف اسرائيل دون الرجوع الى قيادة الحركة، وأيضا تحميل الجهاد مسؤولية الاغتيالات التي تستهدف قيادات الحركة.
في التصعيد الحالي ، تجلس حماس حاليًا على السياج، الجهاد يحاول ثني يده ووضعها في المعركة، هل ينجو قطاع غزة من صراع المصالح بين حماس والجهاد الاسلامي؟