احتجاجات السويداء.. غضب شيوخ الدروز في 3 دول عربية
ردود أفعال غاضبة وقلقه من مشايخ الدروز الموحدين في سوريا
وفلسطين ولبنان، نتيجة الوضع الأمني المتأزم في محافظة السويداء السورية، والتي شهدت
اشتباكات واحتجاجات من ابناء الدروز مع قوات الامن السورية، لتردي الأوضاع الاقتصادية
والأمنية في المحافظة.
غضب دروز سوريا
من جانبه قال الرئيس الروحي لطائفة الموحدين المسلمين الدروز
في سوريا الشيخ "حكمت الهجري" أنه
قلباً وقالباً مع المطالبين بحقوقهم المشروعة التي كفلها الدستور، وضمنتها القوانين
السورية، وعلى الدولة تنفيذ هذه المطالب للمحتجين السلميين بالسرعة القصوى، مؤكداً
أن مطالب المواطنين في السويداء لم تكن لهم وحدهم؛ بل لكل السوريين.
وأضاف الشيخ "حكمت الهجري" في تصريحات لصحيفة إن
المحتجين الذين خرجوا إلى الشوارع هم مواطنون من كافة فئات الشعب، أصيبوا كما كل السوريين
بلقمة العيش والانتظار على الطوابير وخاصة طوابير الهجرة، وهذا شيء خطير جداً للوطن
كله، وعلى الدولة أن تتحمل مسؤوليتها كاملة، مشيراً أنه مع أي حراك سلمي للمطالبة بالحقوق،
وقد أكد على هذا؛ لكل من تواصلوا معه.
الهجري في رده على سؤال الراصد قال إن هناك من حاول أن يستغل
الحراك السلمي لمصالح ضيقة لتحقيق مكاسب سياسية وهمية من خلال طرح مشاريع سياسية على
حساب الناس، لكن السويداء كانت وما تزال الحاضن للمشاريع الوطنية التي لا تهدف إلا
إلى توحيد سوريا، ويشهد تاريخ الموحدون الدروز أنهم ضحوا بالدماء من أجل سوريا، ولا
يستطيع أحد المزاودة علينا في هذا الأمر كائناً من كان، وقال إنه لا يشجع فقط على الحراك
السلمي فقط؛ لكنه ينضم إليه بكل قوة وإيمان.
وفي رده على الحملة التي خرجت من بعض الأصوات التي اتهمت
المحتجين بالطائفية، قال سماحته إن الراية التي حملت هي التي تمكن العقيدة الوطنية
لدى المواطنين، وهم من اختاروها، وقد يختلف معهم أو يؤيدهم الكثيرين من هنا وهناك،
والذين خرجوا من المشايخ إلى الساحات مواطنون وجزء من هذا الشعب، حيث دافع هؤلاء بدمائهم
عن الوطن في الساحات والمعارك الكبرى، وكان آخرها معركة المقرن الشرقي الذي قهروا فيها
"داعش" بكل سطوتها وإجرامها وماكينتها الإعلامية.
وطالب بأن تكون الدولة شفافة مع المواطنين بكل قطاعاتها،
فالشفافية تعطي الثقة في التعامل بين المؤسسات والمواطنين.
وعن الخطوط الحمر التي لا يحيد عنها، قال: إن سيادة الوطن
هي الخط الأحمر الذي لا يمكن تجاوزه، وجميع أهالي محافظة السويداء مع ذلك، فأجدادنا
ساهموا بتحرير سوريا من الاحتلالات، ولهم تاريخهم المشرف الذي لا أحد يستطيع نكرانه
في توحيد سوريا واستقلالها، مشيراً بالوقت ذاته إلى الحقوق التي يحاول بكل طاقته أن
يحافظ عليها لأهالي المحافظة كونه مسؤول عن ذلك (وواجب، ولن نتنازل عن تحصيل مطالب
الناس وحقوقها، وتحقيق الأمان).
ووجه الشيخ حكمت الهجري رسالة إلى الإعلام والقائمين عليه
والمشتغلين به بأن تكون ضمائرهم صاحية، ويتعامل بكل أمانة مع الأحداث، كما طالب من
الإعلام الرسمي التحلي بالشفافية والمسؤولية،
وأضاف عن الذين خرجوا إلى الشارع للمطالبة بحقوقهم؛ يجب أن نتعامل مع هذا الأمر بكل
واقعية وعدم التحريف لغايات ضيقة، فليس مقبولاً أن تكتب بعض المواقع عن المتظاهرين
بأنهم طائفيين أو انفصاليين أو أنهم ضد الدولة، أو مدسوسين أو موجهين من الخارج، مشيراً
أن تهم التخوين لا تخدم أحداً، مطالباً المشتغلين بالإعلام أن يعملوا بضميرهم.
وختم بالقول إننا كلنا معارضون
للفساد بكل أشكاله، ونسعى بكل لحظة للمحافظة على كرامة المواطنين وعيشهم بأمان بعيداً
عن الخوف وشبح الجوع وصولاً للخروج من هذه المحنة.
قلق دروز فلسطين
عبر الرّئيس الرّوحيّ للطّائفة الدّرزيّة في فلسطين الشّيخ موفق طريف، عن قلق الدروز الشديد في كل مكان إلى ما آلت إليه الأوضاع الأخيرة في جبل الدّروز والسّويداء في الآونة الأخيرة، إزاء تأزّم الوضع الأمنيّ والاقتصاديّ في الجبل وقُراه المحيطة.
وأكد الشّيخ موفق طريف على جهوزيّة أبناء الطّائفة الدرزية
في فلسطين لتقديم كلّ ما يلزم من أجل نُصرة الإخوان في سوريا، مشيدًا بالنّخوة المعروفيّة
الّتي تشهدها القرى الدّرزيّة منذ بدء الأحداث.
كما وتحدّث فضيلته
عن ضرورة توحيد الصّفوف والكلمة بين أبناء الطّائفة في البلاد، مشيرًا إلى كون موقف
القيادة الرّوحيّة والهيئة الدّينيّة والهيئات التّمثيليّة والشّعبيّة نابع من الفريضة
التّوحيديّة والإنسانيّة الدّاعية إلى حفظ الإخوان، قائلًا: "هذا هو الواجبُ الشّريفُ الّذي يدعونا جميعًا
إلى الاتّحاد والعمل، والتّصدّي لهذه العواصف الّتي تهدّدُ تراث وتاريخَ هذه الطّائفة
المباركة، الّتي استمرّت جيلًا بعد جيل في حملِ الأمانة، مصدّرةً للمجتمعات الأخرى
صورةً في غاية التميّز والرّقيّ، عبر مدّ جسور التّواصل مع الآخرين، وتحمّل المسؤوليّة
الاجتماعيّة في إغاثة الملهوف والذّبّ عن الدّين والأرض والعرض".
تضامن دروز لبنان مع السويداء
فيما اعلنت مشيخة عقل طائفة الموحدون الدروز في لبنان، عن
تضامنها مع الحراك الشعبي في محافظة السويداء جنوبي سوريا.
وأبدى شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في لبنان الدكتور سامي
أبي المنى، تضامنه مع المحتجين في السويداء على الأوضاع المعيشية وسياسة النظام الاقتصادية
والأمنية، وذلك خلال مكالمة هاتفية أجراها مع الرئيس الروحي لطائفة الموحدين في سوريا
الشيخ حكمت الهجري.
وقال الشيخ سامي أبي المنى: "نعرب عن تضامننا مع أهالي مدينة السويداء في جبل العرب
المحتجين على مآل الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية العامة التي تهدد عيشهم
الكريم وحقّهم في المطالبة السلمية بتوفير الغذاء والإمدادات الأساسية لمواجهة وطأة
الأزمات المختلفة الراهنة".
وطالب "أبناء التوحيد في جبل العرب إلى التعاطي بحكمة
وثبات مع الأمر الواقع وإلى وحدة الكلمة والصف، والوقوف معا في مواجهة كل الصعوبات
بما تقتضيه المرحلة من تكاتف وتعاضد لضمان الحقوق و تدارك المخاطر وتجاوز المرحلة الدقيقة
الراهنة في حياة جبل العرب والمنطقة".
احتجاجات السويداء
وشهدت السويداء معقل دروز سوريا احتجاجات واسعة ابرزها في الريف حيث تم قطع الطرقات
ومنع الموظفون من الذهاب الى وظائفهم اضافة لمدينة السويداء التي شهدت اعتصام في وسط
المدينة.
ووثق نشطاء الدروز 32 نقطة احتجاج وقطع طرقات أهمها القرى
التي تقع على طريق دمشق السويداء الرئيسي مثل (حزم- خلخلة) ومحيط مدينة شهبا (شقا-
نمرة- ام ضبيب) إضافة لريف السويداء الغربي (مجادل- صميد-ام الزيتون- الخرسا) كما شهدت
بلدات الريف الجنوبي احتجاجات وقطع للطرقات واشعال إطارات واهمها (الغارية).
مدينة السويداء شهدت اعتصامات ومظاهرات في عدة مواقع وسط
المدينة إضافة لتجمع شعبي امام (مقام عين الزمان) دار طائفة الموحدين الدروز في المحافظة.
وتداول ناشطون المنشور التالي كدعوة لاستمرار الحراك غداً:
تعيش السويداء هذه الأيام ظروفا حساسة وخاصة، وتعيش سوريا
عموما حالة من القهر والإذلال و الامتهان لكرامة المواطن، لقد هبت بعض قرى محافظة السويداء
منذ يومين ليستجيب لها اليوم عدد كبير من أهالي المحافظة، لتقارب نقاط الاحتجاج العشر
نقاط اليوم من أجل تحقيق سلسلة مطالب اقتصادية محقة، تمثل حقوقه المشروعة التي لا
(ليش) فيها ولا تفاوض، لذلك ندعو التيارات المدنية والقوى السياسية والمجموعات الأهلية،
للالتحاق والتضامن مع المنتفضين، وأن نلبي نداؤهم غدا، تجمعنا الساعة العاشرة صباحا
أمام (سينما سرايا) .
لنقول معا، نعم لإعادة توزيع الثروة، نعم لاستعادة المال
المنهوب، نعم لوجود حراس أمناء على مال الشعب... ولا كبيرة للصوص السلطة ورعاتهم..
الصورة من احتجاجات اليوم- خاص موحدون.
و تضاربت الآراء بشأن تعليق الاحتجاجات الشعبية في محافظة
السويداء جنوبي سوريا، بين من أرجعها إلى تهديدات النظام السوري، ومن اعتبرها موقفاً
عقلانياً.
وقال أحد المواطنين إن النظام لا يستجيب لمطالب الشارع إلا
عبر الضغط عليه، مؤكداً ضرورة استمرار الاحتجاجات وتوسيع مشاركة الناس، ومشاركة المحافظات
والمناطق الأخرى.
في المقابل، وصف مواطن آخر تعليق الاحتجاجات بالموقف العقلاني،
حيث تم اتهام الاحتجاجات الشعبية من جمهور المعارضة بأنها كانت بسبب الجوع وليس من
أجل الحرية.
وأضاف أن جمهور الموالاة اتهمنا بالطائفية والعمالة والعمل
على الفدرالية أو الانفصال، وأننا نستغل ضعف النظام، مؤكداً أن النظام لا يمتلك القدرة
على إيجاد حلول، وأنه لا يمتلك سوى العنف.
ويوم الجمعة الماضي، سلم منظمو الحراك الشعبي السلمي شيخ
طائفة الموحدين الدروز حكمت الهجري، جملة من المطالب لإيصالها إلى ممثلي النظام، وانتظار
ما قد يتخذه النظام من إجراءات خلال الفترة المقبلة.
تصاعد احتجاجات دروز السويداء، واصدار ثلاث رؤساء لمشايخ
الطائفة في سوريا ولبنان وفلسطين، بيانات تؤكد على وجود أزمة كبيرة بين دروز سوريا
والنظام السوري.
الأثر الأبرز هو محاولة الدروز تشكيل حكم ذاتي لمناطقهم،
خلال شهر أيار/ مايو2017، في محافظة السويداء الجنوبية، وبعد عملية اختطاف محلية، دعمت
المخابرات العسكرية السورية ، وفرع حزب البعث في السويداء، إعادة العمل بوثيقة درزية تعود إلى القرن الثامن
عشر وتُعرف باسم "طرش الدم"، اذ تسمح تلك الوثيقة للعائلات الدرزية الكبرى
الانتقام بالدم في الحالات التي يرتكب فيها دورزٌ جريمة ضد دروزٍ آخرين، وإذا ما جرى
تنفيذه، فإن "طرش الدم" سوف يوسّع
من سلطة زعماء الأسر الدرزية الكبرى، فإحياء هذه الوثيقة لا يعكس فقط محاولة
النظام لإحكام سيطرته على المستوى المحلي، بل أيضاً علاقة الدروز بالدولة السورية.
وعلى المستوى العسكري أيضاً، ظهرت الميليشيات المحلية في
مناطق الدروز، فقد وقع على عاتق حوالى 10,000 عنصر من الميليشيات المحلية؛ فهؤلاء يعرفون
المنطقة جيداً ولديهم حافز أكبر للدفاع عن الجبل.
الجماعات المسلحة الدرزية انقسمت إلى ثلاث مليشيات مسلحة؛
إحداها تُسمى "حُماة الديار" وهي تابعة لابن شيخ عقل سابق، يحظى بدعم وتمويل
من النظام ، ومن أطراف درزية لبنانية، و مجموعة "مشايخ الكرام" باتت قوة
عسكرية لا يستهان بها، وتمكنت هذه المجموعة التابعة للشيخ وحيد البلعوس، وأصدرت مواقف
على لسان الشيخ بلعوس تُنهي حالة التجنيد الإجباري
كما تضامن دروز لبنان وفلسطين، يشكل دعم قوي لدروز سوريا
وهو ما يشكل دعما معنويا واستراتيجيا لدروز سوريا.
الاحتجاجات تهدد بسيناريوهات عدة أبرزها ، وقف الدروز
احتجاجاتهم بعد الحصول على ضمات قوية من النظام السوري بحقوقهم ومطالبهم، وتحسين
اوضاعهم، ووقف التجنيد الاجباري لابنائهم.
كذلك احترام الجغرافيا الدرزية، ووقف تدخل الميليشيات
وحزب الله وايران في مناطق الدروز التاريخية، والميليشيات المسلحة التابعة لإيران.
السيناريو الأخر هو توجه دورز سوريا إلى الحكم الذاتي أو
الإدارة الذاتية كما في فعل اكراد سوريا، وهو ما يشكل تطورا في علاقة الدروز بالدولة
السورية.
و في 4 آذار/مارس 1921، وقع الاحتلال الفرنسي
اتفاقية يعترف فيها باستقلال جبل الدروز واعتباره "دولة مستقلة"، لكن بسقف
منخفض قياساً، ليصار بعدها إلى إعلان "دولة جبل الدروز"» في 20 نيسان/أبريل
1921.