لتعويض النقص بأعداد مقاتليها.. ميليشيا الحوثي تطلق حملة تجنيد واسعة مجددًا
الجمعة 18/فبراير/2022 - 10:34 ص
طباعة
فاطمة عبدالغني
من أجل تعويض النقص بأعداد مقاتليها، خاصة بعد تلقيها ضربات موجعة على أيدي الوية العمالقه المسنود بطيران التحالف العربي، شهدت صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي الانقلابية، ذراع إيران باليمن، حملة تعبئة للتحشيد إلى جبهات القتال.
وسبق للميليشيات أن أطلقت على مدى الأشهر والسنوات القليلة الماضية العشرات من حملات الاستهداف والتجنيد بحق كهول وشبان وأطفال في صنعاء العاصمة وريفها ومدن أخرى واقعة تحت سيطرتها.
وقالت مصادر مطلعة أن الحملة الأخيرة تأتي بناءً على توجيهات صدرت مؤخرًا من رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى التابع للحوثيين مهدي المشاط تحت شعار إعصار اليمن.
وتهدف الحملة إلى حشد أكبر عدد من المقاتلين الجدد من الشباب والأطفال إلى جبهات القتال بالإضافة إلى حشد الموارد المالية والجبايات وجمع الأموال للمجهود الحربي للمليشيا.
وذكرت وكالة "سبأ" بنسختها الحوثية، إن القيادي المشاط وبحضور رؤساء مجالس الوزراء والنواب والشورى والقضاء التابعة للحوثيين وجه بتدشين حملة إعصار اليمن للتحشيد والاستنفار على كافة المستويات الرسمية والشعبية والنخبوية.
وتأتي حملة التحشيد الحوثية عقب جلسة عقدها مجلس الأمن بشأن اليمن الثلاثاء، قدم خلالها المبعوث الأممي إحاطته، أملاً في وقف التصعيد الفوري للقتال والبدء بعملية سياسة شاملة.
وكان مندوبو الدول الأعضاء في مجلس الأمن دعوا جميع الأطراف إلى وقف التصعيد؛ والمشاركة الفاعلة في عملية سلام شاملة تقودها الأمم المتحدة، ومن شأن هذه الحملة أن تقوِّض فرص نجاح المحادثات التي قال المبعوث الأممي إنه سيبدأها الأسبوع المقبل مع كافة الأطراف اليمنية.
من ناحية أخرى دعا سفير بريطانيا في اليمن، ريتشارد أوبنهايم، أمس الخميس، إلى ضرورة وقف الحرب وإيقاف التصعيد بشكل عاجل، والانخراط مع عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة، وجاء تصريحات السفير البريطاني في سلسلة تغريدات للسفير البريطاني، بالتزامن مع اليوم العالمي لمناهضة تجنيد الأطفال، الذي تحتفل به الأمم المتحدة في الـ12 من فبراير، في كل عام.
وتتحدث تقارير حقوقية عن تجنيد الميليشيا الحوثية زهاء 30 ألف طفل في صفوفها، قسراً منذ سيطرت الميليشيات الحوثية على العاصمة صنعاء أواخر 2014، واستخدمت المدارس والمرافق التعليمية كمعسكرات تدريب للصغار.
وقال السفير البريطاني، "من الصادم أن العديد من الأطفال اليمنيين يفقدون حياتهم في ساحات المعارك كجنود".
وأوضح أوبنهايم أنه "ليس من المقبول أبدا تجنيد الأطفال في اليمن ويعتبر سلوكاً غير مقبولٍ من اي طرفٍ كان".
وأشار إلى ما بينه تقرير خبراء الأمم المتحدة الأخير، من تجنيد للأطفال في مناطق مختلفة من اليمن، على حد قوله.
وكان فريق الخبراء المعني باليمن، قد كشف في تقريره الجديد، مطلع الشهر الجاري، عن مقتل نحو ألفي طفل جندتهم ميليشيا الحوثي في صفوفها خلال الفترة بين يناير 2020 ومايو 2021.
وكشف تقرير فريق الخبراء الأممي، عن استمرار الحوثيين في إقامة المعسكرات وعقد دورات لتشجيع الشباب والأطفال على القتال. كما ترتكب خلالها جرائم جسيمة بحق الأطفال منها الاغتصاب خلال الدورات الطائفية.
وذكر التقرير، أن الفريق تلقى قائمة تضم أسماء 1406 أطفال جندهم الحوثيون لقوا حتفهم في ساحة المعركة عام 2020. وقائمة تضم أسماء 562 طفلا جندهم الحوثيون قتلوا في ساحة المعركة بين يناير ومايو 2021. وأن أغلبهم من عمران وذمار وحجة والحديدة وإب وصعدة وصنعاء، وكلها مناطق تخضع لسيطرة الحوثيين.
وكان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، حذر في وقت سابق من الشهر الجاري من عمليات تجنيد إجباري للمدنيين بدأت بها ميليشيا الحوثي في صنعاء.
ونشر الإرياني عبر "تويتر" وثيقة تطلب فيها الحركة "التجنيد لدورات قتالية وعسكرية وخاصة"، وكتب تعليقا يحذر فيه من عمليات التجنيد في صنعاء وباقي المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وقال إن الحركة تسعى للزج بالمجندين في جبهات القتال "وقودا لمعاركها العبثية" حسب تعبيره.
وفي تغريدة أخرى عزا الإرياني لجوء الحوثيين لحملات التجنيد الإجباري يهدف إلى "تعويض خزانها البشري بعد الخسائر غير المسبوقة التي منيت بها في جبهات القتال بمحافظة مأرب وغيرها من الجبهات"، وقال إن تلك العمليات تشكل تأكيدا على مضي الحركة "في نهج التصعيد السياسي والعسكري ورفض كل دعوات التهدئة".
وطالب الإرياني المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان والمبعوثين الأممي والأمريكي بإدانة تجنيد الحوثيين الإجباري، بوصفها "عمليات قتل منظم للمدنيين" وطالب بوقفها والعمل على تصنيف الحوثيين "منظمة إرهابية، وملاحقة ومحاكمة قياداتها في المحاكم الدولية" حسب تعابيره.