بعد طرد "المشري" في ذكري 11 فبراير.. سقوط الإخوان من حسابات الليبيين

السبت 19/فبراير/2022 - 03:53 م
طباعة بعد طرد المشري في أميرة الشريف
 
في الذكرى السنوية الحادية عشر للثورة الليبية التي أنهت حكم الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، سادت حالة من الانقسام والخلافات لتعيد البلاد إلى مربع الفوضى والخراب.
وأحيا الليبيون الذكرى السنوية وسط مخاوف من تجدد موجة العنف بعد أن بدد انهيار عملية سياسية رعتها الأمم المتحدة، بارقة الأمل الوحيدة لبناء دولة ديمقراطية وتحقيق الاستقرار.
وفي ظل حالة التشتت التي يعيشها تنظيم الإخوان الإرهابي في ليبيا تعرض رئيس مجلس الدولة خالد المشري وحراسته للطرد فور وصوله لساحة الاحتفالات بالذكرى الـ11 لأحداث فبراير.
ووقعت اشتباكات بالأيدي بين الجماهير وحرس المشري خلال الاحتفال في مدينة الزاوية بالعاصمة طرابلس، كما غادر رئيس الوزراء الذي سحبت منه الثقة عبدالحميد الدبيبة، الاحتفال احتجاجًا على طرد المشري.
وجاء طرد المشري بعد اتهامات المجلس وتنظيم الإخوان من جانب الشارع الليبي بتعطيل أي مسار سياسي والعمل على نشر الفوضى.
ووفق محللون فقد افتعلت جماعة الإخوان الأزمة مع الحكومة المرتقبة ورئيس الوزراء الجديد فتحي باشاغا، الذي اختاره البرلمان لقيادة السلطة التنفيذية خلال المرحلة الانتقالية وحتى عقد الانتخابات.
وانقسمت ليبيا منذ 10 فبراير بين رئيسين وزراء متنافسين في طرابلس، بعدما تخلّفت عن الاستحقاق الانتخابي الذي كان محددا نهاية العام الماضي وكان يفترض أن يضع البلاد على سكة تجديد مؤسساتها الديمقراطية بالاقتراع واستعادة حياة سياسية طبيعية.
وعين مجلس النواب الذي يتخذ من الشرق مقرّا وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا رئيسا للحكومة ليحل محل عبدالحميد الدبيبة، لكن الأخير يؤكد عدم استعداده للتخلي عن السلطة إلا لسلطة منتخبة، ما يشكل وضعا سياسيا معقدا ويثير مخاوف من تجدد الصراع المسلح.
وخرج عشرات من سكان بنغازي حاملين علم البلاد من أمام مقر محكمة المدينة التي انطلقت من أمامها شرارة الثورة قبل 11 عاما.
وستقام الجمعة بسبب سوء الأحوال الجوية حفلات موسيقية مع أغان ثورية وألعاب نارية في ساحة الشهداء في طرابلس حيث كان "قائد الثورة" القذافي يحب إلقاء خطاباته، قبل أن تسقطه انتفاضة شعبية كانت انطلقت في 17 فبراير 2011.
وأكد رئيس الوزراء الليبي عبدالحميد الدبيبة أنه يجدد "العهد والتطلع إلى المستقبل الواعد وتحقيق التغيير المنشود". وكتب في تغريده على حسابه بتويتر "ليبيا لن تكون إلا واحدة، ينظمها دستور ومؤسسات توفر الأمن المستدام".
بدوره قال رئيس الأركان العامة لقوات الجيش في طرابلس الفريق محمد الحداد خلال احتفال عسكري بمناسبة ذكرى الثورة "لن ننسى شهداء ثورة فبراير الذين قدموا أرواحهم من أجل دولة ديمقراطية مدنية لها دستور يستمد شرعيته من الشعب الليبي".
كما قدمت بعثة الأمم المتحدة تهانيها لليبيين بمناسبة الذكرى الـ11 للثورة وجددت دعوتها إلى "الحفاظ على الاستقرار والهدوء" في البلاد.
وكررت في بيانها التزامها دعم جهود الليبيين والانخراط في عملية سياسية "شاملة توافقية" تؤدي إلى انتخابات "حرة ونزيهة".
ولا تساعد الانقسامات العميقة والتدخلات الخارجية وانعدام الأمن ليبيا على الخروج من أزمتها التي تترك تداعيات سلبية على سكانها السبعة ملايين وذلك على الرغم من احتياطيات النفط الوفيرة في البلاد التي يفترض أن تضمن لليبيين مستوى معيشيا مريحا، لكن ذلك لا يبدو ممكن التحقيق في الأجل القريب.
وقد اجتمعت المجموعات المسلحة في مصراتة في طرابلس في نهاية الأسبوع الماضي، للتعبير عن دعمها للدبيبة والانخراط في استعراض قوة في قلب العاصمة.
وأدت الخلافات والمواءمات بين الأطراف المتنازعة إلى تأجيل الانتخابات التي كان مقرر انعقادها في 24 ديسمبر الماضي إلى أجل غير مسمى.
 وكان المجتمع الدولي يعلق آمالا كبيرة على الانتخابات لتساهم في استقرار بلد تحوّل بسبب الفوضى، إلى مركز للهجرة غير القانونية إلى أوروبا وبؤرة تنشط فيها جماعات متطرفة خصوصا في جنوب ليبيا.
وفي ديسمبر الماضي، أظهر باشاغا الذي كان مرشحا رئاسيا في حينه، تقاربا مع السلطة المنافسة التي كانت تتخذ من الشرق مقرا، عندما سافر إلى بنغازي والتقى اللواء حفتر، وكان باشاغا وصف قبل ذلك حفتر بـ"الدكتاتور" المتعطش للسلطة.
ويسعى تنظيم الإخوان إلى استخدام سيناريو التلويح بالعنف من خلال الميليشيات المسلحة والتحريض لشق أي تلاحق في مصلحة البلاد.
وبدأت ميليشيات التنظيم تنفيذ هجوم واسع على الجيش الليبي المتمركز في مطار طرابلس الدولي وكل معسكراته جنوبي العاصمة وحرق الممتلكات في باقي العاصمة.

شارك