تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات– آراء) اليوم 20 فبراير 2022.
الخليج: الحكومة اليمنية تطالب بموقف أخلاقي أممي إزاء انتهاكات الحوثيين
أعلنت الحكومة اليمنية استعدادها للوصول إلى مقاربة شاملة تُخرج الشعب اليمني من الأزمة، ودعت الأمم المتحدة إلى اتخاذ موقف أخلاقي إزاء انتهاكات الحوثيين، فيما شنت مقاتلات تحالف دعم الشرعية في اليمن، أمس السبت، أربع غارات على تجمعات حوثية تقدر بأكثر من ثلاثين عنصراً، ودوريات عسكرية في جبهات عبس وحرض، تزامناً مع معارك عنيفة جداً تدور في مأرب.
وأعربت الحكومة اليمنية عن استعدادها لتعزيز التعاون مع الأمم المتحدة من أجل الوصول إلى مقاربة شاملة تخرج الشعب اليمني من الأزمة التي يعيشها جراء الانقلاب الحوثي، وطالبت بموقف أخلاقي أممي إزاء الانتهاكات والجرائم التي تقترفها ميليشيات الحوثي في اليمن. وجاء هذا الموقف خلال لقاء جمع وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك مع أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، وتناول الأوضاع الإنسانية ومسارات عملية السلام في اليمن.
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية اليمنية (سبأ) أن لقاء ابن مبارك وجوتيريس عقد أمس، على هامش أعمال الدورة ال58 لمؤتمر ميونيخ للسلام والأمن المنعقد في ألمانيا.
وطالب ابن مبارك بموقف أخلاقي أممي إزاء الانتهاكات والجرائم التي تقترفها ميليشيات الحوثي في اليمن وعرقلتها لكافة المبادرات الأممية والإقليمية الهادفة لتحقيق السلام في اليمن.
وأكد جوتيريس التزام الأمم المتحدة بالعمل على التخفيف من معاناة اليمنيين، مشيراً إلى أهمية التحشيد لمؤتمر المانحين لدعم خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن والمزمع عقده في مارس المقبل.
ميدانياً، استهدفت غارات تحالف دعم الشرعية، تجمعات للميليشيات الانقلابية شرقي جبل الحصنين جنوبي حرض، فيما استهدفت غارة ثالثة دوريات عسكرية على متنها عناصر حوثية شمالي مديرية عبس، وأخرى شرقي حيران.
وأسقطت دفاعات الجيش الوطني اليمني في المنطقة العسكرية الخامسة طائرة مسيرة لميليشيات الحوثي، ليترفع عدد الطائرات المسيرة التي اعترضتها قوات الشرعية منذ الجمعة، إلى أكثر من إحدة عشرة طائرة مسيرة في أجواء المناطق المحررة شمالي حجة، فيما تمكنت المنطقة الخامسة من استعادة كميات من الأسلحة والذخائر من الميليشيات في عبس.
ونشرت المنطقة العسكرية الخامسة في الجيش اليمني صوراً، تظهر استعادة عشرات الأسلحة الخفيفة والمدافع الرشاشة المتوسطة، عقب تقهقر عناصر ميليشيات الحوثي الانقلابية.
وبموازاة ذلك، اندلعت معارك عنيفة بين قوات الجيش اليمني وميليشيات الحوثي في عدد من جبهات جنوبي محافظة مأرب شمال شرقي البلاد.
وذكرت مصادر يمنية، أمس السبت، أن القوات الحكومية، بإسناد من القبائل وتحالف دعم الشرعية، شنت عدة هجمات على مواقع تتمركز فيها الميليشيات إلى الشرق من مديرية الجوبة جنوبي المحافظة، مضيفة أنه أعقبت الهجمات معارك ضارية بين الجانبين، تركز أغلبها في جبهتي الردهة وأم ريش على المحور الصحراوي، وسط سقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات.
وفي الجبهات الغربية، شهدت جبهتا الكسارة والمشجح بمديرية صرواح معارك عنيفة بين القوات الحكومية والحوثيين، وفق مصادر ميدانية أخرى تكبدت خلالها الميليشيات عدداً من القتلى والجرحى.
البيان: الشرعية تُسقط 11 مسيّرة حوثية في حجة
أسقطت قوات الجيش الوطني اليمني، 11 طائرة مسيّرة لميليشيا الحوثي في جبهات محافظة حجة، وغنمت كميات من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والذخائر المتنوعة خلال معارك الـ 24 ساعة الماضية، فضلاً عن أسرها عدداً من عناصر الميليشيا الإرهابية.
وذكر بيان عسكري للمنطقة العسكرية الخامسة، أنّ مقاتلات تحالف دعم الشرعية ودفاعات الجيش الوطني استهدفت تجمعات الحوثيين وطائراتهم المسيّرة، ما أسفر عن مقتل أكثر من 30 عنصراً حوثياً في جبهات مديريتي عبس وحرض. كما استهدفت مقاتلات التحالف، تجمعاً للميليشيا في شرق جبل الحصنين جنوبي حرض، ودوريات عسكرية على متنها عناصر حوثية شمال مديرية عبس، وأخرى شرق مديرية حيران.
ووفق ما ذكرت المنطقة العسكرية، فقد أسقطت دفاعات الجيش اليمني، خمس طائرات مسيّرة لميليشيا الحوثي، ليترفع عدد الطائرات المسيّرة التي تم اعتراضها خلال الـ 24 ساعة الماضية إلى 11 طائرة مسيّرة في أجواء المناطق المحررة.
إلى ذلك، اندلعت معارك هي الأعنف بين قوات الجيش اليمني وميليشيا الحوثي، في عدد من جبهات جنوب محافظة مأرب. وشنت القوات الحكومية، بإسناد من القبائل وتحالف دعم الشرعية، هجمات عدة على مواقع تتمركز فيها الميليشيا إلى الشرق من مديرية الجوبة جنوب المحافظة، وفق مصادر ميدانية. كما أعقبت الهجمات معارك ضارية تركز أغلبها في جبهتي الردهة، وأم ريش على المحور الصحراوي، وسط سقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيا الحوثية، فيما استعادت القوات الحكومية عدداً من المواقع بعد فرار الحوثيين منها.
وفي الجبهات الغربية، شهدت جبهتا الكسارة والمشجح بمديرية صرواح معارك عنيفة بين القوات الحكومية والحوثيين، تكبدت خلالها الميليشيا عدداً من القتلى والجرحى. وتزامنت المعارك مع سلسلة غارات جوية شنتها مقاتلات التحالف استهدفت مواقع وتعزيزات عدة للميليشيا على امتداد جبهات جنوب وغرب مأرب، وكبدت الحوثيين خسائر كبيرة في العتاد والأرواح.
الشرق الأوسط: بن مبارك يطالب بموقف إخلاقي أممي إزاء انتهاكات الحوثيين
طالبت الحكومة اليمنية، الأمم المتحدة، باتخاذ موقف أخلاقي إزاء انتهاكات الميليشيات الحوثية بحق المدنيين وعرقلتها المبادرات الأممية والإقليمية الهادفة للسلام، إضافة إلى الضغط على النظام الإيراني لوقف تدخله في الشأن اليمني ودعم الميليشيات.
التصريحات اليمنية جاءت على لسان وزير الخارجية وشؤون المغتربين أحمد عوض بن مبارك، أمس السبت، خلال لقائه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، حيث بحث معه «الأوضاع الإنسانية ومسارات عملية السلام في اليمن».
وطالب الوزير اليمني خلال اللقاء الذي عقد على هامش أعمال الدورة الـ58 لمؤتمر ميونيخ للسلام والأمن، بـ«موقف أخلاقي أممي إزاء الانتهاكات والجرائم التي تقترفها ميليشيا الحوثي في اليمن، وعرقلتها كافة المبادرات الأممية والإقليمية الهادفة إلى تحقيق السلام في اليمن».
وقالت وكالة «سبأ»، إن الوزير اليمني دعا إلى «الضغط على النظام الإيراني لوقف تدخله في الشأن اليمني ودعمه لميليشيا الحوثي»، مجدداً «التأكيد على تعاطي الحكومة اليمنية الإيجابي مع كافة جهود الأمم المتحدة وفي مختلف المجالات الرامية لإنهاء معاناة اليمنيين».
واستعرض وزير الخارجية تطورات المشهد في بلاده «في ظل استمرار الميليشيات الانقلابية في تعنتها، ورفضها لكافة جهود السلام»، مسلطاً الضوء «على تصعيدها العسكري في عدد من المحافظات، وقيامها بمنع بعثة دعم اتفاق الحديدة (أونمها) من تنفيذ ولايتها، وكذلك التهديد الذي يمثله استخدام ميناء الحديدة للأغراض العسكرية وتهديد السلم والأمن الدوليين من خلال استهداف ممرات الملاحة الدولية».
وأشار بن مبارك إلى «الدور التخريبي الذي تلعبه إيران في المنطقة من خلال دعمها لميليشيا الحوثي الإرهابية، متجاوزة قرار مجلس الأمن الدولي بحظر دعم وتزويد الميليشيا بالأسلحة بهدف زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة». وأعرب بن مبارك عن استعداد حكومة بلاده لتعزيز التعاون مع الأمم المتحدة من أجل الوصول إلى مقاربة شاملة، تخرج الشعب اليمني من الأزمة التي يعيشها جراء الانقلاب الحوثي وتعالج الآثار التي ترتبت عليه، مجدداً الدعوة للأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى ممارسة المزيد من الضغط على الميليشيات الحوثية للتعامل بإيجابية مع كافة الجهود والمبادرات الأممية الهادفة إلى تحقيق السلام.
ونسبت المصادر اليمنية إلى الأمين العام للأمم المتحدة تأكيده التزام المنظمة بـ«العمل على التخفيف من معاناة اليمنيين»، وإشارته إلى «أهمية التحشيد لمؤتمر المانحين لدعم خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن والمزمع عقده في شهر مارس (آذار) المقبل».
كما تطرق غوتيريش إلى «استمرار الأمم المتحدة عبر مبعوثها الخاص إلى اليمن في بذل الجهود للدفع نحو استئناف العملية السياسية، والوصول إلى سلام شامل ومستدام».
وكان الوزير اليمني وصل إلى ميونيخ للمشاركة في المؤتمر الدولي، وعقد على هامشه عدداً من اللقاءات مع نظرائه الدوليين لمناقشة الوضع في بلاده، حسب ما ذكرته المصادر الرسمية.
وطبقاً لما أفادت به المصادر الرسمية، تطرقت نقاشات الوزير بن مبارك إلى مسارات عملية السلام في بلاده، والجهود والمبادرات الإقليمية والدولية الرامية إلى تحقيق السلام الشامل والدائم، واستمرار تعنت ميليشيات الحوثي الانقلابية وعرقلتها لكافة جهود السلام.
وطالب وزير الخارجية، خلال لقاءاته، المجتمع الدولي، بـ«دعم تصنيف الميليشيات الانقلابية الحوثية كمنظمة إرهابية»، مؤكداً أن حكومة بلاده «تعمل على عدد من الأولويات ذات أهمية قصوى، وفي مقدمها توحيد جميع القوى السياسية الوطنية تحت مظلة الشرعية الدستورية، والتصدي للتحدي الاقتصادي الذي يعتبر القضية الرئيسية ذات الأولوية من بين مجموعة واسعة من التحديات الأخرى».
كما تطرق وزير الخارجية اليمني إلى قضية «خزان صافر» العائم وحجم الكارثة التي يمكن أن يتسبب بها على البيئة البحرية في الدول المتشاطئة وممرات الملاحة الدولية، واستمرار الميليشيا الحوثية في استخدام الخزان كورقة ابتزاز وضغط سياسي في وجه الإقليم والمجتمع الدولي، رغم تأكيدات الحكومة اليمنية المستمرة على استعدادها لتقديم التسهيلات اللازمة لوصول الفرق الفنية للقيام بصيانة وإعادة تأهيل الخزان.
إلى ذلك، أوردت المصادر الرسمية اليمنية أن بن مبارك تطرق في لقاءاته لـ«الدور التخريبي الذي تلعبه إيران في اليمن والمنطقة وانتهاكاتها المستمرة لقرار حظر تصدير السلاح لميليشيا الحوثي المفروض من مجلس الأمن».
خسائر حوثية في معارك حجة وتقدم للجيش جنوب مأرب
تكبّدت الميليشيات الحوثية خسائر ضخمة جراء المعارك في جبهات محافظة حجة، شمال غربي اليمن، بالتزامن مع تقدم للجيش في جنوبي مأرب، واكبه إسناد جوي لمقاتلات تحالف دعم الشرعية.
وفي الوقت الذي تواصل فيه الميليشيات حشد الآلاف من عناصرها للدفع بهم نحو جبهات القتال، قال الموقع الرسمي للجيش اليمني (سبتمبر نت) إن معارك هي الأعنف تواصلت، أمس (السبت)، مع الميليشيات الحوثية في محافظة حجة.
وبحسب «سبتمبر نت»، شهدت مختلف الجبهات القتالية في جبهة حرض معارك عنيفة، إثر هجمات للجيش تكبّدت خلالها ميليشيا الحوثي خسائر كبيرة في العتاد والأرواح، علاوة على وقوع العشرات من عناصرها في قبضة الجيش.
وتمكّنت قوات الجيش اليمني من استعادة أسلحة خفيفة ومتوسطة، وكميات كبيرة من الذخائر المتنوعة من قبضة الميليشيا، بالإضافة إلى تدمير مدفع هاون بقصف مركز.
وتزامنت المعارك مع سلسلة غارات جوية استهدفت عدة مواقع وتعزيزات للميليشيا الحوثية، على امتداد الجبهات القتالية في مديريات حرض وعبس وحيران، أدت إلى تدمير دبابة وعربات ومصرع عشرات الحوثيين.
وأكدت المصادر العسكرية أن دفاعات الجيش اليمني تمكنت من إسقاط طائرتين مسيّرتين للميليشيا الحوثية، ليرتفع إجمالي الطائرات المسيّرة التي تم إسقاطها إلى 11 طائرة خلال 24 ساعة.
وفي محافظة مأرب، أفادت المصادر العسكرية بتواصل عمليات الجيش والمقاومة الشعبية في الجبهة الجنوبية، حيث أحرزت القوات مكاسب ميدانية، وكبّدت الميليشيا عشرات القتلى والجرحى ودمرت آليات مختلفة تابعة لها.
ونقل موقع الجيش اليمني عن قائد جبهة الجوبة، قائد اللواء 143 مشاة العميد الركن ذياب عبد الواحد القبلي نمران، قوله «إن قوات الجيش والمقاومة خاضت معارك شرسة متزامنة مع قصف مدفعي وجوي استهدف تعزيزات وتجمعات الميليشيا»، وإنها حررت مواقع عسكرية استراتيجية، قريبة من جبال ملعاء الاستراتيجية، أهمها العروق الرملية المحاذية، لجبل الفليحة وقرون البور.
وبحسب القائد العسكري اليمني، فإن «الانتصارات والتقدمات الميدانية على امتداد مسرح العمليات العسكرية في جبهات مأرب الجنوبية ستستمر لتحرير مركز مديرية الجوبة».
وأوضح نمران أن «قوات الجيش والمقاومة، بعد تحريرها جبل الفليحة والعروق الرملية المحاذية له، تكون قد ضيقّت الخناق، وقطعت خطوط الإمداد كلياً، على ميليشيا الحوثي في معسكر أم ريش التدريبي، تمهيداً لاستعادته، كما تمكنت من تطهير مواقع عسكرية استراتيجية».
على صعيد آخر، ذكرت المصادر اليمنية الرسمية أن ثلاثة أطفال في مديرية حريب، في محافظة مأرب، أصيبوا في قصف شنّته ميليشيات الحوثي باستخدام طائرة مفخخة استهدفت مدرسة في أثناء خروج الطلاب منها.
وأوردت وكالة «سبأ» عن مصادر محلية قولها «إن ميليشيات الحوثي الإرهابية استهدفت مدرسة الوحدة في منطقة جراذا بطائرة مفخخة أطلقتها عند خروج الطلاب من المدرسة، وأدى انفجارها إلى إصابة الأطفال علي بن ناجي القيسي (12 عاماً) ومهند مبارك العقيلي (11 عاماً) وحمدان زايد القيسي (11 عاماً) بإصابات بالغة، نُقلوا على أثرها إلى مستشفى عتق في محافظة شبوة لتلقي العلاج».
في غضون ذلك، طالب وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، بموقف دولي من استمرار ميليشيا الحوثي في محاولات استهداف السفن التجارية، بإشراف وتخطيط وتسليح الحرس الثوري الإيراني.
وقال الإرياني في تصريحات رسمية: «إن استمرار تلك المحاولات نتيجة طبيعية لحالة الصمت الدولي وغض الطرف عن أنشطتها المهددة لأمن وسلامة خطوط الملاحة والتجارة العالمية في البحر الأحمر وباب المندب».
وأضاف الإرياني قائلاً: «تعتبر الميليشيات حالة الصمت والتجاهل الدولي إزاء ما ترتكبه من جرائم وانتهاكات وأنشطة إرهابية ضوءاً أخضر لمزيد من التصعيد».
واتهم النظام في طهران بأنه «يدير ويوجه تلك الأنشطة الإرهابية لاستعراض أدواته في المنطقة، وقدراته على زعزعة الأمن والاستقرار، وتهديد المصالح الدولية».
ودعا الإرياني «المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن والمبعوثين الأممي والأميركي إلى إدانة واضحة للأنشطة الإرهابية التي تنفذها ميليشيا الحوثي انطلاقاً من ميناء الحديدة، والقيام بمسؤولياتهما في التصدي لها، والعمل على إدراجها ضمن قوائم الإرهاب، وملاحقة ومحاكمة قياداتها في المحاكم الدولية».
وكان تحالف دعم الشرعية في اليمن أفاد، أول من أمس (الجمعة)، بأنه دمر زورقاً مفخخاً تابعاً للميليشيات الحوثية في جنوب البحر الأحمر، وأوضح أن الميليشيات استخدمت ميناء الحديدة لإطلاق الزورق المفخخ، مؤكداً في الوقت نفسه أن استخدام الحوثيين لميناء الحديدة عسكرياً يهدد حرية الملاحة والتجارة العالمية.
الحوثيون يغلقون الطرق الرئيسية ويضاعفون معاناة اليمنيين
تشهد منعطفات جبال مديرية القبيطة، في محافظة لحج اليمنية، حوادث يومية متكررة لانقلاب قاطرات نقل البضائع؛ إذ أصبح هذا الطريق الريفي المنفذ الوحيد الذي يربط ميناء عدن بمناطق سيطرة ميليشيات الحوثيين، بعدما أغلقت الميليشيات الطرق الرئيسية ضمن مسعاها لإجبار التجار على الاستيراد عبر مواني الحديدة التي لا تزال تحت سيطرتها.
ولم تقتصر المعاناة على الرحلات التجارية؛ بل امتدت إلى المسافرين، بمن فيهم الأطفال والمرضى؛ حيث يقضون على هذا الطريق نحو 3 ساعات قبل أن يصلوا إلى أطراف محافظة عدن.
ويقول محمد يحيى، وهو سائق سيارة لنقل الركاب، لـ«الشرق الأوسط»: «لقد أصبح السفر معاناة حقيقية، بعد أن أغلقت الميليشيات طريق الضالع- إب، وطريق يافع– البيضاء، ومن قبلهما طريق كرش- تعز، وأخيراً طريق الجراحي- إب؛ حيث تجتمع قاطرات نقل البضائع وسيارات نقل الأفراد إلى طريق القبيطة، وهو طريق نصفه غير معبد، وجزء منه عبارة عن وادٍ ليس فيه أي ملامح طريق».
يضيف السائق يحيى: «أسوأ مكان في هذا الطريق ليس نقيل مكيحل وظمران؛ بل إن الطريق كله غير صالح لمرور الناقلات، وقد كان يستخدم من قبل سكان تلك المناطق كطريق ريفي تعبره سيارات الدفع الرباعي فقط. فهو ضيق مع منحدرات صعبة، وعند مرور الشاحنات الكبيرة إما أنها تغلق الطريق، وإما أن بعضها -وخصوصاً ذات الحمولة الكبيرة- تفقد توازنها وتنقلب. وهذا المشهد أصبح مألوفاً لدى سكان القرى هناك».
ويصف محمود شاهر، وهو من سكان المنطقة، الوضع بالمأسوي، ويذكر أن «شاحنة كبيرة انقلبت بما تحمل من بضائع إلى وسط الطريق وأغلقته، ولعدم وجود رافعة قادرة على سحبها وفتح الطريق تراكمت الشاحنات والسيارات بركابها من الأطفال والنساء وكبار السن، وبينهم مرضى يقصدون مطار عدن للسفر إلى الخارج؛ حيث لجأوا إلى الأشجار للاحتماء من هجير الشمس، في حين أن المنطقة لا تتوفر فيها مطاعم ولا محطات خدمات ولا دورات مياه».
مئات السيارات وعشرات القاطرات تمر يومياً عبر هذا الطريق الوعر الذي بات المنفذ الوحيد للمتجهين إلى عدن أو المغادرين منها. وهو كذلك منفذ وحيد لنقل البضائع والمساعدات الإغاثية. إلا أن ما يؤرق سكان المنطقة هي المعاناة اليومية التي يشاهدونها؛ حيث يقضي الأطفال والمرضى والعائلات ساعات طويلة في انتظار فتح الطريق الذي يُغلق بسبب انقلاب القاطرات بشكل شبه يومي.
وإلى جانب ذلك، برزت آثار بيئية مدمرة تهدد الزراعة في المنطقة، بسبب تسرب الزيوت نتيجة للحوادث التي كان آخرها انقلاب ناقلة محملة بكمية كبيرة من الديزل؛ حيث غمر الوقود المدرجات الزراعية.
مع ذلك، ووسط هذه المعاناة للمسافرين وناقلات البضائع، فإن بقاء هذا الطريق منفذاً وحيداً للمرور إلى مناطق سيطرة الميليشيات، شكّل مصدر دخل لبعض سكان هذه القرى؛ إذ تمكنوا من افتتاح دكاكين لتزويد المسافرين بالمياه والعصائر المعلبة والوجبات الخفيفة، إلى جانب بيع منتجاتهم من الحلوى التي تُصنع هناك وتحظى بشهرة واسعة؛ حيث يحرص العائدون إلى مناطق سيطرة ميليشيات الحوثي على شرائها كهدايا معتادة يرغب فيها كثيرون؛ خصوصاً أن إغلاق ميليشيات الحوثي الطريق الأساسي الذي يربط عدن بمحافظة إب أضر بمحلات بيع الحلوى التي كانت منتشرة على بداية الطريق في محافظة لحج.
وكانت الميليشيات الحوثية قد تنصلت من 3 اتفاقات أُبرمت مع الحكومة الشرعية لإعادة فتح طريق عدن- إب، بوساطة منظمات محلية والغرف التجارية والصناعية، وبعد أن وضعت الاشتراطات التي حددتها وقبلت بها الحكومة، عادت الميليشيات ورفضتها في اللحظات الأخيرة قبل تنفيذ الاتفاق.
كما عمدت الميليشيات بعد ذلك إلى إغلاق طريق يافع- البيضاء. ومؤخراً، تسببت في إغلاق طريق التفافي عبر مديرية المخا ومديرية الجراحي، وصولاً إلى مديرية العدين في محافظة إب، عندما هاجمت مواقع القوات المشتركة في الساحل الغربي، عقب إعادة تموضع الأخيرة عند الخطوط المقترحة في «اتفاق استوكهولم» الخاص بوقف إطلاق النار في الحديدة.
راهنت الميليشيات الحوثية على أن إغلاق كافة الطرق التي تربط ميناء عدن بمناطق سيطرتها، سيجبر التجار على الاستيراد عبر مواني الحديدة الخاضعة لسيطرتها؛ لكنها فشلت في ذلك على الرغم من عرضها تقديم خفض في نسبة الجمارك يقارب 40 في المائة؛ حيث أكدت الشركات الملاحية استحالة تسيير سفن إلى تلك المواني، بسبب المخاطر العالية التي تحيط بها.