كابوس داعش .. التنظيم يبحث عن موضع قدم جديد بليبيا والجيش له بالمرصاد

الإثنين 21/فبراير/2022 - 12:40 م
طباعة كابوس داعش .. التنظيم فاطمة عبدالغني
 
رغم محاولات تنظيم داعش استغلال أي فراغ أمني في الدول ليزرع بذوره الخبيثة، إلا أنه لم يستطع إنشاء قوى حقيقية على أرض الواقع بفضل قوات الجيش الليبي التي تعهدت بعدم السماح بعودة الإرهاب مرة أخرى مهما كلف الأمر.
وفي هذا السياق، كشفت عملية نوعية نفذتها قوة العمليات المشتركة لمكافحة الإرهاب في العاصمة طرابلس، ضد خلية لتنظيم داعش عن تطورات كبيرة في تحركات التنظيم في ليبيا.
حيث القت قوة العمليات المشتركة القبض على خلية للتنظيم الإرهابي في طرابلس، بعد أن فرت إلى العاصمة تحت وطأة الضربات التي تعرض لها التنظيم مؤخرا.
ونشرت قوة العمليات المشتركة فيديوهات لاعترافات الخلية الإرهابية، وأول الاعترافات كانت للمدعو سند ونيس الصويعي، الذي أكد انضمامه لتنظيم داعش في 2017، وأنه نسق مع مهربين في مدينة سبها ممن أدخلوني إلى العاصمة طرابلس التي استقرت فيها لفترة، وأنه طلب من مجموعته رصد وزارة العدل وتصويرها والتمركزات الأمنية حولها استعداداً لتنفيذ عملية.
بينما قال المدعو أحمد الخشمي، إنه تدرب على القتال في مدينة بنغازي في الفترة قبل 2015- حيث كان تنظيم مجلس شورى ثوار بنغازي- إلى أن أصيب في 2015 – معارك ضد الجيش الوطني الليبي- بعدها فر إلى مدينة مصراتة للعلاج ومنها لمدينة سرت”.
وتابع أنه حين بدأت الاشتباكات بين الكتيبة 166 وداعش لم يستطع العودة وبدأ التنقل حتى عاد لبنغازي عبر البحر، مردفاً: “وبعد بتر يدي في أحد الاشتباكات تم نقلي إلى تركيا للعلاج وعرفت حينها أن أحد عناصر التنظيم يقود التنسيق بيننا وبينها عبر ملفات علاج المصابين فيها وواصلت قيادة التواصل مع العناصر للتنسيق للقيام بعمليات جديدة حتى تم القبض علي”.
واعترف طارق عبد السلام العبيدي، أحد المقبوض عليهم، بانضمامه إلى داعش في العام 2014 وكنت أحد مسؤولي سلاح الهاون في التنظيم وشارك بمختلف محاور القتال- ضد الجيش- وخرج للعلاج في خارج ليبيا بسبب إصابته في قدمي اليمنى، ومن ثم عاد لتنفيذ مهام قتالية ولوجستية في الجنوب وكان ضمن وحدة بها ليبيين وأجانب.
وتابع "كنت أعمل على توفير الوقود والطعام بالتعاون مع المهربين لضمان بقاء المجموعة على قيد الحياة وأقمت بإحدى ضواحي العاصمة بمساعدة أحد هؤلاء مع عدد من أهلي، وهنا بدأ تنسيق مع تنظيم جديد تعرض للقصف في الصحراء بالطيران المسير وكان يدفعنا لتنظيم عمليات داخلية لإزالة الضغط عليه".
وضمت الخلية شخص يدعى عبد الله إدريس العبيدي، أكد انضمامه إلى تنظيم داعش في العام 2016 وخرج إلى الصحراء في 2017 حيث تم قصفهم من قبل قوات أفريكوم، ومنها ذهب للعلاج في طرابلس حيث بدأ التنسيق مع المجموعة لحين تم إلقاء القبض علي.
وبحسب تقارير صحفية سبق أن حذرت قوى دولية وإقليمية من نية "داعش" اتخاذ ليبيا نقطة انطلاق له لتنفيذ موجة جديدة من الهجمات الإرهابية، في دول شمال إفريقيا ومنطقة الساحل الإفريقي.
ووفق تقارير نشرتها صحيفة "ليدرشب" النيجيرية، فإن "داعش" يريد توسعة نفوذه في منطق الساحل وشمال إفريقيا عن طريق استغلال الفوضى في ليبيا لإعادة تنظيم قواته.
وأشارت التقارير إلي نيجيريا التي شهدت مؤخرا وجودا كبيرا لعناصر تنظيم ولاية غرب إفريقيا التابع لداعش ممن يأتون من ليبيا ويتم دعمهم بأعضاء جماعة "بوكو حرام" الإرهابية.
وتعد ليبيا ومنطقة الساحل الإفريقي الغربي الأكثر أمنا لعناصر داعش نظرا لكثرة ثغراتها الأمنية، وضعف مؤسسات الدولة.
وكشف تقرير مؤشر الإرهاب في المنطقة العربية، والصادر مؤخرا عن مؤسسة "ماعت"، عن المحاور الرئيسة لاستراتيجية تنظيم داعش في ليبيا، كاشفًا عن أن التنظيم "يبحث عن نقاط ارتكاز بديلة في ليبيا"، بعد أن وضع قدماً في الجنوب، بينما عيناه على الهلال النفطي.
واستدل التقرير الصادر بالهجوم الإرهابي بمدينة سبها في يونيو 2021 ، لأنه "لم يكن إلا إعلانا رسميا عن عودة داعش في ليبيا".
ويشير مراقبون إلي أن استمرار الانقسام الليبي يسهم في عودة الإرهاب، حيث دائمًا ما يسعى تنظيم داعش لتهيئة الأرض للعودة وجذب مقاتلين من الداخل والمهاجرين في ليبيا والأجانب في منطقة الساحل والصحراء التي ترتبط بتنسيق عالٍ مع تنظيم ولاية غرب إفريقيا التابع للتنظيم الإرهابي.

شارك