بعد اعتراف بوتين باستقلال لوغانسك ودونيتسك.. طبول الحرب تدق بين روسيا و أوكرانيا

الثلاثاء 22/فبراير/2022 - 03:18 ص
طباعة بعد اعتراف بوتين إعداد أميرة الشريف
 
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الاعتراف باستقلال المنطقتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا، في خطوة تنذر بدق طبول الحرب مع أوكرانيا والغرب الداعم لها.
ووصف بوتين ، أوكرانيا بأنها جزء لا يتجزأ من تاريخ روسيا، وقال إن شرق أوكرانيا كان أرضا روسية قديمة وإنه واثق من أن الشعب الروسي سوف يدعم قراره.
وبث التلفزيون الرسمي لقطات لبوتين وهو يوقع مرسوما يعترف فيه باستقلال المنطقتين الانفصاليتين إلى جانب اتفاقيات تعاون وصداقة فيما جلس مقابله زعيما المنطقتين المدعومين من روسيا.
ويدفع التصعيد الروسي الأخير إلي توتر الوضع مع كييف والغرب بهدف إيجاد ذريعة لتبرير إقرار انفصال منطقتي دونيتسك ولوغانسك المواليتين لروسيا وهو هدف لم يكن معلن حتى اليوم.    
وقال البيت الأبيض إن بايدن سيصدر أمرا تنفيذيا عما قريب سيحظر بموجبه "مشاركة الأميركيين في أي أنشطة جديدة للاستثمار والتجارة والتمويل من أو إلى أو في المنطقتين الانفصاليتين".
 وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي في بيان إن القرار "سيتيح أيضا سلطة فرض عقوبات على أي شخص مصمم على العمل في تلك المنطقتين بأوكرانيا".
وقالت ساكي إنه سيتم اتخاذ المزيد من الإجراءات وإن التدابير التي يتم إعدادها ردا على مرسوم بوتين منفصلة عن العقوبات التي أعدتها الولايات المتحدة وحلفاؤها في حالة غزو روسيا لأوكرانيا.
أما رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل فقالا في بيان مشترك إن الاتحاد الأوروبي "سيرد بفرض عقوبات على المشاركين في هذا العمل غير القانوني".
واتهم الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ روسيا بمواصلة تأجيج الصراع في شرق أوكرانيا "ومحاولة اختلاق ذريعة" لغزو آخر. وفي لندن، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن بوتين انتهك القانون الدولي باعترافه هذا، فيما قالت وزيرة خارجيته ليز تراس إن بلادها ستعلن عقوبات على روسيا.
وندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالاعتراف الروسي ودعا إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي لبحث أحدث التطورات المتعلقة بأوكرانيا.
وأبلغ رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أنه من المحتمل وقوع غزو روسي لبلاده خلال الساعات أو الأيام المقبلة، وأن بريطانيا ستدرس إرسال المزيد من المساعدات الدفاعية لأوكرانيا، وستعلن عقوبات على روسيا.
وقال مكتب جونسون إن رئيس الوزراء "عبر عن قلقه العميق إزاء التطورات الأخيرة في المنطقة، وأبلغ الرئيس الأوكراني أنه يعتقد أن هناك احتمالا حقيقيا بوقوع غزو خلال الساعات أو الأيام المقبلة، وذلك في اتصال هاتفي بعد اعتراف الرئيس الروسي فلاديمير بوتن باستقلال إقليمين انفصاليين بشرق أوكرانيا.
وأضاف مكتب جونسون أنه "أبلغ الرئيس زيلينسكي أن بريطانيا أعدت عقوبات بالفعل تستهدف كل المتواطئين في انتهاك وحدة أراضي أوكرانيا، وسوف تسري تلك العقوبات في الغد، كما يدرس رئيس الوزراء إرسال مساعدات دفاعية أخرى إلى أوكرانيا إذا طلبت الحكومة الأوكرانية ذلك".
وعمد بوتين إلى الخوض في التاريخ بدءا من عهد الإمبراطورية العثمانية وحتى الأيام الأخيرة التي تشهد توترا متصاعدا حول توسع حلف شمال الأطلسي شرقا، وهو مصدر إزعاج كبير لموسكو في الأزمة الحالية.
ولم يعبأ بالتحذيرات الغربية من أن مثل هذه الخطوة ستكون غير قانونية وستقضي على مفاوضات السلام وستؤدي إلى فرض عقوبات على موسكو.
وقال بوتين "أرى أنه من الضروري اتخاذ قرار كان ينبغي اتخاذه منذ فترة طويلة، وهو الاعتراف الفوري باستقلال وسيادة جمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوجانسك الشعبية".
وعمل الرئيس الروسي لسنوات على استعادة نفوذ روسيا على الدول التي نشأت بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، مع احتلال أوكرانيا مكانة مهمة في طموحاته.
وتنفي روسيا وجود أي خطة لديها لمهاجمة جارتها، لكنها هددت باتخاذ إجراء "عسكري تقني" غير محدد ما لم تحصل على ضمانات أمنية شاملة، بما يشمل التعهد بعدم انضمام أوكرانيا إلى عضوية حلف شمال الأطلسي على الإطلاق.
وأثناء ترؤسه اجتماعا مطوّلا لمجلس الأمن التابع للكرملين الاثنين، استمع بوتين إلى كبار المسؤولين بينما أكدوا بأن الوقت حان لتعترف روسيا باستقلال منطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين.
وأكّد مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أنّ التكتل سيفرض عقوبات على روسيا في حال اعترفت بالانفصاليين.
ودعا المتحدّث باسم الأمم المتحدة "كلّ الأطراف المعنية للامتناع عن أيّ قرار أو عمل أحادي الجانب من شأنه أن يقوّض وحدة أراضي أوكرانيا".
واتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، روسيا بتدمير محادثات السلام، واستبعد التنازل عن أي أراض، وذلك في خطاب إلى الأمة في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء.
وأكد زيلينسكي أن أوكرانيا ملتزمة بالسلام والدبلوماسية، بعدما اعترفت روسيا رسميا باستقلال منطقتين انفصاليتين الاثنين.
وقال زيلنسكي في خطاب ألقاه عقب مشورات طارئة مع قادة دوليين، إن أوكرانيا "لا تخاف" من أحد، واصفا خطوة الكرملين بأنها "انتهاك لسيادة ووحدة أراضي" الجمهورية السوفياتية السابقة.
وطلبت أوكرانيا عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي لمناقشة التهديد، مشيرة إلى التطمينات الأمنية التي حصلت عليها مقابل التخلّي عن ترسانتها النووية عام 1994.
وأشار وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إلى البند السادس من تفاهم بودابست، الاتفاق التاريخي الذي تم التوقيع عليه عام 1994 إلى جانب روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا.
وتصاعد التوتر في الأيام الأخيرة بعد قصف عنيف على جبهة القتال ضد الانفصاليين في شرق أوكرانيا وسجّلت سلسلة حوادث عند الحدود مع روسيا.
وفي حادثة لعلها الأخطر ونفتها كييف بشدة، أعلنت روسيا الاثنين أنّها قتلت على أراضيها خمسة "مخرّبين" أوكرانيين تسللوا إلى الأراضي الروسية واتّهمت أوكرانيا بقصف نقطة حدودية.
وأعلن مسؤولون مقتل مدني في قصف طال قرية نوفولوغانسك الواقعة على بعد 35 كلم شمال دونيتسك، معقل الانفصاليين في شرق أوكرانيا.
وفي وقت لاحق، أعلنت الشرطة مقتل جنديين أوكرانيين وإصابة أربعة آخرين بجروح في قصف استهدف قرية زايتسيف، على بعد 30 كلم شمال دونيتسك.
ويُحذر القادة الغربيون من أن روسيا تخطط لغزو جارتها الموالية للغرب بعدما حشدت أكثر من 150 ألف جندي عند الحدود وهو أمر نفته موسكو مرارا.
وينفي الروس أي نية لغزو أوكرانيا لكنهم لا يذكرون سبب نشرهم عشرات الآلاف من الجنود والدبابات وقاذفات الصواريخ.
ودعا الأعضاء الغربيون في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، إلى اجتماع طارئ، للبحث في القرار الروسي الاعتراف باستقلال منطقتين انفصاليتين في شرق أوكرانيا، ومن بين الدول التي أطلقت الدعوة استنادا إلى رسالة بعثت بها أوكرانيا للأمم المتحدة، الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وإيرلندا وألبانيا.
وفي 12 مايو 2014، أعلنت دونيتسك ولوغانسك استقلالهما بعدما صوت معظم سكان المقاطعتين اللتين تقعان في حوض دونباس الشرقية في استفتاء عام لصالح الانفصال عن أوكرانيا.
وبدأت الأحداث عندما صوت البرلمان الأوكراني لصالح إقالة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش (المنحدر من دونيتسك) الذي رفض الاستقالة من منصبه، واصفا الأحداث في العاصمة كييف "بالانقلاب".
وبدأ الشرخ يتسع بسرعة بين كييف من جهة ودونيتسك ولوغانسك وعدد من المناطق الأخرى في شرق أوكرانيا، من جهة أخرى، عقب الإطاحة بيانوكوفيتش، ورفض سكان الشرق الناطقين في غالبيتهم باللغة الروسية والمؤيدين للعلاقات الجيدة مع روسيا، الاعتراف بالسلطة الجديدة في كييف التي تصاعدت في داخلها الأصوات الداعية لحظر استخدام اللغة الروسية.
وعمت موجة احتجاجات مناهضة لسلطات كييف ومطالبة بإقامة نظام فيدرالي في البلاد، مناطق جنوب شرق أوكرانيا، خاصة دونيتسك ولوغانسك، حيث تمكن المحتجون في أبريل من السيطرة على مقرات إدارية ومؤسسات حكومية وأعلنوا عن تأسيس جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين، وتشكلت في دونباس قوات "الدفاع الذاتي" لمنع وصول العناصر القومية الراديكالية من أنصار السلطات الجديدة في كييف في محاولة لإخماد احتجاجات سكان المنطقة.

شارك