لحشد مقاتلين لتعويض خسائرها.. ميليشيا الحوثي تستنجد بـ"القاعدة"
الثلاثاء 22/فبراير/2022 - 11:36 ص
طباعة
فاطمة عبدالغني
في إطار التعاون بين ميليشيا الحوثي الارهابية وتنظيم القاعدة، كشفت مصادر مطلعة في العاصمة اليمنية صنعاء، الأحد 20 فبراير، عن اجتماع عُقد بين 7 من قيادات تنظيم "القاعدة" على رأسهم القيادي في التنظيم نايف الأعواج، وقيادات حوثية من جهاز ما يسمى بالأمن الوقائي "الاستخبارات"، في مقر الأمن القومي في منطقة "صرف" شمالي صنعاء، للتنسيق في عملية حشد مقاتلين.
وأوضحت المصادر أن الميليشيات لجأت لعناصر "القاعدة" في عملية حشد مقاتلين بعد فشلها في حشد مقاتلين لتعويض خسائرها في جبهات مأرب وحجة وقبلها شبوة، وفق ما ذكره موقع "نيوزيمن" الإخباري. وأشارت إلى تنسيق مشترك بين الجانبين لبدء هجوم تجاه حقول النفط والغاز في مأرب.
وكانت ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا، أفرجت في يناير الماضي عن عدد من عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي، مقابل القتال في صفوفها ضد ألوية العمالقة.
وقالت مصادر لوكالة "خبر" أن الميليشيا الحوثية نقلت، 12 عنصرًا سجينًا من عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي، من سجون العاصمة صنعاء إلى سجون محافظة ذمار الواقعة جنوب العاصمة صنعاء.
وطبقاً للمصادر، فإن الميليشيا أبقت على عناصر تنظيم القاعدة في سجون مدينة ذمار، لبعد وصول مشايخ ووجهاء موالين لتنظيم القاعدة، وتسليمهم ضمانات للميليشيا الحوثية.
وبحسب المصادر، فإن الميليشيا اشترطت على عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي المتواجدة في محافظة البيضاء، القتال في صفوفها مقابل الإفراج عن المئات من العناصر المتواجدين في سجون العاصمة صنعاء منذ ما قبل العام 2011.
وأوضحت المصادر، أن الميليشيا أفرجت عن الـ12 عنصرًا إرهابيًا، بعد اتفاق مع قيادات التنظيم، على أن تفرج الميليشيات بعد أيام على عناصر آخرين.
وكانت المليشيات الحوثية نقلت مطلع يناير الماضي عدداً من عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي إلى محافظة شبوة للقتال في صفوفها ضد ألوية العمالقة، قبل أن يتم دحرهم، فيما آخرون كانوا يقاتلون في صفوفها بجبهات مأرب، منهم القيادي "حمزة محمد علي راوية" الذي منحته الميليشيات رتبة رائد.
يشار إلى أن الميليشيات قد عقدت اجتماعاً، بتاريخ 31 ديسمبر 2021، مع قيادات وشخصيات بارزة في تنظيم القاعدة الإرهابي بمدينة رداع، ناقش توحيد جهودهما لمواجهة القوات العسكرية القادمة من محافظة شبوة، وتعهدت الميليشيا بتقديم الدعم اللازم لعناصر القاعدة، والإفراج عن 30 سجيناً من عناصرهم المتواجدين في سجون العاصمة صنعاء.
وفي 2 يناير 2022، قالت مصادر عسكرية، إن ألوية العمالقة العاملة ضمن القوات المشتركة، أسروا عناصر؛ تنتمي لتنظيم القاعدة، أثناء قتالهم في صفوف ميليشيا الحوثي في منطقة بيحان بمحافظة شبوة جنوب شرقي اليمن.
وفي 21 سبتمبر 2021، كشفت مصادر أمنية، إن الميليشيا الحوثية الإرهابية الموالية لإيران، أفرجت عن 7 أعضاء من تنظيم القاعدة الإرهابي، من ضمن 761 شخصًا، أعلنت النيابة العامة في صنعاء الإفراج عنهم.
وفي يناير 2021 أفرجت الميليشيا الحوثية عن القيادي في تنظيم القاعدة عبدالله على علوي لحمر البركاني، وفقًا لتفاهمات سرية بين التنظيم الإرهابي وميليشيا الحوثي.
ووفقًا للتفاهمات، فإن الميليشيا الحوثية وعدت بالإفراج عن المزيد من أفراد التنظيم المحتجزين في سجن جهاز الأمن والمخابرات منذ 11 عامًا، بناء على نتائج الأعمال الإرهابية التي سيتم تنفيذها في المناطق المحررة.
وفي أغسطس 2021، أطلقت الميليشيا الحوثية سراح عيدروس المسعودي وعبدالله المسعودي، المعتقلان في سجن الأمن القومي بصنعاء منذ عدة سنوات.
من ناحية أخرى، كشف تقارير يمنيه عن أن ميليشيات الحوثي أفرجت عن نحو 70% من عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي الذين كانوا معتقلين في السجون الحكومية، منذ انقلابها على السلطة الشرعية.
ووفق للتقارير أكدت المعلومات أن هذا الفعل ساهم في تعزيز صفوف التنظيم المتطرف بعشرات المقاتلين المفرج عنهم، ما مكّنه من التغلب على أزمة التجنيد.
وأفادت التقارير بأن هناك محادثات تجري لإطلاق سراح المتبقين، ومعظم كبار عناصر التنظيم أطلق سراحهم، وفق مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية.
وأضاف أن أكثر من 400 عنصر للقاعدة كانوا في السجون في أعقاب سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء، في حين وضعت الميليشيا نهجا منفصلا عن أي التزامات تتعلق بمحاربة الإرهاب.
وأشارت التقارير إلى أن تنظيم القاعدة تخلى عن مداهمة السجون للإفراج عن عناصره، بعد أن وجد تجاوبا من الحوثيين الذين اعتبروا مقايضة الأسرى وسيلة جيدة لإطلاق سراح مقاتليهم بغض النظر عن المخاوف الدولية بشأن الصفقات مع الإرهابيين، موضحة أن القاعدة طالبت بإخلاء سبيل أكثر من 20 عنصرا مقابل الإفراج عن أسير حوثي واحد ينتمي إلى أسرة هاشمية مرموقة، وفق المعلومات.
في حين أفرج الحوثيون عن عدد من عناصر القاعدة بينهم شخصيات بارزة، مقابل إطلاق سراح عبدالسلام الضوراني خال القيادي الحوثي محمد البخيتي.
وحرر التنظيم العشرات من عناصره، بمن فيهم نجل علوي البركاني، والأخير معروف باسم أبو مالك اللودري، وهو شخصية معروفة في التنظيم في أفغانستان إبان حكم طالبان.
وفي إبريل الماضي كشف تقرير قدمته الحكومة اليمنية إلى مجلس الأمن العلاقة بين ميليشيات الحوثي وتنظيمي داعش والقاعدة، وغيرهما من التنظيمات الإرهابية، مثل الإفراج عن 252 من الإرهابيين الذين كانوا مسجونين في صنعاء ومحافظات أخرى، والإفراج عن أحد أبرز العقول المدبرة لتفجير المدمرة الأمريكية (يو أس أس كول).
وأوضح كيف تقوم هذه الميليشيات بتوظيف علاقتها "الوطيدة" مع التنظيمات الإرهابية لممارسة المزيد من الإرهاب ضد أبناء الشعب اليمني.
كما فضح التقرير المبني على معلومات وحقائق استخباراتية، العلاقة بين الميليشيات والتنظيمات الإرهابية التي اتسمت بالتعاون في مجالات مختلفة من بينها التعاون الأمني والاستخباراتي، وتوفير ملاذ آمن للعديد من أفراد هذه التنظيمات الإرهابية، وتنسيق العمليات القتالية في مواجهة قوات الشرعية، إضافة إلى تمكين عناصر التنظيمات الإرهابية من تشييد وتحصين معاقلها والامتناع عن الدخول في مواجهات حقيقية معها.