بعد مقتل 137 من الجيش الأوكراني.. القوات الروسية على مشارف كييف

الجمعة 25/فبراير/2022 - 11:56 ص
طباعة بعد مقتل 137 من الجيش أميرة الشريف
 
أفادت تقارير إعلامية، بأن القوات الروسية بدأت تضيق الخناق حول العاصمة الأوكرانية كييف، وبالتحديد في أحد الأحياء الواقعة في شمال العاصمة، حيث أعلن الجيش الأوكراني أنه يقاتل وحدات من المدرّعات الروسية في مدينتَي ديمر وإيفانكيف الواقعتين على التوالي على بُعد 45 و80 كلم شمال كييف العاصمة.
وبدأ الهجوم الروسي فجر الخميس بعد اعتراف بوتين باستقلال أراض انفصالية في منطقة دونباس، وقال بوتين عبر التلفزيون معلنا عن العملية "اتخذت قرارًا بشن عملية عسكرية خاصة" بهدف "نزع السلاح واقتلاع النازية من أوكرانيا"، مؤكدا أن "خططنا لا تتضمن احتلالا للأراضي الأوكرانية".
وبعد خطاب بوتين ، سمع دوي انفجارات في كييف حيث لجأ السكان إلى محطات قطارات الأنفاق ليحموا أنفسهم، وكذلك في المدن الأوكرانية الكبرى. وسقطت محطة تشيرنوبيل للطاقة التي شهدت أسوأ حادث نووي في التاريخ في 1986، بأيدي الجنود الروس.
وفيما ذكرت شبكة "سي إن إن" CNN الأمريكية، بأن القوات الروسية باتت على بعد نحو 30 كلم من العاصمة الأوكرانية كييف، كما أفادت وسائل إعلام أوكرانية بأن غارات روسية استهدفت مدرجاً في مطار كييف الدولي.
وأفادت تقارير إعلامية بأن الجيش الأوكراني فجر جسرا لعرقلة تقدم الدبابات الروسية نحو كييف، ونقلت عن الجيش الأوكراني القول بأن اشتباكات تدور مع القوات الروسية المتقدمة نحو كييف، مشيرة إلى أن الدبابات الروسية تتقدم باتجاه العاصمة.
وقد أكدت بعض التقارير الإعلامية أن الدبابات الروسية المتجهة نحو كييف انطلقت من موقع تشرنوبل، وحذر مستشار للحكومة الأوكرانية من أن اليوم الجمعة "سيكون أصعب يوم"، منذ بدأت العملية الروسية بالأراضي الأوكرانية.
وكشف مستشار الحكومة الأوكرانية، أنطون هيراشتشينكو، عن أن الخطة الروسية هي استخدام الدبابات لاقتحام كييف، مشيراً إلى أن المدافعين عن كييف مستعدون بصواريخ مضادة للدبابات قدمها حلفاء خارجيون.
وكان أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شن عملية عسكرية في أوكرانيا، بدأت القطاعات العسكرية الروسية تحركاً شاملاً استهدف رزمة من الأهداف التي وُضعت مسبقاً ضمن الخطة العسكرية للهجوم.
بدا ذلك واضحاً من خلال الإعلانات المتتالية منذ ساعات الصباح عن وقوع انفجارات ضخمة في عدد من المدن الأوكرانية، وكان لافتاً أن الهجمات لم تقتصر على مناطق الشرق الأوكراني، بل امتدت لتشمل أهدافاً في كل الأراضي الأوكرانية بما في ذلك منشآت في كييف العاصمة وأخرى تقع قرب مدينة لفوف (لفيف) في أقصى الغرب، التي شهدت تدمير مطار بالقرب منها.
وبالتوازي مع توجيه الضربات الجوية التي استخدمت روسيا فيها قدرات الطيران وأنظمة صاروخية حديثة، بدأت منذ ساعات الصباح عملية توغل واسعة من عدة مناطق وبشكل متزامن.
وعلى الرغم من أن كييف تعد أقرب المدن الأوكرانية إلى الأراضي البيلاروسية (نحو 200 كيلومتر عن الحدود) لكن بدا أن توغل الآليات لا يستهدف كييف العاصمة، بل خاركوف التي تقطنها غالبية سكانية ناطقة بالروسية.
وأكد الرئيس الأمريكي جو بايدن أن الولايات المتحدة التي لن ترسل قوات إلى أوكرانيا، ستدافع عن "كل شبر من أراضي الناتو"، لكن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) سترسل نجو سبعة آلاف جندي إضافي إلى ألمانيا.
من جانبها ستسرع فرنسا نشر جنود في إطار الحلف الأطلسي في رومانيا الدولة المتاخمة لأوكرانيا، حسبما أعلن الرئيس إيمانويل ماكرون بعد قمة استثنائية للاتحاد الأوروبي، مشددا في الوقت نفسه على أنه من المفيد أيضا "ترك الطريق مفتوحا" للحوار مع موسكو للتوصل إلى وقف هجومها.
وأثار الغزو الروسي احتجاجات واسعة في المجتمع الدولي ولا سيما في الغرب.
وطلبت الولايات المتحدة وألبانيا عقد جلسة لمجلس الأمن الدولي الجمعة عند الساعة الثامنة بتوقيت غرينتش، للتصويت على مشروع قرار يدين غزو أوكرانيا ويدعو روسيا إلى سحب قواتها على الفور.
وفرض بايدن الذي قال إن بوتين سيصبح "منبوذا على الساحة الدولية"، قيودا على تصدير المنتجات التكنولوجية إلى روسيا.
أما قادة الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي فقد شددوا العقوبات على روسيا في قطاعات الطاقة والتمويل والنقل، من دون أن يصلوا إلى حد استبعادها من نظام "سويفت" المصرفي الدولي.
ووعدت رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين بجعل "القادة الروس يواجهون عزلة غير مسبوقة".
من جهتها، توعدت موسكو برد "شديد" على هذه الإجراءات.
وقالت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن حوالى مئة ألف شخص فروا من ديارهم في أوكرانيا وغادر آلاف بلدهم.
وقال الاتحاد الأوروبي إنه "على استعداد تام" لاستقبالهم، وقد أمضى نحو مئتين منهم الليل في محطة برجيميسل البولندية (جنوب شرق).
وقالت أولغا (36 عاما) المدرّسة في معهد كييف للبوليتكنيك "سمعتُ دوي الانفجارات بالقرب من المبنى الذي أسكن فيه فحزمت حقائبي بسرعة وأخذت كل شيء معي تقريبا".
وفي موسكو، نظمت مسيرات مناهضة للحرب في وسط العاصمة وكذلك في سان بطرسبرغ. وذكرت منظمة غير حكومية أن أكثر من 1700 شخص اعتقلوا في جميع أنحاء روسيا.
وبلغت خسائر الجانب الأوكراني من المدنيين والجنود، 137 قتيلا على الأقل و316 جريحا، حيث قدّر الجيش الأوكراني الخسائر المادية الروسية بأكثر من ثلاثين دبابة ونحو 130 عربة قتال مصفحة وسبع طائرات وست مروحيات.

شارك