الحرب والمجاعة وجهان لعملة المعاناة في يد ميليشيا الحوثي
الجمعة 25/فبراير/2022 - 12:16 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
حذر برنامج الأغذية العالمي من أن 13 مليون يمني قد يواجهون المجاعة بسبب الحرب التي أشعلتها ميليشيات الحوثي الإرهابية بانقلابها على السلطة الشرعية.
وقال المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي في مقابلة مع "أسوشيتدبرس"، إن اليمن "في وضع سيء للغاية". وأضاف: "نقوم بإطعام 13 مليون شخص في بلد يبلغ عدد سكانه 30 مليون نسمة، وأموالنا نفدت".
ولفت إلى أن 285 مليون شخص حول العالم يواجهون الآن خطر المجاعة، ما يجعل تلبية احتياجات اليمن أكثر صعوبة.
وقال: "لدينا الآن ضعف عدد الأشخاص الذين يعانون في جميع أنحاء العالم. بالتالي، ماذا سأفعل لأطفال اليمن؟ هل أسرق من الأطفال في إثيوبيا أو أفغانستان أو نيجيريا أو سوريا؟ هذا غير صائب".
وأوضح بيزلي، أن وكالته اضطرت إلى خفض الحصص الغذائية إلى النصف لثمانية ملايين يمني بسبب نقص التمويل. وقال: "ربما نقوم بتخفيضها إلى الصفر. ما الذي تعتقدون حدوثه؟ سيموت الناس. ستكون كارثة".
وقال برنامج الأغذية التابع للأمم المتحدة، إن حوالي 811 مليون شخص ليس لديهم ما يكفي من الغذاء في جميع أنحاء العالم، وتشير التقديرات إلى أن 45 مليون شخص في 43 دولة معرضون لخطر المجاعة.
ويشهد اليمن منذ 7 سنوات حربا مدمرة تسببت بحسب الأمم المتحدة بأسوأ أزمة إنسانية جارية في العالم حالياً.
ويدور النزاع بين حكومة يساندها منذ 2015 تحالف عسكري تقوده السعودية، والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران ويسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد وغربها وكذلك على العاصمة صنعاء منذ بد هجومهم في 2014.
وخلال 7 سنوات، قتل في النزاع عشرات آلاف الأشخاص معظمهم من المدنيين، حسب منظمات إنسانية، ويعيش أكثر من ثلاثة ملايين مدني في مخيمات مكتظة، في إهمال وتجافي وصعوبات متزايدة.
واصطدمت جهود السلام بتعنت الحوثيين المدعومين من إيران، حيث بقي اتفاق الرياض الذي وقعته الحكومة مع المجلس الانتقالي الجنوبي في مكانه دون إحراز تقدّم عملي حتى الآن، مع زيادة حدة التوتر مع القوات الموالية للإسلاميين في شبوة ووادي حضرموت، وتصاعد نشاط تنظيم القاعدة فيها.
وبحسب تقديرات الأمم المتحدة من المتوقع أن يصل عدد الجوعى في اليمن إلى 16 مليون شخص هذا العام. ويُتوقع أن يعاني حوالي 2.3 مليون طفل تحت سن الخامسة في اليمن من سوء التغذية الوخيم خلال العام الحالي. من بين هؤلاء الأطفال، 400 ألف طفل قد يموتون إذا لم يتلقوا العلاج بصورة عاجلة. هذه الأرقام تشير إلى أعلى معدلات لسوء التغذية الحاد الوخيم في اليمن منذ تصاعد الصراع عام 2015.
وأكدت تقارير لمنظمات حقوقية أنه إلى جانب الخسائر العديدة التي خلفتها الحرب على مدى السنوات السبع الماضية، فإن المجاعة تثقل كاهل اليمن الذي مزقته الحرب، حيث أثر الصراع المستمر منذ ما يقرب من سبع سنوات بشكل سيئ على اقتصاد البلاد وأضعف نظام الرعاية الصحية الهش بالأصل.
ووصفت تقارير صحفية المجاعة في اليمن بأنها ليست نتيجة مباشرة للحرب، بل هي سلاح حرب.
وحسب التقارير فإنه من المعترف به على نطاق واسع أن المجاعات ناتجة عن أفعال سياسية، تتراوح من الحرمان من الطعام، والسعي وراء أهداف سياسية واقتصادية وعسكرية إلى الإهمال، ووفقًا لبرنامج الغذاء العالمي، فإن عشرة من أكبر 13 أزمة غذائية في العالم، بما في ذلك بالطبع أفغانستان واليمن، ليست مدفوعة بالصراعات فحسب، بل هي نتاج تكتيكات الحرب المتعمدة التي تشمل الاقتصادات المعطلة والسكان الجوعى.
ونوهت التقارير إلى أن المجاعة في كل من اليمن ليست فقط نتيجة لندرة الغذاء بل هي بالأحرى نتيجة الضائقة المالية للأسر، فمنذ بداية الصراع في اليمن، استخدم الحوثيون الجوع كسلاح حرب من خلال أفعال التكليف، كالهجمات على قطاع إنتاج الأغذية وعلى الأسواق، وإعاقة وصول المساعدات، والتوفير الانتقائي للمساعدات.
وأوضحت التقارير إلى أنه قد تم الاعتراف بالصلة بين الحرب والجوع في الواقع بشكل صريح مع صدور قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في عام 2018 الذي يحظر استخدام الجوع كسلاح حرب، وعلى الرغم من أنه من الواضح أن الجهات الفاعلة السياسية لم تتقبل مثل هذه التوصيات، فقد لعبت الأمم المتحدة مع ذلك دورًا أساسيًا في تسليط ضوء مهم على هذا الاتجاه، لدرجة أن برنامج الغذاء العالمي منذ ذلك الحين عمل بجد لفهم الصلة بين الأمن الغذائي والصراع وكيف يمكن أن يساهم في بناء السلام، وخلفت الحرب وعواقبها ملايين الأشخاص مشردين، في معظم الحالات بلا مأوى وعرضة لأهواء أمراء الحرب المحليين والدوليين.