استمرارًا لنهج الإرهاب وانتهاكًا للقانون الدولي.. ميليشيا الحوثي تعتقل موظفا بالسفارة الأمريكية باليمن

السبت 26/فبراير/2022 - 11:43 ص
طباعة استمرارًا لنهج الإرهاب فاطمة عبدالغني
 
على الرغم من الإدانات الدولية الواسعة  لعمليات الاختطاف والاعتقالات التعسفية تستمر ميليشيات الحوثي المدعومة إيرانيًا في حملات الاختطاف والاعتقالات الأمنية للتنكيل بموظفي السفارة الأمريكية في اليمن وتحويلهم لرهائن للمقايضة السياسية مع الولايات المتحدة.
وجاءت آخر الاعتقال الاثنين  22 فبراير عندما اعتقلت الميليشيات، الإعلامي عبد الرحمن سيف الشرعبي، مساعد رئيس الملحقية الإعلامية بالسفارة الأمريكية بصنعاء، مع استمرارها باعتقال 11 موظفا آخرين منذ أكتوبر الماضي.
وحملت السفارة الأمريكية لدى اليمن، ميليشيا الحوثي مسؤولية اعتقال أحد موظفيها، وأشارت في بيان لها، نشرته عبر صفحتها في "تويتر" الجمعة، إلى استمرار ميليشيات الحوثي في اعتقال ومضايقة موظفيها المحليين واستخدام الأبرياء كـ"بيادق" في حربها المدمرة.
وأضافت: "يحزننا أن نؤكد أن ميليشيات الحوثي احتجزوا موظفا آخر"، بجانب العديد اعتقلهم الانقلابيون منذ نوفمبر الأول الماضي كرهائن للضغط على واشنطن ومساومتها سياسيا.
وأعرب البيان عن الامتنان برؤية "قضية الاحتجاز غير القانوني والتعسفي للموظفين اليمنيين تحظى مرة أخرى باهتمام وسائل الإعلام"، حسب قوله.
وترى السفارة الأمريكية لدى اليمن أن "تدفق الدعم لزملائنا هو شهادة على العلاقات القوية والمتعددة التي طوروها في سياق عملهم في السفارة لسنوات عديدة لتعزيز الشراكة بين الولايات المتحدة واليمن".
وعبرت عن أملها بمساعدة وسائل الإعلام في "إبقاء قضية المعتقلين حية في أعين الجمهور والرأي العام".
وتابعت "نأمل أن يوضح شركاؤنا في وسائل الإعلام أن الحوثيين هم المسؤولون عن احتجاز هؤلاء اليمنيين الأبرياء والذين يستخدمونهم بيادق في هذا الصراع"، وفقا للبيان.
يشار إلى أنه في منتصف أكتوبر 2021، شنت ميليشيا الحوثي حملة اعتقالات طالت عدداً من موظفي السفارة الأمريكية بصنعاء بالتزامن مع اقتحام مقرها واستبدال الحراسة بعناصر مسلحة تابعة لها. وبحسب مصادر موثقة وشهود عيان، نهبت الميليشيات كميات كبيرة من التجهيزات والمعدات من مقر السفارة.
وفي 10 نوفمبر 2021، اقتحم مسلحون حوثيون مقر السفارة الأمريكية في حي شيراتون بصنعاء، واعتقلوا عشرات الموظفين المحليين العاملين في السفارة، ومنذ ذلك الحين، تُبقي جماعة الحوثي على 11 موظفا منهم رهن الاحتجاز فيما أفرجت عن الباقين، بحسب إفادة وسائل إعلام محلية ودولية.
وبعد أيام من الشهر ذاته، دانت السفارة الأمريكية لدى اليمن ” احتجاز الحوثيين وإساءة معاملتهم لعشرات اليمنيين وأفراد أسرهم لمجرد أنهم عملوا لصالح الولايات المتحدة في صنعاء بصفة مؤقتة, وفقا لبيان أصدره القائم بأعمال السفير الأمريكي في اليمن، كاثي ويستلي. 
ويتواجد عدد من موظفي السفارة مع أسرهم في صنعاء، ويعيشون حالة من الفزع، جراء قيام ميليشيا الحوثي باعتقالات طالت عددا من زملائهم من الموظفين والمتقاعدين خلال الأشهر الماضية بصنعاء.
ومن جانبها، علقت الحكومة اليمنية على حملة الاعتقالات التي طالت موظفي السفارة الأمريكية باليمن، واعتبرته استمرارًا لنهج الإرهاب وانتهاكًا للقانون الدولي، وقال وزير الإعلام معمر الإرياني، إن عملية الاختطاف التي طالت إعلاميين عملوا لدى السفارة الأمريكية في صنعاء، من قبل ميليشيا الحوثي الإرهابية، تمت بإيعاز إيراني. 
وأكد في تصريح صحفي أن اختطاف الميليشيا للإعلامي عبدالرحمن الشرعبي، مساعد رئيس الملحقية الإعلامية بالسفارة الأمريكية في اليمن، واقتحامها منزله في صنعاء، بعد أيام من اختطافها زميله في الملحقية الإعلامي نبيل سلطان، ثم إخفائهما قسريًا، يؤكد استمرارها في نهج الإرهاب وانتهاك القانون الدولي‏.
وأوضح أنه وبدلاً من إطلاق ميليشيا الحوثي للمختطفين من موظفي السفارة الأمريكية، والأمم المتحدة، وإخلائها مقر السفارة بالعاصمة المختطفة ‎صنعاء وإعادة محتوياتها المنهوبة، ذهبت الميليشيا لاعتقال المزيد منهم. 
وأعتبر اختطاف الميليشيا لموظفي السفارة "تحدي سافر للمجتمع الدولي، واستخفاف بالأصوات المعارضة لخطوة إعادة تصنيفها منظمة إرهابية". 
 وجدد الإرياني التأكيد على أن هذه الجريمة لا تمثل الشعب اليمني الذي يكن التقدير لأشقائه وأصدقائه، وأنها صادرة عن ميليشيا سيطرت على مؤسسات الدولة بقوة السلاح، وضربت عرض الحائط بالقواعد الدبلوماسية، والقوانين والمواثيق والأعراف الدولية والإنسانية، ولا تختلف في ممارساتها عن التنظيمات الإرهابية. 
وطالب المجتمع الدولي بالضغط على ميليشيا الحوثي الإرهابية لإطلاق موظفي السفارة الأمريكية، والأمم المتحدة، وكافة السياسيين والإعلاميين والصحفيين المخفيين قسرا في معتقلاتها، والتحرك الفوري وفي المقدمة الولايات المتحدة الأمريكية لإدراجها وقياداتها ضمن قوائم الإرهاب الدولية.
وعلى صعيد متصل، أدانت منظمة ميون لحقوق الإنسان والتنمية، حملة الاعتقالات التى تمارسها ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، بحق موظفي السفارات ومكاتب الأمم المتحدة في اليمن.
وقالت المنظمة في بيان لها على "تويتر"، "حملة جديدة من الاعتقالات التعسفية واحتجاز الحريات تمارسها جماعة الحوثي بحق موظفين في سفارات معتمدة ومكاتب للأمم المتحدة العاملة في اليمن".
وأضافت المنظمة "ندين مجدداً هذه الانتهاكات الساعية لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية".
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية أعلنت في وقت مبكر الخميس 24 فبراير إنها مستمرة بمحاسبة ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، بما في ذلك إمكانية إعادة تصنيفها كجماعة إرهابية.
وقال نيد برايس المتحدث باسم الخارجية الأمريكية بمؤتمر صحفي إن لدى بلاده طرقا عديدة لمحاسبة الحوثيين، بما فيها العقوبات التي تم فرضها أمس.
وأضاف أن الولايات المتحدة الأمريكية ملتزمة بحل الأزمة في اليمن عبر الدبلوماسية، وأن إعادة إدراجها جماعة إرهابية لا يزال قيد المراجعة.
وحمّل المتحدث الأمريكي ميليشيا الحوثي المسؤولية عن "أكبر أزمة إنسانية في العالم".
وفي وقت سابق، الأربعاء 23 فبراير، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، فرض عقوبات على شبكة دولية تمول هجمات الحوثيين ضد الحكومة اليمنية ودول الجوار.
وقالت الخزانة الأمريكية، إن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية قام بمعاقبة أعضاء شبكة دولية تمول حرب الحوثيين ضد الحكومة اليمنية والهجمات العدوانية المتزايدة التي تهدد المدنيين والبنية التحتية المدنية في الدول المجاورة.

شارك