اقيلم الغاز.. داعش يصعد هجماته في شرق موزمبيق
كشف تقرير عن تصعيد تنظيم داعش عملياته
الارهابية في مقاطعة
كابو ديلجادو الغنية بالغاز شمال
شرق موزمبيق،
والتي تشكل هدفا استراتيجيا للتنظيم للتواجد في الاقليم والحصول على الاموال من
أجل دعم نشاطها الإرهابي.
قال مكتب الأمم المتحدة
لتنسيق الشؤون الإنسانية في مقاطعة كابو ديلجادو في تقرير له إن عدد الهجمات التي شنها
المسلحون زاد بين يناير وفبراير وأجبرت أكثر من 12 ألف شخص على الفرار من منازلهم.
أدى التمرد في كابو
ديلجادو إلى مقتل أكثر من 3500 شخص وتشريد 700000 آخرين.
كما تم تعليق تطوير
مشروع غاز طبيعي سائل بقيمة 20 مليار دولار من قبل المجموعة النفطية الفرنسية العملاقة
"توتال" من موزمبيق، والتي طالبت باستقرار الوضع الأمني قبل استئناف الشركة
للعمل.
وقال مكتب الأمم
المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (UNOCHA)
إن الهجمات الأخيرة لم تحدث بالقرب من موقع تطوير TotalEnergies
، دون تقديم مزيد من المعلومات.
إذ شكل سيطرت مجموعة
مسلحة موالية لداعش على مدينة بالما (شمال شرق)، عاصمة الغاز في موزمبيق، أكبر تهديد
ليس فقط لأمن واقتصاد البلاد، بل لمصالح كبرى الشركات العالمية للطاقة، سواء الأمريكية
منها أو الفرنسية والإيطالية والصينية وحتى اليابانية، والتي استثمرت مجتمعة نحو
60 مليار دولار، لاستغلال حقول الغاز.
ويقول خبراء أمنيون
إن الهجمات في كابو ديلجادو ستستمر بسبب إخفاقات المخابرات ومع تكيف المتمردين مع وجود
القوات الأجنبية. نشرت مجموعة التنمية للجنوب الأفريقي ، وهي تكتل اقتصادي إقليمي ،
ورواندا أكثر من 3000 جندي أجنبي لمساعدة الحكومة في محاربة المسلحين .
قال الكولونيل لويس
برناردينو ، الأستاذ في مركز الدراسات الدولية في معهد جامعة ليسبوا ، في مقابلة:
"لم يتم استعادة حالة انعدام الأمن في كابو ديلجادو بعد وسيستمر التمرد لفترة
أطول". "ما فشل هو القدرة على توقع حركة الجماعات المهاجمة."
وقالت قوة الدفاع
الوطني لجنوب إفريقيا الأسبوع الماضي إنها ستنشر المزيد من القوات في كابو ديلجادو
لتعزيز مهمة السادك.
وهناك أكثر من
3100 عسكري أجنبي (من دول إفريقية وأوروبية والولايات المتحدة) يتمركزون في مقاطعة
كابو ديلغادو.
وحذر مراقبون من
تصاعد نشاط داعش في مقاطعة كابو ديلجادو الغنية بالغاز، من استغلال هذه المنطقة
لتكون لديه قوة مالية يمكن أن يستخدمها في شراء الأسلحة وتجنيد مزيد
من العناصر، بل وتأسيس إمارة له في محافظة "كابو ديلغادو" على الحدود مع
تنزانيا، وهو ما يهدد منطقة الشرق الافريقي، والموانئ التجارية، عبر عمليات قرصنة.
وتمكن تنظيم داعش الارهابي المتحصن بالأدغال من الاستيلاء على مناطق واسعة شمالي
البلاد، بينها جزيرتان في المحيط الهندي، لكن أهمها ميناء "موكيمبوا دا برايا"
الاستراتيجي، الذي كان يستخدم في تموين استثمارات الغاز ببالما.
ويعتمد تنظيم داعش خلال مواجهة القوات الحكومية والأفريقية والاجنبية
الداعمه لها، على حرب العصابات واستنزاف هذه القوت في حرب صغيرة.
وظهر "داعش - فرع موزمبيق" بعد مبايعة جماعة "أنصار السنة"
المتشدد للتنظيم، التي شنّت تمرداً ضد الحكومة
بدءاً من العام 2017. يُعرف فرع "داعش" أيضاً بأسماء أخرى مثل "أهل
السنة والجماعة" و"سواحيلي السنة" و"الشباب" – والتنظيم الأخير
مختلف عن "حركة الشباب" في الصومال، التي انضمت إلى تنظيم "القاعدة"
وباتت فرعاً له في شرق أفريقيا. في المقابل، انضم "شباب" موزمبيق (أي "أنصار
السنة") إلى "داعش" .
وتفيد تقديرات وكالة
الاستخبارات المركزية "سي آي أيه" بأن الجماعة التي باتت فرع "داعش"
في موزمبيق قتلت 1300 مدني منذ العام 2017، لكن أعمال العنف المرتبطة بتمردها أدت إلى
مقتل قرابة 2500 مدني وعنصر في قوات الأمن ومقاتلين من فرع "داعش" نفسه،
إضافة إلى تشريد نحو 700 ألف شخص في شمال البلاد.