كتيبة "التوحيد والجهاد"فى سوريا.. على قوائم المنظمات الإرهابية العالمية
الخميس 10/مارس/2022 - 02:32 ص
طباعة
أميرة الشريف
أدرجت وزارة الخارجية الأمريكية تنظيم كتيبة التوحيد والجهاد في سوريا على قائمة المنظمات الإرهابية العالمية.
وأكد متحدث الخارجية الأمريكية نيد برايس في بيان أن التنظيم أدرج على القائمة الأمريكية للمنظمات الإرهابية العالمية بموجب مرسوم رئاسي، مشيرا إلى أنه تمت إضافة التنظيم إلى قائمة مجلس الأمن الدولي للمنظمات الخاضعة للعقوبات المتعلقة بتنظيمي داعش والقاعدة.
ولفت إلى أنه تم تجميد أصول التنظيم في جميع الدول الأعضاء بالأمم المتحدة، وفرض حظر سفر على أعضائه، وحظر توريد السلاح إليه. وأضاف أن التنظيم على علاقة بتنظيم القاعدة في مدينة إدلب السورية.
وأوضح أن التنظيم بجانب انخراطه في أنشطة إرهابية بسوريا، فهو مسؤول كذلك عن تنفيذ هجمات خارجها، منها هجوم مترو أنفاق في مدينة سانت بطرسبرغ الروسية أسفر عن مقتل 14 راكبا وإصابة 50 بجروح في أبريل 2017. وقال إن التنظيم مسؤول عن إصابة 3 أفراد في العاصمة القرغيزية بيشكيك في أغسطس 2016.
ووفق التصنيف الأمريكي فإنه يتم حظر جميع الممتلكات والمصالح لكتيبة التوحيد والجهاد الخاضعة للولاية القضائية الأمريكية، ويحظر على الأشخاص الأمريكيين المشاركة في أي تعاملات معها، كما أن المؤسسات المالية الأجنبية التي تجري أو تسهل عن عمد أي معاملة مهمة نيابة عن الكتيبة يمكن أن تخضع لعقوبات الولايات المتحدة.
وتأسست كتيبة التوحيد والجهاد عامً 2013 في شمال سوريا وتضم العشرات من المقاتلين الأجانب وخاصة مواطنين من بلدان وسط آسيا وبشكل خاص أوزبكستان، ولها صلات مع جماعات إسلامية أوزبكية وقرغيزية أخرى.
وتعتبر جماعة أو كتيبة “التوحيد والجهاد”، إحدى أبرز الفصائل العسكرية الإسلامية التي تقاتل إلى جانب “هيئة تحرير الشام” شمال غربي سوريا، وتتبع لها وتتماشى مع سياستها.
وتضم الكتيبة عناصر من الأوزبك والطاجيك، وانضمت إلى “جبهة النصرة” سابقًا “تحرير الشام” حاليًا في 2015، بعد أن دخل إلى الأراضي السورية عشرات من المقاتلين الأوزبك للمشاركة في العمليات العسكرية ضد قوات النظام، وخاصة إلى جانب الفصائل العسكرية الإسلامية.
ويتجمع المقاتلون الأوزبك في المناطق الجبلية شمال غربي سوريا، خاصة في جبال الساحل، ويعتبر الأوزبك من المقاتلين المتمرسين في القتال، اكتسبوا مهاراتهم القتالية نتيجة مشاركتهم إلى جانب التنظيمات “الجهادية” في مختلف الدول كأفغانستان.
وتنضوي الكتيبة تحت راية “لواء أبو عبيدة بن الجراح”، ويتبع لـ”الهيئة”، ودائمًا ما تنشر الكتيبة صورًا لتدريبات مقاتليها على الأسلحة الخفيفة والثقيلة، وتكريمهم أيضًا، وكان آخرها تخريج دورة “قناصين” لمقاتليها، في 5 مارس الحالي، وتكريم المتميزين منهم.
أبرز تحركات الأوزبك كانت عبر عمليتين “انغماسيتين” خلف الخطوط، إذ شن مقاتلون هجومًا في 6 من آب 2021 ضد قوات النظام في قرية حنتوتين التابعة لمدينة معرة النعمان جنوبي إدلب، ما أدى إلى مقتل ثلاثة من الأوزبك، بينما قتل ضابطان في قوات النظام وأربعة عناصر، بحسب وسائل إعلام روسية.
ودائمًا ما تعلن سرايا “القنص الحراري” في الكتيبة، عن قنص واستهداف عناصر لقوات النظام المتمركزة في خطوط التماس والمناطق المحيطة لنفوذ الكتيبة.
وتعتبر كتيبة ” الإمام البخاري” من أبرز كتائب مقاتلي الأوزبك، إلى جانب كتيبة “التوحيد والجهاد” وبدأت نشاطها مع “حركة أحرار الشام”، وأسسها “أبو محمد الأوزبكي”، قبل مقتله في إحدى معارك ريف حلب في 2014، وتسلم قائد الكتيبة، صلاح الدين الأوزبكي، الذي اغتيل مع ثلاثة من مرافقيه في 2017.
وأعلنت الكتيبة التزامها الحياد في المعارك الدائرة بين “جبهة تحرير سوريا” و”هيئة تحرير الشام” في إدلب وريفها منذ 2017، ووضعتها الولايات المتحدة على قوائم “الإرهاب” عام 2018.
يعتبر سراج الدين مختاروف، الملقب بـ”أبو صلاح الأوزبكي” مؤسس كتيبة “الأوزبك”، وقائدها ضمن “الهيئة”، وقبل أن يترك “تحرير الشام” حينها، وينضوي ضمن تنظيم “جبهة أنصار الدين” (الجهادي)، وهو مطلوب لـ”الإنتربول” الدولي.
اعتقلت “تحرير الشام”، مختاروف في يوليو 2020، واعتبر مسؤول المكتب الدعوي العام لـ”جبهة أنصار الدين” حينها، رامز أبو المجد، أن “الأوزبكي استدرج عبر أسلوب رخيص، واعتقل مع بعض إخوانه”، لتفرج عنه بعد حوالي تسعة أشهر من اعتقاله.
وينحدر مختاروف (30 عامًا) من قرغيزستان، وهو ملاحق من قبل “الإنتربول الدولي”، بتهمة هجمات إرهابية وتزوير وعبور الحدود بطرق غير شرعية.
ويعتبر العقل المدبر لهجوم “ميترو” سان بطرسبرغ في روسيا، في 3 من أبريل 2017، الذي أسفر عن مقتل 16 شخصًا، وأصدرت محكمة في موسكو مذكرة اعتقال غيابية بحقه.
ووصل مختاروف إلى إدلب في 2015، وقاتل في صفوف ما عُرف سابقًا بـ”جبهة النصرة” (هيئة تحرير الشام حاليًا) كقائد لكتيبة كتيبة “التوحيد والجهاد”، قبل أن ينشق عن “الهيئة” ويلتحق بـ”جبهة أنصار الدين” التي كانت تابعة لـ”الهيئة” وانشقت عنها في 2018.
وشكلت “جبهة أنصار الدين” إلى جانب جماعة أنصار الإسلام وتنظيم حراس الدين، وهما من “الجماعات الجهادية”، غرفة عمليات “وحرّض المؤمنين، في أكتوبر 2018، إلى جانب فصيل أنصار التوحيد الذي أعلن تركه لها، في 2020.
وكان مجلس الأمن الدولي أصدر في 2021 تقريراً أشار فيه إلى وجود كيانات عسكرية في محافظة إدلب ما تزال خاضعة لهيئة تحرير الشام منها لواء خطاب الشيشاني والحزب الإسلامي التركستاني وكتيبة التوحيد والجهاد، إلا أن هيئة تحرير الشام خلال الشهور الماضية انقلبت على معظم الفصائل الأجنبية في مناطق سيطرتها وقيدت حركتها.
ويأتي هذا التصنيف بعد أن أدرجت الولايات المتحدة العديد من الفصائل في قائمة الإرهاب، وكانت أعلنت إدراج تنظيم حراس الدين وقائده أبوهمام الشامي في العاشر من سبتمبر 2019 على قائمة الإرهاب.
كما أدرجت واشنطن جبهة النصرة على لوائح الإرهاب في ديسمبر 2012، ووافقتها دول مختلفة، وأكدّت موقفها من الفصيل بعد تغيير اسمه إلى هيئة تحرير الشام في السادس عشر من مايو 2015، إذ قالت إن “أساس هيئة تحرير الشام هي جبهة النصرة المدرجة على لائحة الإرهاب، وهذا التصنيف نافذ بغض النظر عن تسميتها أو من يندمج معها”.