واصل تحالف دعم الشرعية في اليمن، الأربعاء، استهداف ميليشيات الحوثي في شمال غرب، وشمال شرق اليمن، بالمناطق التي تشهد مواجهات مسلحة بين قوات الشرعية وميليشيات الحوثي.
وقال بيان للتحالف، نشرته وكالة الأنباء السعودية، الأربعاء، إن طيرانه نفذ 18 عملية استهداف ضد الميليشيات الحوثية في محافظتي حجة ومأرب خلال 24 ساعة. وأوضح أن العمليات أسفرت عن تدمير 13 آلية عسكرية، وخسائر بشرية في صفوف الميليشيات، بينما أفاد المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية بأن طيران التحالف ومدفعية الجيش اليمني دكّا مواقع وتجمعات ميليشيات الحوثي في محيط مدينة حرض، وكبداها خسائر كبيرة في العتاد والأرواح.
وكثفت مقاتلات التحالف غاراتها الجوية، خلال الأيام الماضية في مختلف جبهات القتال؛ والتي أسفرت عن تدمير عدد كبير من الآليات العسكرية وقتل المئات من الحوثيين، بينهم قيادات بارزة.
في غضون ذلك، لقي عدد من عناصر ميليشيات الحوثي مصرعهم، الأربعاء، بنيران الجيش الوطني اليمني غرب وجنوب محافظة مأرب، شمال شرق البلاد.
وذكر إعلام الجيش اليمني أن قوات الجيش، مسندة بالمقاومة الشعبية استهدفت، صباح الأربعاء، مجموعة من عناصر الميليشيات، كانت تحاول التسلل إلى مواقع في الجبهة الغربية للمحافظة، وأوقعت تلك العناصر بين قتيل وجريح، فيما قُتل وجُرح عدد من العناصر الأخرى، في مواجهات مع قوات الشرعية في جنوب المحافظة. وأوضح المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية أن مدفعية الجيش دكت مواقع وتجمعات ميليشيات الحوثي في جبهة الفليحة جنوب المحافظة وألحقت بها خسائر بشرية ومادية.
إلى ذلك، لقيت سيدة يمنية في عقدها الثالث، حتفها، على يد قناص حوثي في منطقة البومية إحدى قرى مديرية مقبنة غرب محافظة تعز.
وأفادت مصادر محلية بأن اليمنية سعيدة سالم علي (35 عاماً)، أصيبت برصاص قناص ميليشيات الحوثي الإرهابية المتمركزة في أعالي جبال المجاعشة. وذكرت المصادر أن فريقاً طبياً تابعاً للقوات المشتركة شرق حيس هرع لإسعاف الضحية إلى مستشفى الريفي بمدينة حيس، إلا أنها فارقت الحياة نتيجة النزيف الحاد جراء الرصاصة التي أصابتها.
وأشارت المصادر إلى تعرض زوجها لحالة إغماء نتيجة الصدمة والفاجعة التي تعرض لها بفقدان زوجته التي خلفت وراءها 8 أطفال، وهو حالياً يتلقى العلاجات في المستشفى حتى تستقر حالته ويعود وعيه.
وقبل يومين، قتل هزاع أحمد عبده (40 عاماً)، متأثرا بإصابته التي تعرض لها جراء استهدافه من قبل قناص حوثي يتمركز في التبة السوداء في المديرية نفسها.
استنفرت الميليشيات الحوثية في العاصمة اليمنية صنعاء، عناصرها الأمنيين، بعد يومين من ظهور شعارات مكتوبة على الجدران، تطالب برحيل الميليشيا من المدينة المحتلة منذ منتصف عام 2014؛ حيث تتحسب الجماعة من انفجار شعبي على خلفية الأزمة التي يعيشها السكان هناك، بسبب منع دخول ناقلات الوقود، وإصرار الميليشيات على ربط حياة الناس بوصول المشتقات النفطية التي يستوردها الموالون لها.
وأدى سلوك الجماعة القمعي خلال الأسابيع الماضية إلى شل الحركة، كما اضطر آلافاً من الطلاب والموظفين إلى الجلوس في منازلهم، بسبب عدم توفر وسائل النقل، وارتفاع أجورها بنسبة تفوق 100 في المائة.
وقال سكان ومصادر سياسية لـ«الشرق الأوسط»، إن الميليشيات فوجئت بالشعارات التي ظهرت على جدران عدد من المنازل المطالبة برحيل الحوثيين من العاصمة، إلى جانب حالة الغضب الشعبي الواسعة، والتي وصلت حد الانتقادات العلنية للميليشيات وقيادتها، حتى من بعض السياسيين الذين كانوا يؤيدون الانقلاب، ويتبنون مواقفه طوال السنوات الماضية.
وبحسب ما ذكرته المصادر، عممت الميليشيات على مراكز الشرطة بمنع تجول الشبان في الأحياء بعد العاشرة ليلاً، خشية ظهور مزيد من الشعارات الداعية للانتفاضة ضد سلطتهم، كما أمرت بنصب كاميرات مراقبة في الأحياء التي ظهرت فيها هذه الكتابات، والتحري عن السكان ومعرفة من يؤيدها أو يعارضها.
المصادر أفادت بأن التوجيهات الحوثية صدرت عن جهاز الأمن الوقائي لميليشيات الحوثي، وهو جهاز أمني خاص، ونصت أيضاً على إلزام من يسمون «حراس الليل» بالانتشار في أحياء المدينة، ومراقبة حركة السكان، وإيقاف أي شخص يدخل إلى حي لا يسكن فيه، إلى حين إحضار من يعرِّف به أو يضمنه، ومعرفة البيت الذي يقصده.
وترافقت هذه الخطوات الحوثية -بحسب المصادر- مع توجيهات إلى خطباء المساجد ومديري المدارس ومكاتب التربية والتعليم والإذاعات والمحطات التلفزيونية التابعة للميليشيات، أو التي تدعمها، بتنفيذ حملة تبرير ساحتها من أزمة الوقود، وتحميل الحكومة الشرعية والتحالف المسؤولية عن ذلك.
وطبقاً لما ذكرته المصادر، فإن الميليشيات بعد أن فشلت من خلال التظاهرة التي نظمتها لمنتسبيها، مدنيين وعسكريين، في إقناع السكان بأن الحكومة والتحالف هم المسؤولون عن أزمة المشتقات النفطية المتنامية منذ 3 أسابيع، عادت وشددت من الإجراءات الأمنية مع تكثيف الخطاب الدعائي عبر القنوات التلفزيونية والمحطات الإذاعية، خشية انفجار شعبي في العاصمة اليمنية التي أدت أزمة الوقود فيها إلى ارتفاع سعر عبوة 20 لتراً من وقود السيارات إلى ما يعادل 50 دولاراً، مع أن سعرها الرسمي لا يتجاوز 14 دولاراً في الأوقات العادية، كما ارتفع سعر أسطوانة غاز الطبخ المنزلي إلى 22 ألف ريال، في حين أن سعرها كان 4 آلاف ريال (الدولار حوالي 600 ريال في مناطق سيطرة الميليشيات).
ووفق مراقبين للشأن اليمني، فإن فشل حملة التضليل التي تقودها ميليشيات الحوثي عن أسباب أزمة الوقود امتد إلى مناصريها؛ حيث رفض هؤلاء مبرراتها، وأكدوا أن ما يحدث هو أن الجماعة تستخدم الأوضاع المعيشية للسكان أداة ضغط، لإدخال المشتقات النفطية لتجارها، من خلال منع مئات من الناقلات المحملة بالوقود من الدخول إلى مناطق سيطرتها؛ لأن ملاكها استوردوا هذه الكميات عبر المواني الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية.
تكبّدت ميليشيا الحوثي، الخميس، خسائر بشرية ومادية كبيرة بنيران قوات الجيش اليمني والمقاومة في الجبهة الشمالية الغربية بمحافظة مأرب.
وقال رئيس العمليات في المنطقة العسكرية السابعة، العميد منصور الزافني، إن مجاميع من الميليشيا حاولت التسلل إلى أحد المواقع في الجبهة إلا أن قوات الجيش تصدت لها.
وأكد في تصريح للمركز الإعلامي للجيش اليمني سقوط عدد من العناصر الحوثية بين قتيل وجريح، فيما لاذ من تبقى منهم بالفرار.
وأضاف العميد الزافني أن مدفعية الجيش قصفت تجمعات متفرقة للميليشيا الحوثية في محيط الجبهة وألحقت بها خسائر في العتاد والأرواح.
وكانت قوات الجيش اليمني نفذت قصفاً بالمدفعية الثقيلة باتجاه مواقع ميليشيا الحوثي في جبهة الفليحة بالمحور الرملي جنوب مأرب.
وذكرت مصادر عسكرية أن القصف أدى لتدمير آليات عسكرية حوثية، ومصرع وإصابة عدد من العناصر الحوثية، بينهم قيادات ميدانية بارزة.
كما لقي عدد من الحوثيين مصرعهم وأصيب آخرون في مواجهات جرت في جبهة الكسارة بمديرية صرواح غرب مأرب.
وفي تطور آخر، لقي ثلاثة من عناصر تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب" مصرعهم في صفوف ميليشيا الحوثي في محافظة مأرب، جنوب شرقي اليمن.
وقالت مصادر أمنية إن ثلاثة من قيادات القاعدة الذين يعملون مع الحوثيين قُتلوا في جبهات مأرب، وهم رامي عايش الذهب ومحمد خالد الذهب وأحمد محمد مصلح الذهب.
وأشارت المصادر إلى أن القتلى الثلاثة هم في الأصل قيادات في تنظيم القاعدة، إنما انخرطوا مؤخراً للقتال في صفوف ميليشيا الحوثي الإرهابية، بحسب موقع "نيوزيمن" الإخباري المحلي.
يأتي ذلك بعد أيام من تشييع ميليشيا الحوثي قيادياً إرهابياً بارزاً متهماً بتفجير المدمرة الأميركية "يو. إس. إس. كول" بعدما كانت قد استقطبته إلى صفوفها ومنحته منصباً رفيعاً في صنعاء.
واعترفت ميليشيا الحوثي بمقتل عارف صالح علي مجلي، وهو قيادي في تنظيم القاعدة، وأحد المتهمين مع صهره فواز الربيعي بتفجير المدمرة الأميركية "يو. إس. إس كول" قبالة عدن.
وكان الحوثيون قد عينوا مجلي في منصب وكيل محافظة صنعاء، وأسندوا إليه مهمة تحشيد عناصر القاعدة للقتال في صفوفهم، كما يُعد أحد المسؤولين عن تنسيق التقارب بينهم وبين التنظيم.
واستعانت الميليشيا مؤخراً بتنظيم القاعدة في عملية التحشيد لدعم جبهاتها المنهارة، بعد رفض القبائل دعوات الحوثيين للتحشيد. وعُقد في 19 فبراير الماضي اجتماعا بين 7 من قيادات تنظيم القاعدة، على رأسهم القيادي في التنظيم نايف الأعواج، وقيادات حوثية من جهاز ما يسمى بـ"الأمن الوقائي " (أو "الاستخبارات) في مقر الأمن القومي في منطقة صرف شمال صنعاء، للتنسيق في عملية حشد مقاتلين.
يذكر أن مجلس الأمن الدولي أصدر مؤخراً القرار رقم 2624 الذي يمنع بموجبه توريد الأسلحة للحوثيين ويصنفهم كجماعة إرهابية.
وكان تقرير قدمته الحكومة اليمنية إلى مجلس الأمن الدولي في مارس من العام الماضي، قدم معلومات وحقائق استخباراتية مؤكدة، حول العلاقة الوطيدة بين الميليشيا الحوثية وكلاً من القاعدة وداعش كامتداد لنفس العلاقة بين إيران وتلك التنظيمات الإرهابية.
اعترفت ميليشيا الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، بمقتل أحد أبرز مهندسيها المتخصصين في تصنيع الألغام والعبوات الناسفة.
وقالت خدمة "المرسى" الإخبارية اليمنية، إن المدعو عبد العزيز أحمد يحيى العابد (أبو هاشم) لقي مصرعه في معارك دارت بين الميليشيا المدعومة إيرانيا والقوات الحكومية في محافظة حجة.
وأكدت مصادر متطابقة، أن العابد لقي مصرعه في جبهة حرض شمال محافظة حجة.
خبير المفخخات الحوثي من مديرية الشاهل في محافظة حجة، وعمل لصالح الميليشيا منذ التمرد الحوثي الأول في صعدة العام 2004، وكان يعمل سابقا في هندسة الميكانيك، قبل أن يتحوّل إلى أحد أهم مصنعي المتفجرات والألغام لدى ميليشيا الحوثي.
وغالبًا ما يتلقى مهندسو الألغام والمتفجرات لدى المليشيا دورات خاصة على أيدي خبراء من حزب الله والحرس الثوري الإيراني، قبل إلحاقهم بفرق تصنيع الموت.
وشيعت ميليشيا الحوثي الصريع العابد والذي منحته رتبة عميد إلى مقبرة بمسقط رأسه في مديرية الشاهل بمحافظة حجة.