باشاآغا والدبيبة.. بوادر انفراجة لتسليم السلطة سلميًا فى ليبيا
السبت 12/مارس/2022 - 01:44 ص
طباعة
أميرة الشريف
أفادت تقارير إعلامية بأن مجلس النواب الليبي، يأمل فى إتمام تسليم السلطة سلميا من رئيس الحكومة المنتهية ولايتها، عبد الحميد الدبيبة، إلى الرئيس المكلف من البرلمان، فتحي باشاغا؛ لينتهي التوتر والخلاف الدائر بين الطرفين.
وبحسب تصريحات صحفية للمستشار الإعلامي لرئيس مجلس النواب، فتحي المريمي، فإن الأزمة "قاربت على الانتهاء"، مؤكدا أن باشاغا "لن يدخل العاصمة طرابلس بقوة السلاح، لكن بقوة القانون والاتصالات، التي تجريها عدة أطراف من أجل أن يسلم الدبيبة مكتبه بكل سلاسة".
وأكد المريمي أن "الجميع لا يرغب في المواجهة اليوم، لأن الخاسر في النهاية سيكون الليبيين أنفسهم"، متوقعا أن "يسلم الدبيبة خلال أيام قليلة الحكومة الجديدة، مع التزام الجميع بوقف إطلاق النار، والاتجاه إلى الوفاق والتوافق وترسيخ دولة المؤسسات".
يأتي هذا بعد أيام مضطربة شهدتها البلاد نتيجة رفض الدبيبة تسليم السلطة، وانتشار ميليشيات وحشود عسكرية في طرابلس ومصراتة وغيرها، لنصرة طرف على الآخر؛ مما أوجد صعوبة أمام انتقال الحكومة الجديدة إلى العاصمة.
وقال رئيس الحكومة الليبية المكلفة من قبل البرلمان فتحي باشاغا إن هدف حكومته هو تحقيق "مشروع وطني لكل ليبيا"، مطمئنا "أهلنا في طرابلس بأننا لن نشعل الحروب".
وكانت قافلة مسلحة تابعة لرئيس الوزراء الليبي الجديد فتحي باشاغا تحركت صوب طرابلس قبل أن تعاود أدراجها ليلاً، في الوقت الذي يحاول فيه البحث عن سبيل لممارسة سلطته في العاصمة على الرغم من رفض رئيس حكومة الوحدة عبدالحميد الدبيبة التخلي عن السلطة.
وأكد في فيديو مسجل بثه عبر حسابه على فيسبوك اليوم الجمعة تصميم حكومته "على استلام مقراتنا في طرابلس وسنبدأ العمل من هناك ولن تكون هناك أي حكومة موازية في أي مكان في ليبيا".
وأشار إلى أن أهم مهمة للحكومة هي إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، مشيرا الى مساعي سياسية محلية ودولية للبدء في حوار. وقال "نحن وافقنا عليها ومستعدون لأي حوار ونحن دعاة سلام".
واتهم باشاغا رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة بإغلاق المجال الجوي الليبي أمام حركة الطيران وقطع الطريق الساحلي بين طرابلس ومصراتة.
مضيفا أن "الحكومة منتهية الولاية أصبحت محصورة في طرابلس".
وتابع "بعض الدول عرضت وسطاء وأنا قبلت ولكن ردوا عليّ لإبلاغي برفض الدبيبة للوساطة".
وأدى رئيس الوزراء فتحي باشاغا اليمين أمام البرلمان قبل أسبوع، وقال يوم الثلاثاء، إنهسيصل إلى طرابلس في غضون يومين متعهداً بأداء مهامه كرئيس للحكومة هناك سلمياً.
غير أن أي محاولة لإدخال باشاغا إلى العاصمة قد تفجر القتال بين الفصائل المسلحة الداعمة له وفصائل أخرى تدعم رئيس الحكومة المنتهية ولايته عبد الحميد الدبيبة. ويقول الدبيبة، الذي اختير قبل عام لرئاسة حكومة وحدة انتقالية، إنه لن يترك منصبه إلا بعد إجراء انتخابات.
وذكرت مصادر عسكرية لوكالة "رويترز" أن قافلة باشاغا تحركت أمس من مصراتة، لكنها لم تجد طريقاً لدخول طرابلس دون مواجهة مقاومة من الفصائل الداعمة للدبيبة.
من جهته، قال مكتب باشاغا إن القافلة كانت "قوة أمنية لا تسعى للدخول في حرب"، وإنها عادت إلى قاعدتها السابقة "استجابة لمطالب أصدقاء دوليين وإقليميين".
في سياق متصل، نقلت وكالة "رويترز" عن شاهد عيان كان على الطريق الساحلي الرئيسي المتجه من طرابلس إلى مصراتة، أنه كانت هناك عربات عسكرية ومقاتلون يتمركزون في أماكن على الطريق، لكن حركة مرور السيارات كانت تسير بشكل طبيعي ولا مؤشرات على حدوث اشتباكات.
في سياق متصل، قال سفير الولايات المتحدة إلى ليبيا ريتشارد نورلاند في تغريدة أمس، إنه تحدث إلى باشاغا و"أشاد به على استعداده لتهدئة التوتر اليوم والسعي لحل الخلاف السياسي الحالي من خلال المفاوضات وليس القوة".
وكانت بعثة الأمم المتحدة الخاصة بليبيا قد عبرت في وقت سابق الخميس عن القلق إزاء ما قالت إنها "تقارير عن تعبئة القوات وتحرك قوافل ضخمة من المجموعات المسلحة مما أدى إلى تصاعد حدة التوتر في طرابلس وحولها".
ويري محللون أن "فكرة الوصول لصراع عسكري يمتد داخل مصراتة قد تكون صعبة نسبيا، خاصة وأن الأمور الآن ملقاة على عاتق مجلس حكماء مصراتة، الذي يسيطر على الأوضاع بقوة.
وقالت مبعوثة الأمم المتحدة المعنية بالشأن الليبي ستيفاني وليامز، إنها تسعى للتوصل إلى اتفاق هذا الشهر بشأن القوانين والترتيبات الدستورية المرتبطة بتنظيم الانتخابات في البلاد في وقت تقف فيه الأطراف المختلفة على شفا مواجهة خطيرة.
وقالت وليامز، في حديث مع وكالة "رويترز"، أمس الأربعاء، إنها تريد إجراء محادثات بين أعضاء البرلمان والمجلس الأعلى للدولة، وهما الهيئتان التشريعيتان المعترف بهما في البلاد، قبل شهر رمضان الذي سيبدأ في أوائل ابريل المقبل.
واعتبر المحللون أن "التوافق الحاصل بين باشاغا ومجلس النواب، يعتبر من أذكى العمليات السياسية التي حدثت في ليبيا مؤخرا، خاصة وأن باشاغا من مدينة مصراتة التي كانت دائما في صدام مع المجلس، وفي نفس الوقت هي التي ينتمي إليها الدبيبة، في إشارة إلى أن هذا الأمر يضيق مساحة الصراعات بين المناطق الليبية".
وأعلن البرلمان مؤخراً انتهاء تفويض حكومة الدبيبة، كما أعلن فترة انتقالية جديدة تحت قيادة حكومة باشاغا وعدم إجراء انتخابات حتى العام المقبل. من جهته، أعلن الدبيبة خططاً لإجراء انتخابات هذا الصيف.
وتواجه ليبيا أزمة سياسية بعد أن أدى رئيس وزراء جديد، هو فتحي باشاغا، اليمين الدستورية أمام البرلمان الأسبوع الماضي مع رفض الحكومة الحالية (التي يترأسها عبدالحميد الدبيبة) التنازل عن السلطة وسط تداعيات محاولة فاشلة لإجراء انتخابات وطنية في ديسمبر الماضي.
وتحظى كل من الحكومتين المتنافستين بدعم من فصائل مسلحة تتمركز في طرابلس. وقال رئيس الوزراء المدعوم من البرلمان فتحي باشاغا، إنه يعتزم تولي السلطة في العاصمة هذا الأسبوع، مما أثار مخاوف من اندلاع اشتباكات.