قُتل وأصيب عشرات الأشخاص، أمس الاثنين، بانفجارات في العاصمة اليمنية صنعاء الخاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي، في وقت زاد الاحتقان ضدها، مع انتشار كتابات على جدران المباني تطالب برحيلها، في حين أعلن تحالف دعم الشرعية تنفيذ 11عملية استهداف ضد الميليشيات الانقلابية في مآرب خلال 24 ساعة أسفرت عن تدمير 6 آليات عسكرية وخسائر بشرية في صفوف الميليشيات.
وتضاربت الأنباء عن أسباب انفجارات صنعاء، ففي حين أعادتها مصادر محلية إلى عبوات ناسفة زعمت الميليشيات بأن سيارات مفخخة كانت وراء ذلك، قدرت تلك المصادر بأن عشرة قتلوا وأصيب قرابة عشرين جراء انفجار، أمام فندق الشذروان بشارع 22 مايو في صنعاء، فيما تحدثت مصادر أخرى عن تفجير أحد عناصر الميليشيات لنفسه بعبوة ناسفة في قسم شرطة السياغي بمديرية السبعين، إثر خلاف مع مشرف حوثي أمني.
وتحدث خبير أمني متقاعد إلى الخليج «قائلاً إن ما زعمته الميليشيات بالحديث عن«مخطط اجرامي» يهدف الى تبرير وتصعيد قمعها لأي احتجاج شعبي في صنعاء والمناطق التي تسيطر عليها، بعد تزايد الاحتجاج ضدها وقيام مواطنين في صنعاء بتدوين كتابات على بعض جدران المباني في عدد من أحياء العاصمة تطالب برحيل الميليشيات. ومنذ أيام، تتزايد حالة الاحتقان والغضب الشعبي في صنعاء، واعترفت الميليشيات بحالة الرعب التي تواجهها، إذ وزعت منشورات على شبكات التواصل الاجتماعي تحذر فيها من أي تجمعات مناهضة لميليشياتها.
على صعيد آخر، التقى الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، في مقر إقامته بالعاصمة السعودية الرياض، أمس، أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور نايف الحجرف، وناقش معه آخر التطورات والمستجدات على الساحة اليمنية والجهود الأممية والدولية لتحقيق السلام وتعزيز الأمن والاستقرار في اليمن.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن اللقاء أكد الموقف الثابت لمجلس التعاون الخليجي الداعم لإنهاء الحرب وإنهاء انقلاب الميليشيات الحوثية الإرهابية وفقاً للمرجعيات الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل وقرار مجلس الأمن 2216، والجهود الرامية لاستكمال تنفيذ اتفاق الرياض بهدف تعزيز وحدة الصف لكافة القوى الوطنية في المعركة المصيرية مع الميليشيات الحوثية، ومواصلة الجهود الوطنية المخلصة لكافة أبناء اليمن الشرفاء وبمساندة ودعم كبيرين من الأشقاء والأصدقاء لبناء دولة المؤسسات الحديثة القائمة على أسس العدالة والمساواة بين كافة أبنائها.
كما تطرق اللقاء إلى دعم مجلس التعاون لدول الخليج العربية، للحكومة اليمنية، لاسيّما في الجانب الاقتصادي من أجل المساهمة في تحسين العملة المحلية وتحسين الخدمات الأساسية وتخفيف معاناة مختلف فئات وشرائح المجتمع من أبناء الشعب اليمني في عموم محافظات البلاد، تلك المعاناة التي أفرزتها حرب وجرائم وممارسات وانتهاكات ميليشيات الحوثي بحق اليمنيين، وضرورة وضع حد لمواصلة الاعتداءات الحوثية الآثمة التي تستهدف الأعيان المدنية والمناطق الآهلة بالسكان في أراضي المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
فيما يواصل مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، هانس غوندبرغ، لقاءاته مع الأطراف السياسية اليمنية، تمهيداً لإطلاق خطة سلام جديدة، لا تزال ميليشيا الحوثي ترفض استقباله، بل وتستخف بتلك اللقاءات التشاورية التي دخلت أسبوعها الثاني وشملت حتى الآن خمسة من الكيانات السياسية الرئيسية المكونة للحكومة الشرعية، على أن تمتد لتشمل بقية المكونات بما فيها القيادة السياسية اليمنية وميليشيا الحوثي.
ورغم زيارة السفير الهولندي إلى صنعاء، ومحاولته إقناع قيادة الميليشيا بضرورة استقبال المبعوث الأممي والتعامل معه، من أجل العمل على التوصل لاتفاق سياسي شامل، إلا أن قادة الميليشيا تمسكوا بموقفهم الرافض لاستقباله، رغم مضي سبعة أشهر على تسلمه منصبه. واكتفت الميليشيا بلقاءين عقدهما فريقها مع المبعوث الأممي خارج اليمن ولم يسفرا عن أي نتائج، بسبب تعنّت الميليشيا وتمسكها بشروطها المسبقة قبل الدخول في أي محادثات سلام. ولم يقف تعنت الحوثيين عند هذا الحد بل وصل إلى حد وصف المحادثات التي يجريها المبعوث الأممي مع المكونات السياسية، بأنها أشبه بورش التنمية البشرية وتدريبات العصف الذهني.
ورافق هذه المواقف عودة تصعيد الميليشيا في جنوب مأرب، عبر حشد الآلاف من عناصرها في محاولة يائسة لتحقيق أي اختراق نحو عاصمة المحافظة التي تؤوي أكثر من مليون نازح، ضاربة عرض الحائط بحجة التطلعات التي اجتاحت الكثيرين في أن تكون تلك التهدئة رسالة إيجابية على استعداد الميليشيا للعودة لطاولة الحوار، وإدراكها استحالة تحقيق أي انتصار عسكري في هذه الجبهة.
ووفق تأكيدات مصادر مطلعة لـ «البيان»، فإن المبعوث الأممي أصيب بخيبة أمل من تصرفات الميليشيا وإصرارها على تلبية شروطها المتعلقة برفع الرقابة على تهريب الأسلحة وعمل موانئ الحديدة ومطار صنعاء، مشيرة إلى أن هذه المواقف تعطل كل جهود استئناف عملية السلام وتطيل أمد معاناة اليمنيين.
بدورها، أكدت مصادر عسكرية في مأرب، أن التصعيد العسكري للميليشيا باتجاه مدينة مأرب، يؤكد بشكل قاطع أنها مصرة على تبني هذه الخيار، متوهمة بقدرتها على فرض ما عجزت عن تحقيقه طوال عامين، مشيرة إلى أن الجيش الوطني المسنود بالقبائل ومقاتلات تحالف دعم الشرعية، قادر على التعامل مع هذه الحشود الجديدة، كما تعامل مع الحشود السابقة في جبهات غرب وشمال المحافظة والتي استمرت عامين كاملين وفشلت في تحقيق أي تقدم.
ناقش الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي مع أمين مجلس التعاون الخليجي الدكتور نايف الحجرف دعم دول الخليج العربية للحكومة اليمنية، لا سيما في الجانب الاقتصادي والمساهمة في تحسين العملة اليمنية، وتحسين الخدمات الأساسية في البلاد.
وأشاد الرئيس اليمني الذي استقبل الحجرف أمس في الرياض، بمواقف دول مجلس التعاون الخليجي المساندة لليمن بمختلف الظروف وفي ظل الأوضاع الصعبة الراهنة التي تعيشها البلاد جراء استمرار الانقلاب والحرب التي أشعلها الانقلابيون الحوثيون الذين يواصلون إهدار فرص السلام الواحدة تلو الأخرى.
ولفت هادي إلى أن «استمرار تصعيد الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران هي محاولة لفرض التجربة الإيرانية على الشعب اليمني بالقوة». مشيراً إلى أنها «مرفوضة من كافة أبناء الشعب اليمني وهي تجربة فاشلة جعلت من إيران منبوذة من جميع دول العالم».
وكان رئيس الوزراء اليمني الدكتور معين عبد الملك قد قال في رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط» قبل أيام، إن «الوديعة (القادمة) ستعزز من قدرات البنك المركزي على تأمين واردات السلع الأساسية، المهم بالنسبة لنا هو العقود المؤكدة للسلع الأساسية، الأمن الغذائي هو ما يشغل معظم الدول».
من جانبه، نقل الدكتور نايف الحجرف للرئيس اليمني تحيات إخوانه قادة دول المجلس الذين أكدوا على دعم الشرعية ممثلة برئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي والوقوف مع الشعب اليمني في أمنه واستقراره ووحدته، بحسب وكالة الأنباء اليمنية (سبأ).
وجرى خلال اللقاء، تأكيد الموقف الثابت على موقف مجلس التعاون الخليجي الداعم لإنهاء الحرب وإنهاء انقلاب ميليشيا الحوثية الإرهابية وفقاً للمرجعيات الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل وقرار مجلس الأمن 2216 إلى جانب الجهود الرامية لاستكمال تنفيذ اتفاق الرياض بهدف تعزيز وحدة الصف لكافة القوى الوطنية في المعركة المصيرية مع الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، ومواصلة الجهود الوطنية لكافة أبناء اليمن وبمساندة ودعم كبيرين من الأشقاء والأصدقاء لبناء دولة المؤسسات الحديثة القائمة على أسس العدالة والمساواة بين كافة أبنائها.
وتطرق اللقاء – بحسب وكالة سبأ - إلى دعم مجلس التعاون لدول الخليج العربية، للحكومة لا سيما في الجانب الاقتصادي من أجل المساهمة في تحسين العملة المحلية وتحسين الخدمات الأساسية وتخفيف معاناة مختلف فئات وشرائح المجتمع من أبناء الشعب اليمني في عموم محافظات اليمن.
وتطرق اللقاء إلى المعاناة التي أفرزتها حرب وجرائم وممارسات وانتهاكات ميليشيا الحوثي الإيرانية بحق اليمنيين، وضرورة وضع حد لمواصلة الاعتداءات الحوثية الآثمة التي تستهدف الأعيان المدنية والمناطق الآهلة بالسكان في أراضي المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
يعقد مجلس الأمن الدولي اليوم الثلاثاء جلسة علنية مفتوحة حول اليمن، ستتبعها جلسة مشاورات مغلقة.
وخلال الجلسة العلنية سيرفع كل من المبعوث الأممي الخاص لليمن هانس غروندبيرغ ووكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية مارتن غريفيثس، إحاطتين إلى المجلس حول الوضع في اليمن.
من جهته سيرفع رئيس البعثة الأممية لتطبيق اتفاق الحديدة "أنمها" الجنرال مايكل بيري إحاطة للمجلس خلال جلسة المشاورات المغلقة.
ويأتي هذا الاجتماع بعد أسبوعين من إصدار مجلس الأمن للقرار رقم 2624 (في 28 فبراير الماضي) الذي جدد من خلاله منع تصدير الأسلحة لليمن لعام آخر، وقد وصف هذا القرار ميليشيا الحوثيين بأنها "جماعة إرهابية".
يذكر أن الموقف الروسي حينها كان لافتاً وغير متوقع حيث صوت مندوب موسكو لصالح هذا القرار.
وقد صوتت حينها الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا) جميعها لصالح القرار. من جهتها، امتنعت 4 دول عن التصويت عليه، هي البرازيل وإيرلندا والمكسيك والنرويج، والتي أكدت أن امتناعها يأتي "لأسباب إنسانية"، على حد قولها.
وتبدأ الجلسة المفتوحة لمجلس الأمن اليوم حول اليمن في حوالي الساعة 14:00 بتوقيت غرينتش.
رحبت الحكومة اليمنية، بقرار الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب، تصنيف ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران كجماعة إرهابية، وإدراجها في قائمة الكيانات الإرهابية المدرجة على القائمة السوداء العربية لمنفذي ومدبري وممولي الأعمال الإرهابية.
جاء ذلك على لسان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، في تغريدات على صفحته بموقع "تويتر"، موضحا أن القرار جاء بعد أيام من قرار مجلس الأمن الدولي رقم(2624) وحمل ذات المضمون.
وأضاف الإرياني أن "القرارين يعكسان الإجماع الدولي والعربي على اعتبار ميليشيا الحوثي منظمة إرهابية، بالنظر إلى الجرائم والانتهاكات غير المسبوقة التي ارتكبتها بحق اليمنيين منذ انقلابها، واعتداءاتها على الأعيان المدنية والمدنيين في السعودية والإمارات، وتهديد أمن وسلامة السفن التجارية وخطوط الملاحة الدولية".
وأكد وزير الإعلام اليمني، المضي في اتخاذ إجراءات عملية لحصر قيادات وعناصر ميليشيا الحوثي، والمنخرطين في أنشطة داعمة لها "كيانات، وأفراد"، وأنشطتها السياسية والإعلامية والتجارية التي تم رصدها في عدد من البلدان العربية، والعمل على ملاحقتهم قانونيا وتقديمهم للعدالة باعتبارهم عناصر إرهابية.
كما دعا مختلف الدول العربية، إلى ترجمة قرار الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب على مستوى بلدانهم، عبر إصدار القوانين التي تصنف ميليشيا الحوثي "منظمة ارهابية"، وملاحقة وضبط قياداتها وعناصرها، وتسليمهم للحكومة اليمنية، وتجميد أرصدتها، وحظر مختلف أنشطتها.
واعتمدت الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب، تصنيف ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران كجماعة إرهابية، و ذلك في ختام الدورة الـ ٣٩ لمجلس وزراء الداخلية العرب المنعقد في العاصمة التونسية.
وهذا هو أول تصنيف من قبل المنظمة العربية عقب وصف مجلس الأمن الدولي، الميليشيا الحوثية بالإرهاب في قراره رقم ٢٦٢٤ الصادر مؤخراً.
وأوضحت الأمانة العامة في بيان لها، بأن تصنيف ميليشيات الحوثي ككيان إرهابي، وإدراجهم على القائمة السوداء العربية، يأتي جراء الانتهاكات التي ارتكبتها المليشيات الحوثية ضد السكان اليمنيين من قتل وتشريد وسجن وتعذيب، منذ سيطرتها على العاصمة صنعاء في ٢١ سبتمبر ٢٠١٤.
كما يأتي جراء الانتهاكات ضد دول الجوار والمجتمع الدولي، بما في ذلك الهجمات الإرهابية المتكررة التي نفذتها عبر الحدود، والتي تستهدف المدنيين والبنية التحتية في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
ولفت البيان، إلى أن إدراج الحوثيين في القائمة السوداء العربية لمنفذي ومدبري وممولي الأعمال الإرهابية من قبل الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب يأتي نتيجة جهود أجهزة الشرطة والأمن العربية التي أدركت خطورة هذه الميليشيات، وعواقب انتشار أفعالها وأفكارها المسمومة.