مشاريع ومصالح خاصة.. لماذا تستهدف حماس الدور المصري في غزة؟
تسعى حركة
حماس، لعرقلة جهود التهدئة والدور المصري في إعادة الإعمار في غزة، من أجل تحقيق
مكاسب للحركة على حساب الشعب الفلسطيني.
وفي الأسابيع
الأخير تصاعد موجة الانتقادات من الحركة، زاعمة أن مصر تتلكأ في إعادة الإعمار، فيما
الحركة لا تحمل نفسها مسؤولية مواجهة الوضع الحالي، ودعم الاعمار من أجل ابناء
القطاع بل تعمل لصالح مشاريع الحركة الخاصة والمصالح الضيقة لقيادات الحركة.
وفي وقت سابق كشف
وكيل وزارة الأشغال العامة في غزة ناجي سرحان، عن الخلافات بين حركة حماس والقاهرة
بشأن الخطة المصرية للتهدئة الشاملة مع إسرائيل، تزامنا مع بدء المرحلة الثانية من
إعادة الإعمار في القطاع، ما ينذر بفشل الجهود المصرية في إبرام صفقة شاملة للتهدئة
طويلة الأمد بين حماس وتل أبيب.
ويقول مراقبون إن
تشويش حماس على الخطة المصرية مع بدء مرحلتها الثانية كان متوقعا، إذ اعتادت الحركة
التي تسيطر على القطاع على توظيف أي اتفاقيات وفقا لمصالحها السياسية بدرجة أولى، حتى
لو كان ذلك يتعارض مع مصالح الفلسطينيين المحاصرين في القطاع والذين يعيشون أوضاع اقتصادية
واجتماعية صعبة، نتيجة سياسات حماس التصعيدية.
ويقول القيادي
في حركة فتح د.أيمن الرقب، إن مصر لعبت دورا مهما في وقف التصعيد الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني خاصة في
قطاع غزة في شهر مايو الماضي، حيث أطلقت المقاومة صواريخ من قطاع غزة تضامنا من فلسطينيي الشيخ جراح مما دفع الاحتلال للهجوم بوحشية على قطاع غزة، و نتيجة الإجرام الصهيوني
والذي كان الأطفال أهم بنك أهدافه تدخلت مصر بقوة لوقف هذا العدوان والعودة لاتفاق
التهدئة عام ٢٠١٤ بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة.
وأوضح
"الرقب" لـ"بوابة الحركات الاسلامية" :"لقد تم ربط إعمار
قطاع غزة و ملف صفقة تبادل الأسرى وتحسين الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة ووقف الاحتلال
اعتداءاته و استفزازه للشعب الفلسطيني خاصة في مدينة القدس ، إلا أن هذه الملفات تم
فصلها عن بعضها البعض نتيجة رغبة حركة حماس في ذلك "، مضيفا" وبذلت القاهرة
جهدا كبيرا من أجل إقناع الاحتلال بذلك وبالفعل تم فصل الملفات عن بعضها البعض، و ذهبت القاهرة لأبعد من ذلك إذ تبرعت مصر بنصف
مليار دولار و أدخلت معدات ومهندسين وفنيين و مواد بناء إلى قطاع غزة ، فأزالت أنقاض
البيوت التي تهدمت في الحرب الأخيرة و قامت بالفعل ببناء ثلاث مدن في قطاع غزة و رصف
جزء من ساحل قطاع غزة دون انتظار موافقة الاحتلال" .
وتابع القيادي
في فتح أن القاهرة لا تريد أي انهيار التهدئة بين المقاومة والاحتلال لأنها تعلم أن
من سيدفع الثمن هو الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والذي يعاني من الفقر والبطالة، وبالتالي
تعمل القاهرة على تنفيذ بنود اتفاق التهدئة بهدوء خاصة في مجال تحسين الظروف الاقتصادية
في قطاع غزة وأقلها من خلال إدخال عمالة فلسطينية إلى دولة الاحتلال والرقم الآن يشير
الى الاقتراب من عشرون ألف تصريح عمل وحماس تطالب بزيادة الرقم لثلاثين ألف ( للعلم
في الضفة الغربية الاحتلال يسمح تصاريح عمل لمائتي ألف فلسطيني ) .
وأوضح "الرقب"
أن الاحتلال حاول ربط تحسين الأوضاع الاقتصادية
والأعمار في قطاع غزة بملف صفقة تبادل الاسرى ونتيجة تعثر المفاوضات والتي وصلت لنهاياتها
بذلك القاهرة جهدا كبير للفصل بين هذه المسارات.
ولفت القيادي في
فتح أن حماس وحكومتها في قطاع غزة لا يعجبها ذلك وهي تريد أن تدخل أموال الإعمار لإعادة
بناء المنازل التي هدمها الاحتلال ونست ن المانح له الحق في توجيه أمواله في الاعمار
وهذا ما فعلته القاهرة مشكورة ، وهناك بعض الدول حولت أموال عبر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين
الفلسطينيين والتي قامت بالحصول على تصاريح من الاحتلال لإدخال مواد بناء وبدأت بالفعل
بتحديد المنازل التي سيتم ترميمها أو بنائها .
وتابع
"الرقب" قائلا أن الأزمة الأكبر
ظهرت عندما منع الاحتلال تحويل مبلغ ١٠ مليون دولار تدفعها قطر لرواتب موظفي
حماس و تم قبل عدة شهور الاتفاق على إدخال هذه الأموال كبضائع من القاهرة ( خاصة الوقود
) تبيعها حكومة حماس لتدفع رواتب موظفيها والتي بدأ عليها التحسن بعد هذه الآلية التي
زادت من قيمة المنحة القطرية نتيجة الأرباح التي حصلت من هذه التجارة .
نسمع بين الفينة
والأخرى غضب من حركة حماس نتيجة تباطؤ الاحتلال في تنفيذ شروط التهدئة و البدء في الاعمار
بشكل كبير كما حدث عام ٢٠١٤ م عندما تبرعت دول عدة بما يزيد عن ٥ مليار دولار عبر مؤتمر
تم عقده في القاهرة في حينه ، ولكن هذه المرة الظروف تغيرت ، كما أن الحرب بين روسيا
وأوكرانيا تتوقع حماس أن تكون الظروف بعدها أفضل وبالتالي تضغط لاستغلال هذه الأحداث
لتحسن شروط تفاوضها مع الاحتلال وهذا يذكرنا بموقف حماس من توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية
عام ٢٠٠٩م حيث رفضت حماس التوقيع على الاتفاق حينه وعندما وصل الاخوان للحكم في مصر
وقعوا عليه عام ٢٠١١م وبدأوا بعدها بالتلكك في تنفيذه عسى ان تتغير الظروف لصالح كفة
حماس ..
وشدد الأكاديمي
والمحلل السياسي الفلسطيني، أن الشعب الفلسطيني يقدر هذا الجهد المصري ويدرك أهداف
حركة حماس التي تحاول أحيانا على استحياء الضغط وانتقاذ الجهد المصري و هذا الأسلوب
أصبح معلوم للجميع خاصة ان حركة حماس غير مستعدة لخوض اي حرب جديدة مع الاحتلال بعيدا
عن أي تصريح نسمعه من هنا أو هناك .