وسط دعوات رسمية أطلقها مجلس التعاون الخليجي إلى جميع الأطراف اليمنية للحوار وانهاء الحرب في اليمن، وبعد ساعات من خطاب متلفز لرئيس الميليشيات الحوثية المدعو مهدي المشاط، والذي أعلن فيه رفض جماعته لهذا الحوار المقرر إقامته في الرياض في 29 مارس الجاري، وحتى 7 من شهر أبريل القادم.

شنت جماعة الحوثي، في ساعة مبكرة من صباح الأحد، أربع هجمات على السعودية بصواريخ وطائرات مسيرة على مرافق للطاقة وتحلية المياه في المملكة، ما أسفر عن أضرار مادية بسيارات ومنازل مدنية دون أن تخلف خسائر في الأرواح.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن هجوما معاديا استهدف محطة لتحلية المياه بمدينة الشقيق (تابعة لمنطقة جازان) ومنشأة تابعة لشركة أرامكو في جازان بجنوب البلاد ومحطة الغاز بخميس مشيط ومحطة كهرباء ظهران الجنوب، ومحطة للغاز الطبيعي المسال تابعة لأرامكو أيضا في ينبع.

ونقلت قناة الإخبارية الرسمية، في وقت لاحق، عن التحالف الذي تقوده المملكة في اليمن، قوله إنه اعترض ودمر ثلاث طائرات مسيرة أطلقت لاستهداف منشآت اقتصادية. 

وقال التحالف إن تصعيد الحوثيين الأخير باستهداف منشآت مدنية واقتصادية هو بمثابة رد على الدعوة الخليجية للحوار.

وكان مسؤولان خليجيان قد قالا لرويترز، الثلاثاء الماضي، إن مجلس التعاون الخليجي يدرس إمكانية دعوة جماعة الحوثي وأطراف يمنية أخرى لإجراء مشاورات في الرياض هذا الشهر.

وقالت ميليشيا الحوثي، الأربعاء، إنهم سيرحبون بإجراء محادثات مع التحالف الذي تقوده السعودية، لكن المكان يجب أن يكون في دولة محايدة، بما في ذلك دول خليجية، وإن الأولوية هي لرفع القيود عن موانئ يمنية ومطار صنعاء.

وأوضح التحالف أن التحقيقات الأولية أظهرت أن جماعة الحوثي أطلقت صواريخ كروز إيرانية الصنع على محطة تحلية المياه ومركز توزيع جازان التابع لأرامكو.

وأضاف أن الدفاعات الجوية السعودية اعترضت ودمرت صاروخا باليستيا وتسع طائرات مسيرة.

وقال المتحدث باسم التحالف العميد الركن تركي المالكي إن هذه الهجمات الهمجية تصعيد خطير. وأضاف أن ذلك يمثل رفضا من الحوثيين للمشاورات اليمنية المقرر إجراؤها في الرياض في وقت لاحق من الشهر الجاري.

وذكر بيان التحالف الذي نشرته وسائل الإعلام الرسمية إن هذه الهجمات المعادية والحطام الناتج عن عمليات الاعتراض تسببت في بعض الأضرار المادية بالمنشآت والسيارات والمنازل وإنه لم تقع خسائر في الأرواح حتى الآن.

ونشرت وسائل إعلام حكومية صورا ومقاطع مصورة للدمار الذي خلفته الهجمات، وما بدا أنه حطام من المقذوفات وسيارات ومباني متضررة ورجال إطفاء يخمدون النيران.

وكان المتحدث العسكري باسم الحوثيين قال إن الجماعة ستعلن خلال ساعات عن عملية عسكرية واسعة على السعودية.

ويأتي التصعيد الحوثي بعدما أعلن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف، يوم الخميس، أن المجلس سيستضيف مفاوضات يمنية-يمنية في الرياض هذا الشهر، مبيناً أن المشاورات ستناقش 6 محاور، بينها عسكرية وسياسية، وتهدف لفتح الممرات الإنسانية وتحقيق الاستقرار.