نهب أموال الزكاة والأوقاف... وسيلة الحوثي لخدمة أجنداته على حساب معاناة وآلام المحتاجين
الثلاثاء 22/مارس/2022 - 10:49 ص
طباعة
فاطمة عبدالغني
منذ بسطت ميليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران سيطرتها على خزينة الدولة وسلبت الأموال العامة والخاصة، لم تكتف بكل ما استحوذت عليه، بل قامت بنهب أموال الأوقاف والزكاة.
وفي هذا السياق كشفت مصادر مطلعة عن قيام ميليشيا الحوثي بنهب مليارين ونصف المليار ريال من أموال الأوقاف بذريعة مشروع لفرش المساجد، بوقت تشهد فيه العاصمة صنعاء ومختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها غليانًا شعبيًا جراء تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية.
وكانت هيئة الأوقاف الحوثية في صنعاء، دشنت الأربعاء 16 مارس مشروع "إنما يعمر مساجد الله 3" بتكلفة 2.5 مليار ريال في عملية جديدة للاستحواذ على المال العام.
وأثارت هذه الخطوة سخطاً واستياءً واسعين في صفوف الناشطين والحقوقيين على مواقع التواصل الاجتماعي في مناطق سيطرة الميليشيا.
وانتقد الناشطون المشروع الحوثي الذي استحوذ على 2.5 مليار، معتبرين أنه غطاء لنهب أموال الأوقاف ومتاجرة بالدين، بينما يتضور الناس جوعا وتمتنع الميليشيا عن صرف المرتبات منذ سنوات.
من ناحية أخرى، كشفت مصادر مطلعة في العاصمة اليمنية عن تنامي حجم الفساد والعبث الذي تمارسه الميليشيات الحوثية داخل أروقة ما تُسمى "هيئة الزكاة" التي استحدثتها الجماعة قبل سنوات أداةً لسرقة المزيد من أموال اليمنيين.
واتهمت المصادر قيادات في الجماعة تتولى مهام إدارة شؤون الهيئة غير الشرعية بالتورط بشكل مباشر وغير مباشر في ارتكاب سلسلة من المخالفات المالية وجرائم فساد كبرى.
ومن بين تلك الممارسات، على سبيل المثال، استحداث هيئة الميليشيات أخيراً مشاريع عدة لا علاقة لها بمعاناة الفقراء والمساكين (المستحقون للزكاة) الذين باتت تعج بهم جميع المدن والمناطق تحت السيطرة الحوثية.
وأشارت المصادر إلى لجوء الميليشيات إلى استغلال أزمة الوقود، وتحويلها إلى ذريعة ومبرر لنهب المليارات من أموال الزكاة، تحت مسمى توفير حافلات نقل المواطنين بالمجان في بعض شوارع صنعاء.
ووصف موظفون في الهيئة الحوثية المشروع بأنه "لا يتناسب إطلاقاً مع حجم المبالغ التي رصدت لتوفير 55 حافلة للنقل المجاني"، ووصفوه بأنه مجرد وسيلة لقادة الميليشيات، ليتمكنوا من اختلاس الملايين كعادتهم، وتسخيرها خدمة لأغراضهم الشخصية، على حساب معاناة وآلام آلاف المحتاجين.
ولم تكتفي ميليشيا الحوثي بهذا فقط بل واصلت استغلال أموال الزكاة وتسخيرها لصالح إقامة أعراس جماعية ومشاريع أخرى تخص أتباعهم من الجرحى وأسر القتلى، وفي سبيل تدشين وإقامة مختلف الفعاليات الطائفية والتعبوية.
وفي السياق كشفت مصادر مطلعة عن إنفاق الحوثيين مؤخرا نحو 50 مليون ريال من أموال الزكاة على 26 فعالية بمناسبة الذكرى السنوية لمقتل مؤسس الجماعة حسين الحوثي، إلى جانب الإنفاق على عشرات الأمسيات الفكرية والتعبوية على مستوى صنعاء وريفها وبقية المدن والمحافظات تحت سيطرتها، بهدف تحشيد مزيد من المقاتلين إلى الجبهات.
وتأتي هذه الخطوات امتداداً لعمليات النهب المنظمة التي تشهدها العاصمة اليمنية صنعاء من قِبل الميليشيا الحوثية لممتلكات المواطنين وتضييق الخناق على السكان وحرمانهم من المرتبات والخدمات الأساسية ومصادرة المشتقات النفطية إلى مخازن السوق السوداء، وبيعها بأسعار خيالية.