قلق أمريكي.. حماس تفشل في اختبار ارتفاع الاسعار وغضب في غزة
الجمعة 25/مارس/2022 - 03:41 م
طباعة
علي رجب
شهد قطاع غزة ارتفاعاً كبيراً في أسعار السلع والبضائع الاستهلاكية والوقود، وشكل ذلك عامل ضغط قاسياً على الفئات الهشة والأشد فقراً في المجتمع قبيل شهر رمضان المبارك، وسط فشل سلطات حماس في مواجهة ارتفاع الاسعار.
وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 70% من احتياجات قطاع غزة تأتي عن طريق الاستيراد من الخارج، وهو ما يشك لعبا اضافي على ابناء القطاع في ظل استمرار سياسة حماس لدفع بالقطاع نحو الهاوية.
وبات "شبح الأسعار" يؤرق تفكير الأسر، وكذلك المجتمع الدولي، الذي يرى أن ذلك قد يسبب أزمة جوع كبيرة في القطاع الفقير والمنهك اقتصادياً، ونحو 70 %من أسر القطاع تعيش عاجزة عن تأمين مستلزماتها الأساسية من الطعام.
ويعيش في قطاع غزة الذي تصنفه الأمم المتحدة منطقة منكوبة لا تصلح للحياة، أكثر من 2.3 مليون نسمة، ومعظم سكانه يعانون الفقر الذي وصلت مؤشراته 70 % مع نهاية عام 2021، في وقت ارتفعت معدلات البطالة إلى 70 %بين القوى العاملة، وما زال نحو 300 ألف خريج جامعي غير قادرين على إيجاد فرص عمل، بحسب الأرقام والإحصاء الذي توفره بيانات المرصد الأورومتوسطي (منظمة دولية)، وجهاز الإحصاء الفلسطيني.
وأعرب مواطنون في قطاع غزة عن تذمرهم الشديد إزاء ارتفاع أسعار الخضروات بصورة جنونية في الأسواق الغزية، اليوم، وسط مطالبات بضرورة التدخل العاجل من قبل الجهات الرسمية في اتخاذ خطوات للمساهمة في انخفاض أسعارها للحد المعقول.
واشتكى العديد من المواطنين إزاء ارتفاع الأسعار الجديدة على الخضروات، قائلين إنهم "تفاجئو من ارتفاع أسعار الخضار لاسيما على البندورة (الطماطم) والخيار والفلفل والباذنجان، ووصل سعر س كيلو الواحد للبندورة وصل إلى 4 شيكل، والفلفل 10، والخيار 5 ، هذا الارتفاع أثر جليًا على حركة القوة الشرائية لكافة البائعة.
وفي محاولة لمعالجة المشكلة وإنقاذ غزة من "شبح الأسعار"، ناقشت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة السفيرة ليندا توماس هذا الملف، أثناء جلسة دورية عقدها مجلس الأمن الدولي، حول الحالة في الشرق الأوسط بما فيها القضية الفلسطينية.
وقالت توماس، إن التقارير الحديثة التي أجرتها الولايات المتحدة حول غزة تشير إلى أن انعدام الأمن الغذائي قد يتفاقم بنسبة 80 % خلال الأسابيع المقبلة في القطاع، بسبب الارتفاع الكبير على أسعار الغذاء والوقود، مضيفة، "الوضع الإنساني في غزة خطير ومقلق للغاية، السكان باتوا غير قادرين على تلبية احتياجات الغذاء، وهذا الأمر يجب إيقافه على الفور بأي طريقة، في تلك المنطقة تعتمد الأسر على المساعدات الإغاثية والإنسانية بشكل كبير".
وبحسب توماس، فإن الولايات المتحدة لديها قلق شديد بشأن ما يحدث في غزة، ومن احتمال حدوث أزمة جوع فوق الجوع المنتشر هناك، الأمر الذي قد ينعكس سلباً على الأوضاع الأمنية، وأوضحت أنها طلبت من أعضاء مجلس الأمن (15 دولة)، حث الدول في الجمعية العامة للأمم المتحدة على تقديم المساعدة لسكان غزة المعرضين للخطر، وكذلك دعم وكالة تشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، مشيرة إلى أنه في حال لم يحدث ذلك، خلال أسبوع على الأقل، فإن معدلات انعدام الأمن الغذائي سترتفع بشكل كبير ومضاعف، وستكون لهذا الأمر انعكاسات خطيرة قد لا تكون في الحسبان.
وتخوفت "أونروا" من عدم قدرتها على توفير السلة الغذائية لسكان غزة، بخاصة بعدما ارتفعت الأسعار عالمياً، ويقول المستشار الإعلامي فيها عدنان أبو حسنة، إنهم يبذلون جهداً كبيراً من أجل تأمين توزيع المساعدات الغذائية للاجئين الفلسطينيين، وفي أسوأ الحالات لن يوقفوا تقديم السلة الغذائية عن سكان القطاع.