تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات– آراء) اليوم 26 مارس 2022.
أحبط تحالف دعم الشرعية، الجمعة، 16 هجوماً عدائياً نفذته الميليشيات الحوثية الإرهابية، لاستهداف المنشأت المدنية والاقتصادية في السعودية، شملت استخدام مسيرات مفخخة وصواريخ باليسيتية، وأكد ممارسته ضبط النفس، وحذر الحوثي من التمادي في الانتهاكات الجسيمة.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية ( واس) عن "تحالف دعم الشرعية"، إحباطه كافة المحاولات العدائية لاستهداف المنطقة الجنوبية والوسطى والشرقية، مؤكداً أن المحاولات الحوثية العدائية تصعيد خطر يستهدف أمن الطاقة وعصب الاقتصاد العالمي.
وقال بيان التحالف: «نمارس ضبط النفس من أجل أشقائنا اليمنيين لإنجاح المشاورات. ونحذر الحوثيين من التمادي في انتهاكاتهم الجسيمة وأن لا يختبروا صبر التحالف». وأكد التحالف دعمه الموقف الخليجي والدولي لإنجاح المشاورات اليمنية في وقت يعمل الحوثيون لإفشالها.
وأوضح التحالف، أن المحاولات العدائية تعمدت استهداف أعيان مدنية ومنشآت للطاقة، محذراً من أن استمرار الأعمال العدائية الحوثية يهدد الأمن الإقليمي والدولي، مؤكداً انه لا يزال يرصد ويراقب مصادر الأعمال العدائية ويمارس ضبط النفس.
واستهدفت هجمات الميليشيات الحوثية التي نفذت بالصواريخ الباليستية، وبعدد من المسيرات المفخخة مناطق نجران وجازان وعسير، واستهدفت خزانات الشركة الوطنية للمياه بظهران الجنوب، ومحطة لتوزيع الكهرباء بصامطة، كما تم تدمير صاروخ باليستي أطلق باتجاه مدينة جيزان.
كما أسفرت الهجمات عن وقوع أضرار مادية ببعض المركبات المدنية والمنازل السكنية.
كما أكد التحالف تعرض محطة توزيع المنتجات البترولية التابعة لشركة أرامكو بمدينة جدة لعمل عدائي من قبل المليشيات الحوثية، مشيراً إلى نشوب حريق بخزانين اثنين تابعة للمنشأة النفطية|، وتمت السيطرة على الحريق دون وجود أي إصابات أو خسائر بشرية لافتاً إلى عدم وجود أي تأثير أو تداعيات لهذه الهجمات العدائية على مناشط الحياة العامة بمدينة جدة .
ونشر «تحالف دعم الشرعية» لقطات فيديو توثق عملية اعتراض وتدمير المسيرات الحوثية المفخخة التي أطلقت لاستهداف الأعيان المدنية والمنشآت الاقتصادية في السعودية.
أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن، السبت، بدء عملية عسكرية لوقف الهجمات على المنشآت النفطية و«حماية مصادر الطاقة العالمية»، بعد الهجمات الإرهابية التي شنّتها جماعة الحوثي الإرهابية على الأعيان المدنية والمصالح الاقتصادية الحيوية في عدد من المواقع في السعودية.
وأضاف تحالف دعم الشرعية، في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس»، أن العملية في مراحلها الأولى، وأن على الحوثيين في اليمن تحمل «نتائج السلوك العدائي».
وقال «هدفنا حماية مصادر الطاقة العالمية من الهجمات العدائية، وضمان سلاسل الإمداد».
وأكد البيان أن التحالف سوف يتعامل مباشرة مع مصادر التهديد، ودعا التحالف المدنيين إلى عدم الاقتراب من أي موقع أو منشأة نفطية في مدينة الحديدة الساحلية اليمنية على البحر الأحمر.
وجاء تحذير التحالف بعد أن قال إنه اعترض ودمر مسيّرتين في أجواء اليمن تم إطلاقهما باتجاه المملكة من منشآت نفطية في الحديدة.
وقال التحالف إنه سيتعامل مباشرة مع مصادر التهديد ويجنب المنشآت النفطية الأضرار الجانبية.
وقال التحالف الذي تقوده السعودية يوم الجمعة إن محطة توزيع المنتجات البترولية التابعة لشركة أرامكو العملاقة للنفط في جدة تعرضت لهجمات شنها الإرهابيون الحوثيون، مما تسبب في اندلاع حريق في صهريجين، دون وقوع إصابات.
أعربت دولة الإمارات عن إدانتها واستنكارها الشديدين لاستهداف ميليشيات الحوثي الإرهابية بطريقة ممنهجة ومتعمدة الأعيان المدنية والمصالح الاقتصادية الحيوية في عدد من المواقع في السعودية،من خلال صواريخ باليستية وطائرات بدون طيار مفخخة، تمكنت الدفاعات السعودية من اعتراض بعضها وتدميره،ونجم عن بعض هذه الهجمات العدائية التي استهدفت منشآت بترولية وأخرى لتوزيع الكهرباء أضرار مادية في بعض المنشآت والممتلكات المدنية.
وأعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن، أن عدد الهجمات العدائية بلغ أمس الجمعة، 16 هجوماً، محذراً ميليشيات الحوثي الإرهابية «من التمادي في انتهاكاتهم الجسيمة وعدم اختبار صبرنا».
وأكدت دولة الإمارات في بيان صادر عن وزارة الخارجية والتعاون الدولي أن استمرار هذه الهجمات لميليشيات الحوثي الإرهابية يعكس تحديها السافر للمجتمع الدولي والمساعي المبذولة لإنهاء الأزمة اليمنية واستخفافها بجميع القوانين والأعراف الدولية، ما يتطلب رداً رادعاً لكل ما يهدد أمن وسلامة وحياة المدنيين.
موقف فوري وحاسم
وحثت الوزارة المجتمع الدولي على أن يتخذ موقفاً فورياً وحاسماً لوقف هذه الأعمال المتكررة التي تستهدف المنشآت الحيوية والمدنية وأمن المملكة، وإمدادات الطاقة واستقرار الاقتصاد العالميين، ودعم الإجراءات والتدابير التي يتخذها التحالف العربي بقيادة السعودية لوقف استهداف الميليشيات الإرهابية للأعيان المدنية.
وجددت الوزارة تضامن دولة الإمارات الكامل مع المملكة إزاء هذه الهجمات الإرهابية، والوقوف معها في صف واحد ضد كل تهديد يطال أمنها واستقرارها،ودعمها في كل ما تتخذه من إجراءات لحفظ أمنها وسلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها.
وأكد البيان أن أمن الإمارات العربية المتحدة وأمن السعودية كل لا يتجزأ، وأن أي تهديد أو خطر يواجه المملكة تعتبره الدولة تهديداً لمنظومة الأمن والاستقرار فيها.
وبحسب المتحدث باسم التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن العميد الركن تركي المالكي، فقد دمرت الدفاعات الجوية السعودية أمس 12 طائرة «مسيّرة» مفخخة وصاروخاً باليستياً أطلقت باتجاه جنوب وجنوب غربي المملكة.
وقال العميد المالكي، إن محطة توزيع المنتجات البترولية التابعة لشركة «أرامكو» بمدينة جدة تعرضت عند الساعة الخامسة والخامسة والعشرين دقيقة لعمل عدائي، تشير الدلائل والمؤشرات الأولية لاستهدافها من الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران، مضيفاً أنه نشب حريق بخزانين اثنين تابعين للمنشأة النفطية وتمت السيطرة عليه دون إصابات أو خسائر بشرية.
التأثير في أمن الطاقة
وشدد العميد المالكي على أن هذا التصعيد العدائي يستهدف المنشآت النفطية ويركز على محاولة التأثير في أمن الطاقة وعصب الاقتصاد العالمي، مؤكداً أنه لا تأثيرات أو تداعيات لهذه الهجمات العدائية في مناشط الحياة العامة بمدينة جدة.
وأشار التحالف إلى اندلاع حريق محدود بمحطة توزيع الكهرباء في صامطة بجازان، إثر سقوط مقذوف معادٍ عليها، مؤكداً أن لا إصابات بشرية من جرّائه.
ولفت التحالف إلى استهداف عدائي لخزانات الشركة الوطنية للمياه بظهران الجنوب، وتناثر شظايا اعتراض مسيّرتين مفخختين أطلقتا باتجاه نجران وبعض الأحياء السكنية، ما تسبَّب في أضرار مادية بسيطة دون خسائر بشرية.
وأوضح أن المحاولات العدائية تعمدت استهداف أعيان مدنية ومنشآت للطاقة، مشيراً إلى أن استمرار الأعمال الإرهابية الحوثية يهدد الأمن الإقليمي والدولي. وقال التحالف:«نمارس ضبط النفس من أجل الأشقاء اليمنيين لإنجاح المشاورات» التي تستضيفها الرياض الثلاثاء المقبل برعاية مجلس التعاون، مؤكداً دعم الموقف الخليجي والدولي لإنجاحها، بينما تسعى ميليشيات الحوثي لإفشالها، مضيفاً: «نحتفظ بحق الرد في التوقيت المناسب».
وأكدت وزارة الطاقة السعودية، أن هجمات الحوثي التخريبية، ضد منشآتها البترولية في جدة وجازان ، تهدد أمن إمدادات الطاقة للأسواق العالمية.
دعوات إلى تحرك دولي
إلى ذلك، أعربت كل من الكويت والبحرين والأردن وبريطانيا،والبرلمان العربي عن إدانتها واستنكارها بأشد العبارات للاعتداءات الحوثية الإرهابية،داعية المجتمع الدولي للتحرك السريع والحازم للجم تلك الاعتداءات ومحاسبة مرتكبيها.
واعتبرت بريطانيا الهجمات الإرهابية الحوثية بأنها تعرض حياة المدنيين للخطر.
الآلاف يشيعون جثمان قائد «قاعدة العند» العسكرية باليمن
شيّع الآلاف من اليمنيين، أمس الجمعة، جثمان قائد قاعدة العند العسكرية اللواء الركن ثابت مثنى جواس الذي قتل الأربعاء مع 4 من مرافقيه إلى مسقط رأسه في ردفان بمحافظة لحج، جنوبي البلاد.
وانطلق موكب مهيب من عدن حتى بلدة «حبيل جبر» أعالي جبال مديرية ردفان في محافظة لحج لتشييع اللواء «جواس» ونجله و3 من مرافقيه.
واصطف مواطنون على امتداد شوارع محافظتي عدن ولحج أمام الموكب لوداع جواس، فيما توافد الآلاف من مختلف المحافظات إلى مسقط رأسه لإقامة مراسم التشييع التي تقدمها مسؤولون عسكريون ومحليون كبار.
واعتبر وزير الإعلام في الحكومة اليمنية، معمّر الإرياني،أن جريمة اغتيال اللواء جواس هو «عمل إرهابي منسّق يحمل بصمات القاعدة وداعش، وامتداد لنهج نظام طهران وأذرعه في المنطقة في تصفية خصومهم».
وقال الإرياني في تغريدات، إن «هذه الجريمة النكراء،وغيرها شواهد على العلاقة بين الميليشيا والتنظيمات الإرهابية.
ودعا المجتمع الدولي ومبعوث الأمم المتحدة، ومبعوث الولايات المتحدة،»بإدانة واضحة وصريحة لهذه الجريمة النكراء.
دانت وزارة الخارجية الفرنسية الهجمات التي شنها الحوثيون الجمعة ضد الأراضي السعودية، معتبرة أن هجمات الحوثيين تهدد أمن السعودية واستقرار المنطقة.
وقالت الخارجية الفرنسية: "ندين بأقصى الحزم الهجمات التي شنها الحوثيون اليوم ضد الأراضي السعودية بما في ذلك المواقع المدنية، هذه الهجمات التي تهدد أمن السعودية واستقرار المنطقة يجب أن تتوقف فوراً".
وأضافت: "إنها مؤشر على خطورة التهديد الذي تمثله المسيرات والصواريخ ضد أمن كل المنطقة، ويجب تعزيز الحوار بشأن الأمن الإقليمي".
وأكدت الخارجية الفرنسية أن باريس تبقى جاهزة لدعم محادثات تؤدي إلى وقف الأعمال العدائية في اليمن وإعادة إطلاق محادثات، تهدف إلى التوصل لاتفاق سياسي شامل تحت رعاية الأمم المتحدة، داعية الحوثيين إلى الالتزام بطريقة بناءة في هذا الاتجاه.
وكان مصدر مسؤول في وزارة الطاقة السعودية، قد صرح في وقت سابق، أن محطة توزيع المنتجات البترولية في شمال جدة، تعرضت عند الساعة 5:25 من مساء الجمعة 22 شعبان 1443هـ، الموافق 25 مارس 2022، لهجوم بمقذوف صاروخي، كما تعرضت محطة "المختارة" في منطقة جازان، عند الساعة الخامسة من مساء اليوم ذاته، لهجوم بمقذوف صاروخي، ولم تترتب على هذه الهجمات الإجرامية إصابات أو وفيات.
وقد أعرب المصدر عن إدانة السعودية الشديدة لهذه الاعتداءات التخريبية، التي يمثل تكرار ارتكابها ضد المنشآت الحيوية والأعيان المدنية، في مناطق مختلفة من المملكة، انتهاكاً لكل القوانين والأعراف الدولية.
وأكد المصدر ما سبق أن أعلنت عنه المملكة العربية السعودية من أنها لن تتحمل مسؤولية أي نقص في إمدادات البترول للأسواق العالمية، في ظل الهجمات التخريبية المتواصلة التي تتعرض لها منشآتها البترولية من الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران.
أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تضامن مصر الكامل مع المملكة العربية السعودية حكومة وشعباً في التصدي لكل المحاولات الساعية للنيل من استقرار المملكة والخليج بوجه عام مشدداً على الارتباط الوثيق بين أمن و استقرار البلدين الشقيقين.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه الرئيس المصري مساء اليوم مع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بالمملكة العربية السعودية.
وأعربت جمهورية مصر العربية اليوم عن بالغ إدانتها واستنكارها لمواصلة ميليشيا الحوثي هجماتها الإرهابية الخسيسة التي تستهدف أراضي المملكة العربية السعودية الشقيقة ومنشآتها الحيوية والمدنية و التي كان أخرها استهداف محطة لتوزيع المنتجات البترولية تابعة لشركة أرامكو في جدة وخزانات تابعة للشركة الوطنية للمياه ومحطة لتوزيع الكهرباء ما خلف بعض الأضرار المادية وأسفر عن تضرر عددٍ من المنازل والمركبات. وأكد بيان أصدرته وزارة الخارجية المصرية مساء اليوم مجددًا شجبها التام ورفضها المُطلق لهذه الأعمال الإرهابية الخسيسة ولأي عمل جبان يستهدف أمن واستقرار الشقيقة السعودية.
على صعيد متصل أدان أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، بأشد العبارات، الهجمات التي شنتها ميلشيا الحوثي على منشآت النفط السعودية مُعتبراً أن استمرار هذه الجماعة في إطلاق المسيرات المخففة باتجاه المنطقة الجنوبية بالمملكة عمل إرهابي خطير ينطوي على تهديد جسيم للأمن في المنطقة، ولإمدادات الطاقة في وقت يمر به الاقتصاد الدولي بظرفٍ دقيق. وأكد أبو الغيط - في بيان أصدره مساء اليوم- أن استهداف المدنيين والمنشآت المدنية، بما في ذلك تلك التابعة لشركة أرامكو في مدينة جدة، يُمثل تطوراً خطيراً لابد أن ينتبه له المجتمع الدولي الذي يتعين عليه التعامل بحزم أكبر مع هذه العمليات الإرهابية، وما تُمارسه ميلشيا الحوثي من انتهاكات مستمرة للقانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني.
من ناحيته أدان البرلمان العربي بشدة استهداف ميليشيا الحوثي الإرهابية محطة توزيع المنتجات البترولية التابعة لشركة أرامكو فضلا عن إطلاقها عددا من الصواريخ البالستية والطائرات المُسيرة باتجاه مباني مدنية ومنشآت للطاقة وعدة مناطق في المملكة، والتي تمّ اعتراضها وتدميرها بنجاح، مشيدا في الإطار ذاته بيقظة الدفاعات الجوية السعودية في الحفاظ على حياة الأبرياء والمدنيين والمنشآت الحيوية.
وأكد البرلمان العربي-في بيان أصدره اليوم- أن استمرار هجمات الحوثي تجاه المملكة العربية السعودية، واستهداف محطات توزيع المنتجات البترولية يُعد عملاً إرهابياً جباناً، يستهدف منشآت حيوية، والمساس بواحدة من أهم السلع الاستراتيجية للعالم، الأمر الذي يستوجب موقفا دوليا حازما للتصدي للأعمال الإرهابية ومحاسبة المخططين والداعمين والممولين والذين يقفون خلفها سواءاً كانوا أفراداً أو جماعات أو دولاً، خاصة بعد تصنيف جماعة الحوثي كمنظمة إرهابية ووقف إمدادها بالسلاح.
أدان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن "هجمات الحوثيين الإرهابية "على السعودية، بما في ذلك هجوم يوم الجمعة الذي استهدف شركة أرامكو في جدة، وهي بنية تحتية مدنية.
وقال بلينكن "في الوقت الذي يتعين فيه على كل الأطراف أن تركز على خفض التصعيد وتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة للشعب اليمني قبل شهر رمضان المبارك، يواصل الحوثيون سلوكهم المدمر وهجماتهم الإرهابية المتهورة بضرب بنية تحتية مدنية".
وأضاف بلينكن "سنواصل العمل مع شركائنا السعوديين لتعزيز دفاعاتهم مع السعي للتوصل إلى نهاية دائمة للصراع وتحسين الحياة وتهيئة المجال لليمنيين لتحديد مستقبلهم بشكل جماعي".
على غرار أحداث رواية «1984» للكاتب الإنجليزي جورج أورويل التي تدور حول الحكم الاستبدادي الذي يخضع فيه المجتمع لحكم شخص واحد يبني سلطة من الظلم والتعذيب والقمع، ويزوّر التاريخ وينتهج تزييف الواقع ليتوافق مع أهوائه؛ تفرض الميليشيات الحوثية على السكان في العاصمة اليمنية المختطفة قبضة أمنية وتعبئة آيديولوجية طائفية تقدّس زعيمها.
ولتحقيق ذلك، حوّلت الميليشيات المكاتب الحكومية والمنشآت العامة والمساجد والبيوت السرّية وحتى السجون إلى أماكن لهذه التعبئة الطائفية، وحوّلت مسؤولي الأحياء وعناصرها السلاليين إلى مخبرين لمراقبة السكان وقياس مدى ولائهم، وجعلت الاستماع لتسجيلات زعيمها ملزماً للكل.
وصل الأمر بالجماعة إلى نشر مكبرات الصوت في تقاطعات الشوارع لبث تلك التسجيلات والأناشيد الحربية، جنباً إلى جنب مع اللوحات الإعلانية الضخمة التي تحمل صور زعيمها عبد الملك الحوثي وصور أخيه والمقولات المنسوبة إليهما ومعهما صور قائد الحرس الثوري الإيراني السابق قاسم سليماني.
سجينان أُطلق سراحهما حديثاً من سجون المخابرات والمعسكرات الحوثية تحدثا لـ«الشرق الأوسط» عن عامين في السجن المركزي بصنعاء وسجن المخابرات كأنهما عشرون عاماً.
تفرض الميليشيات على السجناء سماع دروس تعبئة طائفية يومية حيث تبث، عبر مكبرات للصوت وُضعت في ممرات الزنازين، خُطب زعيمها، ويتم تكرارها لأكثر من مرة خصوصاً في فترة النهار وقبل طلوع الفجر إلى جانب المحاضرات التي يلقيها عليهم ممثلو المخابرات في فترة ما قبل الظهر عند السماح لهم بالخروج إلى الشمس.
الأمر ذاته أكده موظف حكومي رُمز لاسمه بـ«م.ن»، شارك بما تُعرف بالدورات الثقافية التي أصبحت شرطاً للبقاء في الوظيفة أو الترقية، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن الميليشيات تأخذ الموظفين الذين تشكّ في ولائهم المذهبي إلى منازل سرّية معصوبي الأعين، وهناك يتم إخضاعهم ولمدة عشرة أيام إلى أسبوعين للاستماع إلى محاضرات عبد الملك الحوثي ودروس طائفية يقدمها القائمون على هذه المنازل الموزّعة على أحياء مختلفة في صنعاء، ويطلبون منهم عمل ملخص للاستفادة التي تحصلوا عليها من هذه الدروس.
ومع تحويل مسؤولي الأحياء وبعض السكان إلى مخبرين على الآخرين لمعرفة مدى ولائهم ومن يزورهم، حوّلت الميليشيات الحوثية المساجد إلى أماكن لتناول نبتة «القات» والتعبئة المذهبية، وترديد الشعارات والتحريض على المعارضين وتبرير الفساد، وملأت جدرانها بملصقاتها الدعائية.
وحتى في سيارات الأجرة تفرض الأناشيد الحربية المعروفة باسم «الزوامل» إلى جانب نحو 30 محطة إذاعية محلية في صنعاء تملكها الميليشيات أو موالون لها تبث طوال الوقت برامج تحريضية وأناشيد حربية، وحتى تلك التي يمتلكها أشخاص من خارج الميليشيات يُلزمون ببث برنامج يومي للميليشيات يعده إعلامها الحربي.
القيادي في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين والحقوقي المعروف أحمد ناجي أحمد النبهاني، قال إن عدداً من أصدقائه اشتكوا من تعسف المشرفين الحوثيين في الحارات التي يسكنونها في صنعاء، لأنهم يلزمونهم بحضور الاجتماعات التي يعقدونها قسرياً «ومن لم يحضر يتعرض للوم والتوبيخ وربما الاتهام بمناصرة التحالف الداعم للشرعية».
وأضاف: «كنت أعتقد أن هذه الممارسات تخص بعض المشرفين الحوثيين وليس جميعهم، ولكني تأكدت من أن مثل هذه الممارسات تشمل أغلبية المشرفين الحوثيين في العاصمة».
وذكر النبهاني في منشور على «فيسبوك» أنه في الوظيفة لا بد للموظف أن يحضر الندوات التثقيفية الخاصة بالحوثيين، وفي الحارات لا بد لجميع سكان الحارة أن يحضروا الاجتماعات التي يدعون لها، وتساءل: «من يقنع الحوثيين باحترام حق الاختلاف، واحترام التنوع، واحترام الحرية الفردية في الحضور أو عدم الحضور، لأن ذلك أفضل بكثير من إكراه الناس على نموذج من الإيمان يخص الحوثيون وحدهم؟!». وقال: «اعتنقوا إيمانكم بالطريقة التي تريدون ولكن لا تحاولوا أن تفرضوا طريقتكم في التفكير على الآخرين، لا تحاولوا أن تُكرهوا الناس على اعتناق إيمانكم».
أما الإعلامي مجلي الصمدي فيصف صنعاء بأنها «مدينة طاردة وقاتلة للحياة في هذه المرحلة، وخالية من أي أمل، ومليئة فقط بالشعارات الجوفاء التي لا علاقة لها بالرغيف وأبسط الحقوق والخدمات وكتلة بشرية ضخمة تتكدس، بلا عمل، وبلا مرتبات، وبلا رأي، وبلا رؤية أو أي فرص للنجاة». ويضيف: «الأرصفة والشوارع والأزقة تكتظ بالحائرين المتعبين المنهكين المحتاجين للغذاء، بالشرفاء التائهين، وفي عيونهم القهر وألم الحاجة».
ومنذ الانقلاب على الحكومة الشرعية أغلقت الميليشيات الحوثية كل الصحف المستقلة والمعارضة، كما أغلقت مكاتب وسائل الإعلام العربية والدولية، وفرضت قيوداً مشددة على عمل بعض الوسائل التي لا تزال تعمل في مناطقها حيث تُلزم العاملين فيها بإبلاغ وزارة إعلامها عن خطط عملهم بشكل مسبق لتقوم بدورها بإبلاغ جهاز المخابرات لمراقبة مدى التزامهم بالخطة في حال الموافقة عليها.
كما أن أي صحافي أجنبي يصل إلى مناطقها ملزَم بأن يقدم خطة عمله قبل وصوله، ثم ينزل في فندق تحدده مخابرات الميليشيات ويمنع عليه التحرك إلا بصحبة مندوب عن وزارة الإعلام الحوثية، وهؤلاء المندوبون هم من عناصر المخابرات ويُمنع بشكل قاطع تغيير خطة عمله التي سلمها قبل السماح له بالوصول إلى تلك المناطق.