الحوثي تواصل هجماتها العشوائية.. و"التحالف" يعلن بدء عملية عسكرية لوقف إرهاب الميليشيات
السبت 26/مارس/2022 - 10:45 ص
طباعة
فاطمة عبدالغني
ردًا على الهجمات الإرهابية التي شنّتها ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا على الأعيان المدنية والمصالح الاقتصادية الحيوية في عدد من المواقع في السعودية، أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن، السبت 26 مارس، بدء عملية عسكرية لوقف الهجمات على المنشآت النفطية و"حماية مصادر الطاقة العالمية".
وأضاف تحالف دعم الشرعية، في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس"، أن العملية في مراحلها الأولى، وأن على الحوثيين في اليمن تحمل "نتائج السلوك العدائي".
وقال "هدفنا حماية مصادر الطاقة العالمية من الهجمات العدائية، وضمان سلاسل الإمداد".
وأكد البيان أن التحالف سوف يتعامل مباشرة مع مصادر التهديد، ودعا التحالف المدنيين إلى عدم الاقتراب من أي موقع أو منشأة نفطية في مدينة الحديدة الساحلية اليمنية على البحر الأحمر.
وجاء تحذير التحالف بعد أن قال إنه اعترض ودمر مسيّرتين في أجواء اليمن تم إطلاقهما باتجاه المملكة من منشآت نفطية في الحديدة.
وأحبط تحالف دعم الشرعية، الجمعة 25 مارس، 16 هجوماً عدائياً نفذته الميليشيات الحوثية الإرهابية، لاستهداف المنشآت المدنية والاقتصادية في السعودية، شملت استخدام مسيرات مفخخة وصواريخ باليسيتية، وأكد ممارسته ضبط النفس، وحذر الحوثي من التمادي في الانتهاكات الجسيمة.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية "واس" عن "تحالف دعم الشرعية"، إحباطه كافة المحاولات العدائية لاستهداف المنطقة الجنوبية والوسطى والشرقية، مؤكداً أن المحاولات الحوثية العدائية تصعيد خطر يستهدف أمن الطاقة وعصب الاقتصاد العالمي.
وقال بيان التحالف: "نمارس ضبط النفس من أجل أشقائنا اليمنيين لإنجاح المشاورات. ونحذر الحوثيين من التمادي في انتهاكاتهم الجسيمة وأن لا يختبروا صبر التحالف". وأكد التحالف دعمه الموقف الخليجي والدولي لإنجاح المشاورات اليمنية في وقت يعمل الحوثيون لإفشالها.
وأوضح التحالف، أن المحاولات العدائية تعمدت استهداف أعيان مدنية ومنشآت للطاقة، محذراً من أن استمرار الأعمال العدائية الحوثية يهدد الأمن الإقليمي والدولي، مؤكداً انه لا يزال يرصد ويراقب مصادر الأعمال العدائية ويمارس ضبط النفس.
واستهدفت هجمات الميليشيات الحوثية التي نفذت بالصواريخ الباليستية، وبعدد من المسيرات المفخخة مناطق نجران وجازان وعسير، واستهدفت خزانات الشركة الوطنية للمياه بظهران الجنوب، ومحطة لتوزيع الكهرباء بصامطة، كما تم تدمير صاروخ باليستي أطلق باتجاه مدينة جيزان.
كما أسفرت الهجمات عن وقوع أضرار مادية ببعض المركبات المدنية والمنازل السكنية.
كما أكد التحالف تعرض محطة توزيع المنتجات البترولية التابعة لشركة أرامكو بمدينة جدة لعمل عدائي من قبل المليشيات الحوثية، مشيراً إلى نشوب حريق بخزانين اثنين تابعة للمنشأة النفطية، وتمت السيطرة على الحريق دون وجود أي إصابات أو خسائر بشرية لافتاً إلى عدم وجود أي تأثير أو تداعيات لهذه الهجمات العدائية على مناشط الحياة العامة بمدينة جدة .
ونشر تحالف دعم الشرعية لقطات فيديو توثق عملية اعتراض وتدمير المسيرات الحوثية المفخخة التي أطلقت لاستهداف الأعيان المدنية والمنشآت الاقتصادية في السعودية.
وأدانت المملكة العربية السعودية بشدة هذه الاعتداءات التخريبية، التي يمثل تكرار ارتكابها ضد المنشآت الحيوية والأعيان المدنية، في مناطق مختلفة من المملكة، انتهاكاً لكل القوانين والأعراف الدولية.
وأكد مصدر مسؤول في وزارة الطاقة السعودية ما سبق أن أعلنت عنه المملكة العربية السعودية من أنها لن تتحمل مسؤولية أي نقص في إمدادات البترول للأسواق العالمية، في ظل الهجمات التخريبية المتواصلة التي تتعرض لها منشآتها البترولية من الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران.
وأكد المصدر أن السعودية تُشدد على أهمية أن يعي المجتمع الدولي خطورة استمرار إيران في تزويد الميليشيات الحوثية الإرهابية بتقنيات الصواريخ الباليستية والطائرات المتطورة دون طيار، التي تستهدف بها مواقع إنتاج البترول والغاز ومشتقاتهما في المملكة، مبيناً الآثار الجسيمة التي تترتب على قطاعات الإنتاج والمعالجة والتكرير، الأمر الذي سيُفضي إلى التأثير على قدرة المملكة الإنتاجية، وقدرتها على الوفاء بالتزاماتها إلى الأسواق العالمية، وهو ما يهدد بلا شك أمن واستقرار إمدادات الطاقة إلى الأسواق العالمية.
وشدد المصدر على أنه بات واضحاً أن هذه الهجمات التخريبية الإرهابية، ومن يقفون وراءها، لا تستهدف المملكة وحدها فحسب، وإنما تستهدف زعزعة أمن واستقرار إمدادات الطاقة في العالم، وبالتالي التأثير سلباً في الاقتصاد العالمي، خاصةً في هذه الظروف بالغة الحساسية التي يشهدها العالم وتشهدها أسواق الطاقة العالمية، داعياً دول العالم ومنظماته للوقوف ضد هذه الاعتداءات، والتصدي لجميع الجهات التي تنفذها أو تدعمها.
هذا فيما أعربت دولة الإمارات عن إدانتها واستنكارها الشديدين لاستهداف ميليشيات الحوثي الإرهابية بطريقة ممنهجة ومتعمدة الأعيان المدنية والمصالح الاقتصادية الحيوية في عدد من المواقع في السعودية، وأكدت دولة الإمارات في بيان صادر عن وزارة الخارجية والتعاون الدولي أن استمرار هذه الهجمات لميليشيات الحوثي الإرهابية يعكس تحديها السافر للمجتمع الدولي والمساعي المبذولة لإنهاء الأزمة اليمنية واستخفافها بجميع القوانين والأعراف الدولية، ما يتطلب رداً رادعاً لكل ما يهدد أمن وسلامة وحياة المدنيين.
إلى ذلك، أعربت كل من مص والكويت والبحرين والأردن وبريطانيا، والبرلمان العربي عن إدانتها واستنكارها بأشد العبارات للاعتداءات الحوثية الإرهابية، داعية المجتمع الدولي للتحرك السريع والحازم للجم تلك الاعتداءات ومحاسبة مرتكبيها.
واعتبرت بريطانيا الهجمات الإرهابية الحوثية بأنها تعرض حياة المدنيين للخطر.
فيما طالبت الخارجية الفرنسية بالوقف الفوري لهذه الهجمات التي تهدد أمن السعودية واستقرار المنطقة، وأضافت: "إنها مؤشر على خطورة التهديد الذي تمثله المسيرات والصواريخ ضد أمن كل المنطقة، ويجب تعزيز الحوار بشأن الأمن الإقليمي".
وأكدت الخارجية الفرنسية أن باريس تبقى جاهزة لدعم محادثات تؤدي إلى وقف الأعمال العدائية في اليمن وإعادة إطلاق محادثات، تهدف إلى التوصل لاتفاق سياسي شامل تحت رعاية الأمم المتحدة، داعية الحوثيين إلى الالتزام بطريقة بناءة في هذا الاتجاه.
كما أدان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن "هجمات الحوثيين الإرهابية "على السعودية، وقال بلينكن "في الوقت الذي يتعين فيه على كل الأطراف أن تركز على خفض التصعيد وتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة للشعب اليمني قبل شهر رمضان المبارك، يواصل الحوثيون سلوكهم المدمر وهجماتهم الإرهابية المتهورة بضرب بنية تحتية مدنية".
وأضاف بلينكن "سنواصل العمل مع شركائنا السعوديين لتعزيز دفاعاتهم مع السعي للتوصل إلى نهاية دائمة للصراع وتحسين الحياة وتهيئة المجال لليمنيين لتحديد مستقبلهم بشكل جماعي".
ويرى المراقبون أن تصعيد الحوثيين الأخير باستهداف منشآت مدنية واقتصادية يأتي ردًا على الدعوة التي أطلقها مجلس التعاون الخليجي إلى جميع الأطراف اليمنية للحوار وإنهاء الحرب في اليمن.