فوبيا الإرهاب تلاحق تونس.. السلطات تفكك نحو 150 خلية إرهابية وتجهض مشروعها التخريبي
الأحد 27/مارس/2022 - 10:45 ص
طباعة
فاطمة عبدالغني
في إطار سعي الحكومة التونسية لقطع جذور الإرهاب داخل أراضيها، عبر وضع استراتيجية لمواجهة التنظيمات التخريبية، كشفت السلطات التونسية، السبت 26 مارس، عن إحباط قوات الأمن لأعمال إرهابية وتخريبية كانت ستحدث في دول مجاورة، معلنة عن تفكيك حوالي 150 خلية إرهابية خلال الأشهر الستة الماضية، وعن نجاة وزير الداخلية، توفيق شرف الدين، من مخطط لاغتيال بواسطة سكين.
وقال المتحدث باسم الحرس الوطني، حسام الدين الجبابلي في مؤتمر صحفي بثكنة العوينة العسكرية، إنه تم اعتقال أجانب أيضاً كانوا يعتزمون الالتحاق بتنظيم القاعدة الإرهابي في ليبيا وفي جبال على الحدود التونسية الجزائرية.
وأضاف الجبابلي، أن تقدم التحقيقات حول العملية الإرهابية التي حصلت في محافظة قبلي جنوبي البلاد، مؤخراً، أثبتت أن عملية الطعن التي استهدفت دورية للحرس الوطني من قبل عنصر متطرف وتمت السيطرة عليه، كانت تستهدف اغتيال وزير الداخلية توفيق شرف الدين وطعنه بسكين من قبل هذا العنصر المتطرف، وذلك خلال زيارة الوزير الأخيرة إلى محافظة توزر بالجنوب.
وأشار المسؤول الأمني إلى أنه تم توقيف عنصر في سوسة كان على علاقة بهذه العملية مع فتاة تم إيقافها في مطار تونس قرطاج الدولي، منذ عام ونصف العام، وكان سيتم استخدامها لتنفيذ عملية إرهابية بمنطقة سياحية.
من جهة أخرى، قال المسؤول التونسي إن قوات مكافحة الإرهاب ومصالح وزارة الداخلية التونسية نجحت، بالتنسيق مع دول صديقة وشقيقة، في إحباط عمليات كانت ستنفذ بدول مجاورة.
ووصف الجبابلي العمليات بأنها “إرهابية وتخريبية”، لكنه لم يكشف عن الدول التي تم التخطيط لاستهدافها بهذه الهجمات.
وقال الجبابلي، إنه تم كشف خلايا متشددة منها 73 خلية من قبل وحدات الأمن الوطني، و75 خلية من قبل الحرس الوطني التونسي، وفق ما نقلته إذاعة “موزاييك” المحلية.
وفي وقت سابق، فكّكت قوات مكافحة الإرهاب التونسية، خلية إرهابية تتكون من أربعة أشخاص، تتواصل مع عناصر إرهابية داخل تونس وخارجها وتخطط للقيام بتفجيرات.
ومن بين عناصر الخلية التي تم كشفها عسكري معزول وأستاذ جامعي كان يدرّس في دولة خليجية، أما الاثنان الآخران فيعملان في مجال التجارة “بيع المواد المنزلية والكهربائية”.
وتمكّنت فرقة مكافحة الإرهاب في محافظة القيروان التونسية من الكشف عن الخلية وتفكيكها، وتم حجز مبلغ مالي لدى عناصر الخلية يقدّر ب 65 ألف دينار تونسي “قرابة 22 ألف دولار”، إضافة إلى 3 سيارات، وفق”موزاييك”.
وكانت السلطات الأمنية التونسية، أعلنت منتصف مارس الجاري أن قواتها فككت خلية إرهابية مرتبطة بتنظيم داعش الإرهابي، تنشط في محافظة تطاوين جنوب البلاد، كانت تخطط للقيام بعمليات نوعية.
وأفادت وزارة الداخلية التونسية في بلاغ، بأن الخلية تضم 6 عناصر، يطلق عليها اسم "الموحّدون" وتنشط بجهة تطاوين، يتزعّمها عنصر تكفيري غير معروف أمنيا، تولّى عناصرها مبايعة زعيم تنظيم "داعش" الإرهابي، مضيفة بأن هذه الخلية تعمّدت استقطاب مجموعة من تطاوين لتبنّي الفكر التكفيري، كما خطّطوا لصناعة مواد متفجّرة وسموم لاستغلالها في القيام بعمليّات نوعيّة.
وشهدت تونس منذ عام 2011 وحتى عام 2017 موجة من العمليات الإرهابية الخطيرة، تخللتها عمليات اغتيال سياسي ذهب ضحيتها المعارضان اليساريان شكري بلعيد في السادس من فبراير من العام 2013، ومحمد البراهمي في 25 يوليو من نفس العام.
وتقول السلطات الأمنية التونسية إن العشرات من الإرهابيين الموالين لتنظيمات إرهابية منها (كتيبة عقبة بن نافع) الموالية لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، و(كتيبة أجناد الخلافة) الموالية لتنظيم داعش ما زالوا يتحصنون في جبال محافظات القصرين والكاف بغرب البلاد غير بعيد عن الحدود الجزائرية.
وقد نفذت تلك التنظيمات العديد من العمليات الإرهابية أودت بحياة العشرات من الأمنيين والعسكريين والسياح الأجانب في أماكن متفرقة من التراب التونسي.
وتواصل تونس مكافحتها وتجفيفها لمنابع تمويل الإرهاب الذي تفشى في البلاد منذ 2011، بعد صعود الفكر المتطرف والإخوان للحكم، بقرارات استثنائية لرئيس البلاد قيس سعيد منذ 25 يوليو الماضي وحتى اليوم.