الحرس الثوري على قوائم الارهاب.. هل استسلمت طهران لواشنطن؟
في أول اسقاط لخطوط الحمراء
الايرانية في مفاوضات الاتفاق النووي، اكد وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان،
أنه مسألة رفع ميليشيا الحرس الثوري من قوائم الارهاب الأمريكية، لا يجب ان تكون عقبة
أمام الاتفاق النووي.
تصريحات “اللهيان” تكشف
عن اسقاط طهران لأول خطوطها الحمراء في الاتفاق النووي، ومحاولة النظام الايراني الوصول
الى اتفاق والافراج عن امواله المجمدة والعودة لتصدير نفط الأحواز المحتلة المنهوب
من قبل الاحتلال الفارسي.
وقال اللهيان في بيان بثه
التلفزيون الرسمي الإيراني أن كبار مسؤولي الحرس الثوري أخبروه أن “قضية الحرس الثوري
الإيراني لا ينبغي أن تكون عقبة أمام التوصل إلى اتفاق” .
وردا على هذه التصريحات
، انتقد حسين شريعتمداري ، العضو المنتدب لصحيفة كيهان ، بشدة تصريحات اللهيان ، وطالب
الحرس الثوري بتفسيرن مضيفا أن موقف وزير الخارجية يعني “الاستسلام” وأن الحرس الثوري سيبقى على “قائمة الإرهاب” الأمريكية.
وكتب اللهيان على موقع
إنستغرام حول الخطوط الحمراء لإيران في محادثات الاتفاق النووي: “كما أوضحنا بعناية
في المقابلة ، لا يمكن التوصل إلى مثل هذا الاتفاق إلا مع الاحترام الكامل للخطوط الحمراء
ووضوح مثل هذا الاتفاق”.
وأضاف أن “القضية ليست
تجاوز الخطوط الحمراء أو المساومة عليها إطلاقا”.
لطالما كانت مسألة إزالة
الحرس الثوري الارهابي من القائمة الأمريكية للجماعات الإرهابية من أكثر القضايا حساسية
في مفاوضات إحياء الاتفاق النووي في فيينا.
وفي هذا الصدد ، لم يرد
روبرت مالي ، مبعوث الخارجية الأمريكية إلى إيران ، الذي حضر مؤتمر الدوحة الدولي،
على سؤال حول شطب الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية ، مؤكدًا أن “هذا أمر”
الاتفاق النووي: “لا ينوي معالجة” قضايا أخرى ، بما في ذلك نهج إيران الإقليمي والعقوبات
الأمريكية الأخرى “.
وقال “نظرتنا للحرس الثوري لن تتغير وستبقى العقوبات ضد الحرس الثوري”،
مضيفا “هذه ليست اتفاقية تريد حل هذه القضية”. وقال إن “الحرس الثوري الإيراني سيستمر
في معاقبة القانون الأمريكي ، ولن يتغير فهمنا للحرس الثوري الإيراني”.
وطالبت المقاومة الايرانية
وبإلحاح بإدراج حرس النظام ضمن قائمة الارهاب وشددت على ذلك حتى إن زعيمة المعارضة
الايرانية في الخارج ريم رجوي، وفي العديد من المناسبات والمٶتمرات الدولية وأمام مراکز
القرار العالية أکدت على هذا المطلب عندما
لفتت الانظار الى إن معظم العمليات والنشاطات الارهابية في المنطقة والعالم ترتبط في
النتيجة وبصورة وأخرى بهذا الجهاز القمعي الدموي المشبوه، ولذلك فإن إدراجه في قائمة
المنظمات الارهابية کان بمثابة إجراء صائب وأثبت جدواه بأن حدد من الدور والنشاط الارهابي
للنظام وجعله في موقف ووضع صعب، وإن جعل نظام الملالي لإزالة حرسه الارهابي من قائمة
الارهاب کشرط للتوصل للإتفاق النووي، يجب أن يثبت للعالم نقطتين مهمتين؛ الاول هو مدى
الاهمية القصوى لهذا الجهاز بالنسبة للنظام کي يضع إزالته شرطا للتوصل للإتفاق النووي
الذي هو في أمس الحاجة إليه، والثاني هو مدى دقة وصواب رأي المقاومة الايرانية بضرورة
إدراج هذا الجهاز الاجرامي في قائمة الارهاب.
وأوضحت منظمة مجاهيد
خلق المعارضة انه حالة الشد والجذب الجارية في محادثات فيينا ووصولها الى مفترق بالغ
الحساسية والخطورة حيث يصر نظام الملالي على المطالبة بإخراج حرسه الارهابي من قائمة
الارهاب کشرط أساسي للتوصل الى نتيجة، في وقت يجب أن يعلم به العالم بأن إخراج هذا
الجهاز من قائمة الارهاب يعني وبصورة واضح لالبس فيها منح الشرعية الدولية للإرهاب
والاعتراف به رسميا، لأن هذا الجهاز قد ثبت رسميا تورطه في ممارسة العمليات والنشاطات
الارهابية والتورط فيها ولاسيما إذا ماأخذنا العملية الارهابية التي قاده الحرسي أسدالله
أسدي من أجل تفجير التجمع السنوي للمقاومة الايرانية في باريس عام 2018، الى جانب المئات
من العمليات والنشاطات الارهابية بالاضافة الى ثبوت الإرتباط والتعاون والتنسيق بين
هذا الجهاز وبين التنظيمات الارهابية المختلفة نظير القاعدة وداعش الميليشيات التابعة
له في بلدان المنطقة، وإن إخراجه من هذه القائمة ستجعل من مسألة قائمة الارهاب لامعنى
لها وفارغة من الاساس لأن حرس النظام هو أخطر جهاز إرهابي في العالم کله ولايمکن ليس
إخراجه من القائمة بل وحتى التفکير في ذلك.
وقالت المعارضة
الايرانية إن الضربة الكبيرة والمٶلمة جدا التي تلقاها هذا النظام بإدراج حرسه الاجرامي
ضمن قائمة الارهاب جعلته يعاني الامرين من جراء ذلك ولاسيما وإن إعتماد وثقة النظام
مطلقة بهذا الجهاز بالاضافة الى إنه”أي النظام” قد أطلق يد هذا الجهاز في کل المجالات
ولاسيما في المجال الاقتصادي الذي صار مهيمنا عليه، کما إنه إضافة على إشرافه على الممارسات
القمعية الاجرامية ضد الشعب الايراني في الداخل فإنه يقوم أيضا بالاشرف على توجيه أذرعه
الارهابية في العراق ولبنان وسوريا واليمن، والتي صار العالم کله يعرف بأنها أذرع إرهابية
لنظام الملالي ومن هنا فإن إخراج هذا الجهاز من قائمة الارهاب تعني بمثابة إعتذار عالمي
من نظام الملالي وإعتراف بالخطأ لإدراج أکبر جهاز للإرهاب في قائمة الارهاب!!