المغرب وفنلندا يتبادلان الخبرة في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف

الخميس 28/أبريل/2022 - 05:55 ص
طباعة المغرب وفنلندا يتبادلان حسام الحداد
 
تبادل المغرب وفنلندا تجربتهما في منع ومكافحة التطرف، في جزء من حلقة نقاش عقدت، الأربعاء في هلسنكي، تحت شعار: "معالجة تجارب المغرب وفنلندا في مكافحة الإرهاب".
الحدث، الذي استضافته سفارة المغرب في هلسنكي، كان يهدف إلى استكشاف التفاعلات الممكنة بين نهجين مختلفين يتطوران في سياق اقتصادي وأمني عالمي متغير بعمق.
 وقالت بايفي كيرامو، سفيرة التعاون ضد الإرهاب بوزارة الخارجية الفنلندية: "لمكافحة الإرهاب بشكل فعال، فإن التعاون الدولي ضروري، بما في ذلك مع المملكة المغربية".
وشددت على الأهمية التي توليها بلادها "للتعاون الفعال متعدد الأطراف" في هذا المجال، وأشادت المسؤول الفنلندي "بالتزام المغرب وعمله على مستوى المنظمات الدولية حيث دوره معروف ومعترف به".
وفي معرض حديثه عن استراتيجية المملكة لمنع الإرهاب ومحاربة التطرف ، قال سفير المغرب لدى فنلندا محمد أشجالو إنه بفضل تأثير استراتيجية المملكة متعددة الأبعاد، فإن التراب الوطني عبر حدودها آمن تمامًا ومستقر وجاهز للترحيب. المستثمرون والسياح الفنلنديون في أي وقت ".
وفي هذا السياق الإيجابي، سلط الدبلوماسي المغربي الضوء على السياسة الحكيمة للملك محمد السادس التي حولت المغرب إلى ملاذ سلام واستقرار يمتد إلى ما وراء التراب الوطني ليكون مكسبا رئيسيا للأمن الإقليمي والأوروبي.
وفي كلمته أمام جمهور من رجال الأعمال والخبراء وكبار المسؤولين الفنلنديين، أوضح الدبلوماسي المغربي الركائز الأساسية لسياسة المغرب في مجال الوقاية من الإرهاب ومكافحته وأهميته في تأمين ، وفي الوقت نفسه ، الحفاظ على الجاذبية الاقتصادية والسياحية للبلاد وتحسينها.
وأضاف "في حين أن النهج الأمني الشامل كان في صميم المفهوم التقليدي لمكافحة الإرهاب في البلدان المجاورة، فإن خيارات المغرب لتنفيذ استراتيجيته المتعددة الأبعاد كانت دائمًا تتماشى مع مبادئ الحكم الرشيد وسيادة القانون" 
ولهذا السبب، فإن "النهج المغربي لتعبئة جهد جماعي، والسلطات العامة، والمجتمع المدني والمواطنين، لم يتوقف منذ بدايته للتكيف والتأكيد على أهميته في بيئة إقليمية مضطربة بشكل خاص".
وبشأن التعاون، وهو الموضوع الرئيسي لهذا الاجتماع، سلط أشغالو الضوء على التزام السلطات المغربية الراسخ بشراكات مثمرة حالت دون وقوع العديد من المآسي في العالم بفضل يقظة ومهنية مختلف الأجهزة الأمنية في المملكة.
وقال الدبلوماسي إن هذا الالتزام الثابت ينعكس في التعبئة الشاملة ضد الإرهاب والتطرف والجريمة المنظمة.
وحذر من أن "هذه ظواهر عابرة للحدود ومترابطة ولا يمكن التنبؤ بها وتنطوي على تحالفات خطيرة بين الجماعات الانفصالية التي تحميها وتعززها بعض الدول في منطقتنا ... هذه الجهات الفاعلة نفسها ترفض بعناد التعاون وبالتالي تهدد الأمن الإقليمي والدولي".
يتجلى البعد الجنوبي-الجنوبي لالتزام المغرب الدولي، بحسب السفير المغربي، في إنشاء مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في عام 2015، والتي تنسجم مع الثوابت المغربية من حيث الإيمان والعقيدة، والقيم التي يعمل المغرب على مكافحة التطرف الديني في إفريقيا.
واستشهد بمثال مكتب برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب والتدريب في إفريقيا (UNOCT) الذي عُهد بمقره إلى المغرب في عام 2021، شدد أشغالو على أنه "من خلال هذا القرار الاستراتيجي، يعترف مجتمع الأمم بالدور الدولي للمغرب في مكافحة الإرهاب وتعزز بالتالي العديد من المبادرات المشتركة الأخرى مثل المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب (GCTF) أو التحالف الدولي ضد داعش.
وتطرق الديبلوماسي إلى البعد الديني مؤكداً أن "وصية المؤمنين تضمن الحفاظ على السلام الروحي للمواطنين وهو أمر مفقود في كثير من البلدان الأخرى".
وأضاف أنها "سمة أساسية للهوية الوطنية المغربية لأنها تحافظ على ثوابت الإسلام المفتوح الذي يمارس في مجتمع متسامح بطبيعته ويحمي بالإنسانية حرية ممارسة الأديان".

شارك