توتر الوضع في باكستان .. عمران خان يهدد بالزحف نحو "إسلام آباد"

الثلاثاء 24/مايو/2022 - 01:19 م
طباعة توتر الوضع في باكستان أميرة الشريف
 
في ظل حالة التوتر التي تشهدها باكستان، قتل شرطي باكستاني، خلال مداهمات أطلقتها الشرطة اليوم ضد أنصار رئيس الوزراء السابق عمران خان، في محاولة لإحباط مظاهرة تهدف للدعوة لإجراء انتخابات مبكرة.
ودعا رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان، أنصاره إلى مسيرة لإسلام آباد غدا الأربعاء ، للضغط من أجل انتخابات جديدة.
وقال عمران خان، بعد جلسة لقادة من حزبه "تحرير إنصاف" في مدينة بيشاور الشمالية الغربية، إن هذه المسيرة تعتبر بمثابة خطوة لحماية سيادة البلاد، وأن التصويت الذي أطاح به كان مؤامرة نظمتها الولايات المتحدة، حسب قوله.
وأضاف خان أمام حشد ضم عشرات الآلاف بمدينة لاهور في شرق باكستان وهو ثالث تجمع عام ضخم منذ فقد السلطة لزيادة الضغط على الحكومة الجديدة "أيا كان من ارتكب خطأ، فهناك طريقة واحدة لتصحيحه وهي إجراء الانتخابات في أسرع وقت ممكن".
وطلب خان من مؤيديه الاستعداد لتلبية دعوته للزحف نحو إسلام آباد إذا تأخرت الاستجابة لطلبه بانتخابات مبكرة، وقال "انتظروا ندائي".
وناشد عمران خان، السلطات في بلاده، عدم معارضة المسيرة التي ستكتسب قوة خارج إسلام آباد قبل التوجه إلى وسط المدينة.. وأن أنصاره سيبقون هناك حتى حل البرلمان والدعوة لانتخابات جديدة.
واتهم حزب المعارضة الرئيسي، الذي يقوده خان، الشرطة باعتقال المئات من أنصاره في مداهمات بدأت في وقت مبكر من صباح اليوم، حيث قتل شرطي خلال إحدى المداهمات عندما فتح أحد مؤيدي رئيس الوزراء السابق النار على قوات الشرطة.
وقال الحزب إن عملية الشرطة كانت محاولة لإحباط مظاهرة لأنصار الحزب تهدف إلى إجبار الحكومة الباكستانية الجديدة على الدعوة لإجراء انتخابات مبكرة.
وعززت السلطات الإجراءات الأمنية في العاصمة إسلام آباد ونشرت المزيد من قوات الجيش والقوات شبه العسكرية. 
ووضعت حاويات شحن كبيرة على طريق رئيسي يؤدي إلى مبنى البرلمان، لمنع أنصار خان من الاقتراب منه وتنظيم اعتصام هناك.
يذكر أنه تم الإطاحة برئيس الوزراء السابق في تصويت بحجب الثقة في البرلمان على يد تحالف من الأحزاب السياسية الرئيسية، عقب شغله المنصب لأكثر من ثلاثة أعوام ونصف العام.
وكان لاعب الكريكت السابق الذي تحول إلى السياسة قد اتهم الولايات المتحدة بالعمل على إسقاطه وهو زعم تنفيه واشنطن. واختلف مؤخرا مع الجيش بشأن تعيين رئيس المخابرات.
وشكل رئيس الوزراء الجديد شهباز شريف يوم الثلاثاء حكومة ائتلافية ضمت أحزابا معارضة كانت متنافسة في السابق قبل أن تتحد للإطاحة بخان.
واستقال خان مع أكثر من 100 مشرع بالبرلمان ينتمون لحزبه بعد خسارته تصويتا بحجب الثقة دعت إليه المعارضة التي اتهمته بسوء إدارة الاقتصاد والحكم والعلاقات الخارجية.
وفي سياق أخر، أفرجت سلطات مكافحة الفساد في باكستان، عن وزيرة حقوق الإنسان السابقة في البلاد شيرين مزاري، التي اعتقلت لساعات بعد اتهامات لها بالاستحواذ بشكل غير قانوني على أراض في إقليم البنجاب الشمالي الشرقي.
وجاء اعتقال الوزيرة على خلفية تهمة فساد تستعد الحكومة الحالية لتوجيهها ضدها، وظهر مقطع فيديو متداول قيل إنه للحظة اعتقال الوزيرة الباكستانية السابقة.
واعتقلت مزاري، العضوة البارزة في حزب "تحريك إنصاف" (حركة العدالة) الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق عمران خان، خارج مقر إقامتها في العاصمة إسلام آباد.
وقالت الشرطة المحلية، في بيان، إن مزاري تواجه اتهامات بالاستحواذ بشكل غير قانوني على أراضٍ في منطقتها الأصلية راجانبور التابعة لإقليم البنجاب شمال شرقي البلاد.
وفي مارس الماضي، بدأ التحقيق بقضية مزاري، التي رفعت بشكل رسمي بتاريخ 11 أبريل الماضي.
وانتقدت مزاري، ولا سيما عبر وسائل التواصل الاجتماعي، الجيش الباكستاني مرارًا منذ الإطاحة بحكومة خان، وتتهم مزاري القيادة العسكرية في باكستان بالتورط في تغيير حكومة عمران خان.
من جهته، أدان خان "اختطاف مزاري بعنف من خارج منزلها"، وكتب في تغريدة عبر تويتر، أن "شيرين قوية ولا تعرف الخوف، إذا اعتقدت الحكومة أنها تستطيع إجبارها بهذه الفاشية، فقد أخطؤوا في الحسابات".
كما اتهم خان الحكومة الائتلافية بقيادة رئيس الوزراء شهباز شريف بمحاولة خلق "فوضى لتفادي خوض الانتخابات".
وبعد ساعات من اعتقالها، أمر رئيس وزراء البنجاب حمزة شهباز نجل رئيس الوزراء شريف بالإفراج عنها.
من جهته، قال مالك أحمد خان المتحدث باسم حكومة البنجاب للصحفيين إن الحكومة لا علاقة لها باعتقال مزاري، مؤكدا أن ذلك على صلة بتحقيق جار.

شارك