حرب الوكالة في سوريا.. الضربات الإسرائيلية في مواجهة نفوذ إيران
الثلاثاء 24/مايو/2022 - 02:36 م
طباعة
علي رجب
كشفت معدلات الاستهداف الاسرائيلي لمواقع عسكرية تابعة لإيران في سوريا عن مدى تعاظم نفوذ الميليشيات الايرانية وذلك في التنافس الروسي الايراني داخل الاراضي السورية، وغياب كبير للقرار السوري فيما يجرى على الأرض.
وأوضحت الضربات العسكرية الأخيرة أن سوريا تعاني من تسلط ونفوذ ميليشيات ايران في الداخل السوري، مع وقوع اشتباكات بين الجيش الأردني وميليشيات ايرانية على الحدود الاردنية السورية، والتي كانت تحاول تهريب مواد مخدرة عبر الحدود الأردنية إلى دول الخليج.
ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان تنفيذ اسرائيل نحو 13 عملية عسكرية ضد أهداف ايرانية في الداخل السوري منذ يناير 2022.
وأوضح المرصد ان الهجوم الأخير، ليل الاثنين 23 مايو، الذي استهدف ميليشيات ومخازن الاسلحة التابعة للميليشيات الإيرانية في محيط العاصمة دمشق، ادت الى مقتل مجند في الجيش السوري.
الاستهداف الاسرائيلي الأخير جاء بعد وجود معلومات عن وصول طائرة إيرانية تحمل 150 ضابطاً من الحرس الثوري الإيراني وشحنات أسلحة إلى مطار دمشق الدولي، والكشف عن ادارة رضا هاشم صفي الدين، نجل رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله اللبناني هاشم صفي الدين، وصهر قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني( قتل في غارة أمريكية 20 يناير 2020) لعمليات نقل الأسحلة الإيرانية من طهران إلى حزب الله اللبناني.
الشحنات العسكرية الايرانية تتضمن طائرات مسيّرة وصواريخ متوسطة وقصيرة المدى ومنظومات دفاع جوي ورادارات، وأجهزة تشويش.
الهجوم كان سبقه هجوم استهداف مواقع عسكرية ومستودعات لميليشيات إيران بمحيط العاصمة دمشق، يوم 20 مايو 2022، حيث سمع دوي انفجارات عنيفة في الساحل السوري ومنطقة مصياف بريف حماة والمنطقة الوسطى من سوريا، مما اسفر عن مقتل واصابة 7 ضباط من طواقم “الدفاعات الجوية” السورية.
كذبك يعد هجوم 27 أبريل، أعنف هجوم منسوب لإسرائيل في الأشهر الأخيرة ضد مواقع ايرانية في سوريا، وأسفر عن مقتل 9 أشخاص وإصابة العشرات.
وتعد منطقة السيدة زينب في دمشق والبوكمال في شرق سوريا على الحدود العراقية، مناطق نفوذ إيرانية ، حيث تتمركز بها الميليشيات الإيرانية.
الاوضاع على الأراضي السورية تكشف عن تعاظم نفوذ الميليشيات الإيرانية في الداخل السوري، وسيطرتها على الاوضاع، مع تغييب الدور الفعلي للجيش السوري.
وسبق أن حاول الحرس الثوري استخدام ميناء اللاذقية على البحر المتوسط، لإيصال شحنات أسلحة إلى سورية، إلا أن الطيران الإسرائيلي استهدف هذا الميناء مرتين خلال الشهر الأخير من العام الماضي.
واتخذ الإيرانيون من مقرات الفرق العسكرية التابعة لقوات للنظام أماكن تمركز للضباط والخبراء الإيرانيين، خصوصاً الفرقة الأولى في منطقة الكسوة، والتي شملتها العقوبات الأميركية وفق "قانون قيصر".
وتعد الفرقة الأولى من أقدم الفرق العسكرية في جيش النظام السوري، بسبب قربها من العاصمة دمشق. وأدت هذه الفرقة دوراً رئيسياً في أغلب الانقلابات العسكرية التي جرت في سورية بين عامي 1949 و1963.
فخلال الأعوام الماضية، شنّت إسرائيل مئات الضربات الجوّية في سوريا طالت مواقع للجيش السوري وأهدافًا إيرانيّة وأخرى لحزب الله اللبناني.
ونادرا ما تؤكّد إسرائيل تنفيذ ضربات في سوريا، لكنّها تكرّر أنّها ستواصل تصدّيها لما تصفها بمحاولات إيران لترسيخ وجودها العسكري في سوريا.