مأمون الهضيبي المرشد السادس لجماعة الإخوان
الأربعاء 27/نوفمبر/2024 - 10:30 ص
طباعة
محمد مأمون الهضيبي
حسام الحداد
من هو محمد مأمون؟
محمد مأمون حسن إسماعيل الهضيبي (28 مايو 1921 - 9 يناير 2004م) المرشد السادس لجماعة الإخوان المسلمين وهو نجل المستشار حسن الهضيبي ثاني مرشد لجماعة الإخوان المسلمون الذي تولى هذا المنصب من عام 1950 إلى عام 1973.
التحق «الهضيبي» بكلية الحقوق بجامعة فؤاد الأول، وتم تعيينه وكيلًا للنيابة وتدرج في السلك القضائي حتى أصبح رئيسًا لمحكمة النقض التي رأسها والده من قبل.
انضمامه للإخوان
انضم للإخوان وكان يهتم بالعمل السياسي العلني باعتبار منصبه القانوني، وتم إقالته من منصبه القضائي عقب اعتقاله عام 1965 اثناء حضوره اجتماعًا للجماعة مع والده، وتم تقديمه للمحكمة العسكرية وصدر ضده حكم بالحبس لمدة عام واحد، ثم تجدد اعتقاله 5 سنوات أخرى، إلى أن أصدر السادات قرارًا بالإفراج عنه مع عدد كبير من قيادات الاخوان عام 1971.
متحدث باسم الجماعة
تمت إعادته الى السلك القضائي من جديد بعد أن برئت ساحته عقب الإفراج عنه ليصبح رئيسًا لمحكمة استئناف القاهرة إلى أن احيل للمعاش، وحتى وفاة والده عام 1973 لم يتقلد مأمون الهضيبي مناصب قيادية داخل الجماعة، وبعد خروجه في سن المعاش عام 1977 سافر الى السعودية حيث عمل مستشارًا لوزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبد العزيز، ليعود الى مصر في عام 1986 ليبدأ نشاطه الفعلي داخل الجماعة عندما ترشح للانتخابات البرلمانية عام 1987 بدائرة الدقي بمحافظة الجيزة، ليصبح «الهضيبي» منذ ذلك الحين المتحدث الرسمي باسم جماعة الاخوان.
بيعة المقابر
أثار «الهضيبي» جدلًا خلال مشواره مع الجماعة متحدثًا رسميًا لها، وحتى تقلده لمنصب المرشد، بدأت عندما أحدث أزمة داخل جماعة الاخوان في «بيعة المقابر» حينما اعلن «الهضيبي» رسميًا تنصيب مصطفى مشهور مرشدًا للجماعة بعد دقائق من دفن سلفه «حامد أبو النصر»، لينهي مرحلة من الجدل تشير الى تنازعه مع مشهور على المنصب، بالمخالفة لقواعد اختيار المرشد، التي يحددها النظام العام للجماعة «اللائحة التنظيمية الداخلية للجماعة».
الإرهاب والجهاز السرى
وفى فيديو نادر قال الهضيبى عام 1992 فى لقاء بمعرض القاهرة الدولى: «لما نقول عن الإرهاب والجهاز السري فنحن نفخر ونتقرب إلى الله به».
مناصرة حزب الله
وفى سؤال موجه له على إحدى الفضائيات عن رأيه في من يفتون بحرمة مناصرة حزب الله والدعاء له، وإثارة خلافات مذهبية، قال الهضيبي: «هذا شيء عجيب من أول يوم وأنا دعوت إلى نصرة حزب الله ومبدأ الإخوان السلمين أننا أمة واحدة نعبد رب واحد ولنا قرأن واحد ورسول واحد وقبلة واحدة، هذه المذاهب الإسلامية سنة وشيعة نسيج واحد من الأمة وقد أصدرت بيانًا وضحت فيه موقف الإخوان من هذه القضايا التافهة التى يثيرها بعض الناس الذين لا يفهمون الإسلام كما يجب وهذا منهج الاخوان المسلمين منذ حسن البنا».
الذهنية الإخوانية:
تتضح الذهنية الإخوانية للمأمون الهضيبي من خلال رده على سؤال وجه له في لقاء تليفزيوني على قناة الجزيرة مباشر وكان الحوار التالي:
"ما ردكم على الاتهامات التي توجه إليكم بأنكم خلطتم بين كونكم جماعة دينية وحزبا سياسيا وأن أفكاركم أفكار عامة تنقصها آليات التطبيق؟
”شيء طبيعي في دعوة تضم ملايين البشر أن تحدث على مر السنين بعض الاختلافات وأن يترك البعض الجماعة ويجعل لنفسه منهجا خاصا ومحاولة تجسيم ذلك بأنه انشقاقات خطيرة زعم واضح عدم صحته”
هذا الادعاء الذي تضمنه السؤال هو محاولة يائسة لأعداء الإسلام أشهروها في وجه دعوة الإخوان المسلمين منذ سبعين سنة وسبق الرد عليها تفصيلا، ومن البديهيات التي يعرفها المسلم أن شريعة الإسلام جزء لا يتجزأ من العقيدة ومن الأخلاقيات الإسلامية، وهي أساس كل المعاملات الإسلامية وحياة الفرد والأسرة والجماعة والدولة وعلاقة الحاكم بالمحكوم، وكل النظام الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، بل وعلاقة الدولة بغيرها من الدول والإسلام كما أعلنا ذلك كثيرا أن الإسلام دين ودولة، مصحف وسيف، وإن كان البعض يزعم أن هذا خلط إلا أن هذا هو الإسلام كما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم المرسلين ولا يؤمن أحد إيمانا حقيقيا بالله وبدين الإسلام إلا إذا كان مطمئن القلب وعلى يقين من صحة ذلك".
يتضح من رد المأمون الهضيبي رسوخ قاعدتين في الذهنية الإخوانية:
1- أن أي هجوم على الجماعة من أي شخص حتى لو كان فصيلًا من فصائل التيار الإسلامي هو هجوم على الإسلام، ومن يقوم به عدو للإسلام، وهذا ما يتضح جليا في نص الحوار " هذا الادعاء الذي تضمنه السؤال هو محاولة يائسة لأعداء الإسلام أشهروها في وجه دعوة الإخوان المسلمين"
2- شرط الإيمان لدى الجماعة هو الإيمان بالجماعة، ومقولاتها وفهمها للإسلام دون فهم غيره، فكل ما هو خارج الجماعة ليس بمسلم وأي إيمان يبعد عن معتقدات الجماعة هو ليس من الإسلام في شيء، وهذا ما ينص عليه الهضيبي الابن "ولا يؤمن أحد إيمانا حقيقيا بالله وبدين الإسلام إلا إذا كان مطمئن القلب وعلى يقين من صحة ذلك."
مؤلفاته:
وللمستشار المأمون كتابات عدة منها: "الإخوان المسلمون 60 قضية ساخنة"، الصادر عن دار التوزيع والنشر الإسلامية 1998م، ويوضح فيه: ما هو موقف الإخوان المسلمين من القوى والتيارات الإسلامية الموجودة على الساحة سواء تلك التي تتبنى العنف أم تلك التي لا تتبنى السياسة، وماذا عن تجربة النقابات المهنية؟ وماذا عن شعار "الإسلام هو الحل"؟ وما هي رؤية الإخوان المسلمين عن الأقباط وقضايا العالم الإسلامي؟ وماذا عن الانشقاقات التي حدثت داخل الجماعة؟