بعد صراع مقاتليها المحليين والاجانب.. هل تتآكل "داعش" من الداخل؟!

الأحد 30/نوفمبر/2014 - 06:28 م
طباعة بعد صراع مقاتليها
 
فيما يبدو أن تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" يعاني من صراع داخلي يهدد التنظيم يتآكل من الداخل وليس من الأعداء الخارجيين، وسط أنباء عن مقتل العشرات من مقاتلي "داعش"في صراع بين العناصر المحلية والأجنبية.

صراع داخلي:

صراع داخلي:
أفاد شهود عيان شمال غرب الموصل بأن أكثر من 30 عنصراً من "داعش" قتلوا وأصيب آخرون باندلاع اشتباكات عنيفة بين عناصر التنظيم العراقيين وبين عناصره من الأجانب.
ووفقا لتقارير إعلامية شهد تنظيم "داعش" صراعاً كبيراً بين عناصر التنظيم المتشدد المحليين والأجانب؛ بسبب الغنائم والألقاب والاتهامات المتبادلة بالخيانة في إعطاء الإحداثيات لسلاح جو التحالف والعراقي على حد سواء".
وقد تعرضت معاقل تنظيم "داعش" حتى السرية منها لقصف عنيف من قبل طائرات التحالف الدولي على مدى الأسابيع القليلة الماضية، وقتل عدد كبير من قيادات التنظيم في المنطقة؛ مما دفع العناصر الأجنبية باتهام المقاتلين المحليين بالخيانة والتعاون مع المخابرات العراقية والدولية.
وازدادت في الأيام القليلة الماضية حالات الإعدامات بين صفوف عناصر تنظيم "داعش" باتهام بعضهم البعض بالخيانة، وقد رصد التنظيم مبلغ خمسة آلاف دولار لكل من يدلي على من وصفهم "بالجواسيس" لصالح التحاف الدولية.

تنامي الظاهرة:

تنامي الظاهرة:
كشفت الأجهزة الأمنية في محافظة ديالي عن تنامي الصراعات الداخلية بين قادة تنظيم داعش داخل المحافظة، مؤكدة ارتفاع الإحباط النفسي لعناصر التنظيم، بعد قطع أغلب طرق الإمداد الرئيسية ومحاصرته من عدة جهات، وفيما أكد مصدر أمني حدوث انقلابات حمراء داخل التنظيم في ثلاثة مواقع- جدد خبراء في الشأن الأمني دعوتهم لاستغلال حالات ضعف التنظيم لتحرير ما تبقى من المناطق.
ورصد قائد شرطة محافظة ديالي الفريق الركن جميل الشمري، ظاهرة الصراعات الداخلية بين صفوف "داعش" قائلا: إن "تنظيم داعش يعاني من صراعات داخلية متفاقمة في المناطق التي ينتشر بها في ديالي، ناجمة عن بروز قيادات محلية تحاول أخذ دور القيادات الوافدة من خارج البلاد، والتي تمسك أغلبها بزمام القيادة ضمن هيكلية التنظيم".
ويضيف  الشمري أن "عناصر داعش يعانون من تنامي الإحباط النفسي بعد قطع أغلب طرق الإمداد الرئيسية ومحاصرته ضمن معاقله من عدة جهات، إضافة إلى خسارته الكثير من المواقع بفعل الضربات النوعية للقوى الأمنية خاصة في الأسابيع الماضية؛ ما أسهم في تحرير أجزاء واسعة من حوض حمرين والعظيم".
ويؤكد على أن "وجود داعش في المحافظة سينتهي قريبا بفعل الضربات النوعية للقوى الأمنية؛ خاصة بعد استكمال خطط تحرير ما تبقى من المناطق"، مبينا أن "أهالي المناطق الساخنة يقدمون معلومات غزيرة عن أنشطة التنظيم؛ ما ساعد على شن عمليات نوعية أفقدت داعش توازنها بعد خسارتها قيادات ميدانية بارزة من خلال كمائن منظمة".

العناصر الأجنبية:

العناصر الأجنبية:
يضم تنظيم  (داعش) عددا كبيرا من المقاتلين الأجانب؛ الذين يشكلون جزءاً مهماً من قيادات التنظيم في سوريا والعراق.
وبحسب تقرير شامل لـمركز "سوفان غروب" للدراسات الاستراتيجية ومقره نيويورك - بعنوان "المقاتلين الأجانب في سوريا"، أشرف على تحضيره الدبلوماسي ورجل الاستخبارات البريطاني السابق "ريتشارد باريت" - فإن عدد المقاتلين الأجانب الذين دخلوا سوريا خلال السنوات الثلاثة الماضية؛ تجاوز الـ 12000 مقاتل، كما أوضح التقرير أن هذا العدد تجاوزعدد الذين وفدوا إلى أفغانستان؛ خلال فترة احتلالها من قبل الاتحاد السوفيتي الذي استمر 10 سنوات.
وأوضح التقرير أن المقاتلين يأتون من 81 دولة، من القارات الخمس، وأن العدد الأكبر من منتسبي التنظيم يأتون من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ووفق معلومات حصل عليها القائمون على التقرير من وحدات الأمن من بعض الدول؛ فإن تونسيي الجنسية يتصدرون عدد المقاتلين الأجانب بـ 3000، يليهم السعوديون بـ 3 آلاف، ثم المغاربة بـ 1500، والجزائريون بـ 200 مقاتل، أما المقاتلون من الجنسيات غير العربية فهم كالتالي: من فرنسا 700، ومن بريطانيا 400، ومن روسيا الاتحادية 800، ومن تركيا 400، ومن أستراليا 150، ومن الدانمارك 100، ومن الولايات المتحدة والدانمارك 70.
ويعد أبو عمر الشيشاني، القائد الكبير في سوريا- أبرز الأجانب الذين يديرون التنظيم، ولد الشيشاني في جورجيا عام 1986 ووصف بأنه القائد العسكري للدولة الإسلامية في سوريا.. قاد هجوما للاستيلاء على مساحة كبيرة من الأرض تمتد حتى الحدود العراقية.
ويظهر الشيشاني باستمرار في ميدان المعركة وتم تصويره وهو يتسلم عربات عسكرية تم الاستيلاء عليها في العراق ونقلت الى سوريا.
وفقا لمجموعة "صوفان"، فإن دولة "داعش" المدنية تدار عبر 6 مجالس، وهي "المجلس الإقليمي" و"المجلس العسكري" و"مجلس الأمن والاستخبارات" و"مجلس الشئون الدينية" و"مجلس الشئون المالية" و"مجلس الإعلام والدعاية".

المشهد الآن:

المشهد الآن:
في سعي «داعش» يوما بعد يوم للتركيز بشكل جدي على إقامة دولة، ونجاحه في مواجهة خصومه الآخرين كجبهة "النصرة" و"أحرار الشام" و"الجبهة الإسلامية" و"الجيش الحر" وغيرها من الجماعات المسلحة في سوريا- يبقي الخطر الأكبر علي تنظيم "داعش" هو الصراع الداخلي، فالتنظيم يضم الآلاف من العناصر الأجنبية التي تنطوي تحت رايته، وإذا تصاعدت حدة الصراع بين أركانه فإنه سينهار لا محالة، فهل مقتل 30 عنصرا من التنظيم  في "خناقة" بين العناصر المحلية والأجنبية يؤدي إلى تآكل "داعش" من الداخل؟

شارك