جبهة واحدة لدول شمال افريقيا.. لمواجهة "تنسيق" الجماعات الارهابية
الأربعاء 03/ديسمبر/2014 - 10:19 م
طباعة
منذ الاعلان عن معركة الكرامة ضد التنظيمات الارهابية التكفيرية الليبية المسلحة في 16 مايو 2014. والتي يقوم بها ما يعرف بالجيش الوطني الليبي بقيادة اللواء خليفة حفتر وهناك مساندة شعبية كبيرة خاصة ليس فقط لإعادة الأمن والاستقرار إلى ليبيا المهددة بالتفكك بعد ثورة 17 فبراير. كما حظيت الدعوة لمحاربة التنظيمات الأرهابية بدعم من قبل دول الجوار خاصة مصر والجزائر وتونس ومالي وتشاد علماً بأن هذه التنظيمات الأرهابية ونظيرتها في دول الجوار قد عقدت في ديسمبر 2013 تحت إشراف تنظيم أنصار الشريعة أجتماعاً سرياً في بنغازي كشفت عنه صحيفة "فيلت إم سونتاغ الألمانية" مع ممثلين عن تنظيمات أنصار الشريعة في كل من ليبيا وتونس والمغرب ومصر وممثلين جزائرين عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي" بهدف وضع خطة قتال ومعارك جديدة في المنطقة مع توسيع جبهة القتال لأقصى مدى ممكن. ووضع ما سموه بالاستراتيجيات المشتركة للعمليات الجهادية والتصدي لما وصفوه بالحكومات الكافرة في مصر وتونس والجزائر. ووضع استراتيجيات جديدة في تجنيد أعضاء جدد للجماعات الإرهابية من الشباب المتعاطفين مع التيارات الاسلامية خصوصاً أولئك الغاضبين من الاطاحة بحكم الأخوان في مصر. حيث ذكرت صحيفة تليغراف في 14 فبراير 2013 أنها عثرت في مدينة تمبكفو الواقعة شمال مالي على وثيقة سرية باللغة العربية تكشف عن أن تنظيم القاعدة في شمال أفريقيا خطط بقيادة عمليات العنف بمنطقة شمال أفريقيا. واعادة رسم الانتشار، كما عقد اجتماعاً آخر لهذا الغرض في أنقرة في 25 يناير الماضي بين مدير المخابرات القطري «غانم الكبسي» ومدير المخابرات التركية «جافان مادان» وهذا ما أكده ضابط بالجيش اللبناني «عبدالرحمن الجهمي» الذي قال أن تلك التنظيمات تسعى لتكوين ميليشيات في شرق ليبيا لمواجهة الجيش المصري تحت مسمى بالجيش المصري الحر وخاصة أن عدة آلاف من المصريين انضموا إليها. وحسب التقارير السيادية الخارجة من القاهرة والتي تؤكد أن التنظيمات الجهادية والتي تشن حرباً ضد الجيش المصري بسيناء عبر تعاون فروع تنظيم القاعدة في ليبيا بنظيرتها في مصر وتونس في نقل الأسلحة والذخائر عبر الحدود المصرية الليبية وصولاً إلى قطاع غزة وذلك ما تؤكده العمليات الارهابية وعمليات تهريب السلاح التي تحدث في مصر وليبيا المتورط فيها عناصر هذه الجماعات الأرهابية. وتحديداً بمحافظات سيناء والدقهلية والشرقية والاسكندرية وأن أشهر هذه التنظيمات المصرية "الجهاد والتوحيد" . "أنصار بيت المقدس" أنصار الجهاد" "السلفية الجهادية" وكتائب انصار الشريعة في ارض الكنانة"، "جند الله" و"أجناد مصر" والتي تركز عملياتها على رجال الشرطة والجيش والمرافق الحكومية [سكك حديد – مترو – ابراج كهرباء – محطات كهرباء – خطوط غاز - ...الخ] كما تركز في اسلوب عملياتها على الاغتيالات والتفجيرات. والمؤكد أن هذه التنظيمات كانت تحظى بمباركة من حكومة الاخوان وبناءاً على أتفاق بين مرسي والظواهري بناء على طلب الأخير في واحدة من المكالمات الهاتفية الاربع التي أجراها الطرفان في أوقات مختلفة وتم رصدها عبر أجهزة الأمن القومي.
وقد أثبت الكشف عن خلية مدينة نصر وخلية تفجير السفارات الأجنبية والمتهم فيها الكردي داود الأسدي مسئول تنظيم القاعدة بقرب سيا، ومحمد جمال عبده، الحارس الشخصي لبن لادن، وطارق طه ابوالعزم ضابط سلاح المشاه المصري والذي شارك في تفجير السفارة الامريكية في ليبيا كما ضمت الخليه على محمد سعيد الميرغني والضابط المستقيل من الجيش رامي سيد الملاح وهاني محمد حسن منونة راشد والذي ضبط في أحد الأكمنه بمحافظة مطروح وهو حلقة الوصل بين المتهمين في القاهرة وآخرين في مطروح وهو مسئول عملية نقل السلاح من مطروح إلى القاهرة وشمال سيناء، وكذا الأعترافات التي أدلى بها محمد جمال (أبو أحمد)، المتهم بالأشتراك في الهجوم على القنصلية الأمريكية في بني غازي الذي أدى لمقتل السفير الأمريكي في سبتمبر 2012 حيث أعترف أمام نيابة أمن الدولة العليا المصرية من أنهم استجلبوا صواريخ وأموالا من ليبيا، ولقد كشفت أجهزة الأمن المصرية عن وجود معسكرات لتدريب الجهاديين بالقرب من مطروح، والقبض على أبوعبيدة، القائد السابق لغرفة ثوار ليبيا بتهمة الضلوع في الهجوم على كمين بني سويف وتم الافراج عنه في صفقة الأفراج عن السائقين المصريين اللذين احتجزتهم جماعة أنصار الشريعة الارهابية في منطقة بنغازي. كما تم إقامة معسكرات تدريب بالقرب من درنة شرق ليبيا لتدريب شباب الأخوان على العمليات العسكرية واستخدام السلاح والانطلاق في العمق المصري لتنفيذ عمليات تهريب السلاح وعمليات إرهابية مخططة ضد قوات الجيش والشرطة. وتمكن ما يعرف بتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب" من تجنيد 15 ألف ارهابي في صفوفه في الجزائر وموريتانيا ومالي وليبيا والصحراء المغربية وتونس وهم يقاتلون في المعارك الدائرة في ليبيا الأن إلا أن بضعة الاف من المصريين كان يقودهم ثروت صلاح شحاته والذي قبض عليه بعد توجهه لمصر أثناء تجنيده لبعض الأفراد للسفر إلى معسكرات التدريب في شرق ليبيا والمعروف بأنه أحد كوادر تنظيم "الجهاد المصري" وحالياً يقوم بدورة أخذ قيادات تنظيم الجهاد المصري أحمد سلامة مبروك مسئول التدريب في هذه المعسكرات. ووصل شحاته إلى ليبيا في اكتوبر 2012 بعد انتهاء العقوبة التي صدرت بحقه في تركيا بتهمة دخول الاراضي التركية بدون الحصول على تأشيره قادماً من إيران التي امضى فيها عدة سنوات بعد سقوط حكم طالبان في افغانستان، وقد تم التنسيق معه لنقل الأسلحة والذخائر عبر الحدود الليبية المصرية وصولاً إلى قطاع غزة بالتعاون مع الجماعات المرتبطة بالقاعدة كتنظيم الجيش الاسلامي بقيادة مختار دغمش. وتعتبر لحدود الليبية المصرية ممراً رئيسياً للأسلحة والذخائر وإقامة معسكرات التدريب حيث رصدت المخابرات العامة المصرية معسكرات تابعة لحماس لتدريب شباب الأخوان على العمليات العسكرية واستخدام السلاح.
ان التعاون المشترك بين حكومات دول الجوار لليبيا (مصر، الجزائر، تونس، المغرب، ومالي وموريتانيا) هو أمر حتمي لمواجهة معسكر التنظيمات من الناتو أو أمريكا. وهنا سنتحدث عن أهمية التنسيق في المواجهات الأمنية وتجفيف منابع الارهاب [التمويل – تهريب السلاح والذخائر – الاستيلاء على منابع البترول – إقامة المعسكرات للتدريب – محاولة تدمير أجهزة الدولة – اشاعة الفوضى – استباحة الحدود الإقليمية براً وبحراً...].
وهنا يأتي دور الأجهزة المخابراتية والتعاون المشترك والدعم اللوجستي بينها. وعلى الجانب الآخر يجب أن تستعيد أجهزة الدولة المختلفة إعادة بنائها مرة أخرى.
