مختار بلمختار" مارلبورو" الجماعات الإرهابية
قال الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية والحركات المتطرفة، باسل الترجمان، في يوليو الماضي 2018، إن مختار بلمختار وعلي الصلابي يتعاونان لتشكيل قوى سياسية داخل الساحة الليبية لمحاولة فرض شروط للجماعات الإرهابية تحت غطاء الجماعات الإسلامية بالمنطقة.
وتعليقا على الغارة التي نفذت في أوباري، ذكر الترجمان، في تصريح لـ”218 نيوز”، أنها نُفذت باستخدام طائرة بدون طيار تملكها فقط الإدارة الأميركية تستهدف عادة قيادات في تنظيم القاعدة.
ولفت الترجمان إلى أن المنطقة التي نفذت فيها العملية تخضع بشكل مباشر أو غير مباشر لجماعات إرهابية بقيادة الإرهابي مختار بلمختار، والإدارة تسعى منذ فترة طويلة لتصفية قيادة هذه الجماعات وقتل بلمختار.
وبين الترجمان أن هذه العملية تأتي ضمن السياسة التي تتبعها واشنطن منذ سنوات طويلة ضد هذه الجماعات بالمنطقة، في ظل تحول في عمل هذه الجماعات وارتباطاتها سواء في المشهد الليبي أو في دول الجوار.
وأشار إلى أن مثل هذه العمليات تحكمها الظروف بشأن توقيت تنفيذها، فهناك عمل استخاباراتي طويل ومراقبة وعندما سمحت الفرصة تم التنفيذ، ومثل هكذا عمليات يتم حسمها بمجرد تواجد العناصر المطلوبة لتتم تصفيتهم.
وبين الترجمان أن واشنطن لم تتوقف للحظة عن استخدام هذا الأسلوب في أكثر من بلد بينها ليبيا، والقوات الأميركية التي تنطلق من جنوب أوروبا تقوم بمراقبة الجماعات الإرهابية في ليبيا، حيث تقوم القواعد العسكرية الموجودة بالبحر المتوسط بإطلاق طائرة بدون طيار، ويتم التحكم بها من غرف العمليات المركزية في القاعدة العسكرية المركزية في فرجينيا التابعة للمخابرات الأميركية.
مسعود عبد القادر المختار بن محمد بلمختار، ويعرف بين
رفاقه بكنيته الحركية "خالد أبو العباس"، وتلقبه الصحافة الجزائرية بـ"الأعور"،
ويراه الغرب قرصان الصحراء أو المراوغ، واحدا من أخطر الإرهابيين المطلوبين، الذين
تضمنتهم وثيقة الـ CIA وأصدرتها في نهاية عام 2013.
وفي 14 يونيو الجاري، أعلنت وزارة الدفاع الامريكية عن شن غارة جوية لمواقع تنظيم القاعدة في ليبيا، أسفرت عن تصفية بلمختار ومعه عدد من عناصر التنظيم.
يعد الشيخ الجهادي عبد الله عزام أبيه الروحي، ونشأ كإرهابي
في أفغانستان، حيث تتلمذ على يد بن لادن وأبي ثابت المصري وأبي بنان الجزائري،
ليعود إلى الجزائر ويكون سببا في أسوأ كابوس عاشته بلاده على يده هو وجماعته في
تسعينيات القرن الماضي.
تم ادراج اسم مختار
بلمختار في القائمة الموحدة التي وضعتها لجنة مجلس الامن بشأن المطلوبين من تنظيم القاعدة
وحركة طالبان في نوفمبر 2003، ورغم أن بلمختار معروف للكثير من وسائل الاعلام من خلال
صوره التي تنشر عبر مواقع الانترنت، إلا أنه مازال المجهول بعينه لسلطات العديد من
الدول، فرأسه مطلوبة من قبل المخابرات الجزائرية، والفرنسية والأمريكية، والتي
عرضت الأخيرة مكافأة تصل إلى 5 ملايين دولار للقبض عليه.
يمثل بلمختار المجهول لأنه مات في نظر كل
السلطات أربع مرات، وفي كل مرة كانت تظهر فيها بيانات الجيش الجزائري وقوات الأمن الشرطية
التي تؤكد مصرعه، ألا أنه وبعدها مباشرة يقوم ببث فيديو عبر اليوتيوب يؤكد أنه حي
يرزق، بل ويتوعد فيها بشن عمليات جديدة.
نشأة بلمختار من غرداية إلى أفغانستان:
ولد مختار بلمختار في 1 يونيو 1972، بحي الثنية المخزن بمدينة
غرداية، والتي تبعد 600 كلم عن العاصمة الجزائرية، حيث قضى بلمختار طفولته، ولكن عند
بلوغه الدراسة الثانوية طرد منها، أما عن نشأة بلمختار الاجتماعية والاقتصادية فهي
غير معلومة، يعد اغتيال الشيخ عبد الله عزام أحد مؤسسي تنظيم القاعدة هو وابنيه
عام 1989 دافعا ومحركا قويا ليقرر بلمختار التوجه و بعض أبناء بلدته للسفر إلى أفغانستان
بغية الجهاد، وكان يبلغ آنذاك 19 عاما، كان ذلك في مطلع تسعينيات القرن الماضي،
حيث كانت القوات الروسية في طريقها إلى الانهيار والهزيمة، وهناك تلقى تدريبات
عسكرية مع العشرات من الجزائريين والعرب، الذين عرفوا لاحقا باسم "العرب
الأفغان"، مكث في أفغانستان حوالي عاما ونصف العام، تعرف خلالها على الكثير
من العلوم العسكرية، وأخذ دورات تدريبة في معسكرات خلدن و جهاد ومعسكرات القاعدة
في جلال أباد ملتقى الجهاديين في ذلك الوقت، وعلى الرغم من أنه لم يشارك في القتال ضد الروس، ألا أنه شارك في تنفيذ بعض
العمليات القتالية خلال الحرب ضد حكومة كابل، حيث فقد أحد عينيه لذلك أصبح يلقب بالأعور، وفي أفغانستان سمح له بالاحتكاك مع الكثير من القادة كحسن حطاب وأبي ثابت
المصري وأبي بنان الجزائري وأبو معاذ الخوستي، كما التقى بالكثير من المشايخ كأبي
قتادة والمقدسي وأبي طلال وتنقل بين عدة جبهات من قَرديز إلى جلال أباد وكابل.
في عام 1991، حث بلمختار الجهاديين للتحرك وبدء الجهاد
في الجزائر، وذلك بعد توقيف المسار الانتخابي، وكان في طليعتهم عبد الرحمن أبو
سهام متزعم عملية" قمار"، وبذل قصارى جهده في إقناع زملائه من الجهاديين
بضرورة بدء العمل الجهادي بالجزائر، فتباينت مواقف الإخوة في توقيت بدء الجهاد
وضرورة الإعداد ليقول كلمته المشهورة " نحن نازلون لتفجير الجهاد وأنتم
تعالوا من بعدنا لتكملوا الطريق"، فخرج من
أفغانستان أواخر 1992، ليعود إلى الجزائر عبر حدود المغرب، بعد قضائه ثلاثة أعوام
في أفغانستان، ثم تنقل إلى الشرق ومكث حوالي نصف السنة مع أبي مصعب خثير أمير
الجماعات المسلحة في الشرق الجزائري آنذاك، لينضم إلى الجماعة الاسلامية المسلحة للمشاركة
في ما أسماه الجهاد ضد النظام الجزائر.
بلمختار والعودة للجهاد في الجزائر:
عاد بلمختار إلى غرداية مسقط رأسه فأنشأ مع بعض
الإسلاميين المناهضين للدولة النواة الأولى لكتيبة "الشهادة" والتي امتد
نشاطها فيما بعد إلى كل الصحراء والساحل وقاموا بعمليات عسكرية على أهداف جزائرية
وأجنبية منها اغتيال خمسة أوروبيين يعملون لدى شركة بترولية أمريكية في عملية
اقتحام خاطفة، ما بين عامي 1994و1995، كُلِّف بلمختار مع يوسف بن عبد الباقي بن
يوسف العبداوي من طرف قيادة الجماعة الإسلامية المسلحة بالاتصال بقياديي تنظيم القاعدة
عند تواجدها بالسودان، لتتم بينهم مراسلات لأجل دعم المسلحين الإسلاميين، وخلال
هذه المدة تم تعيينه أميرا للمنطقة الصحراوية، ولكن بعد مقتل أمير الجماعة أبو عبد
الرحمن أمين، ويوسف عبد الباقي بدأت انشقاقات داخل الجماعة وارتكبت جرائم قتل جماعي
على مستوى القيادات، وانحرف العديد من الأعضاء عن المنهج العملي للجماعة، فقرّر بلمختار
الانشقاق عن الجماعة الإسلامية المسلحة، وأصدر بيانا سماه "بيان وتبرئة"،
وفي عام 1998 أعاد جمع المسلحين بالتعاون مع مختلف المناطق بما أثمر ميلاد الجماعة
السلفية للدعوة والقتال، والمنشقة عمليا عن الجماعة الاسلامية، والمعروفة منذ عام
2006 حتى الآن باسم "تنظيم القاعدة ببلاد الغرب الإسلامية"، بعد إعلان الجماعة السلفية انضمامها إلى تنظيم القاعدة.
ليبدأ بلمختار مع جماعته بالسيطرة على طرق التهريب في
الصحراء جنوب الجزائر بعيدا عن أعين الدولة، وتنفيذ العديد من العمليات الإرهابية من
سرقة وتهريب سجائر المارلبورو والسيارات واللاجئين، واختطاف للأجانب، من أجل تمويل
أنشطته الإرهابية، ساعده في ذلك علاقاته القوية التي تربط أسرته بالقبائل المحلية حيث كان متزوجا من كبرى عائلات الطوارق بمنطقة الساحل لسنوات، والتي كانت تبلغه
بتحركات قوات الامن في المنطقة، فكان بلمختار رجل الصحراء وخبير التهريب الأول، فاستطاع
أن يزود الحركات الإسلامية المسلحة في شمال الجزائر بالسلاح المهرب، وليستغل الفرص هو ومجموعته في ارتكاب الأعمال
الإجرامية في جنوب المغرب العربي.
التقى الأعور عام 2001 بعماري صايفي، والمعروف باسم
عبدالرزاق البارا، وهو الرجل الثاني في الجماعة السلفية للدعوة والقتال، بينما
كانا في طريقهما لشراء أسلحة في مالي، ويعد البارا مدبر عملية اختطاف 32 سائحا أوروبيا
في صحراء الجزائر عام 2003، وقد تنافسا هو وبلمختار للسيطرة على المنطقة التاسعة
أو إمارة الصحراء في تنظيم الجماعة، ومكث بلمختار في صحراء مالي حيث أقام علاقات
متينة عبر الزواج من نساء من قبائل طوارق في الشمال وحول المنطقة إلى مسقط رأسه.
وفي 2007 وبعد سيطرة محمد غدير والمعروف باسم عبد الحميد
أبو زيد على المنطقة، وأحد قادة العمل
المسلح في الصحراء وشمال مالي، وزعيم "كتيبة الصحراء" التابعة لتنظيم القاعدة
في بلاد المغرب الإسلامي، ومع بداية تمرد الطوارق في شمال مالي في مارس 2012، أقام
بلمختار ثلاثة أسابيع في ليبيا لشراء أسلحة.
وبين نيسان وحزيران 2012 شوهد مرتين على الأقل في غاو وتمبكتو مع إياد غالي زعيم الإسلاميين الطوارق في جماعة أنصار الدين. وكان يقود كتيبة الملثمين في شمال مالي الذي يحتله عدد من الجماعات الإسلامية. وفي أكتوبر 2012 إقاله أمير تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي عبد المالك دروكدال المتمركز في جبال شمال الجزائر.
أيدولوجية بلمختار الجهادية:يرى الكثير
من المحللين والباحثين صعوبة في تفسير العقيدة الجهادية لـ"بلمختار"،
ففي الوقت الذي يرتكب فيه تنظيم القاعدة عمليات اختطاف لأجانب أو العمليات
الانتحارية وتبني عمليات تفجير عدد من المواقع الحيوية للعديد من المؤسسات الدولية
أو مؤسسات حكومية، ألا أن القاعدة لا تنتهج التهريب بكافة أشكاله كأداة في
عملياتها، ماعدا تهريب الأسلحة للجماعات التي تتبناها أو تنتمي إليها، وهو الأمر
الذي ينتهجه بلمختار والذي جمع بين أنشطة إجرامية كتهريب السجائر والسيارات
واللاجئين والسرقة، وبين الأنشطة الإرهابية كالعمليات الانتحارية والتفجيرية واختطاف
الرهائن، الأمر الذي جعل تحليل أيديولوجية بلمختار صعبة للكثير من الباحثين وإن
اتفق البعض منهم أن بلمختار يبدل توجه أفكاره وأولوياته وفقا للموقف، لتجعل عمليات
اختطاف رهائن أجانب – التي قام بها بلمختار وغيره من قيادات التنظيم – ومبادلتهم بفديات
مالية (يقال إن مجموعها بلغ نحو مائة مليون دولار في السنوات الأخيرة) من القاعدة في
بلاد المغرب الإسلامي من أغنى فروع التنظيم، وليعد "أبو العباس الأعور" واحدا
من أكبر قراصنة الصحراء.
يعد بلمختار
من الشخصيات المتمردة حيث شملت الفترة من 1995 إلى 2012 تمرد بلمختار أربع مرات ضد
جمال زيتوني أمير "ألجيا" (الجماعة الإسلامية المسلحة) في التسعينيات، ثم
ضد حسن حطاب أمير الجماعة السلفية للدعوة والقتال، ثم ضد درودكال مرتين في الجماعة
السلفية وفي تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي.
تباين علاقة بلمختار وتنظيم القاعدة:
تباينت علاقة بلمختار بتنظيم القاعدة، لتنقسم إلى
مرحلتين منذ بدايتها إلى نهايتها، فعلى الرغم من أن علاقة بلمختار اتسمت بالممتازة
وامتدت بالتنظيم الأم منذ سفره إلى أفغانستان، حتى عودته إلى الجزائر، وخلال تلك السنوات منذ إعلان جماعة السلفية للدعوة والقتال انضمامها لتنظيم القاعدة عام 2006 حتى عام 2012، تمكن بلمختار من تشكيل جماعة
جديدة، أطلق عليها اسم "كتيبة الملثمين"، وهي أحد لواءات ضمن لواءات عدة
تنتمي إلى قاعدة المغرب الإسلامي والتي أنشأها تنظيم القاعدة، استطاع بلمختار من تجنيد
عدد كبير من المسلحين وضمهم إلى جماعته، التي لقيت أيضاً بعض الدعم من الجماعات المحلية،
وشكل خلايا تابعة له انتشرت في مختلف أرجاء المنطقة.
اتسمت خلالها
العلاقات بين القاعدة وبلمختار بالممتازة، حتى أن الأخير سمى نجله
أسامة تيمنا ببن لادن، كما كان بلمختار يقيم أفضل علاقات مع قيادة تنظيم القاعدة الأساسي
الذي استعمله وسيطا في منطقة الساحل منذ عام 2001، ولكن في أكتوبر عام
2012 وفي تطور مفاجئ أعلن تنظيم القاعدة إقالة بلمختار عن قيادة كتيبته بأمر من زعيم
تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" عبد المالك دروكدال، والمعروف أيضاً
باسم أبو مصعب عبد الودود، وذكرت وكالة الأسوشيتد برس، أنها عثرت في تمبكتو
عن وثيقة بها قرار إقالة بلمختار، نشرتها تفاصيلها للمرة الأولى في 29 مايومن عام
2013، وتقع الوثيقة في عشر صفحات مؤرخة في 3 أكتوبر 2012 ووقعها 14 من أعضاء مجلس الشورى
في القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، استعرضت فيه الرسالة أسباب الخلافات بين المعسكرين
الإرهابيين، متهمة فيه بلمختار بأنه "أكبر عائق في وجه توحيد المجاهدين في الصحراء"،
وأيضا تجاهله أوامر التنظيم المركزي للقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بالجزائر، وتكشف
الرسالة عن عمق الشجارات والصراعات الداخلية في صلب الشبكة الإرهابية حول دفع الفديات.
واستعرضت الوثيقة ثلاثين نقطة في جوهر
الصراع بين بلمختار والقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. ووصفت الرسالة هذه العلاقة بأنها
"الجرح النازف” حيث لم يعد يقبل بالتوجيهات ولا تنفيذها بخصوص رهائن أجانب مختطفين
بغية الحصول على فدية مالية.
كما اتهمت الرسالة بلمختار رفضه استقبال
اتصالات هاتفية من القيادة، ورفض إرسال التقارير الإدارية والمالية، ورفض حضور بعض
الاجتماعات ورفض تطبيق قرارات القيادة، كما أشارت الرسالة إلى أن تصرفات الأعور
"تهدد وجود التنظيم وتؤدي إلى تفتيته"، وسألت قيادة التنظيم بلمختار
"لم يواجه الأمراء المتعاقبون للمنطقة صعوبات معك فقط؟ أنت بالخصوص في كل مرة.
أم هل كلهم على خطأ والأخ خالد على صواب؟".
في حين يرى بعض المحللين وخبراء
جماعات الجهاد أن انشقاق بلمختار عن القاعدة، ليس سوى قضية خيبة طموحات ونزاعات بين
أشخاص وصراع مصالح، حيث أرجع بعض
الخبراء سبب الاستقالة إلى سوء المعاملة التي لاقاها من قبل أعضاء التنظيم خلافا لمعاملة
القياديين الإسلاميين الجزائريين، خاصة وأن بلمختار ينحدر من جنوب البلاد لا من شمالها،
في حين أوردت الوكالة الموريتانية
للأنباء أن سبب انشقاقه عن التنظيم جاء بعد قرار عبد المالك دروكدال أمير تنظيم القاعدة
في بلاد المغرب الإسلامي، بإنزال رتبته من رئيس لكتيبة الملثمين، الأمر الذي رآه بلمختار
إهانة له، خاصة وأنه كان قد رفض عام 2007 تعيين دروكدال أميرا للتنظيم، مرجعا أنه –
أي بلمختار – لا يثق في عبد المالك ويفضل عليه قياديين آخرين، كما لم يوافق على تعيين
عبد الحميد أبو زيد "أميرا للصحراء" الذي كان على خلاف دائم معه ويصفه بأنه
"لص مهرب تحول لمجاهد".
بلمختار و"الموقعون
بالدم":
وفي بداية ديسمبر2012، أعلن مختار بلمختار تأسيس كتيبة
جديدة من المقاتلين تحمل اسم "الموقعون بالدماء"، بعدما تم عزله من إمارة
كتيبة الملثمون، وتضم أفضل انتحاريين ومقاتلين في شمال مالي
ممن قضوا سنوات يحاربون إلى جانبه، كما أصبح بلمختار مستقلا عن أي تنظيم في
الصحراء بعد الانفصال وفشله في الانضمام إلى حركة التوحيد والجهاد بغرب إفريقيا، وهي
إحدى الفصائل التي كانت تسيطر على شمال مالي.
وقامت جماعة الموقعون بالدم بواحدة
من أكبر عمليات حيث تبنت في يناير 2013، هجوما تيغنتورين، استهدفت فيه منشأة عين أميناس
للغاز بولاية إليزي في الصحراء الجزائرية، والذي أسفر عن مقتل 38 شخصا، واحتجاز
عدد من الرهائن الأجانب، واللافت في التسجيل المصور – الذي تبنى فيه بلمختار العملية – تعريفه لنفسه لأول مرة
بأنه من تنظيم القاعدة الأم، وذلك بعد أشهر من انشقاقه عن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب
الإسلامي.
وبحسب الخبراء فإن الهدف من وراء مهاجمة
الموقع النفطي الجزائري هو إثبات لقيادة تنظيم القاعدة المغربي أنه لا يمكن الاستغناء
عنه في المنطقة، وأن بإمكانه التحرك بشكل مستقل عن قيادة التنظيم، كما أراد أن يظهر أن تنظيم القاعدة ما زال يشكل تهديدا
محتملا للمصالح الغربية رغم مقتل زعيمه، ويثبت أن العملية العسكرية الفرنسية ضد مالي
لن يتم احتواؤها داخل دولة واحدة،
وعلى الرغم من أن هجمات بلمختار الدموية جلبت له سخطا عالميا، حتى
من تنظيم القاعدة المركزي، إلا انه مازال يسعى جاهدا لإبهاره.
أهم العمليات التي نفذها بلمختار:
·
الهجوم على ثكنة لفرقة تابعة للجيش الموريتاني وسميت هذه العملية بغزوة بدر
موريتانيا وكان ذلك في يونيو 2005.
·
نفذ سلسلة من التفجيرات الانتحارية بالجزائر كان أخطرها التي وقعت عام 2007
والتي استهدفت مقرات رئاسة الحكومة والمجلس الدستوري ومراكز أمنية ومكاتب الأمم المتحدة
وأدت إلى مقتل العشرات وأصابة المئات.
·
اختطاف دبلوماسيَين كنديَين يعملان في الأمم المتحدة، في ديسمبر 2008.
·
اختطاف عاملين إنسانيين اسبانيين في نوفمبر 2009 بموريتانيا، تم اطلاق
سراحهما في أغسطس 2010 وذلك بعد حصوله على فدية.
·
التفجير الانتحاري المزدوج الذي وقع يوم 26 أغسطس 2011 واستهدف الأكاديمية العسكرية
بمدينة شرشال الواقعة غرب الجزائر العاصمة ، وخلف 18 قتيلا و20 جريحا.
·
استهدف في
يناير 2013، منشأة عين أميناس للغاز بولاية إليزي في الصحراء الجزائرية، والذي أسفر
عن مقتل 38 شخصا، واحتجاز ما يقرب من 700 رهينة من العاملين بالشركة من جزائريين
وأجانب.
·
في مايو 2013، استهدفت جماعة الموقعون بالدم قاعدة عسكرية في آغاديز، كبرى مدن
الشمال النيجري، إضافة لشركة اليورانيوم الفرنسية "آريفا" في منطقة أورليت،
مما أدى إلى قتل 23 شخصا.
أهم الأحكام التي صدرت ضد بلمختار:
صدر بحق مختار بلمختار أمر توقيف دولي بسبب تأسيسه
وانتمائه إلى الجماعة الإرهابية الدولية، "تنظيم القاعدة ببلاد الغرب
الإسلامية".، كما صدر
ضده العديد من الأحكام القضائية منها:
1. في يونيه 2004، أصدرت محكمة في إيليزي بالجزائر حكما غيابيا ضد بلمختار
بالسجن مدى الحياة للقيام بتشكيل جماعات إرهابية وارتكابه لأعمال سطو وحيازته
لأسلحة غير مشروعة واستخدامها.
2. في مارس 2007، أصدرت محكمة جنائية في الجزائر حكما غيابيا ضد بلمختار بالسجن
لمدة 20 عاما عقوبة له على تشكيل مجموعات إرهابية، واختطاف أجانب، واستيراد أسلحة
غير مشروعة والاتجار بها.
3. في مارس 2008، أصدرت محكمة غاردايا بالجزائر بحق بلمختار حكما غيابيا
بالسجن مدى الحياة لارتكابه جريمة قتل 13 موظفا جمركيا.
4. كان آخر الأحكام التي صدرت ضد بلمختار قرار محكمة الجنايات الجزائرية بإعدام بلمختار أمير كتيبة الموقعون بالدماء
في إبريل عام 2013.
5. في 14 يونيو 2015، تم تصفيته على إثر غارة أمريكية بالتعاون مع الحكومة الليبية الشرعية.
ظل أبو عباس
أو الأعور المرجع الأهم للجماعات المسلحة في شمال مالي، وذلك لما لعبه من دور كبير
في تأسيس جماعة التوحيد والجهاد، وفي تسليح جماعة أنصار الدين، وفي العمليات العسكرية
التي نفذتها الجماعة للاستيلاء على مدن شمال مالي.
وثيقة إقالة بملختار من القاعدة في شمال أفريقيا (2013)