علوش "الحالم الجديد" بالخلافة على أنقاض "عرين" الأسد
الأحد 08/فبراير/2015 - 09:25 م
طباعة
ظلت العاصمة السورية دمشق منذ بداية الثورة السورية في مارس 2011 بمنأى عن صواريخ وقذائف المعارضة السورية وكأن الثورة التي عمت جميع الأراضي السورية لم تصل إليها بعد، ولكن بعد مرور ما يقارب 4 أعوام على الثورة تذكر "زهران علوش قائد ما يعرف بجيش الإسلام أن عرين الرئيس السوري بشار "الاسد " لم يقصف بعد فقرر ضمها الى قائمة المدن الواقعة تحت خط القصف فمن هو زهران علوش ولماذا قرر قصف دمشق الان وضرب الاسد في عرينه الذى ظل يتفاخر بتحصينه على مدار 4 سنوات وهل ستصمد دمشق أمام مدفعية وصواريخ علوش
المولد والنشأة
ولد محمد عبد الله زهران علوش في مدينة دوما التابعة لمنطقة الغوطة الشرقية في ريف دمشق عام 1970،ووالده هو الشيخ عبد الله علوش من مشايخ السلفية المعروفين بدوما ويعيش والده ووالدته حاليا في السعودية ، متزوج من ثلاثة نساء.
تعلم وقرأ القرآن الكريم على والده وعلى بعض شيوخ بلده، وتلقى التعليم الشرعي علي ايديهم ، ثم التحق بكلية الشريعة في جامعة دمشق وتخرج منها وسافر بعدها الى المملكة العربية السعودية وأكمل الدراسة في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في كلية الحديث الشريف والدراسات الإسلامية، على يد شيوخ السلفية محمد ناصر الدين الالباني، وعبدالعزيز بن باز، ومحمد بن صالح العثيمين، وعبد الله بن عقيل وعبد المحسن العباد البدر وعبد الله الغنيمان ومحمد بن محمد المختار الشنقيطي وأحمد الددو الشنقيطي وبعد التخرج عاد إلى سوريا ودرس الماجستير في كلية الشريعة بجامعة دمشق ودرس زهران في كلية الشريعة بجامعة دمشق، ثم عمل في مجال المقاولات، بعد أن أسس شركة للخدمات المساندة للإعمار.
نشاطه الدعوى والجهادي
بدأ نشاطه الدعوي في عام 1987 مما ادى الى اعتقاله، أكثر من مرة في أفرع المخابرات السورية المختلفة وحكم عليه في عام 2009بثلاث سنوات بتهمة حيازة أسلحة ، في سجن صيدنايا العسكري وحاول النظام السوري استرضاء الشعب ببعض الإصلاحات الشكلية عقب قيام الثورة في مارس عام 2011 ، فتمت محاكمته لأول مرة منذ اعتقاله ووكّلت عائلته محامياً ليتم إطلاق سراحه في نهاية المحاكمة ، بعد ثلاث أشهر تقريباً من بداية الثورة السورية مع عدد من الاسلاميين وبموجب عفو عام صدر في يونيو 2011 وتحديدا في يوم 22/6/2011 ،.
وبعد الافراج عنه قرر زهران علوش العمل بالجهاد المسلح ضد النظام السوري ، وأسس تشكيلاً عسكرياً باسم ‘سرية الإسلام’، ثم تطوّر مع ازدياد أعداد مقاتليه ليصبح ‘لواء الإسلام’، وفي سبتمبر 2013 أعلن عن توحّد43 لواء وفصيل وكتيبة في كيان ‘جيش الإسلام’ الذى أنضم فيما بعد إلى الجبهة الإسلامية التي شغل فيها علوش منصب القائد العسكري العام، ويعد حاليا جيش الاسلام هو الفصيل العسكري الأكثر قوة وانتشاراً وشعبية في ريف دمشق ، ويتميز بالانضباط العسكري والسلوكي مقارنة بباقي فصائل المعارضة المسلحة الأخرى.
آراؤه
زهران علوش مؤمن بالفكر السلفي الجهادي ويدعو إلى دولة الخلافة كما أنه يعارض النظام الجمهوري والنظام الديمقراطي ، حيث قال في مقابلة تلفزيونية له على قناة الجزيرة في برنامج (لقاء اليوم) مع المذيع تيسير علوني "رأينا النظام الجمهوري في عهد الأسد ورأينا كيف أن الديمقراطية هي حكم الأقوى وأنه مع دولة إسلامية عادلة وأن الدور السياسي الذي تسعى له معظم الفصائل المسلحة في سوريا هو الإشراف على إقامة دولة إسلامية سلفية".
علوش والديمقراطية
مؤتمر «جنيف 2»
يؤكد علوش دائما على أن "هناك محاولة قذرة لفرض قيادة (علمانية) على البلد من الخارج وأن الائتلاف الوطني السوري منح كثيرا من الفرص من دون أن يحقق شيئا للثورة السورية، مما استدعى سحب الاعتراف به وأن الديمقراطية تؤدي إلى افتراق الناس إلى فرق وأحزاب مما يؤدي إلى التناحر والاقتتال فيما بينهم وأن أي حل سياسي يجب أن يُفرض من الميدان وليس من الجهات الخارجية وأن مؤتمر «جنيف 2» غير واضح، بخصوص تحقيق أهداف الثورة بإسقاط النظام السوري ومحاكمة رموزه، مما يجعلنا غير معنيين به".
ويقول ايضا "لدينا مشروع سياسي ونطمح إلى دور سياسي في سوريا مستقبلاً مبني على نظرتنا لواقع الأمة، وفي هذا المجال لا بد لي أن أوجه كلمة لإخواني وأبناء بلدي الذين أحبهم وأنصح لهم وهذا واجبي الذي يأمرني به ديني أنه منذ عقود طويلة نحن ندفع الثمن وكان الثمن غالياً مراراً وتكراراً ولكننا نرى أنه على الأغلب في كثير من المرات يقطف الثمرة أناس لم يدفعوا الثمن يتسلقون على دماء الآخرين، أود ممن يدفع الثمن الآن من دمه وبيته وماله بل وحتى عرضه أن يكون صاحياً وأن يكون يقظاً متنبهاً كي لا يقع فيما وقع فيه بعض أباءنا من تسليم الثمرة لمن لم يدفع ثمنها لقطفها، نحن ننشد دولة العدل ننشد دولة الحقوق التي يسود فيها العدل وترجع الحقوق فيها إلى أصحابها، ومع الأسف لم نر هذه الدولة في العقود السابقة التي مرت بنا أو في العقود التي حكمتنا بها سواء صابات الأسد أو حتى بعض الأنظمة الأخرى
علوش والخلافة الإسلامية
زهران في أحد خطبه
دعا زهران في أحد خطبه إلى "إقامة دولة الخلافة الإسلامية ، ودولة الخلافة التي يدعو لها هي دولة الخلافة الأموية وليس الخلافة الراشدية! وإلى تطهير بلاد الشام من (الرافضة المجوس الأنجاس) كما أنه يصف جيش النظام السوري في خطبه بأنه "جيش الاحتلال النصيري"
وشدد على الدولة الاسلامية قائلا " الدولة التي نطمح إليها كما قلت لك دولة يسود فيها العدل وتؤدى فيها الحقوق، لا شك أننا مسلمون وبلادنا من بلاد المسلمين العتيقة العريقة في الحضارة الإسلامية وننطلق من الإسلام من ديننا ومن حضارتنا الإسلامية في بناء دولتنا وجربنا هذه الأنظمة جربنا النظام الجمهوري الذي عانت من ظلمه البلاد إبان حكم الأسد، وما رأينا من الديمقراطية إلا دكتاتورية الأقوى والحقيقة أننا نعتقد أن العدل والإنصاف الذي في ديننا ويمنحه للناس لا يوجد في أي نظام آخر كما يمنح الإسلام الناس العدل والإنصاف كنا نعاني عبر عقود طويلة من إقصائنا عن المشاركة أعني الأكثرية كانت الأكثرية مقصاة ونحن نسمع كثيراً الدول تنادي بحقوق الأقليات في حين كانت الأكثرية مسحوقة لم نسمع من ينادي بحقوقها، الأكثرية لها الحق في أن تمارس دورها بكامل تفاصيله ولذلك نحن نظن أننا قادرون إن شاء الله على ممارسة هذا الدور ولن نظلم أحدا".
مواقفه فكرية
موقفه من الأقليات
وعبر عن موقفه من الاقليات المتمثلة في المسيحين والعلويين والدروز واليزيدين قائلا "لن نظلم أحداً أبداً وقد علمنا دين الله تبارك وتعالى العدل وهو وضع كل شيء في مكانه ونحن سننطلق مما لا يخالف ديننا وكل ما يقره ديننا فنحن نعمل به، ولذلك لدينا دراسات و قد نضطر إلى استدعاء أهل العلم من أهل البلاد ومن الشيوخ الأفاضل والراسخين في العلم لمعرفة بعض التفاصيل التي قد لا نبت فيها الآن و لن نظلم أحداً من الأقليات، والأكثرية الآن هي بحاجة لممارسة حقها في الانتخابات والتصويت تلك الأكثرية التي كانت مسحوقة سابقاً ولم تمارس حقها في العقود السابقة آن لها أن تمارس حقها في الترشح والتصويت ويمكن للجنة أو لهيئة لنسمها هيئة دستورية أن تضع القوانين اللازمة لمثل هذه الأمور لما لا يخالف مبادئ ديننا.
موقفه من الدولة
وعن اختيار الهياكل التشريعية والتنفيذية في الدولة قال "الحقيقة إذا لجأت إلى قضية الرأي "رأي عامة الناس" فإن الرأي معروف وواضح في وسائل الإعلام، الأكثرية تريد الخلاص، الأكثرية تريد العدل، الأكثرية تريد الحقوق، الأكثرية تريد أن تتمتع بممارسة ما يمنحها دينها من الصلاحيات هذا كله كان مغيباً في عقود الأسد وأن هذه المسائل إذا كانت مبنية على المبادئ الدستورية إسلامية لا تخالف الشريعة الإسلامية فهناك نظر لأهل العلم في هذه المسائل وهناك بحوث أثيرت أو بحوث طرحت في هذه المسائل واترك لأهل العلم البت في هذه المسائل وتفصيلاتها، أنا لست حقوقياً ولست قانونياً ولكن أهل العلم والفقهاء على دراية كبيرة بمثل هذه المسائل، لكن يهمني أن ننطلق من دستور لا يخالف ديننا وأن ننطلق من دستور لا يحرمنا أن نتمتع بمبادئ ديننا وللحاكم مواصفات لا بد أن تتوفر فيه حتى يكون أميناً على أبناء بلده، ذكر هذه المواصفات كثير من أهل العلم والسياسة مثالهم ابن خلدون ذكر هذه المواصفات في مقدمته فيجب أن يكون الاختيار بناء على هذه المواصفات كالعلم والقوة والأمانة والذكاء والدهاء والقبول عند الناس وما إلى ذلك.
موقفه من النظام
وعن موقفه حال سقوط النظام قال "ستتولى المحاكم محاكمة بقايا النظام السابق ولربما معاقبة كل من تلطخت يداه بدماء أبناء أمتنا ونحن حريصون على علاقات طيبة مع دول الجوار ومع من ساند ثورتنا
حزب الله
وعن حزب الله قال " لن ننسى أيادي الغدر التي امتدت لتنال من أبناء أمتنا سواء من النظام الإيراني أو ممن ساندهم " حزب الله " لأنه اتخذنا أعداء ونحن قبلنا بعلاقة العداوة بيننا وبينه وحزب الله يحاول أن يدخل ويقتل أبناء أمتنا في داخل بلادنا، ونحن نطهر أراضي امتنا من دنس ورجس عناصر حزب الله، ونقاتلهم في حمص وحتى في ريف دمشق وسنسحق كل يد تمتد إلى أمتنا بالسوء سيسقط حزب الله عند سقوط النظام إن شاء الله ولن نحتاج إلى الدخول إلى لبنان.
موقفه من إسرائيل
وعن إسرائيل وروسيا يقول علوش "موقف الأمة جميعاً واضح من إسرائيل، لا يختلف موقفنا عن موقف أمتنا أبداً، نحن نمثل أمتنا بكل ما تعني الكلمة موقفنا لن يكون مخالفاً لموقف أمتنا و إسرائيل دولة تحتل أراضي سوريا وتحتل أراض فلسطينية وتعادي شعبنا، وموقفها العدائي عبر العقود الطويلة واضح من أمتنا وساعدها في هذا الاحتلال وهذا الإجرام النظام السابق فكان حامياً لها عبر 30 عاماً في حين أنه كان يكذب على الناس بدعوى المقاومة والممانعة وما إلى ذلك
وأضاف الايام أظهرت أوأسقطت القناع عن وجه روسيا وقد كنا نرى وجهها الحقيقي من خلف القناع سابقاً، روسيا أساءت لنا كثيراً أرجو أن يفكر القادة الروس مراراً بالموقف الذي اتخذوه وليس هو من صالحهم ولا صالح أمتهم.
موقفه من "داعش"
يعد علوش العدو اللدود لأبي بكر البغدادي زعيم تنظيم "الدولة الإسلامية- داعش"، حيث سخر نفسه ومن يتبعه في "جيش الإسلام" لمحاربة "داعش" والنظام السوري في آن واحد.
ليبقى السؤال "هل يستطيع سجين النظام السوري السابق هدم عرين "أسد دمشق" بعد أن أمطره بعشرات الصواريخ والقذائف أم سيبقى الحالم بالخلافة الاسلامية رهين أحلامه التي سبقه لها عدوه اللدود أبو بكر البغدادي.
مقتله
وفي 25 ديسمبر 2015 أعلن الجيش السوري عن مقتل زهران علوش في غارة جوية.
وهناك ثلاث روايات حول مقتله:
الأولى : أنه قتل في غارة استهدفت موكبه على الطريق الرئيسي لمنطقة المرج في الغوطة الشرقية بريف دمشق أن الطيران الروسي شن ثلاث غارات أطلقت خلالها ستة صواريخ على موكب علوش، وأصاب صاروخ السيارة التي كان يستقلها مما أدى إلى إصابته في البطن ووفاته وتم نقل الجثمان إلى مسقط رأسه في مدينة دوما في الغوطة الشرقية.
الثانية : أن سلاح الجو الروسي هو من شنّ هذه الغارة على مقر سري لجيش الإسلام، لأن الأهالي يميزون الطائرات الروسية بأنواعها وشدة الانفجارات التي تنجم عن غاراتها و أن الاستهداف يمكن أن يكون نتيجة اختراق من أجهزة الاستخبارات السورية أو الروسية، حيث كان رأس زهران علوش مطلوبا منذ فترة وان مقر الاجتماع تم استهدافه بـ10 صواريخ أصبت المجتمعين إصابة مباشرة .
الثالثة : إن طائرات حربية لا يعلم ما إذا كانت روسية أو سورية استهدفت اجتماعا لقيادة جيش الإسلام بغوطة دمشق الشرقية قرب منطقة أوتايا، مما أسفر عن مقتل عدد من عناصر وقيادات جيش الإسلام".