الغرب يفرض عزلة على الحوثيين / كرديات على خط النار في مواجهة داعش
الخميس 12/فبراير/2015 - 10:26 ص
طباعة
أوباما يطلب تفويضاً لمحاربة «داعش» ثلاث سنوات
طلب الرئيس باراك أوباما تفويضاً تشريعياً من الكونغرس لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، حتى في مناطق لا تنحصر في العراق وسورية، فترته ثلاث سنوات. وتضمن طلب الرئيس صلاحيات لحرب على مدى ثلاث سنوات لضرب التنظيم، في مساحة جغرافية «مفتوحة» تشمل عمليات جوية مع ضوابط على أي تدخل بري مع امكانية تنفيذ عمليات محدودة للقوات الخاصة.
وأرسل البيت الأبيض طلب مشروع التفويض إلى الكونغرس بعد اجتماعات ماراثونية لمساعدي أوباما مع نواب من الحزبين في الأيام الأخيرة. وبحسب صحيفة «بوليتيكو» تضمن طلب التفويض صلاحية للحرب ضد التنظيم تستمر ثلاثة سنوات حتى 2018 وحتى إلى ما بعد خروج أوباما من البيت الأبيض بعام في شكل يتيح لخلفه التفاوض مع الكونغرس حول أي صيغة جديدة للحرب.
وهذه هي المرة الأولى التي سيصوت فيها الكونغرس على هكذا تفويض منذ ١٣ عاماً، كون أوباما قاد العمليات ضد «داعش» على أساس تفويض اعتداءات ١١ أيلول وحرب العراق في 2003. ولفتت صحيفة «وول ستريت جورنال» إلى أن أوباما سيتخلى عن تفويض حرب العراق الذي طلبه سلفه جورج بوش وسيستعيض عنه بالمرسوم الجديد في حال الموافقة عليه.
ويستند نص طلب التفويض إلى ثلاثة أسس:
الأول جغرافي ومفتوح المساحة في أهداف ونطاق الضربات ضد «داعش» في شكل يسمح لواشنطن باستهداف أي منطقة للتنظيم حتى خارج العراق وسورية.
الثاني، زمني بحيث يستمر التفويض حتى ربيع ٢.١٨ في حال إقراره مع إمكانية تعديله أو تجديده من قبل الرئيس الأمريكي المقبل.
البند الثالث، وهو الأكثر حساسية فيشترط عدم السماح للقوات الأمريكية بتدخل بري طويل وإبقاء أي تدخل من هذا النوع في إطار محدود ووسط انقسام بين الحزبين الجمهوري والديموقراطي حوله وأيضاً بين البيت الأبيض والجيش.
ويريد صقور الحزب الجمهوري ومعهم قيادة الجيش الأمريكي تقويضاً مفتوحاً حتى في العمليات البرية في حال اضطر الجيش لتنفيذها، فيما يعارض البيت الأبيض والخط الليبرالي هذا الأمر. ويريد أوباما تفادي أي مواجهات برية مع «داعش» قد توقع ضحايا أو رهائن أمريكيين.
واعتمد البيت الأبيض صيغة وسطية في النص تتيح في الحالات الخاصة «عمليات برية محدودة وقصيرة المدى» للعناصر الموجودة على الأرض في العراق من دون إعادة الجيش الأمريكي إلى تلك الدولة أو المخاطرة بنشر قوات في أرض المعارك.
وأكد مسئول أمريكي لـ»الحياة» أن التفويض يضمن تدريب قوة المعارضة السورية المعتدلة وتجهيزها. وشدد على أن «هذه القوة» ستحظى «بغطاء جوي في أرض القتال» إنما مِن دون دعم بري.
ويتخوف السناتور الجمهوري ليندسي غراهام من غياب الخيار البري خصوصاً في الساحة السورية، ويرى أن حجم القوة المدربة (خمسة آلاف) لن يكفي لقلب الحسابات ضد «داعش» أو نظام الأسد ولا يوازي قوة الجيش العراقي.
وكشفت مصادر موثوق فيها لـ»الحياة» عن استعدادات لبدء نشر هذه القوة مطلع الصيف المقبل، وتحدثت عن تحسن كبير في التنسيق والقدرات لفصائل المعارضة في الجبهة الجنوبية.
وسُيصوت الكونغرس بعد أيام من تقديم مشروع التفويض اثر جلسات استماع لعدد من أركان إدارة أوباما وحتى بعض العسكريين أو رجال الاستخبارات. ويعول البيت الأبيض على تأييد خط الوسط من الحزبين الديموقراطي والجمهوري لنيل الأكثرية لصالح التفويض. وقد يمتنع عن التصويت نواب لديهم طموح بخوض الانتخابات الرئاسية في 2016 مثل السناتور تيد كروز أو السناتور راند بول من الحزب الجمهوري. ويساعد الزخم القتالي للأردن وعودة الإمارات إلى مشاركة التحالف في العمليات الجوية ضد التنظيم في تسويق البيت الأبيض للتفويض وإبقاء طابع دولي للتحالف.
نقسامات في الكونغرس حول تفويض أوباما
وتباينت المواقف وردود الفعل حول نص التفويض مع تحفظ الجمهوريين على تقويض خيار القوات البرية وطلب الديموقراطيين تفاصيل أكثر حول الخطة.
وقال زعيم مجلس الشيوخ السناتور الجمهوري ميتش ماكونيل بأن الكونغرس “سيمنح النص ما يكفي من التفكير وسيستمع إلى نصائح القيادة العكسرية” ووجه زعيم مجلس النواب جون بينر انتقادات للتفويض بصيغته الحالية التي تمنع القيام بمهام «برية طويلة». وقال بينر إن لديه «مخاوف» في شأن الطلب المقدم لكونه يضع كثيراً من القيود على القادة العسكريين.
وأضاف في بيان «أي تفويض باستخدام القوة العسكرية لا بد أن يعطي قادتنا العسكريين المرونة والصلاحيات التي يحتاجونها للنجاح ولحماية شعبنا».
وقال السناتور الجمهوري رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ بوب كوركر انه «سيبدأ بسرعة عقد جلسات استماع مكثفة» حول التفويض.
وتعهدت زعيمة الأقلية الديموقراطية في مجلس النواب نانسي بيلوسي بدرسه واستشارة نواب الحزب المنقسمين بين التيار الليبرالي المتحفظ على الحرب، والمعتدلين المتبنين لوجهة نظر الإدارة.
وتحدث مدير المركز الوطني لمكافحة الإرهاب نيكولاس راسموسن في شهادة امام مجلس النواب أمس عن «تدفق غير مسبوق» للمقاتلين الأجانب إلى سورية، مقدّراً عددهم بعشرين ألفاً قدموا من تسعين بلداً.
الغرب يفرض عزلة على الحوثيين
أغلقت أمس بريطانيا وفرنسا سفارتيهما في صنعاء بعد ساعات من إجراء أمريكي مماثل، كما قررت سفيرة الاتحاد الأوروبي مغادرة اليمن في غضون يومين، ما اعتبره مراقبون مؤشراً إلى توجه دولي لفرض عزلة ديبلوماسية واقتصادية على سلطة الحوثيين لإجبارهم على التراجع عن «إعلانهم الدستوري» والعودة إلى سياق العملية الانتقالية التوافقية. وذكرت وكالة «فرانس برس» ان عناصر حوثية استولت على ثلاثين سيارة ديبلوماسية أمريكية في مطار صنعاء بعيد مغادرة السفير صنعاء.
في غضون ذلك، خرجت أمس تظاهرات حاشدة في مدن يمنية عدة رافضة «الانقلاب الحوثي» تزامناً مع الاحتفال لمناسبة الذكرى الرابعة لبدء الانتفاضة التي أطاحت نظام الرئيس السابق علي صالح.
وفرق المسلحون الحوثيون تظاهرة شارك فيها المئات في صنعاء باستخدام الرصاص الحي والخناجر واعتقلوا عدداً من الناشطين بالتزامن مع تظاهرات حاشدة لأنصارهم جاءت استجابةً لدعوة زعيمهم عبدالملك الحوثي.
وتواصلت المفاوضات في صنعاء بين الحوثيين والأطراف السياسية لليوم الثالث برعاية مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بنعمر في ظل تمسك الجماعة بأن يكون الحوار تحت سقف «الإعلان الدستوري» في حين أعلنت السلطات المحلية في محافظتي المهرة وسقطرى التحاقها بركب المحافظات الرافضة «الانقلاب» على المسار الانتقالي التوافقي.
وأغلق الحوثيون الشوارع المؤدية إلى ميادين صنعاء كي لا يصل إليها المعارضون وسط انتشار كثيف لمسلحيهم، وتوافد الآلاف من أتباعهم إلى الساحة المقابلة لجامعة صنعاء للاحتفال بذكرى الانتفاضة ضد نظام صالح غداة خطاب جديد لزعيمهم أكد فيه تمسك الجماعة بـ «الإعلان الدستوري».
وهاجم الحوثي في خطابه حزب التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمون) بشدة، متهماً قياداته بـ «افتعال الفتن والحروب» كما حذر من أي محاولات داخلية أو خارجية لضرب الاقتصاد والمصالح الحيوية للبلاد.
واتهم «الإصلاح» الحوثيين بخطف ثلاثة من قياداته في صنعاء أمس. وقال في بيان إن «دوريات تابعة لمسلحي الحوثي خطفت الدكتور فتح القدسي والناشط عبده الحذيفي من أمام منزليهما، وحسن العمدي أثناء وجوده في مديرية صنعاء القديمة».
وشهدت مدن تعز وإب والبيضاء والحديدة تظاهرات حاشدة ندد المشاركون فيها بـ «الانقلاب» فيما دعت حركة أطلقت على نفسها «شباب ضد الانقلاب» إلى تنفيذ عصيان اليوم في صنعاء احتجاجاً على الانقلاب وانتشار المليشيات المسلحة.
وفي ظل ارتفاع حدة المخاوف الأمنية ووصول المسار السياسي إلى طريق شبه مسدود أعلنت السفارة الفرنسية في بيان لها أمس إغلاق أبوابها اعتباراً من الجمعة وحتى إشعار آخر، ودعت رعاياها إلى مغادرة اليمن في أسرع وقت ممكن بسبب «التطورات السياسية الأخيرة والأسباب الأمنية».
وجاء الإجراء الفرنسي متسقاً مع خطوات مماثلة لواشنطن ولندن، إذ قررت العاصمتان إغلاق سفارتيهما إلى أجل غير مسمى، وأجلت ليل الثلثاء- الأربعاء العشرات من الموظفين مع جنود المارينز المكلفين بحراستها عبر طائرات خاصة وصلت إلى مطار صنعاء.
وعلمت «الحياة» أن سفيرة الاتحاد الأوروبي في صنعاء بتينا موشايت قررت مغادرة اليمن في غضون يومين «لدواع أمنية» في حين تصاعدت المخاوف لدى الأوساط السياسية اليمنية من أن يكون إغلاق السفارات الثلاث مقدمة لتخلي المجتمع الدولي عن اليمن وتركه لمواجهة مصيره تحت حكم المسلحين الحوثيين، بما يعنيه ذلك من فرض عزلة دبلوماسية واقتصادية».
ويبحث مجلس الأمن اليوم مشروع قرار يتضمن «رفض سيطرة الحوثيين على صنعاء والمؤسسات الدستورية فيها» ويدعو إلى «إطلاق الرئيس عبدربه ورئيس الوزراء والوزراء من الإقامة الجبرية وإعادتهم إلى مواقعهم» والتأكيد على مرجعية «المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني واتفاقية السلم والشراكة الوطنية».
وأعد الأردن، ممثل الدول العربية في المجلس، بالتعاون مع مجلس التعاون الخليجي، وبريطانيا التي تمسك بالملف اليمني، مشروع القرار الذي أبدت روسيا «تجاوباً في شأنه حتى الآن مع بعض التحفظ».
وقال ديبلوماسي مطلع إن «مشروع القرار يتضمن عناصر مشابهة لبيان مجلس التعاون الخليجي الذي صدر السبت الماضي، إضافة إلى عناصر بيان مجلس الأمن الذي كان صدر الجمعة» وأعرب عن «قلق المجلس من سيطرة الحوثيين على المؤسسات الحكومية وحل البرلمان».
ونقل مصدر ديبلوماسي عن بنعمر خوفه من ازدياد خطر انفصال جنوب اليمن عن شماله، وأنه أبدى قلقاً من إمكانية اضطرار هادي إلى الانتقال إلى الجنوب وإعلان حكومة منفصلة هناك».
أمريكي ملحد يقتل ثلاثة طلاب مسلمين
اعتقلت الشرطة الأمريكية مسلحاً أمريكياً ملحداً ومهووساً قتل ثلاثة طلاب مسلمين، بينهم زوجان، في مدينة تشابل هيل الجامعية في ولاية كارولاينا الشمالية، فيما ثارت شكوك بوجود دوافع عنصرية وراء الجريمة.
والضحايا هم شقيقتان فلسطينيتان رزان أبو صالحة (19 عاماً) ويسر أبو صالحة (21 عاماً) والسوري من أصل فلسطيني ضياء بركات (23 عاماً) زوج يسر.
أما مطلق النار، فهو كرايغ ستيفن هيكس (46 عاماً) واحتجز في سجن منطقة دورهام بعدما سلّم نفسه إثر إطلاق النار الثلثاء، فيما وجهت الشرطة إليه «تهماً بارتكاب ثلاث جرائم قتل من الدرجة الأولى».
وفي صفحة على موقع «فايسبوك» يُعتقد أنها لهيكس، ظهرت عشرات التعليقات المناهضة للأديان، قال في بعضها إن لديه «اعتراضاً ضميرياً على الأديان»، إضافة إلى رسوم وتعليقات تسخر من الديانة المسيحية ومن طائفة المورمون ومن الإسلام.
وظهرت على صفحته كذلك صورة مسدس معبأ، إضافة إلى تسجيل فيديو لكلب صغير ولقطة دعائية للخطوط الجوية النيوزيلاندية. وقال في إحدى تعليقاته على الصفحة: «أنا لست ملحداً، لأنني أجهل حقيقة الكتاب المقدس. أنا ملحد لأن الكتاب المقدس جاهل بالحقيقة». وأضاف «نظراً للضرر الجسيم الذي تسبب به دينكم للعالم، أستطيع أن أقول إنه ليس فقط من حقي بل من واجبي أن أهينكم».
وذكرت وسائل إعلام محلية أن ضياء، الذي احتفل بزفافه قبل أسبوعين، طالب في السنة الدراسية الثانية بكلية طب الأسنان، وزوجته يسر كانت تعتزم بدء دراستها في الاختصاص نفسه الخريف المقبل. أما رزان، فهي طالبة في جامعة كارولاينا الشمالية.
وقال مسئولون في الجامعة: «إنهم كانوا قدوة حسنة، سواء في حياتهم أو مماتهم». وانتشرت صور الضحايا الثلاث على مواقع التواصل الاجتماعي ومن بينها صور زفاف ضياء ويسر.
وفتحت صفحة خاصة على «فايسبوك» تكريماً للطلاب الثلاثة كتب عليها «الأعزاء بركات ويسر أبو صالحة ورزان أبو صالحة عادوا إلى ربهم» و«لقد كانوا نموذجاً في الحياة والموت». ونشرت على الصفحة أيضاً صورة للطلاب الثلاثة وهم يبتسمون، في ما بدا وكأنها حفلة تخرج. وترتدي المرأتان الحجاب.
وأعرب فارس، شقيق ضياء، عن حزنه لمقتلهم، وكتب على صفحته على «فايسبوك»: «هذا القتل غير منطقي».
وأضاف: «أدعو لهم ولأصدقائهم ولعائلاتهم. لم أبدأ بعد في استيعاب ما حدث، ولكنني أعلم بالتأكيد أن هؤلاء الثلاثة معاً قاموا بالكثير من الأمور التي تجعلنا نفخر بهم».
ونشرت شرطة تشابل هيل بياناً على موقعها الإلكتروني يعلن سقوط القتلى الثلاثة ويقول إنها «تستجوب شخصاً على علاقة بالجريمة، وإنه ليس هناك من تهديد حالي على عامة الناس».
وعلى رغم أن الشرطة لم تكشف عن الدافع المحتمل للجريمة، إلا أن شكوكاً تثور بوجود دوافع عنصرية وراء الجريمة على خلفية الديانة الإسلامية للضحايا، الذين ذكر أنهم كانوا يجمعون تبرعات لإغاثة اللاجئين السوريين في تركيا.
"الحياة اللندنية"
مسئول خليجي لـ {الشرق الأوسط}: لن نتحرك عسكريا في اليمن
حمل إيران مسئولية الفوضى.. واجتماع يبحث موقفا خليجيا صارما من الحوثيين السبت
أوروبا تلحق بواشنطن في إغلاق السفارات
كشف مسئول خليجي لـ«الشرق الأوسط» عن أن دول مجلس التعاون الخليجي لن تتحرك عسكريا لحماية مصالحها في اليمن، بعد حالة الانقلاب على الشرعية وعزل المتمردين الحوثيين الرئيس الشرعي للبلاد عبد ربه منصور هادي وحكومته، لكنه أكد أن التنسيق جار لصياغة موقف خليجي صارم من الأوضاع في اليمن سيعلن السبت المقبل على هامش اجتماع مجلس وزراء خارجية دول المجلس، وأضاف أن الموقف يتجاوز سحب البعثات الدبلوماسية.
وحمل المسئول إيران مسئولية الفوضى التي يشهدها اليمن من خلال تحريك جماعة «أنصار الله» الحوثية للإمساك بزمام السلطة.
في غضون ذلك، أغلقت السفارات البريطانية والفرنسية والإيطالية في صنعاء أبوابها كما غادرت سفيرة الاتحاد الأوروبي بتينا موشايت البلاد، غداة إعلان واشنطن غلق سفارتها مع تصاعد حدة التوتر.
وفي هذا السياق، أفادت مصادر يمنية متطابقة بأن الحوثيين نهبوا أكثر من 20 سيارة ومركبة تتبع السفارة الأمريكية، ومنعوا عناصر قوات البحرية (المارينز) من أخذ أسلحتهم. وأوضحت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بأن المارينز الذين رافقوا عملية إجلاء الدبلوماسيين الأمريكيين إلى مطار صنعاء تركوا بعض الأسلحة الصغيرة وراءهم في السيارات، إذ إنه من غير المسموح حمل الأسلحة على الطائرات التجارية، أما الأسلحة الثقيلة مثل الأسلحة الآلية والرشاشات فقد دمروها قبل مغادرتهم السفارة.
إلى ذلك، عمت مظاهرات ضخمة العاصمة صنعاء و6 مدن أخرى، لرفض الانقلاب الحوثي، واحتفاء بالذكرى الرابعة لثورة 11 فبراير (شباط) التي أطاحت بالرئيس السابق علي عبد الله صالح عام 2011. وتعرضت مسيرات إلى اعتداءات من قبل الحوثيين بإطلاق الرصاص الحي، في تكرار للأساليب التي استخدمها صالح لقمع الانتفاضة قبل 4 أعوام.
روحاني يعترف بالتدخل في العراق واليمن وسوريا ولبنان
أكد في ذكرى ثورة الخميني أنه لا خيار للعالم «غير الاتفاق» مع طهران
شدد الرئيس الإيراني حسن روحاني، في خطاب ألقاه أمس، في الذكرى الـ36 للثورة التي قادها آية الله الخميني وأطاحت بنظام الشاه محمد رضا بهلوي، على «ضرورة» دور بلاده في مكافحة الإرهاب وتأمين «الاستقرار والسلام» في الشرق الأوسط. وأقر ضمنيا بتدخل طهران في شئون دول المنطقة, قائلا إن «بسط السلام والاستقرار واستئصال الإرهاب في الشرق الأوسط يمر عبر الجمهورية الإسلامية». وأضاف «رأيتم أن الدولة التي ساعدت شعوب العراق وسوريا ولبنان واليمن لمواجهة المجموعات الإرهابية هي جمهورية إيران الإسلامية».
وفي الشأن النووي، كرر روحاني القول إن طهران ليست خائفة «من العقوبات», وأكد أنه «ليس للعالم خيار آخر غير الاتفاق» معها.
"الشرق الأوسط"
"أجواء حرب" في اليمن ترافق إغلاق السفارات الغربية
أغلقت الولايات المتحدة وعدة دول أوروبية سفاراتها، أمس الأربعاء، في صنعاء وأجلت أطقمها الدبلوماسية وأتلفت وثائق مهمة ودمرت معدات على خلفية اشتداد الأزمة السياسية والأمنية في اليمن مع صعود المسلحين الحوثيين الذين يحاولون تثبيث دعائم سيطرتهم على البلد، وقام عناصرهم أمس بالاستيلاء على 30 سيارة تابعة للسفارة الأمريكية بينها 25 عربة تابعة لمشاة البحرية المارينز بعد مغادرة السفير صنعاء .
يأتي ذلك فيما تتابع الأطراف اليمنية حواراً برعاية الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص جمال بن عمر للخروج من الأزمة العميقة وإطلاق مرحلة انتقالية جديدة بعد استقالة الرئيس عبدربه منصور هادي والحكومة .
وأوقفت الولايات المتحدة الأمريكية العمل في سفارتها وسحبت طاقمها الدبلوماسي بالكامل يوم أمس، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جين ساكي إن "الأعمال الأخيرة الأحادية الجانب خربت عملية الانتقال السياسي في اليمن وأنتجت مخاطر من أن يهدد تجدد العنف اليمنيين والسلك الدبلوماسي في صنعاء" . وحذت كل من بريطانيا وفرنسا حذو الولايات المتحدة في حين قالت السفارة الألمانية إن بعثتها الدبلوماسية تتلف بدورها الوثائق الحساسة وستغلق قريباً . وأكد مصدر دبلوماسي غربي أن عدة سفارات أوروبية تفكر جدياً في وقف نشاطها وإجلاء أطقمها . وقال المصدر "نحن نفكر في الرحيل" . وقال توبياس إلوود، وزير شئون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية البريطانية: لا يزال الوضع الأمني في اليمن يتدهور خلال الأيام الأخيرة، وللأسف نرى الآن أن موظفي سفارتنا ومبناها في خطر متزايد، وعليه قررنا سحب طاقمنا الدبلوماسي وتعليق العمليات مؤقتاً في السفارة البريطانية بصنعاء، بحسب صحيفة تليغراف البريطانية . وأعلنت السفارة الفرنسية في اليمن أنها ستغلق أبوابها اعتباراً من يوم الجمعة وحتى إشعار آخر . ودعت السفارة في بيان على موقعها الإلكتروني رعاياها لمغادرة اليمن في أسرع وقت ممكن، وأرجعت ذلك إلى "التطورات السياسية الأخيرة والأسباب الأمنية" .
واستولى عناصر من الميليشيات الحوثية أمس على ثلاثين سيارة أمريكية في مطار صنعاء بعد مغادرة سفير الولايات المتحدة . وإضافة إلى السيارات الثلاث العائدة إلى السفير ماثيو تولر ومساعديه، استولت الميليشيات على أكثر من 25 عربة تابعة لمشاة البحرية الأمريكية (المارينز) المكلفين بأمن السفارة التي أغلقت أبوابها، وفق مصادر أمنية في المطار . وأضافت هذه المصادر أن بعض هذه السيارات كان مصفحاً، لافتة إلى اعتقال سائقين يمنيين بعدما نقلوا الأمريكيين إلى المطار . وقال موظفون محليون في السفارة الأمريكية إن طاقم العاملين دمر أسلحة وأجهزة كمبيوتر ووثائق قبل إغلاق السفارة وإجلاء الدبلوماسيين، بينما قال البيت الأبيض إن موظفي وزارة الدفاع ما زالوا على الأرض في اليمن يقومون بمهمة مكافحة الإرهاب.
انطلاق الجولة الثالثة للحوار الليبي بغدامس.. وطرفا الأزمة لم يتواجها
40 رأساً من دون أجساد ببنغازي والثني يعزل وزير الداخلية
انطلقت أمس الأربعاء الجولة الثالثة من الحوار الوطني بين فرقاء الأزمة الليبية برعاية الأمم المتحدة بمدينة غدامس جنوبي البلاد، فيما واصل رئيس الحكومة الشرعية عبدالله الثني زياراته الميدانية للقوات على جبهات القتال، ودعا من مدينة الزنتان قادة ميليشيا "فجر ليبيا" المتشددة إلى الاعتراف بشرعية مجلس النواب والحكومة، وفي تطور لم تعرف دوافعه بعد أقال الثني وزير داخليته عمر السنكي وكلف مدير مديرية أمن البيضاء، العميد مصطفى بوحرارة للقيام بمهامه .
وأكد موفد مكتب الإعلام بالبرلمان الليبي الشرعي "عبدالمنعم الجرّاي" انعقاد الجولة، بفندق دار غدامس ظهر أمس، وقال الجرّاي إن الأطراف المشاركة هي التي شاركت في جولات الحوار السابقة وهم ممثلو البرلمان الشرعي وعدد من النواب المقاطعين لجلساته وممثلو منظمات المجتمع المدني إضافة إلى وفد عن برلمان المليشيات الذي قاطع جلسات الحوار في جنيف .
من جهتها قالت البعثة الأممية في تغريدة على موقع "تويتر" إن "المشاركين وصلوا إلى غدامس لإجراء جولة من الحوار السياسي بمشاركة رئيس البعثة الأممية برنادينو ليون تهدف إلى إنهاء الأزمة في ليبيا" .
وكشف "الجرّاي" عن آلية الجلسات، وقال إنها تجري بشكل منفرد ولم يتحاور فيها الطرفان بشكل مباشر، مضيفاً أن الجولة الرابعة من الحوار يمكن أن تعقد الأسبوع المقبل، متوقعاً أن تحتضنها جنيف إلاّ أنه قال إن الأمر لم يتم الاتفاق عليه بعد .
من جهة أخرى ذكرت مصادر ل"سكاي نيوز عربية"، ليل الثلاثاء الأربعاء، أن الثني أقال وزير الداخلية عمر السنكي، وأضافت المصادر أن الثني قرر تكليف مدير مديرية أمن البيضاء، العميد مصطفى بوحرارة مهام السنكي لحين عقد جلسة مجلس النواب لاعتماد وزير جديد .
وواصل الثني زياراته الميدانية لجبهات القتال حيث زار الثني، مقر القيادة العامة للجيش بمدينة المرج (شرق)، وكشفت المصادر أن اجتماعاً موسعاً جمع الثني ورئيس القوات العامة للجيش الليبي الفريق أول خليفة حفتر وقيادات بالجيش . وأوضحت أن الثني اطلع خلال الزيارة على شرح موسع عن سير العمليات العسكرية في مختلف جبهات القتال بالبلاد .
ودعا الثني قادة مليشيا "فجر ليبيا" المتشددة إلى الاعتراف بشرعية مجلس النواب والحكومة خلال كلمة ألقاها في مدينة الزنتان، وقال إن "إعداد القوة والتجهيز العسكري لا بد منه، لكن إذا رجعت المليشيا عن عدوانها واعترفت بشرعية مجلس النواب والحكومة وحربهما على الإرهاب فإن الشعب الليبي سيقبلهم" .
في أثناء ذلك قال مصدر بالمكتب الإعلامي بمركز بنغازي الطبي لوكالة أنباء "الشرق الأوسط" المصرية، إن المركز استقبل 40 رأساً بشرية من دون جثث عثر عليها أثناء تمشيط القوات الخاصة الصاعقة لمعسكر الصاعقة المدرسة بمنطقة بوعطني في بنغازي . يشار إلى أن القوات الخاصة تمكنت بعد عملية "وطواط الجحيم" من السيطرة على معسكر الصاعقة المدرسة ببوعطني ودحر قوات ما يعرف بمجلس شورى ثوار بنغازي .
وكان سلاح الجو الليبي قد استهدف حصون الجماعات المتطرفة وقام بعشرات الطلعات الجوية الناجحة في بنغازي .
وقال قائد سلاح الجو في الجيش الوطني الليبي العميد صقر الجروشي إن بنغازي تخوض معارك ضارية لاجتثاث الإرهاب، وطالب سكان المدينة بالابتعاد عن البوابات والمعسكرات .
في غضون ذلك أعربت حكومات بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا والولايات المتحدة عن إدانتها الشديدة لما يدور من اعمال عنف داخل ليبيا .
وذكر بيان مشترك صدر من الخارجية البريطانية "أن من شأن هذه الهجمات أن تقوض جهود الليبيين الذين يعملون من أجل تحقيق السلام والاستقرار في البلاد من خلال المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة، مشدداً على عدم وجود حل عسكري لمشاكل ليبيا".
"الخليج الإماراتية"
محمد بن نايف في الدوحة لتذكيرها بتعهداتها تجاه مصر
ولي ولي العهد السعودي يذّكر أمير دولة قطر بالتزام بلاده بدفع الاستقرار في مصر ودعمها اقتصاديا وسياسيا
قالت مصادر قطرية مطّلعة إن زيارة الأمير محمد بن نايف ولي ولي العهد السعودي إلى الدوحة تركزت حول ما تبدى للقيادة السعودية من تراجع قطري في الالتزام بأهم بنود المصالحة الخليجية، وهو دعم استقرار مصر.
وأشارت المصادر إلى أن اللقاء الذي تم مساء الثلاثاء بين الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر والأمير محمد بن نايف اتسم بالصراحة والوضوح، وأن ولي ولي العهد السعودي ذكّر أمير قطر بالتزام بلاده بدفع الاستقرار في مصر ودعمها اقتصاديا وسياسيا.
وأعلنت دول مجلس التعاون الخليجيّ في ختام الاجتماع الاستثنائيّ الذي عقد في المملكة العربيّة السعوديّة في 16 نوفمبر 2014، انتهاء الخلاف الخليجي مع قطر وعودة السفراء إلى الدوحة، وفقا لشروط محددة بينها دعم مصر ووقف الحملات الإعلامية ضدها وضد الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وقالت وكالة الأنباء السعودية "واس" إن الأمير محمد بن نايف التقى أمير قطر الشيخ تميم وبحث معه "الأوضاع الإقليمية والدولية، وتبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا ذات اهتمام مشترك"، لكن مصادر خليجية قالت إن الرياض منزعجة من عودة الدوحة للتحريض ضد مصر ورئيسها.
ومن هناك جاءت الزيارة للفت انتباهها إلى أن الحرص الخليجي على أمن مصر مايزال أولوية مطلقة للسعودية ولدول الخليج.
وكانت مؤسسات إعلامية قطرية أو محسوبة على قطر قد عادت إلى شن الهجمات الإعلامية على مصر ورئيسها، فضلا عن إطلاق عدد من التسريبات الهادفة إلى ضرب العلاقة بين القاهرة والعواصم الخليجية.
وعادت قناة الجزيرة إلى تناول الشأن المصري بطريقة تصعيدية وإلى إبراز تأييدها للإخوان وبثت تسريبات لجلسة للرئيس المصري مع عدد من مساعديه قبل ترشحه للرئاسة تناول فيها العلاقة مع دول الخليج. كما أن الشيخ يوسف القرضاوي عاد إلى التحريض على بلده الأصلي مصر، مستفيدا من غطاء جنسيته القطرية.
وروجت مؤسسات إعلامية عددا من الإيحاءات بأن العاهل السعودي الجديد الملك سلمان بن عبدالعزيز قد يتخذ مواقف من مصر مغايرة عن مواقف الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز وأنه قد يسعى إلى الانفتاح على جماعة الإخوان بهدف خلق مناخ من الإشاعات يبرر تراجع الدوحة عن تعهدها السابق.
وتعتبر هذه الزيارة أولى الزيارات الخارجية للأمير محمد بن نايف منذ توليه موقع ولي ولي العهد في أعقاب وفاة الملك عبدالله وتولي الملك سلمان السلطة.
وأكـد الـتحرك السـعودي الـسريع لاحتواء الهجمة الإعلامية عـلى مصر بأن من غـير الوارد الرجـوع عن التعهدات التي قطــعتها قطر بهــذا الشأن وأنها ليست التزامـات شخــصية مـع المــلك الراحل بل موقــف دولة.
وكشفت مصادر مطلعة في الدوحة أن الشيخ تميم جدد التزامه بما تم الاتفاق عليه في اتفاق الرياض التكميلي، ليس فقط بدعم مصر سياسيا واقتصاديا، ولكن أيضا بوقف الحملات الإعلامية التي تتولاها قناة الجزيرة وشخصيات إخوانية مقيمة في الدوحة.
ويأتي الموقف السعودي في سياق موقف خليجي أوسع يعتبر جماعة الإخوان خطرا باعتبارها تنظيما سياسيا يرفع شعارات دينية، غير أن قطر فتحت بابها لبعض أعضائها البارزين وتسعى إلى توظيفها كورقة في جهودها في البحث عن أدوار إقليمية.
ونقلت وكالة رويترز عن دبلوماسي عربي في الرياض قوله "لا أعتقد أن الملك سلمان سيرهن العلاقات مع قطر بقضية الإخوان المسلمين غير أنني لا أعتقد أيضا أنه سيغير السياسة السعودية تجاه الإخوان داخل المملكة أو في مصر".
وفيما كان العالم منشغلا بجنازة الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز وتداعيات انتقال السلطة في المملكة، ظهر القرضاوي في الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير ليحرض المصريين على التظاهر واستهداف قوات الأمن والشرطة، ويهاجم حكم السيسي "الظالم" في مقطع فيديو ويصف مرسي بأنه "الرئيس الشرعي".
تفاقم الدور الأجنبي في الأزمة الليبية يحول البلاد إلى ساحة حرب
أمين عام الجامعة العربية يحذر من انتقال عدوى الخراب السوري إلى ليبيا ويدعو إلى توحيد الجهود لإنقاذ البلاد من الدمار
تصاعدت وتيرة الانتقادات في الآونة الأخيرة لعدد من الدول التي تتدخل في الشأن الليبي وتلعب دورا أساسيا في تأجيج الأوضاع بدعم أطراف دون أخرى، وهو ما نبذه شق واسع من الليبيين بدعوة الأمم المتحدة إلى التدخل بأكثر نجاعة لإنقاذ ليبيا من التقسيم وممارسة ضغوط على أطراف النزاع.
وانتقد الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، التدخلات الخارجية في الشأن الليبي من دول لم يسمها، منوّها بأن مثل هذه التدخلات قد تدفع إلى تعقّيد الأزمة في ليبيا.
وقال العربي في تصريحات صحفية “إنّ تدخلات دول غير معنية بالشأن الليبي قد تدفع نحو النموذج السوري الذي استفحل بسبب تداخل الجهود الإقليمية والدولية واستمرار النزاع المسلح”.
وأوضح العربي أنَّه اتفق مع الأمين العام للأمم المتحدة بأن كي مون، في اتصال هاتفي، على عقد اجتماع في نيويورك، الأسبوع المقبل، لتوحيد الجهود الدولية الخاصة بليبيا تحت مظلة الأمم المتحدة.
واستنكر تعدّد المبعوثين الدوليين الخاصين بالأزمة الليبية، وقال إنَّه “من غير المقبول أن تشارك دول بعيدة عن الشأن الليبي بمبعوثين في الأزمة لمجرد إثبات موقف تجاه ما يحدث في هذا البلد دون أن تكون هناك نتائج على أرض الواقع”.
وأمام تواتر الانتقادات لعدد من الدول بسبب تدخلها غير المبرر في الشأن الليبي وتعالي الأصوات المنادية بضرورة تفعيل الحلول السياسية للحدّ من الأزمة المتصاعدة بسبب انتشار الأسلحة وسيطرة الجماعات المتشددة على عدد من المدن والمناطق الحيوية، بدأت تركيا في لعب دور جديد في ليبيا قوامه الوقوف على الحياد وتجنب المواقف الداعمة لشقّ دون آخر.
فقد خفّفت من دعمها المعلن لتيار الإسلام السياسي في ليبيا، خاصة بعد تواتر الاتهامات حول تغذية القيادة في أنقرة للصراع الدائر بين قوات حفتر المناهضة للإرهاب وميليشيا “فجر ليبيا” الموالية للمتطرفين.
ورغم تصريحات العديد من المسئولين الحكوميين الأتراك بأن بلادهم لا تساند أيا من أطراف الصراع في ليبيا وتبحث كيفية جمع الفرقاء على طاولة التفاوض، إلاّ أن شقّا واسعا من المحللين أكد أن السلطات التركية ورغم ما تبديه من تحفظ وصفته بـ”المغشوش” إزاء الجماعات الإسلامية في ليبيا، إلاّ أنها تواصل دعمها وتأييد مشروعها وطرحها السياسي.
ولا يقتصر الأمر على تركيا، فقد دعا رئيس الحكومة الليبية عبدالله الثني في العديد من المناسبات إلى قطع إمدادات السلاح عن الجماعات المتطرفة و”ردع” الدول التي قال إنها تدعم هذه الجماعات وتؤجّج الصراع بين الفرقاء.
ووجه قياديون ومسئولون في الحكومة الليبية اتهامات لقطر بدعم الميليشيات الإسلامية الذراع اليمنى لإخوان ليبيا الذين فشلوا في الانتخابات الماضية.
كما اتهمت الحكومة الليبية، في وقت سابق، السلطات السودانية بدعم الإرهاب وذلك بنقل الأسلحة إلى الميليشيات المتشددة في مطار معيتيقة وطالبتها في بيان شديد اللهجة بعدم التدخل في الشأن الليبي واحترام سيادة الدولة، ومقابل ذلك نفت الخرطوم أي علاقة لها بالمتطرفين، موضحة أن الطائرة التابعة للجيش السوداني كانت تحمل فقط مساعدات للقوات الليبية السودانية المشتركة.
وفي سياق متصل، عبّر شقّ واسع من الليبيّين، في عديد المناسبات، عن استيائهم من التراخي الدولي في التعامل مع الأوضاع في بلدهم، وسط تهديدات جديّة بسبب اختراق تنظيم داعش لحدود ليبيا وتمكّنه من القيام بهجمات إرهابية مكثّفة والسيطرة على بعض المناطق والمدن وهو ما سيؤثّر سلبا على الأمن القومي لدول الجوار التي تتحرك ميدانيا ودبلوماسيا لمنع حدوث تنقّل الأسلحة والمقاتلين وتكوين خلايا إرهابية لتجنيد الشباب.
وتوجه الانتقادات عموما إلى الولايات المتحدة التي يعتبر موقفها من الأزمة الليبية غير واضح، إذ تقتصر الإدارة الأمريكية في تعاملها مع ما يحصل من اقتتال وتخريب في بنغازي وطرابلس على الإدانات والتنديدات شديدة اللهجة والتصريحات حول ضرورة إحلال السلام وتغليب الحل السياسي على التدخل العسكري.
ويشوب الموقف الأمريكي إزاء أعمال العنف التي اجتاحت أغلب المدن الليبية الكثير من الغموض والضبابية، ففي الوقت الذي تلعب فيه الولايات المتحدة دورا محوريا في شنّ حرب ضدّ الإرهاب في سوريا والعراق، نرى عدم تحمّسها الشديد للتدخل مباشرة لوقف نزيف الدم في ليبيا، فهي تراقب عن كثب ما يجري وتصدر تصريحات عادية لا تعكس الموقف الحقيقي للسياسة الأمريكية تجاه الإرهاب، على الأقل ظاهريا.
"العرب اللندنية"
قطر تعيد فتح سفارتها ببغداد قريبا
كشف مصدر مطلع على المباحثات العراقية القطرية التي يجريها الجانبان في العاصمة الدوحة، أن "الجانب القطري وعد بإعادة فتح سفارته في العاصمة بغداد في أقرب وقت ممكن".
وأكد آل ثاني أنه "سيقوم بزيارة العراق في الوقت المناسب، للتباحث حول سبل توطيد أطر التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين"، كما تعهد أمير قطر بقلب صفحة الماضي مع العراق، والانفتاح الكامل في كافة المجالات الاقتصادية والامنية والثقافية وغيرها، في الوقت الذي أكد فيه قرب افتتاح السفارة القطرية في بغداد.
وقال المصدر الذي طلب حجب أسمه، في تصريح خاص لشبكة "إرم" الاخبارية، إن "مباحثات الوفد العراقي برئاسة رئيس الجمهورية فؤاد معصوم مع أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، كانت إيجابية، حيث وعد فيها تميم بقلب صفحة الماضي والانفتاح الكامل على العراق في كافة المجالات الاقتصادية والأمنية".
وأضاف أن "محور تنظيم "داعش"، كان من أهم محاور اللقاء، والذي نوقش باستفاضة تامة، حيث اتفق الطرفان على ان خطر هذا التنظيم لن يشمل العراق فقط بل سيكون وبالاً على المنطقة برمتها".
ونقل موقع رئاسة الجمهورية العراقية عن ناصر آل ثاني قوله خلال لقائه الرئيس فؤاد معصوم ووزير الداخلية محمد سالم الغبان، إنه ملزم بـ"تنفيذ توصيات سمو أمير دولة قطر بترميم العلاقات مع العراق وتعزيزها في جميع الميادين"، مشيرا إلى أن "وزارتي الداخلية في كلا البلدين ماضيتان في التواصل والتعاون المتبادل من أجل تجفيف منابع الإرهاب بكل أشكاله".
وكان أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني استقبل، اليوم الأربعاء، رئيس الجمهورية فؤاد معصوم والوفد المرافق له.
ووصل رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، صباح الأربعاء، إلى العاصمة القطرية الدوحة في زيارة رسمية على رأس وفد وزاري شمل وزراء النفط عادل عبد المهدي والمالية هوشيار زيباري والداخلية محمد سالم الغبان، والتربية محمد إقبال، بالإضافة إلى مستشار الأمن الوطني فالح الفياض.
السعودية تتجه لسياسة الاحتواء بدل المواجهة
تشهد الدبلوماسية السعودية، نشاطاً كبيراً هذه الأيام، بعد أن فرغ العاهل السعودي الجديد الملك سلمان بن عبدالعزيز، من رسم الخطوط الرئيسية للحياة الداخلية في المملكة، بكافة تفاصيلها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدينية.
وتبدو السعودية ذات الثقل السياسي والاقتصادي الذي يمتد بعيداً في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي والإسلامي، مقبلة على تغييرات كثيرة في سياستها الخارجية التي اتسمت بالثبات في السنوات الماضية، لتشمل مد علاقات جديدة، وإصلاح أخرى متوترة، وتعزيز تحالفات قديمة، ليغلب عليها طابع الاحتواء بدلاً عن سياسة المواجهة.
وخلال الأيام الماضية، شمل النشاط الدبلوماسي السعودي، عدة ملفات في دول تلعب الرياض دوراً فاعلاً فيها، مثل مصر وقطر وتركيا وسوريا واليمن وإيران وليبيا، لتفتح الباب أمام كل الاحتمالات للسياسة التي ستنتهجها المملكة في الفترة المقبلة.
ومن دون إعلان مسبق، وصل ولي ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن نايف، إلى العاصمة القطرية الدوحة، والتقى أميرها الشيخ تميم بن حمد، في زيارة خاطفة غير معروفة الهدف بدقة، لكنها قد لا تتعدى القضية الخلافية بين البلدين حول سياسة الدوحة الخارجية.
وتتركز التوقعات عن زيارة الأمير محمد بن نايف، وزير الداخلية القوي، إلى الدوحة، حول سياسة قطر تجاه القاهرة، والتأكيد على التزام الأطراف الخليجية باتفاق الرياض، لا سيما بعد قضية التسجيل الصوتي المسيء لدول الخليج والمنسوب للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
ويقول مراقبون للعلاقات السعودية القطرية، إن مغزى الزيارة الأهم، هو فتح الرياض لقناة تواصل ساخنة مع الدوحة، حول أي طارئ في علاقة البلدين، بدل سياسة القطيعة التي اتبعتها السعودية، عندما سحبت سفيرها هي والإمارات والبحرين من الدوحة في مارس/آذار الماضي.
وتزامنت زيارة الأمير محمد بن نايف، مع حديث منسوب لوزير الخارجية السعودي المخضرم، الأمير سعود الفيصل، حول جماعة الإخوان المسلمين التي صنفتها المملكة مؤخراً كجماعة إرهابية في قائمة ضمت الكثير من التنظيمات والفصائل المسلحة في المنطقة.
وقال الفيصل وفقاً لصحيفة محلية محافظة، لاتخرج حتى في مقالات الرأي عن الخط السياسي العام الذي تنتهجه المملكة، "ليس لنا أي مشكلة مع الإخوان المسلمين، مشكلتنا فقط مع فئة قليلة تنتمي لهذه الجماعة، هذه الفئة هم من في رقبتهم بيعة للمرشد".
وقال محلل سياسي سعودي معلقاً على كلام الفيصل "ليس من قبيل الصدفة أن تنشر صحيفة (الجزيرة) عبر كاتبة بارزة مثل سمر المقرن، رأياً لوزير الخارجية السعودي بجماعة الإخوان المسلمين، يختلف جوهرياً مع سياسة المملكة في عهد الملك الراحل عبدالله ضد الجماعة".
وأضاف في حديث لشبكة "إرم" أن "الدبلوماسية السعودية في عهد الملك سلمان قد لا تلتزم بموقفها السابق تجاه الجماعة، وربما تستبدل القطيعة التامة التي انتهجتها الرياض إبان حكم الملك الراحل عبدالله، بالتواصل الحذر أو الاحتواء".
وضخت الرياض بالفعل روحاً جديدة في الثوابت الداخلية والخارجية التي رسمها الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، من خلال تغييرات واسعة شملت رجالاً عينهم الملك عبدالله قبل أشهر قليلة فقط من وفاته.
وتتزامن هذه الإشارات ذات المغزى الكبير في قاموس العمل السياسي، مع تقارير تتحدث عن رغبة تركية كبيرة في إعادة علاقاتها المتوترة مع الرياض التي قد ترد بإيجابية على الرغبة التركية فيما لو قدمت بعض بوادر حسن النية في الملف السوري أو المصري.
وأثيرت خلال الأيام الماضية أيضاً، علاقة المملكة المقطوعة مع حركة حماس القريبة من جماعة الYخوان المسلمين، وأن الحركة الفلسطينية أرسلت إشارات إلى الملك السعودي الجديد وتنتظر الرد عليها.
ويقول نشطاء سعوديون على موقع "تويتر" إن الأمير محمد بن نايف الذي يرأس مجلس الشئون السياسية والأمنية، الذي أنشأه الملك سلمان، ويتوقع أن يكون له الدور الأكبر في رسم سياسة المملكة، يستخدم خبرته الشخصية في إدارة علاقات المملكة بدول الجوار، الحلفاء منهم والأعداء.
ونجح الأمير محمد بن نايف بالفعل منذ أن كان مساعداً لوالده الأمير نايف بن عبد العزيز في وزارة الداخلية، في تحقيق انتصار أمني واسع ضد تنظيم القاعدة الذي حاول تأسيس قاعدة شعبية له في المملكة، وتقول تقارير محلية إنه تواصل شخصياً مع أعضاء بارزين في التنظيم.
وقالت الكاتبة السعودية البارزة سمر المقرن واصفةً وزير خارجية المملكة بعد لقاء جمعه بعدد من الكتاب، بأن أول ما يلفت النظر تسامحه (الأمير سعود الفيصل)، برغم ما يُقال عن شراسته، إلا أن تصالحه مع الجميع يدعو لمعرفة الخارطة الفكرية لهذا.
ويقول مراقبون للسياسة السعودية، إن شخصية الملك الراحل عبدالله، فرضت على المملكة الالتزام بتوجهاته السياسية والاقتصادية وحتى الدينية، إلا أن العهد الجديد الذي يلعب فيه بوضوح جيل جديد من أحفاد الملك المؤسس، قد يتيح لوزير خارجية بمكانة وخبرة الأمير سعود الفيصل وصل حبال مقطوعة، وتقوية أخرى.
"إرم"
كرديات على خط النار في مواجهة داعش
لا تبدو نسرين عبدالله بقامتها الصغيرة وابتسامتها المشاكسة خطرة على الجهاديين، لكن هذه الكردية السورية هي على رأس مقاتلين انزلوا فيهم هزيمة في مدينة كوباني أو عين العرب السورية.
ولدى مرورها في باريس حيث استقبلت كبطلة في الاوساط الكردية، لم تنزع لباسها العسكري الذي يحمل النجمة الحمراء شعار حزب الاتحاد الديمقراطي أبرز تشكيل كردي في سورية.
وقالت هذه الشابة (36 عاما) التي تعد من أبرز قائدات الجناح المسلح لحزب الاتحاد الديمقراطي "في كوباني المرأة كانت على كل الجبهات، في كل الخنادق في وجه عدو متوحش".
و"القائدة" نسرين كانت على رأس المقاتلين الأكراد في كل المعارك ضد داعش الذي يسيطر على اجزاء واسعة من الاراضي في سورية والعراق.
وقالت وسط التصفيق أثناء تجمع هذا الأسبوع "لقد وفينا بالوعد الذي قطعناه لشعبنا، وحققنا النصر في كوباني".
ففي 26 كانون الثاني (يناير) استعاد المقاتلون الأكراد- بإسناد الغارات الجوية للتحالف الدولي- مدينة عين العرب بعد اربعة أشهر من المعارك الشرسة مع مقاتلي تنظيم داعش. وبحسب القائدة نسرين فإن حوالي 40 بالمائة من المقاتلين الأكراد في مدينة كوباني بشمال سورية القريبة من تركيا هم من الإناث.
وأكدت لصحفيين أنهن ناشطات يتمتعن بالصفاء والصلابة لكنهن أيضا امهات من ربات العائلات أرسلن أولادهن إلى الملجأ في تركيا "وبقين يحاربن في صفوفنا".
ومن بين هؤلاء المقاتلات قائدات عسكريات أمثال نارين عفرين التي اشتهرت باضطلاعها بدور من الصف الأول في الدفاع عن كوباني.
او ارين ميركان التي فجرت نفسها في الخامس من تشرين الاول (أكتوبر) وسط مقاتلين كانوا يحاصرون المدينة فقتلت عشرات من مقاتلي تنظيم داعش بحسب مصادر كردية.
وفي الاجمال تقاتل اربعة آلاف امرأة في صفوف الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي بحسب المسئولين الأكراد الذين يرفضون كشف العدد الاجمالي لمقاتليهم. فهل هن خفن في مواجهة مقاتلين متمرسين على القتال جاءوا من العالم اجمع؟ على هذا السؤال تجيب الشابة "على العكس هم خافوا من قتال النساء" مضيفة "هم يعتقدون انه سيذهبون إلى الجنة ان قاتلوا امرأة". وقالت نسرين "الامر الاصعب هو نقص الأسلحة والذخيرة".
وقد انضمت هذه الصحفية السابقة المتحدرة من مدينة القامشلي في شمال شرق سورية، إلى المعارضة المسلحة منذ انتفاضة فاشلة قام بها أكراد في هذه المدينة ضد نظام الرئيس بشار الأسد في 2004. لكن هذه القائدة العزباء لا تعطي تفاصيل كثيرة عن حياتها الخاصة.
فبمعزل عن الجانب العسكري يريد الأكراد رؤية بعد رمزي في انتصارهم على الجهاديين الذين يستعبدون النساء في المناطق التي تسقط في ايديهم، بحيث يرغمونهن على ارتداء الحجاب ويخضعون حتى نساء ينتمين إلى الاقلية الايزيدية للعبودية.
وقالت آسيا عبدالله التي تشارك في قيادة حزب الاتحاد الديمقراطي "ان داعش ' يشكل خطرا كبيرا على المرأة ووضعها".
وقد استقبل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عبدالله و"القائدة" نسرين الاحد في أول لقاء من نوعه كما كشف الحزب الكردي الذي يسعى للحصول على اعتراف دولي.
وحزب الاتحاد الديمقراطي يعتبر الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني، الحزب الكردي التركي الذي تعتبره انقرة منظمة إرهابية. ورغبة منه في اعلاء دور النساء اعتمد الحزب على غرار الحزب الشقيق بنية ثنائية لجناحيه السياسي والعسكري ومنظماته الجماهيرية التي يشارك في قيادتها رجل وامرأة.
وفي خريف العام 2014 أصدر في المناطق الكردية التي يسيطر عليها في سورية مرسوما يضمن للنساء نفس حقوق الرجال وحرم "جرائم الشرف" كما منع تعدد الزوجات.
"الغد الأردنية"
مجلة تابعة لـ"داعش": حياة بومدين وصلت بسلام إلى "دولة الخلافة الإسلامية"
قالت مجلة تابعة لتنظيم "داعش" إن حياة بومدين، زوجة أميدي كوليبالي، المسؤول عن احتجاز رهائن في متجر كوشير بباريس الشهر الماضي، وصلت "بسلام إلى دولة الخلافة الإسلامية،" وقد أجرت المجلة لقاءا مطولا معها نشرته الأربعاء.
وتتضمن المجلة، التي تدعى "دار الإسلام"، وتصدر باللغة الفرنسية، صفحتين لمقابلة أجريت مع بومدين، من دون نشر إلى صور تؤكد صحة هذه الادعاءات.
من ناحيته، قال جان شارل بريسارد، الخبير الفرنسي في شؤون الإرهاب، إن المجلة تتبع رسميا للتنظيم المتشدد، وبالتالي فإجراء مقابلة مع بومدين دليل على وصولها إلى أراضي الدولة الإسلامية.
وفي المقابلة، قالت بومدين إنها لم تواجه أي مصاعب عند دخولها الدولة الإسلامية، وهي تشر بالأمان حاليا لوجودها هناك.
وكان العنوان الرئيسي في المجلة، الصادرة في عددها الثاني، هو "ليلعن الله فرنسا،" ويحمل صورة برج إيفل، ويقف أمام بعض رجال الأمن، كما يتضمن هذا العدد مجموعة من الصور لما بعد سلسلة الهجمات في بارس، إضافة مديح كوليبالي على ما قام به، إلى جانب دعوات بشن المزيد من الهجمات انتقاما للنبي محمد.
وكان العدد الأول من المجلة قد صدر في 23 ديسمبر/ كانون الثاني الماضي، وتم نشره على الحساب الرسمي للتنظيم عبر تويتر.
"CNN"