داعش تستعد للمعركة البرية بالتدريب في الكنائس ومطران آربيل: نعاني خطر الانقراض

السبت 14/فبراير/2015 - 07:39 م
طباعة داعش تستعد للمعركة
 
في الوقت الذي يقوم فيه داعش بتحويل بلدة (بغديدا) إلى معسكر لتدريب القوات الخاصة استعدادا للمعركة البرية المحتمل أن تشنها القوات العراقية. حيث بدأت عناصر من التنظيم يقدرون بالآلاف تدريبات مكثفة على القتال في الساحات المكشوفة باستخدام ملعب لكرة القدم يقع على أطراف البلدة، بينما قاموا بتخزين المستلزمات الخاصة بالمعركة والأسلحة والعتاد في الكنائس القريبة، خاصة كلية مار أفرام القريبة من الملعب، وتستمر التدريبات العسكرية إلى وقت متأخر من الليل. 

خطر الانقراض

خطر الانقراض
أكد المطران بشار وردة رئيس أساقفة أبرشية أربيل الكلدانية في كلمته أمام المجمع الكنسي العام للكنيسة الأنجليكانية في العاصمة البريطانية لندن اليوم- أن المسيحية في بلاد ما بين النهرين تواجهه خطر الانقراض كدين وكثقافة. واصفًا ما حدث في العراق من أعمال إرهاب وتهجير على يد داعش بأنها "أسوأ إبادة جماعية مرّ بها وطننا" 
وأضاف المطران وردة: "المسيحية في العراق تمرّ بواحدة من أسوأ وأصعب مراحلها في تاريخها الطويل، حيث اضطر أكثر من 125000 مسيحي على الفرار من قراهم خلال العام الماضي؛ لأنهم اختاروا البقاء على دينهم المسيحي ورفضوا الشروط التي فرضتها داعش".
وفيما يلي نص كلمة المطران وردة:
"شكراً جزيلاً على دعوتي إلى المجمع الكنسي العام لكنيسة إنجلترا. وأنا ممتن لهذه الفرصة لأطلعكم على آلامنا وآمالنا في العراق.
يجب أن أقول أولاً: إن هذا الخطاب ربما يكون الأكثر صعوبة من بين الخطابات التي توجّب عليّ إلقاؤها. تحدثت مراراً أمام جمهور بنفوس كريمة ومهتمة كهذا، لكن كان دائماً لتوجيه التحذيرات مما قد يحدث وللدعوة لاستثمار الفرص ورفع مستوى الوعي حولها. لكن هذه المرة مختلفة؛ المسيحية في العراق تمرّ بواحدة من أسوأ وأصعب مراحلها في تاريخها الطويل الذي يعود إلى القرن الأول. وطوال هذه القرون عانينا من الكثير من المصاعب والاضطهاد، قدمنا خلالها قوافلَ من الشهداء.
لقد أثرى المجتمع المسيحي بلاد ما بين النهرين، عبر مراحله التاريخية، بالدين والثقافة والحضارة وثقافة التعايش، على الرغم من الضربات الموجعة التي تلقّاها على مر القرون، وقد أُجبِر مؤمنونا في العقود الأخيرة على النزوح والهجرة ثلاث مرات، تاركين وراءهم في كل مرة تاريخاً وثقافة سعى الكثيرون لقمعها وطمسها.
تاريخ من العذاب
واجه شعبي المسيحي في العديد من القرى الاضطرابات التي أعقبت الحرب العالمية الثانية. وكنا قبل ذلك ضحايا لأعمال الإبادة الجماعية على أيدي الأتراك العثمانيين في مذبحة سفر برلك (سيفو) عام 1915، ثم مذبحة سميل عام 1933 على يد الجيش العراقي. وخلال الانتفاضة الكردية عام 1961 وانتفاضة سورية عام 1969، طُرِدنا قسراً من العديد من القرى والبلدات واستوطنا في بغداد والموصل.. استمرت أعمال الإبادة الجماعية، سواءً المنظمة أو التعسفية، والتهجير بلا هوادة، بدءاً من البصرة وبغداد والموصل، وكركوك في أعقاب تغيير النظام السابق في عام 2003، لتتوّج بمذبحة كنيسة سيدة النجاة في بغداد عام 2010، عندما قُتِل المصلون المسيحيون بدم بادر. وأعقب ذلك أعمال الإرهاب والتهجير في عام 2014، العام الذي شهد أسوأ إبادة جماعية مرّ بها وطننا. إننا نواجه انقراض المسيحية كدين وكثقافة في بلاد ما بين النهرين.
أيها الإخوة والأخوات:
خلال العام الماضي اضطر أكثر من 125000 مسيحي على الفرار من قراهم؛ لأنهم اختاروا البقاء على دينهم المسيحي ورفضوا الشروط التي فرضها داعش. كان عليهم المغادرة ليلاً تحت جنح الظلام، سالكين مسارهم الخاص من الجلجلة ولساعات طويلة، تاركين كل شيء خلفهم ما عدا الملابس التي يرتدونها، وصلوا سيراً على الأقدام ولجئوا إلى المنطقة الآمنة نسبياً من كردستان، دون أدنى فكرة عما إذا كانوا قادرين على العودة إلى ديارهم يوماً. الوصف السياسي المستَخدم لهؤلاء الإخوة والأخوات هو "نازحين". وإن قرروا عبور الحدود الدولية فسيصنّفون على أنهم "لاجئين". في هذه الأيام سمع النازحون تقارير إخبارية مؤسفة عن أعمال النهب والسلب التي تعرضت لها منازلهم، وتدمير بعضها نتيجة للعمليات العسكرية. إنهم يدركون جيداً أن التحرير العسكري لتلك المناطق ليس كالتحرير السياسي.. إننا في انتظار إعلامنا أن قرانا آمنة ومأمونة، ونحن نعتقد أن الرب سيسمح لنا بأن نشهد ذلك اليوم، ذلك اليوم الذي نعود فيه إلى منازلنا المدمرة والمهجورة وإلى مدارسنا ومستشفياتنا الفارغة".

شارك