هاني السباعي.. مدير مركز المقريزي "التكفيري" في لندن
الأحد 22/فبراير/2015 - 09:47 م
طباعة
هاني السباعي المصري، الحاصل على حق اللجوء السياسي في لندن، والمتهم في إحدى قضايا تنظيم الجهاد، محامي اشتهر بدفاعه عن المعتقلين الإسلاميين أمام محاكم أمن الدولة العليا والعسكرية والمدنية، وهو عضو في هيئة الدفاع عن قضايا الحركات الإسلامية وكاتب في مجلة المحاماة التي تصدرها رابطة المحامين الإسلاميين، وعضو في لجنة الشريعة الإسلامية في نقابة المحامين بمصر، وفي مجلة نداء الإسلام بأستراليا، وفي مجلة المنهاج بلندن ورئيس تحرير مجلتي الفرقان والبنيان المرصوص - سابقاً - وكان رئيسا لمجلس إدارة الجمعية الشرعية بالقناطر الخيرية بمصر (من عام 1987 إلى عام 1990 ) والآن هو مدير لمركز المقريزي للدراسات التاريخية.
كما أنه اختير مستشاراً تاريخياً لمركز الدراسات الإسلامية بأستراليا، وهو كاتب متخصص في السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي وحاصل على درجة ماجستير فلسفة في الفقه الجنائي المقارن بالقوانين الوضعية ثم على درجة دكتوراة الفلسفة في الفقه الجنائي المقارن بالقوانين الوضعية، حاصل على إجازة في قراءة القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية بطرق ثلاثة، مسندة إلى رسول الله بالإضافة إلى العديد من الشهادات العلمية في علوم شتى كالحاسوب والترجمة واللغة الإنجليزية، اعتقل السباعي في قضية تنظيم الجهاد عام 1981 م، كما اعتقل عدة مرات وظل يعمل في مهنة المحاماة والنشاط الدعوي حتى خرج من مصر ويقيم الآن في بريطانيا.
الدراسة
البداية في مكتب تحفيظ القرآن الكريم فقد تعلم هاني السباعي في كتّاب المدينة - مكتب تحفيظ القرآن - وحفظ خمسة أجزاء من القرآن الكريم مع تعليم مبادئ اللغة العربية الأولية التي كانت تدرس في الكتّاب، ثم التحق بالمدرسة الابتدائية النموذجية بمدينة القناطر الخيرية ثم بالمدرسة الإعدادية للبنين بمدينة القناطر الخيرية ثم مدرسة الثانوية العامة بنين بالقناطر ومنها إلى كلية الآثار جامعة القاهرة ثم تركها بسبب رفضه دراسة التماثيل ثم التحق بكلية الحقوق وتخرج فيها، وكان يرى أنه من الممكن أن يفيد إخوانه المعتقلين الإسلاميين والتواصل معهم، فاشتغل في مهنة المحاماة بعد خروجه من المعتقل وشارك في معظم قضايا الإسلاميين في منتصف الثمانينات إلى عام 1993 م، ثم اختفاؤه وهروبه إلى أن وصل لندن عام 1994.
البدايات
التزم هاني السباعي في مسجد الجمعية الشرعية بمدينة القناطر الخيرية وكانت تتمسك بالهدى الظاهر في دعوتها من لحية وعمامة وحجاب ونقاب وغيرها، وكان تأثره الحركي أثناء التغطية الإعلامية لقضية (جماعة المسلمين) المسماة بالتكفير والهجرة سنة 1977 م، ثم شرع في حضور دروس الشيخ عبد اللطيف مشتهري رئيس الجمعية الشرعية للعاملين بالكتاب والسنة وكان يلقيها أسبوعياً في مسجد الجلاء بالقاهرة. وكان يحضر دروس التجويد للشيخ محمود بالجمعية الشرعية ثم دروس الشيخ عرفان بالجمعية الشرعية بمسجد الجلاء بالقاهرة ودروس الشيخ محمود عبد الوهاب فايد، ثم طفق يتردد على أشهر المساجد في القاهرة والجيزة فكان يتردد على مسجد أنصار السنة - العزيز بالله - منذ تأسيسه وتوسيعه والاستماع لخطب ودروس الشيخ الدكتور محمد جميل غازي وكان يتردد على بيته في منطقة حلمية الزيتون لسؤاله والتعلم منه. وكان يتردد أيضاً على مسجد الفتح بالمعادي وخاصة في أيام الاعتكاف في رمضان ومسجد عمر بن الخطاب في الخلفاوي بشبرا الذي كان يرأسه ويؤمه الشيخ عبد الواحد.
ثم لما شرع الشيخ حافظ سلامة ببناء مسجد النور في العباسية بالقاهرة كان هذا المسجد بمثابة قلعة للمؤتمرات والمحاضرات الأسبوعية لكبار المشايخ والدعاة في ذلك الوقت مثل الشيخ محمد الغزالي وقادة الإخوان كالأستاذ عمر التلمساني ومصطفى مشهور وغيرهم من مشاهير الحركة الإسلامية. بالإضافة إلى تردد السباعي واستماعه لخطب ومحاضرات الشيخ عبد الحميد كشك. ومن أراد الرقائق فعليه بمسجد أنس بن مالك بالمهندسين قلعة جماعة التبليغ في ذلك الوقت والاستماع إلى خطب ومواعظ الشيخ إبراهيم عزت فقد كان السباعي يحبه ويجله ويتأثر بمواعظه والمسجد في ذلك الوقت كان فعلاً كخلية النحل. بالإضافة إلى مشاركة السباعي ومواظبته على حلقات دروس تعليم القرآن الكريم اليومية بعد صلاة الفجر وكان يلقيها الشيخ بهجت في تبادل مع الشيخ محمود بمسجد الجمعية الشرعية في القناطر الخيرية، وفي ذلك الوقت كان يذهب إلى بعض المشايخ المقرئين ليزداد من تعلم وحفظ القرآن الكريم حتى حفظ نصفه وأكمل حفظ القرآن الكريم بعد ذلك في معتقل أبي زعبل ومزرعة طرة وسجن القلعة وكان يخطب ويؤم المعتقلين في الزنزانة في ذلك الوقت.
الدعوة
كان السباعي يجوب القرى المجاورة لمدينة القناطر في الوعظ والإرشاد مع مجموعة من الشباب والأقران في ذلك الوقت، ثم صار مسئولاً عن الدعوة ووكيلاً ثم رئيساً لمجلس إدارة الجمعية الشرعية بالقناطر الخيرية وهي مؤسسة كبيرة تتبعها عدة فروع في قرى ملحقة بمركز القناطر وهذه الجمعية لديها مركزاً لتحفيظ القرآن الكريم ومركزاً طبياً في كافة التخصصات، ومركزاً لفصول التقوية لطلاب المراحل الدراسية المختلفة مع عدة مشروعات لكفالة الأيتام وغيرها من مشروعات خيرية، وإبان التدخل السوفييتي في أفغانستان عام 1979 م قام هاني السباعي ومجموعة من زملائه الدعاة في ذلك الوقت بحملات دعوية مكثفة في القرى والمدن والعديد من المساجد والأندية الثقافية لشحن الناس واستقطابهم للسفر والمساعدة في أفغانستان، وكان يقود فريقاً من الشباب المتحمس لنشر صور الجرحى والعمليات العسكرية وصور قتل الأطفال مع صور المجاهدين، وكانت هناك حملات تبرع سخية من كافة طوائف الشعب المصري بالإضافة إلى المؤتمرات الجماهيرية والندوات والصلوات في المساجد والدعاء لمجاهدي أفغانستان، والمد الإسلامي كان على أشده آنذاك.
الدروس
كان السباعي يلقي درساً شبه يومي عقب صلاة الفجر في مسجد الجمعية الشرعية بالقناطر قراءة في صحيح البخاري شرح ابن حجر العسقلاني من فتح الباري من الجزء الأول حتى نهاية كتابه المغازي، أي إلى الجزء الثامن، ثم توقف عند بداية كتاب التفسير من صحيح البخاري، وكان يلقي عقب صلاة العصر درساً في الفقه أكمل فيه فقه العبادات من كتاب فقه السنة، وكان يلقي درساً أسبوعياً كل يوم خميس وجمعة بين المغرب والعشاء في مسجد الجمعية الشرعية بالقناطر ثم مسجد عمر بن عبد العزيز بمنطقة بولاق الدكرور بمحافظة الجيزة في التاريخ الإسلامي والسيرة النبوية ومشاكل الأقليات المسلمة في العالم الإسلامي، وكان قد شرع في شرح سيرة الرسول من كتاب البداية والنهاية لابن كثير مروراً بفتوحات الصحابة والتابعين حتى خلافة الوليد بن عبد الملك.
وله شرح مسجل للعقيدة الطحاوية في أربعة أشرطة كاسيت مدة الشريط الواحد ساعة ونصف مسجلة في مسجد عمر بن الخطاب بالقناطر الخيرية. وشرح كتاب قواعد التحديث للقاسمي والمنظومة البيقونية في مصطلح الحديث. وشرح ولخص وهو معتقل في سجن أبي زعبل كتاب شذور الذهب لابن هشام وكان يحضر دروسه بعض الطلبة في كلية التربية قسم اللغة العربية. وشرح ولخص بعد خروجه من المعتقل كتاب قطر الندى وبل الصدى وكتاب شذا العرف في فن الصرف للعلامة الحملاوي، ولما ذهب إلى السودان كان يشرح نفس هذا الكتاب شذا العرف لإبراهيم وهو الابن الأكبر للشيخ محمد شرف - أبي الفرج اليمني - وشرح ولخص كتاب أصول الفقه للشيخ أبي زهرة مستعيناً بكتب أصول الفقه المقارن المعاصر للشيخ مصطفى شلبي والدكتور عبد المجيد مطلوب والدكتور عبد الكريم زيدان. ولهاني السباعي دروس ومناظرات مع جماعة التبليغ وبعض جماعة التوقف والتبين والصوفية وغيرهم في مسجد الجمعية الشرعية بالقناطر وبعض المساجد الأخرى المحيطة بمركز المدينة.
وكتب رسالة في أحكام الديار وتقسيمها قبل أن يظهر كتاب العمدة وكتاب الجامع وكان يدرس هذا البحث على كثير من الشباب في مختلف المحافظات المصرية. وقام باختصار وشرح أحكام الجهاد والردة من كتاب المغني لابن قدامة قبل أن تظهر الكتب المشهورة حالياً وكان يركز في دعوته للشباب المتمسك بدينه على قراءة أحكام الجهاد والردة من كتاب المغني لأهميته. قام بتدريس وتلخيص كتاب الصواعق المرسلة للحافظ ابن القيم ودرس كتاب العقيدة الواسطية لابن تيمية شرح العلامة الدكتور محمد خليل هراس وذلك في السجن ولمجموعة من الشباب في مدينة القناطر الخيرية. قام وهو في السجن بكتابة متن سلم الوصول للحكمي قبل أن يظهر المتن مطبوعاً في الآونة الأخيرة.
بعد خروجه من السجن قام بكتابة متن الخرقي في الفقه الحنبلي كاملاً قبل أن يظهر مطبوعاً في الآونة الأخيرة، كان يحفظ عدة متون مثل متن العقيدة الطحاوية ومتن سلم الوصول والمنظومة البيقونية في مصطلح الحديث ونصف متن الخرقي وكان يحفظ حوالى مائتي بيت من ألفية ابن مالك في النحو وعددا لا بأس به من ألفية السيوطي في علم الحديث، كتب رسالة في حكم النقاب لخصها من بعض كتب التفسير والفقه قبل شيوع الكتب التي أفردت كتباً للنقاب مؤخراً وكانت هذه الرسالة يصورها الشباب ويوزعونها في المدارس وبعض المعاهد الأزهرية والكليات الجامعية في مصر في ذلك الوقت. شرح كتاب تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة الدينوري في دروس رمضانية في مسجد الجمعية الشرعية بالقناطر الخيرية. وله بحث في خيار الرؤية قضايا البيوع في الشريعة الإسلامية دراسة مقارنة. كتب وهو في سجن مزرعة طرة بمصر رسالة بسيطة بعنوان بديع الكلمات من بديع المقامات وهي عبارة عن قاموس لغوي مختار للكلمات الغريبة والبديعة من مقامات بديع الزمان الهمذاني والحريري.
مواقف أخيرة
دعا هاني السباعي في يوم السبت 22 نوفمبر 2014 الذين سيشاركون في مظاهرات 28 نوفمبر والمعروفة بالثورة الإسلامية لتنحية السلمية وحمل السلاح، واستشهد "السباعي" خلال كلمة مسجلة فيديو بدعوته لحمل السلاح بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان"، وهاجم "السباعي"، الدعوة السلفية واصفا إياها بالدعوة الانحرافية، مؤكدا أن كيان الجبهة السلفية يختلف تماما عن الدعوة السلفية، كما هاجم الشيخ محمد حسان الداعية الإسلامي والدكتور ياسر برهامي نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف. وشن هجوما عنيفا على الأجهزة الأمنية المصرية، داعيا إسلاميي مصر للابتكار في حرب العصابات وتأسيس جهاز خاص بجمع المعلومات تتجسس على جميع مؤسسات الدولة، وانتقد الدعوة لرفع المصاحف يوم 28 نوفمبر 2014، محذرا من رفع المصاحف في هذا اليوم قائلا: "إياكم ورفع المصاحف" داعيا لرفع السلاح بدلا من المصاحف، ووجه "السباعي" المحسوب على التيار التكفيري، رسالة إلى الداعين لثورة الشباب المسلم قائلا: "لا ترفع المصاحف أمام الدبابات لأنك إذا حملت المصحف سيكتب عليك الفشل ولا تلوم إلا نفسك". وقال: "طالما رفعت شعار ثورة إسلامية فعليك الجهاد" مضيفا: "الرصاص أقوى من سلميتنا" داعيا المشاركين في مظاهرات 28 نوفمبر لارتداء ملابس تليق بما أسماه الحرب لمواجهة أجهزة الأمن"، داعيا إلى تنفيذ عمليات إرهابية في مناطق متفرقة لتشتيت الأجهزة الأمنية"، وأشار إلى أن الخروج يوم 28 نوفمبر بالسلاح ضد الدولة هو جهاد في سبيل الله.
كتبه
كتاب القصاص (دراسة في الفقه الجنائي مقارنة بالقوانين الوضعية)
كتاب إثبات جريمة القتل العمد (دراسة في الفقه الجنائي مقارنة بالقوانين الوضعية)
كتاب دور رفاعة الطهطاوي في تخريب الهوية الإسلامية.
كتاب الصراع بين المؤسسات الدينية والأنظمة الحاكمة.
كتاب تحت الطبع بعنوان مصادر السيرة النبوية دراسة تحليلية.