خبير حركات "متطرفة": التكفيري لا يعترف بثقافة سوى كتب "ابن تيمية" / اقتصاد الخراب: الممارسات الاقتصادية الخفية لحزب الله اللبناني
السبت 28/فبراير/2015 - 12:29 م
طباعة
من «الخلافة» إلى الحرق... «بوكو حرام» على خطى «داعش»
في الوقت الذي يتسبب تنظيم الدولة الإسلامية في سورية والعراق «داعش»، في قتل وتشريد عدد كبير من سكان منطقة الهلال الخصيب منذ حزيران (يونيو) 2014، أسفر تمرّد جماعة «بوكو حرام» في نيجيريا وقمعها عن سقوط أكثر من 13 ألف قتيل، ونزوح 1.5 مليون شخص في البلاد منذ 2009.
انتصارات «بوكو حرام» وفظاعاتها أدت إلى إرجاء الانتخابات التشريعية والرئاسية إلى 28 آذار (مارس) المقبل، فيما استنفرت دول وسط إفريقيا وعقدت أخيراً قمة رئاسية في ياوندي؛ عاصمة الكاميرون، لإعداد استراتيجية مشتركة ترمي إلى استئصال هذه الجماعة التي يؤرق وجودها المنطقة.
وإذا كان التحالف الدولي الذي يضمّ ما يقرب من 60 دولة لمواجهة «داعش»، يقف عند حده الأدنى، ويبقى عاجزاً عن قضم التنظيم، فإن تشاد والنيجر والكاميرون ونيجيريا وبنين التي حشدت ما يقرب من 8700 جندي في إطار قوة متعددة الجنسيات لمكافحة «بوكو حرام»، لا تزال هي الأخرى متعثّرة في كبح جماح الجماعة التي أعلن زعيمها أبو بكر شيكاو في 24 آب (أغسطس) الماضي، إقامة الخلافة الإسلامية في ولاية «بورنو» شمال شرق نيجيريا على غرار الخليفة «البغدادي».
وفشل الجيش النيجيري طوال سنوات، في كبح جماح «بوكو حرام» التي اخترقت دول الجوار، وتمكنت خلاياها النائمة من استهداف مقرات ومنشآت مدنية وعسكرية. ويعكس تدخل تشاد والنيجر عسكرياً في الأراضي النيجيرية، القلق المتزايد لدى الدول المجاورة لنيجيريا من الجماعة، التي تسعى إلى توسيع مناطق نفوذها الجغرافية لإقامة «الخلافة الإسلامية». والأرجح أن ثمة تربة خصبة وعوامل عدة منحت «بوكو حرام»، التي ترتكز قاعدتها شمال شرقي البلاد عند الحدود مع النيجر، زخماً داخل المجتمع، أولها التآكل الملحوظ في الرصيد التقليدي لحكومة أبوجا، كشفته مناخات الفساد وعمليات اختلاس ممنهجة لأموال حكومية. وثانيها، التوجه السلطوي للرئيس غودلاك جوناثان، الذي يسعى إلى تفصيل المشهد السياسي في البلاد على مقاس طموحاته، وهو ما استنفر قطاعات سياسية واسعة في صفوف المعارضة والموالاة، وكان بارزاً، هنا، قيام الرئيس السابق أولوسوغن أوباسانجو بتمزيق بطاقة عضويته في الحزب «الديموقراطي الشعبي» الحاكم في نيجيريا، وانسحابه رسمياً من الحزب بعد تواتر أحاديث عن نية جوناثان تزوير الاقتراع لضمان البقاء على مقعد الرئاسة الوثير. وثالثها، تركُّز القدرات الاقتصادية الهائلة لنيجيريا وعوائد النفط في يد أصحاب النفوذ مقابل معاناة لغالبية المواطنين، حيث يعيش نحو 60.9 في المئة من مجموع السكان البالغ عددهم 170 مليون نسمة، بأقل من دولارين في اليوم، فيما شهد معدل النمو تراجعاً ملحوظاً بفعل تراجعات أسعار النفط وتصاعد وتيرة العنف.
وراء ذلك، يقبع الفشل في معالجة قضايا المسلمين واحتوائها، وكان بارزاً، هنا، قرار الحكومة مطلع شباط (فبراير) الجاري، حظر ارتداء الحجاب في المدارس الحكومية. وانعكس هذا السلوك المشين تجاه أحوال المسلمين، على التغير الأيديولوجي لجماعة «بوكو حرام» باتجاه إعلاء نسق التطرف وقيم العنف. ولم يقتصر التحول الأيديولوجي للجماعة على رؤيتها للنظام السياسي في نيجيريا، بل على المخالفين من المواطنين أيضاً. فقد أصدرت الجماعة سيلاً من الفتاوى التي تجرم التعاون مع الدولة، ووصل المشهد الذروة بإهدار دماء المتعاونين مع النظام والحكومة باعتبارهم مرتدّين ومتعاونين مع الكفار.
في سياق متصل؛ تتجاهل الدولة التعاليم الإسلامية في مناهج التدريس المدنية بالأساس، ولذلك كان سهلاً على التيارات الراديكالية في نيجيريا، التي يعود تاريخ ظهور التيار السلفي الجهادي فيها إلى النصف الثاني من سبعينات القرن الماضي، عندما ظهرت حركة أطلقت على نفسها اسم «جماعة إزالة البدعة وإقامة السنة»، الوصول إلى نسختها النهائية «بوكو حرام» التي تأسست عام 2004، وتطرح نفسها كمدافع عن الإسلام والمسلمين ضد المسيحيين.
ويرتبط العامل الأخير بتمدّد الجماعات الأصولية حول العالم، وفي الصدارة منها «داعش» و»أنصار بيت المقدس» و»طالبان باكستان»، فضلاً عن حركة طالبان «الأفغانية»، و»جند الخلافة» في المغرب وغيرها من الجماعات المسلحة التي وجدت في التكنولوجيا الحديثة وسيلة وفرصة للتنسيق وتبادل الخبرات.
والأرجح أن المناخ العام في نيجيريا ودول الجوار، وفّر بيئة خصبة لتنامي قدرات «بوكو حرام»، إلا أن المشهد وصل إلى الذروة مع تغيير أنماط العنف لتلك الجماعة واستلهامها سلوكيات «داعش». وثمة أوجه للتشابه بينهما؛ لا سيما على صعيد وحشية الأعمال المتطرّفة، ففي الوقت الذي أعدم «داعش» المئات من الأقلية الإيزيدية في الموصل وخطف آخرين، لم تتورع «بوكو حرام» عن قتل المسيحيين في نيجيريا للتأثير في الأهالي كي يأتمروا بأمرها وينضووا تحت سلطانها، إضافة إلى رفع معنويات المقاتلين، مثلما يفعل «داعش»، لإظهار قوته وجبروتها.
كلاهما يمثل تطوراً طبيعياً لبعض الأفكار الإسلامية الراديكالية، فـ «داعش» يعد امتداداً لأيديولوجية «القاعدة» التي تأسست على أفكار رئيسية عدة أهمها، أن الجهاد الدائم هو الوسيلة الوحيدة لعودة سيادة الإسلام، وأيضاً مبدأ الولاء والبراء الذي يرتكز على تفسير محدد، قوامه أن من قدم ولاءه لقيادة تنظيم القاعدة مشفوعاً بالطاعة، فهو من الفرقة الناجية. في المقابل، ترتبط «بوكو حرام» من الناحية الفكرية والأيديولوجية، بحركة «طالبان- نيجيريا»، التي تأسست مطلع الألفية الثانية، على نهج طالبان- أفغانستان.
الفكرة الرئيسية التي تؤمن بها «بوكو حرام»، و«داعش» أيضاً، هي أن دولة الخلافة الإسلامية لا بد أن تسود الكرة الأرضية، ويلزم تحقيق هذا الغرض قتل غير المسلمين إذا ما باء إجبارهم على اعتناق الإسلام بالفشل. منطق «بوكو حرام» هو منطق «داعش» الذي يزاوج بين الدعوة المزيفة والإرهاب.
هذا المنطق عبّر عنه زعيم الجماعة؛ أبو بكر شيكاو، حين قال رداً على الاهتمام الدولي الكبير بحادثة اختطاف الفتيات: «نحن حررنا هؤلاء الفتيات اللواتي تهتمون بهن كثيراً، بأن اعتنقن الإسلام». أهم ما يجمعهما أيضاً القراءة المشتركة للانتصارات والمنجزات التي يحققانها على الأرض، فكلاهما يعتقد أن كسر هيبة الدولة وهدم مؤسساتها هما نصر من الله. وتأتي تصريحات قادة أبناء العنف في «داعش» و»بوكو حرام»، كاشفة عن نمطية عقلية أبناء العنف واتجاهاتهم وتوجهاتهم العقائدية الموحدة، فهم يعتقدون أن ما يفعلونه تكليف إلهي لحكم العالم المستغرق في شهواته بالشريعة الإسلامية.
نيجيريا في مفترق طرق، وربما تحتاج إلى أكثر من وسيلة لبتر أوجاع «بوكو حرام» التي باتت تسير على خطى «داعش» بجلب أنماط جديدة من الهمجية والوحشية، والتي أدى تكرارها إلى تراجع تماسك الجبهة الداخلية في نيجيريا، واتساع الرتق بين مكونات المجتمع النيجيري «مسيحيين ومسلمين».
لذلك، تبدو البلاد في حاجة ماسة إلى التأسيس لتفاهمات جديدة بين الدولة والأطراف الفاعلة، والشروع في حوار واسع لمعالجة قضايا المسلمين، فضلاً عن ضرورة الدفع قدماً بتطوير القوات المسلحة النيجيرية، وتحديث المعدات والتدريبات والدعم اللوجيستي الخاص بالقوات المسلحة والعناصر الأمنية. وكشفت انتصارات «بوكو حرام» طوال الأشهر التي خلت، عن ترهّل القدرات العسكرية لنيجيريا، وعلى رغم أن نيجيريا أنفقت بالفعل 20 في المئة من موازنتها على الدفاع، إلا أن القوات الأمنية ما زالت تفتقر إلى المعدات اللازمة للتغلّب على «بوكو حرام».
"الحياة اللندنية"
اقتصاد الخراب: الممارسات الاقتصادية الخفية لحزب الله اللبناني
الحزب يوغل في استخدام ورقة الإجرام المالي ليمول حربه في سوريا، ويبرر الفساد بشعارات ثورية على نصوص للولي الفقيه
شبهات الفساد التي تحوم حول الأنشطة الاقتصادية التي يقوم بها “حزب الله” في لبنان وفي مناطق عديدة أخرى من العالم، ازدادت وتيرتها بعد إقحام نفسه في حرب سورية أثقلت من نفقاته العسكرية، خاصّة في ظلّ انخفاض أسعار النفط وتراجع مداخيل إيران التي تعدّ الممول الأهم للحزب، مما دعاه إلى تنشيط مافياته المالية في جل أنحاء العالم من أجل سد ذاك العجز.
“حزب الله ليس مهتما إذا انهار الاقتصاد أو ظل متماسكا، لأن اقتصاده على ما يرام ولأن اقتصاده مستقل عن الدولة اللبنانية”. يلخص هذ القول للنائب في البرلمان اللبناني نديم الجميّل واقع الممارسة الاقتصادية لحزب الله.
اقتصاد خاص
بنى حزب الله منذ نشأته الأولى اقتصادا خاصا به لا يرتبط مع الدولة ومؤسساتها بأي رابط. كان هذا الاقتصاد في الفترة الأولى يعتمد بشكل مباشر وشبه حصري على الدعم الإيراني الذي كان يقدر في الفترة التي شهدت ظهور الحزب في الثمانينات بحوالي 100 مليون دولار سنويا.
ونما هذا الدعم حتى وصل إلى حدود 200 مليون دولار سنويا وظل يتصاعد حتى لامس في فترة نشوب الحروب أو مشاركة الحزب في الانتخابات النيابية عتبة 600 مليون دولار سنويا.
ساهم الدعم الإيراني في تغطية حاجيات الحزب المادية والعسكرية، ونفقات شبكة مساعداته الاجتماعية التي يقدمها لعوائل شهدائه، ورواتب المتفرغين الذين يخدمون في صفوفه.
وعمد من أجل ذلك إلى إنشاء مؤسسات تعنى بتسيير شئون مقاتليه ومحاربيه وهي مؤسسات علنية، ولكنها كانت تستخدم لتأسيس نوع آخر من النشاط الاقتصادي الخفي الذي يدار بسرية تامة.
تبدو المشكلة الأساسية في التعاطي مع اقتصاد حزب الله أن الحزب كان يحصر تعامله في السيولة النقدية فلا توجد تحويلات مصرفية، ولا إيداعات، ولا شيكات، حيث لا تمر أمواله عبر المصارف اللبنانية، وبالتالي تصبح عملية مراقبة وتحديد حجم نشاطه الاقتصادي وطبيعته صعبة للغاية.
ولا يمكن الحصول على معلومات بشأنها إلا عبر خروقات وتسريبات من داخل الحزب، وهو أمر كان يبدو لوهلة مستحيلا في ظل إحكام القبضة الأمنية للحزب على عناصره، وضيق شبكة أصحاب المعلومات في داخله، وعدم ارتباط بعضهم ببعض.
المشكلة الثانية التي تواجه أي باحث في اقتصاد الحزب “الإلهي” هي أن هذا النشاط الاقتصادي لا يمارس بصفته سلوكا عاديا، بل يضفى عليه طابع النضال والمقاومة.
ويصبح بالتالي جزءا من عملية ممارسة دينية محاطة بأسمى آيات التبجيل والقداسة، وهو محروس بالفتاوى الشرعية التي تبيح لممارسيه ما لا يمكن لأي قانون أو دستور في أي دولة في العالم أن يسمح به.
ولذلك فمن الطبيعي أن يكون هذا النوع من النشاط الاقتصادي صاحب منطق خاص يضعه على الدوام في مواجهة مع اقتصاد الدولة الذي هو الاقتصاد العام.
دولة المافيا
لعل مصطلح “الدولة داخل الدولة” الذي بات يطلق على حزب الله لا يختص فقط بوصف الجانب الأمني والعسكري ولكنه يصف ويتحدث بشكل خاص عن الممارسة الاقتصادية التي تخترق كل مرافق الدولة من المطار والمرفأ إلى مؤسساتها وتنخرها من الداخل.
ويقوم هذا الكيان بإفراغ الدولة من حيويتها في استراتيجية مماثلة لطبيعة الاقتصاد الإيراني الذي يسيطر فيه المرشد الأعلى على امبراطورية اقتصادية يصل حجمها كما تقول التقديرات إلى 95 مليار دولار، وهي مستقلة تماما عن موازنة الدولة الإيرانية.
التمويل الإيراني لحزب الله كان يعتمد على الطفرة الكبيرة التي شهدتها الأسواق النفطية بشكل خاص، وخاصة حين بلغ سعر النفط مستويات قياسية في السنوات الماضية. لكن عودة الأسعار إلى الهبوط منذ منتصف العام الماضي قلص العوائد الإيرانية، مما أجبر إيران على خفض دعمها للحزب بنسبة بلغت نحو 50 بالمئة.
وقد تمكن حزب الله من تصميم شبكة اقتصاد مافياوي تنطلق من لبنان وتكاد تشمل خارطة العالم. لم تتوفر معلومات عن هذه الشبكة إلا من خلال فضائح مدوية وكارثية ولا يمكن إخفاؤها، فهي وحدها التي سمحت لنا بتلمس معالم هذا الاقتصاد “الإلهي” المضاد لاقتصاد الناس.
غسيل أموال
في عام 2004 تحطمت طائرة تابعة لاتحاد النقل الإفريقي عند إقلاعها من مطار كوتونو، وقد اتضح أن تلك الطائرة كانت تحمل مسئولا في حزب الله واثنين من مساعديه، وكان بحوزتهم مبلغ مليوني دولار. وقيل آنذاك إنها كانت عبارة عن تبرعات قدمها بعض الأثرياء اللبنانيين الذين يمارسون نشاطا اقتصاديا في إفريقيا لصالح الحزب.
وكتب ماثيو ليفيت مدير مركز ستاين لمكافحة الإرهاب في معهد واشنطن، عارضا نشاط ما أطلق عليه اسم حزب الله – فرع إفريقيا قائلا “إن ناشطي حزب الله في إفريقيا يقومون باستثمار وغسيل كميات كبيرة من الأموال، ويقومون بتجنيد ناشطين محليين وجمع معلومات استخباراتية”.
ولم يتم توثيق تلك الاتهامات ضد الحزب بشكل رسمي، لكن سفير الولايات المتحدة الأسبق لدى سيراليون ليون جوزف ملروز، وسفير سيراليون السابق لدى الولايات المتحدة جون لاي، أكدا أن الألماس المستخرج من مناجم سيراليون يستخدم في تمويل جماعات إرهابية، بينها حزب الله.
بعد ذلك ظهرت إلى العلن قضية إفلاس رجل الأعمال اللبناني صلاح عزالدين الذي كان يدير شبكة استثمارات ضخمة، ينضوي تحتها عدد كبير من العائلات والشخصيات الجنوبية والشيعية المقربة من حزب الله.
كان عزالدين يستثمر الأموال التي تودع لديه في مشاريع غير معروفة، وكان يقدم للمساهمين أرباحا خيالية لا يمكن لأي عمل استثماري مشروع أن ينافسها بأي شكل من الأشكال حيث أنها كانت تصل إلى حدود 40 بالمئة سنويا.
كان انهيار القلعة المالية لعزالدين في أغسطس 2009 حدثا ضخما ومفاجئا، وقد وصفت قضيته بأنها أكبر عملية احتيال في تاريخ لبنان، حيث قدر حجم الأموال التي كانت تحت تصرفه بنحو 1.5 مليار دولار، لم يظهر أثر لأي دولار منها في أي مصرف لبناني.
المفاجأة كانت في ارتباط عزالدين المباشر بحزب الله فهو كان قد أسس دار نشر عملاقة تحمل اسم نجل الأمين العام للحزب هادي نصرالله.
كما أشار تقرير سترافورد غلوبال انتليجنس إلى أن عزالدين قام باستثمار أموال عائدة للحرس الثوري موجودة في لبنان، واتضح أيضا أن عددا من نواب الحزب وقيادييه كانوا يستثمرون أموالهم معه.
وقد أدى إفلاسه إلى كشف حجم ثرواتهم، ما أحرج قيادة الحزب أمام جماهيره الفقيرة والتي يُطلب منها الصبر والتحمل، لذا فقد حاول الحزب التنصل من علاقته به دون أن يقتنع أحد بذلك.
تتالت بعد ذلك الوقائع التي تكشف عن اعتماد حزب الله على نشاط إجرامي غير مشروع لتمويل نفسه. وفي هذا الصدد يقول ماثيو ليفيت “بدأت تظهر بسرعة مؤشرات في جميع أنحاء العالم على اعتماد حزب الله المتزايد على النشاط الإجرامي.
ففي فبراير 2011، اتهم الإدعاء العام الأمريكي 7 مواطنين أمريكيين، أحدهم عميل معروف لحزب الله، بالتآمر لمساعدة طالبان. وقام عملاء من إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية بتسجيل اجتماعات في بنين وغانا ورومانيا وأوكرانيا بين المدعى عليهم ومصادر سرية في إدارة مكافحة المخدرات، يعملون كممثلين لطالبان.
ووفق ما ورد في التسجيلات، وافق بعض الأفراد على استلام أطنان من هيروين طالبان وتخزينه ونقله.
فيما عرض آخرون بيع كميات كبيرة من الكوكايين لحركة طالبان أو عملائها لإعادة بيعها، سواء بأنفسهم أو من خلال تجار المخدرات في الـولايات المتحدة الأمريكية لتحقيق أربـاح.
وكان من بين الأفراد المتهمين، ألوار بوريان، وهو مواطن إيراني وصفه أحد زملائه بأنه “مهرب أسلحة منتسب لحزب الله” خطط لبيع أسلحة لممثلي طالبان، وأعطى عملاء إدارة مكافحة المخدرات تفاصيل بشأن الصفقة المقترحة.
أيمن جمعة والبنك اللبناني الكندي
يواصل ليفيت عرضه لنشاط حزب الله الاقتصادي الإجرامي فيؤكد أن الخزانة الأمريكية كانت قد وضعت في يناير عام 2011 زعيم تجارة المخدرات اللبناني أيمن جمعة على قائمتها السوداء، إلى جانب 9 آخرين و19 شركة ضالعة معهم في تجارة المخدرات وغسيل الأموال.
وقد كشف تحقيق مكثف أجرته إدارة مكافحة المخدرات، أن جمعة كان يقوم بغسل ما يصل إلى 200 مليون دولار شهريا من مبيعات الكوكايين في أوروبا والشرق الأوسط لحساب شركات قائمة في كولومبيا ولبنان وبنما وغرب إفريقيا من خلال شركات الصرافة وتهريب الأموال النقدية السائبة إلى جانب نشاطات أخرى.
وذكر الادعاء العام الأمريكي أن غالبية أرباح تلك المخدرات تم تحويلها إلى حزب الله، وبعدها بأسبوعين، صنفت وزارة الخزانة الأمريكية البنك اللبناني الكندي على أنه “مؤسسة مالية ينصب تركيزها الأساسي على غسيل الأموال” بسبب تواطئها مع جمعة لغسل أرباحه غير المشروعة وتوجيهها إلى حزب الله.
ويشير عمق علاقة حزب الله مع جمعة والبنك اللبناني الكندي، ثامن أكبر بنك في لبنان، والذي تشير التقديرات إلى أن أصوله بلغت في عام 2009 نحو 5 مليار دولار، إلى مدى تعقيد وطموح الأنشطة الإجرامية لحزب الله.
قضية البنك اللبناني الكندي تمت تسويتها عبر دفع مبلغ 102 مليون دولار اقتطعتها الولايات المتحدة مباشرة من أموال البنك المحجوزة لديها والبالغة قيمتها حوالي 150 مليون دولار.
وقد أضرت هذه العملية بسمعة القطاع المصرفي اللبناني الذي حاول حماية نفسه عبر الضغط من أجل إصدار مجموعة من القوانين المنسجمة مع القوانين الدولية، والتي من شأنها إعادة الثقة بالقطاع المصرفي اللبناني، ولكن حزب الله كان يعمد عبر سيطرته على الحكومة إلى تعطيلها.
كبتاغون الموسوي وأسلحة يزبك
لم يقف نشاط حزب الله الاقتصادي السلبي عند أي حدود أخلاقية فقد تبين أن أقرباء كبار المسئولين فيه يديرون شبكة ضخمة لصناعة وتوزيع المخدرات وفرض الأتاوات على الناس.
وكان من أبرز الأسماء التي تم الكشف عنها، شقيق النائب حسين الموسوي الذي يعمل في تصنيع وتصدير حبوب الكبتاغون المخدرة، ونجل مسئول القضاء في حزب الله الشيخ حسين كوراني الذي يدير شبكة لتجارة المخدرات انطلاقا من الضاحية الجنوبية.
كما ضمت شقيق النائب علي عمار الذي يعمد إلى فرض أتاوات على الناس بالقوة، وشقيق مصطفى بدر الدين المتهم في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري الذي يسيطر على سوق اللوحات الإعلانية في الضاحية، ويتحكم بالأسعار كما يشاء.
وتبين أيضا أن أبناء رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله محمد يزبك يعملون في تجارة المخدرات وبيع السلاح لأي كان، حتى للجيش الحر السوري، الذي يحاربه حزب الله.
ويشرح القيادي في تيار المستقبل مصطفى علوش هذا الأمر قائلا “إن حزب الله يمارس نشاطات غير أخلاقية وغير شرعية، بدءا من غسيل الأموال إلى تهريب المخدرات والتهرب من دفع الضرائب والجمارك، حتى بات ذلك أمرا عاديا”.
ويضيف علوش أن السبب في سهولة ممارسة هذا السلوك يعود إلى أن المقدمين عليه “لديهم تبريرات أخلاقية ثورية لهذا الفساد مبنية على نصوص للولي الفقيه، وأن الأمور زادت تعقيدا الآن بسبب الوضع المالي الإيراني الصعب الناجم عن العقوبات الغربية، إضافة إلى العبء المالي الهائل المترتب على دعمها للنظام السوري”.
ويشير إلى أن حزب الله ماليا تأثر أيضا بسبب غياب الدعم المالي الذي كان يتلقاه من الحكومات العراقية، خاصة في زمن رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، والتي توقفت بعد رحيله بسبب أزمة العراق الاقتصادية وحربه ضد تنظيم داعش.
وقد دفعت تلك العناصر مجتمعة حزب الله إلى الإيغال أكثر في استخدام ورقة الإجرام المالي من أجل تمويل حربه في سوريا وأنشطته في لبنان، بحسب علوش. يتسبب الإرهاب الاقتصادي والأمني الذي يمارسه حزب الله بأخطار كثيرة.
ويمكن تلخيصها في فكرة واحدة مفادها، أنه في ظل غياب القدرة على منافسة حزب الله في أنشطته المالية الإجرامية، فإن أمام التجار والمستثمرين وأصحاب المؤسسات والوكالات التجارية خياران إما اللجوء إلى ممارسة سلوك اقتصاد مافياوي مماثل، أو الانضواء المباشر تحت لواء اقتصاد حزب الله.
لا يخفى على أحد أن اعتماد أي من الخيارين يعني تدمير الاقتصاد اللبناني، وهو أمر تتعالى أصوات الخبراء الاقتصاديين في لبنان وفي الخارج بالتحذير منه.
ما يمارسه حزب الله من نشاط اقتصادي لا يمكن أن نطلق عليه في المحصلة الأخيرة سوى اسم اقتصاد الخراب، وهواقتصاد سادي يقوم على تعذيب الاقتصاد المشروع والتلذذ بما يصدر عنه من صرخات، بات الجميع في البلاد الواقعة تحت نير الحزب “الإلهي” يرددونها.
"العرب اللندنية"
الأكراد يسيطرون على أحد أبرز معاقل «داعش» في الحسكة
سيطر المقاتلون الأكراد الجمعة على بلدة تل حميس، أحد أبرز معاقل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في محافظة الحسكة في شمال شرق سوريا، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن: «سيطرت وحدات حماية الشعب الكردية على كامل بلدة تل حميس» الواقعة شمال شرق مدينة الحسكة «عقب اشتباكات استمرت ستة أيام مع داعش».
وأوضح أن الأكراد مدعومين بمقاتلين عرب من «جيش الصناديد» كانوا قد دخلوا الأطراف الجنوبية والشرقية للبلدة صباحا، فما كان من مقاتلي التنظيم الجهادي المتطرف الا ان انسحبوا بعد وقت قصير من دون مقاومة تذكر، و«اتجهوا نحو مناطق اخرى في محافظة الحسكة».
ووصف عبدالرحمن تل حميس بأنها «من أهم معاقل التنظيم» في المنطقة وتفتح الطريق امام التواصل مع مناطق في العراق يسيطر عليها التنظيم المتطرف.
ودخل المقاتلون الاكراد البلدة التي يسيطر عليها داعش منذ أكثر من سنة بعدما نجحوا في انتزاع 103 قرى في محيطها.
وأكد حزب الاتحاد الديموقراطي، أبرز حزب سوري كردي، «تحرير» تل حميس. وقال المتحدث باسمه نواف خليل: «حررت وحدات حماية الشعب اليوم بلدة تل حميس التي كانت معقلاً استراتيجيا لإرهابيي داعش والواقعة جنوب شرق مدينة قامشلو».
وأضاف ان «تحرير تل حميس» والقرى المجاورة لها جاء «بناء على طلب أهالي المنطقة بعد ان توجهوا بنداء إلى وحدات الحماية من أجل تخليصهم من ممارسات مرتزقة داعش التي ضاقوا ذرعا بها».
وأشار المرصد إلى ان عددا من سكان القرى التي سيطر عليها الاكراد، وهي قرى عربية، فروا منها متجهين خصوصا نحو الحدود التركية، خوفا من ممارسات انتقامية للأكراد.
وذكر ان المقاتلين الاكراد اقدموا على احراق بضعة منازل تعود إلى مقاتلين أو عناصر في صفوف داعش في هذه القرى، «إلا انهم لم يتعرضوا لأي من السكان».
وقتل منذ 21 فبراير، تاريخ بدء الهجوم الكردي على المنطقة، 175 عنصرا من داعش، وذلك في المعارك على الارض وفي الغارات الجوية التي ينفذها التحالف الدولي بقيادة أمريكية بشكل يومي ومكثف وتشكل سندا اساسيا للمقاتلين الاكراد.
كما قتل نحو ثلاثين مقاتلا من وحدات حماية الشعب الكردية والمقاتلين العرب الذين يساندونهم. وبين هؤلاء أيضا مقاتل أسترالي كان يقاتل ضمن وحدات حماية الشعب.
ويتقاسم الاكراد وتنظيم الدولة الإسلامية السيطرة على محافظة الحسكة، بينما لا يزال هناك وجود للنظام في مدينة الحسكة.
وبات المقاتلون الاكراد يسيطرون على شريط واسع يمتد من تل حميس شرقا نحو الحدود العراقية.
يأتي هذا التطور في وقت يشهد محيط بلدة تل تمر الواقعة شمال غرب مدينة الحسكة التي يسيطر عليها الاكراد هدوءا اثر الهجوم الذي شنه تنظيم الدولة الإسلامية على قرى في المنطقة الاثنين وأقدم خلاله على خطف 220 مسيحيا آشوريا على الأقل.
وتسبب هجوم داعش هذا بحركة نزوح كثيفة من القرى المستهدفة في ريف الحسكة، شملت نحو خمسة الاف شخص وفقا لمسئولين حزبيين وناشطين، توجهت غالبيتهم نحو مدينتي الحسكة والقامشلي الحدودية مع تركيا.
ويبلغ عدد الاشوريين الاجمالي في سوريا نحو ثلاثين الفا من 1,2 مليون مسيحي، ويتحدرون بمعظمهم من القرى المحيطة بنهر خابور في الحسكة.
قالت قوة المهام المشتركة في بيان أمس الجمعة ان الولايات المتحدة وحلفاءها نفذوا 20 ضربة جوية ضد مقاتلي داعش في سوريا منذ صباح الخميس من بينها 13 غارة قرب بلدة كوباني الحدودية الرئيسية وقصفت ثماني وحدات لمقاتلي التنظيم.
وأضافت في بيان أمس الجمعة أن الضربات الجوية استهدفت أيضا مناطق قرب الحسكة ودير الزور وتل حارس. وقال البيان ان التحالف شن أيضا 11 ضربة ضد التنظيم المتشدد في العراق منذ صباح الخميس. وذكر أن الغارات أعقبت 14 ضربة جوية نفذت بين الساعات الاولى من يوم الأربعاء والخميس في سوريا والعراق في العراق دعت جهات سياسية وعشائرية في الأنباء الحكومة المركزية والبرلمان إلى تشكيل لجنة تحقيق مهنية لكشف ملابسات سقوط أغلب مدن المحافظة بيد «داعش» على غرار التحقيق في سقوط محافظة الموصل في العاشر من يونيو الماضي.
"أخبار الخليج"
الحوثيون يقررون مواجهة السعودية والإصلاح
لا تسير التطورات في اليمن وفقاً للتوقعات، إذ كان منتظراً أن يخصّص زعيم "أنصار الله" (الحوثيين) عبد الملك الحوثي، خطابه مساء الخميس، للحديث عن شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، ومغادرته صنعاء إلى عدن، وعدوله عن الاستقالة. وهو الأمر المفترض من أية سلطة انقلابية تسيطر على عاصمة الحكم وجزء من البلد، لكن الموضوع لم يأخذ من خطاب الحوثي سوى بضع كلمات، بينما خصص معظم الخطاب للهجوم على السعودية، وحزب "الإصلاح".
وكان واضحاً أن الحوثي بدأ التمهيد، برأيه، لتعديلات في العلاقات الخارجية لليمن، في حديثه عن "البدائل الدولية"، وما إعلانه أن "اليمن لا يعاني عزلة دولية بل بات منفتحاً نحو أفق أوسع"، سوى إشارة إلى إمكانية الاستعانة بإيران وحلفائها الدوليين، كروسيا.
وعلى غير المعتاد، نال الهجوم على السعودية الحيّز الأوسع من خطاب الحوثي. ووردت كلمة "السعودية" في خطابه 30 مرة، واتهمها بـ "دعم الأطراف التي تمارس التخريب". مع العلم أن الحوثي هادن السعودية سابقاً، على الرغم من مشاركتها مع الجيش اليمني في الحرب "السادسة" ضد جماعته في صعدة، أواخر العام 2009، وتصنيفها العام الماضي للجماعة بأنها "إرهابية"، كما حرص في العامين الماضيين على توجيه خطاب مطمئن للسعودية ولدول الخليج عموماً.
وتتعدد التفسيرات للأسباب التي تقف وراء تصعيد الحوثي ضد السعودية، ويعتبر مراقبون أن "السعودية آلمت الحوثي بالفعل وأجبرته على أن يهاجمها بقسوة"، بينما لا يستبعد آخرون في أن "يكون الحوثي قد لجأ إلى إيجاد خصمٍ خارجي، آملاً في تجميع بعض الداخل حوله، أو ربما يشعر أن للرياض دوراً في تهريب هادي إلى عدن".
ومن غير المستبعد أيضاً أن تكون "الأزمة المالية" التي تواجهها السلطة الانقلابية التابعة للحوثي، تدفعه لاسترضاء إيران بغية كسب دعمٍ أكبر، وذلك عبر التأكيد على أنه متجه نحو أفق مضاد للسعودية، التي قطعت الدعم. كما يُمكن إدراج الهجوم على السعودية في إطار الأنباء عن تقديمها دعماً لقبائل مأرب، الرافضة لتمدد الحوثيين نحو المحافظة.
ولا تقف الأمور عند هذا الحدّ، بل إن الأنباء التي تحدثت عن جهود تبذلها الرياض للتقريب بين حزبي "الإصلاح" و"المؤتمر"، قد تكون من الأسباب التي دفعت للهجوم الحوثي، خصوصاً أن الرياض نجحت في لمّ شمل أمين عام "الإصلاح" عبد الوهاب الآنسي، بنظيره في "المؤتمر" عارف الزوكا، قبل نحو أسبوعين في جلسات مصالحة سرية في المملكة. وكان من اللافت أيضاً، أن الحوثي ذكر، إضافة إلى السعودية، دولة خليجية واحدة وهي قطر، واعتبر أن من يستمع لهاتين الدولتين "سيكون خاسراً". ويمثل الخطاب تطوراً مهماً، يظهر أن الجماعة لجأت إلى استخدام الأوراق الإقليمية، بعد فشلهم في إقناع دول الخليج في التعامل معهم.
وتبدو مؤشرات الصدام مرتفعة بعد بدء بعض السفارات، التي أغلقت أبوابها في صنعاء، العمل من عدن، وبرز في هذا السياق استئناف السفير السعودي في اليمن، محمد بن سعيد آل جابر، عمله من عدن، أمس الخميس، حسب ما أفاد مصدر دبلوماسي لوكالة "الأناضول".
وفي السياق الداخلي، وجّه الحوثي رسائل تهديد للقوى المحلية، الرافضة لسيطرته، وخصّ بالذكر حزب "الإصلاح"، الذي ألمح في سياق الحديث عنه، إلى أن هناك خيارات كثيرة "مؤجلة"، قد يلجأ إليها إذا استمرت بـ "التعنت"، وفقاً لرأيه.
وفي مقابل التصعيد ضد "الإصلاح"، وجّه الحوثي رسالة تطمينية إلى "المؤتمر"، برئاسة علي عبد الله صالح، واعتبر أن ما حدث أخيراً في معسكر قوات العمليات الخاصة بمنطقة الصُباحة غرب صنعاء، المحسوبة على صالح، لا يستهدف "المؤتمر" وإنما هو حادثة "عرضية". وبدا أن الهجوم على "الإصلاح" في خطاب الحوثي هو رسالة تطمينية إضافية لـ "المؤتمر"، الذي تجمعه خصومة مستفحلة مع "الإصلاح" منذ ما قبل ثورة 2011.
ويرى متابعون في حرص الحوثي على طمأنة "المؤتمر"، بأنه "محاولة لامتصاص حالة الاستنفار التي قامت في صفوف الحزب، بعد مهاجمة الحوثيين معسكر الصباحة". وفي رسالة اقتصادية مبطنة، استعرض الحوثي في خطابه خيارات اقتصادية عديدة، تستغني بها البلاد عن الدعمين السعودي والأمريكي، لكنه لم يأتِ على ذكر إمكانية استرجاع 60 مليار دولار، ذكرت تقارير منسوبة للأمم المتحدة أن صالح نهبها خلال فترة حكمه.
وفي السياق، لفت مسئول رفيع في "المؤتمر"، فضّل عدم الكشف عن اسمه، في تصريح لـ "العربي الجديد"، إلى أن "المشاورات التي كانت دائرة بين الحوثي وصالح، بواسطة قيادي حوثي يدعى أبو مالك، توقفت منذ استقالة هادي في 22 يناير/كانون الثاني الماضي".
تجاهل هادي
وكان منتظراً أن يعلن الحوثي موقفاً تجاه عودة هادي لممارسة مهامه كرئيس للبلاد، إلا أنه على الرغم من الهجوم على هادي واعتباره فاقداً للشرعية، لم يتحدث عن خيار جماعته تجاه تراجعه عن استقالته من رئاسة الجمهورية من عدن، وما إذا كان سيلجأ لمواجهة معه.
ويفسر محللون عدم حسم الحوثي خياراته ضد عدن، إلى أحد احتمالين: إما أن تكون ضمن الخيارات المفتوحة التي لا يريد الحوثي التصعيد فيها من خلال خطابه، ويمكن أن يترجمها بخطوات على الأرض، أو أن الحوثي سلّم مبدئياً باستمرار هادي وممارسة سلطته في عدن، بينما تستمر الجماعة بتأسيس سلطاتها في صنعاء، ما قد يعني تكريساً لفيدرالية "الأمر الواقع لدولة من إقليمين".
وبدا لافتاً أيضاً أن الحوثي لم يتطرق في خطابه إلى قرار اللجنة الثورية التابعة لجماعته، والتي اعتبرت هادي "مطلوباً للعدالة"، كما لم يعلق على رفض حكومة خالد بحّاح المستقيلة، للعرض المقدم من لجنة الحوثيين، في مسألة تسيير شئون الدولة. وكان غريباً ورود إشارة غامضة منه، في أن جماعته ستبقى على تواصل مع أطراف في الجنوب، من دون تحديدها.
في الإجمال أفصح الخطاب عن خيارات الجماعة بعد مغادرة هادي، وأبرزها التصعيد ضد السعودية، وبدء استخدام أوراقها الإقليمية بالحديث عن "أفق أوسع" جديد من العلاقات الخارجية، في اتجاه إيران. كما حدّد الخطاب خصوم الجماعة الداخليين، من ناحية تهديد "الإصلاح" باتخاذ إجراءات حاسمة ضده، في وقت لم ينل الهجوم على هادي قسطاً كبيراً من التهديد الحوثي، ما يوحي بأن الجماعة ستسعى لترسيخ سلطتها في صنعاء مع استمرار هادي في عدن.
ويعكس الخطاب وفق ما أفاد به نبيل الصوفي المقرّب من صالح، في حديث لـ "العربي الجديد"، "مأزقاً لدى الجماعة، يتمثل في تأثر عبد الملك الحوثي، بعبء الانتقال من انتصارات حققتها جماعته بالسلاح، وتحديات برزت بسبب هذه الانتصارات، لا يمكن حلّها بالسلاح".
أما عن خيارات الجماعة تجاه انتقال هادي إلى عدن وعدوله عن استقالته، قال عابد المهذري، المقرّب من الحوثيين في تصريح لـ "العربي الجديد"، إن "هادي يسعى من خلال ما يقوم به الآن، الزجّ بالبلاد في صراعٍ، ويتعمّد إثارة المشاكل وتقويض الحوار وعملية الانتقال السلمي للسلطة، ليكون بذلك المطلوب الثاني للعدالة مع الجنرال علي محسن، الذي كانت اللجان الثورية قد أعلنته قبل أشهر عدة فاراً من وجه العدالة".
وأضاف أن "مسألة التقدم إلى عدن لاعتقال هادي وارد، والاحتمالات والخيارات تبقى مفتوحة ومرتبطة بإفرازات ومستجدات الأيام والأسابيع المقبلة". ولفت إلى أنه "ليس بعيداً وقوع هادي في قبضة الثوار، وتطبيق الإجراءات الأمنية في ملاحقته، خصوصاً أنه أصبح من دون حصانة أو شرعية تحميه ويحتمي بها". واعتبر أنه "لو بقي في صنعاء لكان ذلك أفضل له من الناحية الأمنية، نظراً لتحمّل اللجان الشعبية الثورية (الحوثية) وسلطات الأمر الواقع، مسئولية حمايته وضمان أمنه وسلامته". ورأى أن "انتقاله إلى عدن جعل منه مطلوباً للأمن، وبات مستقبله السياسي والأمني محفوفا بالمخاطر والمحاذير التي ستبقيه في دوامة معقّدة، لن يستطيع الإفلات منها مهما حاول".
أفغانستان: عودة المليشيات تثير المخاوف من حرب أهلية
أثار إعلان نائب الرئيس الأفغاني الجنرال عبد الرشيد دوستم، الذي ينتمي عرقياً إلى قومية الأزبك القاطنين في شمال أفغانستان، عن عمله على تشكيل مليشيات خاصة، يبلغ عدد جنودها نحو عشرين ألفاً لمساندة الجيش الأفغاني في مجابهة الجماعات المسلّحة، استغراب الشعب الأفغاني وقلقه، كما أعاد إلى أذهان الأفغان الأعمال الإجرامية التي ارتكبتها المليشيات التي شكّلتها الحكومة الأفغانية الموالية للاتحاد السوفييتي عام 1979 لمواجهة المجاهدين، والتي سيطرت على مناطق في أفغانستان حتى مجيء حركة "طالبان" إلى الحكم عام 1996. وكان دوستم قائد مجموعة مليشيات تنتمي إلى عرقية الأزبك، تُسمى مليشيات "كلم جم" والذي يعني في اللغة المحلية "سارقي السجاد". وبرر دوستم فكرة تشكيل المليشيات بقوله إن "الوضع الأمني الراهن في البلاد من أكبر التحديات التي تواجهها الحكومة الأفغانية"، وإنه يريد أن يساهم في ما وصفه بنجاة الشعب الأفغاني من ويلات الحرب التي فرضتها الجماعات المسلحة. وشدد على أن مليشياته سوف تتحرك باتجاه جنوب أفغانستان، وبالتحديد إلى إقليمي هلمند وقندهار معقلي حركة "طالبان" لقمع الجماعات المسلحة، بعد القضاء عليها في شمال البلاد.
وعلى عكس ما كان يتوقعه دوستم الذي لعب دوراً خطيراً في أحداث أفغانستان منذ ثمانينيات القرن الماضي، لم يرحب الأفغان بهذه الفكرة بل إنها أثارت غضب السياسيين والعسكريين، إذ قال مسئول أمن قندهار الجنرال عبد الرزاق، وهو أحد أبرز المطلوبين لحركة "طالبان"، إن ما يحلم به نائب الرئيس الأفغاني أمر خطير للغاية، لأنه محاولة لترويج فكرة الدويلات داخل الدولة، وإن الأفغان لن يقبلوا فكرة تشكيل المليشيات أياً كان قائدها، إذ إنها لعبت دوراً سيئاً وخطيراً بعد سقوط الحكومة الأفغانية الموالية للاتحاد السوفييتي. وأشار عبد الرزاق إلى أن "أفغانستان اليوم ليست تلك التي كانت قبل عشرة أعوام أو أكثر، حين كان دوستم يقود المليشيات الأزبكية، لأن أجهزة الأمن قادرة على مواجهة أي تحدٍ أمني، ولا داعي لتشكيل مليشيات على أسس عرقية وقبلية"، محذراً من أن أي خطوة كهذه ستخلق فوضى في البلاد.
وفي السياق نفسه، أعرب قائد القوات الدولية المتواجدة في أفغانستان الجنرال جون كيمبل عن قلقه إزاء إعلان نائب الرئيس الأفغاني، قائلاً إن "تشكيل مليشيات على أسس عرقية وقبلية خطوة غير لائقة، وإنها ستمهد الطريق إلى أمراء الحرب لبسط نفوذهم، وهو أمر لن يقبله الأفغان ولا المجتمع الدولي". وعلى الرغم من كل ذلك، لا يزال دوستم مصمماً على المضي قدماً في تشكيل المليشيات، متحدياً بذلك حركة "طالبان" وزعيمها الملا عمر، قائلاً إن "جنودي مستعدون لمواجهة طالبان وزعيمها". ولكن يبدو أن دوستم نسي أنه ترك أفغانستان هاربا إلى أوزبكستان بعد أن استولت الحركة على شمال البلاد، ولم يتمكن من العودة من منفاه إلا بعد مجيء القوات الأمريكية والدولية إلى أفغانستان. وفي خطٍ مواز، برزت في الآونة الأخيرة جماعة جديدة تسمّي نفسها بـ "جماعة الموت"، التي تهدف إلى مواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) حسب ما ادعى المتظاهرون من أنصار الجماعة في مدينة مزار عاصمة إقليم بلخ، أثناء تظاهرة شارك فيها مئات من أنصار الجماعة الشهر الماضي. ويرى خبراء أن دوستم الذي يحظى بنفوذ عسكري في شمال أفغانستان وبالتحديد لدى الأزبك، هو وراء فكرة "جماعة الموت"، وأنه أسلوب جديدة انتهجه الجنرال لتوسيع دائرة نفوذه العسكري في الساحة الأفغانية.
ويعود تاريخ تشكيل المليشيات في أفغانستان إلى ثمانينيات القرن الماضي، عندما شكّلت الحكومة الأفغانية الموالية للاتحاد السوفييتي مليشيات على أسس قومية وعرقية لمواجهة الأحزاب الجهادية التي كانت تقاوم القوات السوفييتية. وكان عبد الرشيد دوستم، الذي نشأ في إقليم سربل في شمال البلاد، يقود مليشيات تابعة للعرقية الأزبكية التي كانت تدعى مليشيات "كلم جم" المعروفة بشراستها في القتل والنهب. ومع مرور الأيام تطور دوستم ومليشياته حتى أصبحت كياناً مهماً داخل الدولة أثناء حكم محمد نجيب الله لأفغانستان، ولكن في العام 1992 نشبت خلافات عميقة بين دوستم وبين حكومة نجيب، وانحاز دوستم إلى المجاهدين، ما أدى إلى سقوط حكومة نجيب الموالية للاتحاد السوفييتي. كما لعب دوستم دوراً خطيراً بعد دخول المجاهدين إلى كابول، إذ إنه كان يؤيد في البداية حكومة برهان الدين رباني ثم انقلب عليها، وانحاز إلى معارضها قلب الدين حكمتيار، وشكل جماعة خاصة به سماها "جنبش ملي" أو النهضة الإسلامية. ومع دخول "طالبان" إلى كابول، فر إلى أوزبكستان وكان يعيش هناك حتى سقوط حكومة "طالبان" عام 2001 على يد القوات الأمريكية والدولية. ومع سقوط "طالبان" واحتلال القوات الأمريكية أفغانستان، عاد دوستم إلى أفغانستان ليبدأ مهمته الجديدة، ووقفت مليشياته الخاصة جنباً إلى جنب مع القوات الأمريكية ضد "طالبان". وفي المقابل حظي دوستم وميليشياته باهتمام كبير من قِبل القوات الأمريكية، وبدأ يلعب دوراً هاماً في سياسة البلاد. وها هو الآن يشغل منصب نائب الرئيس الأفغاني، لكن يبدو أن خطته أكبر من ذلك، لذا هو ينوي تشكيل مليشيات خاصة به، إلا أن الأفغان ما زالوا يتذكرون ما حل بهم نتيجة الحروب الأهلية التي دامت عقودا، وكان دوستم أحد أمراء تلك الحروب. كما وأن مليشيات دوستم "كلم جم" كانت تُعرف آنذاك بقتل الأفغان ونهب أموالهم، إضافة إلى أن مواقف دوستم المتقلبة خلّفت آثاراً سيئة على الوضع العسكري والسياسي في البلاد.
"العربي الجديد"
قمة سعودية مصرية الأحد.. وسعودية تركية الاثنين
يقوم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي غداً الأحد بزيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية، حيث من المقرر أن يلتقي مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.
وفي هذا السياق، قال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية إن زيارة السيسي للسعودية تعد الأولى بعد تولي الملك سلمان بن عبد العزيز سدة الحكم، وتهدف إلى تعزيز ودعم العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين في شتى المجالات السياسية والاقتصادية، في ضوء المواقف المشرفة للمملكة والتي ساندت من خلالها الإرادة الحرة للشعب المصري، كما تعد الزيارة مناسبة للتباحث بشأن مستجدات الأوضاع ومختلف القضايا الإقليمية في المنطقة، ولاسيما فيما يتعلق بتدهور الأوضاع في اليمن، وضرورة تداركها؛ تلافياً لآثارها السلبية على أمن منطقة الخليج العربي والبحر الأحمر.
وتشهد العاصمة الرياض، يوم الاثنين المقبل، قمة سعودية- تركية، تجمع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يتم من خلالها مناقشة العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، وأيضاً المستجدات الدولية والإقليمة.
ومن المقرر أن يصل الرئيس التركي إلى المملكة السبت. وقالت وكالة الأنباء السعودية "واس" إن "أردوغان يصل السبت إلى المملكة حيث سيتوجه إلى مكة المكرمة لتأدية مناسك العمرة، ومن ثم سيتوجه إلى المدينة المنورة لزيارة المسجد النبوي الشريف. وسيصل إلى الرياض يوم الاثنين في زيارة رسمية يلتقي خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز".
تنسيق مشترك بين السعودية ومصر
من جانبه قال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية أن السيسي يولي اهتماما خاصا للتواصل والتنسيق المشترك بين البلدين على كافة الأصعدة، في ظل الهجمة الشرسة التي تتعرض لها الأمة العربية وسعي بعض الأطراف والجماعات المتطرفة لاستغلال الفراغ الذي خلفه الاقتتال الداخلي وحالة الضعف في بعض الدول للتوسع والإضرار باستقرار ومستقبل شعوب المنطقة.
وأضاف السفير علاء يوسف أن القمة العربية المقبلة ستكون ضمن الموضوعات المطروحة على جدول أعمال الزيارة، خاصة وأن الوضع الحالي يتطلب أهمية تفويت كافة محاولات بث الفرقة والانقسام بين الدول العربية، والتكاتف فيما بينها لمواجهة المخاطر المتسارعة التي تتعرض لها المنطقة العربية.
وذكر المتحدث الرسمي أن الرئيس السيسي يثمن غالياً المواقف التاريخية لجلالة الملك سلمان بن عبد العزيز أثناء تطوع جلالته في الجيش المصري وقت العدوان الثلاثي، وقيادته حملة لدعم النازحين المصريين حينها ٍ، وتضامنه مع مصر خلال حرب أكتوبر 1973، وهي المواقف التي تدلل على الأخوة الحقيقية والصداقة الوفية، وتأتي متسقة مع الإطار العام الذي يضم العلاقات بين البلدين ويكلله التقدير والمودة والاحترام المتبادل، مما يجعل العلاقات بين البلدين الشقيقين نموذجاً يُحتذى لما يجب أن تكون عليه العلاقات العربية- العربية.
"العربية نت"
سوريا.. مقرب من "داعش" يؤكد عدم إعدام المختطفين الآشوريين وعليهم "الجزية" باعتبارهم من "أهل الذمة"
أكد أحد المقربين من قيادات تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" أن مسلحي التنظيم لم يقوموا حتى اللحظة بإعدام أي من المختطفين المسيحيين، الذين اختطفهم مسلحو "داعش" من القرى الآشورية في شمال سوريا.
ونقل "المرصد السوري لحقوق الإنسان" عن قيادات آشورية أنها تمكنت من التواصل مع شقيق أحد "شرعيي" تنظيم "الدولة الإسلامية"، الذي أبلغهم بأنه لم تجري حتى الآن أي عملية إعدام بحق أي من المختطفين الآشوريين، والذين يزيد عددهم على 220 رهينة.
وأضافت المصادر أن شقيق القيادي بتنظيم "داعش"، والذي لم يتم الكشف عن هويته، أبلغ القيادات الآشورية أيضاً بأن المختطفين المسيحيين هم "من أهل الذمة"، وأن عليهم "دفع الجزية"، ولفت إلى أن "محكمة الشدادي سوف تبت في قضية المختطفين وحكمهم."
كما أورد المرصد الحقوقي، الذي يتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقراً له، أن "وجهاء عشائر عربية اجتمعوا مع أحد رجال الدين المسيحيين، في محاولة للتوسط من أجل الإفراج عن المواطنين الآشوريين المختطفين"، ولم يورد المصدر أي تفاصيل حول نتائج الاجتماع.
وأشارت المصادر إلى أن مسلحي "داعش" قاموا بإحراق عدد من المنازل في القرى التي يسيطر عليها، في منطقة "تل تمر"، ولفت المرصد إلى أن حالة من الهدوء الحذر تخيم على المنطقة، التي يسيطر عليها التنظيم، تتخللها رشقات متبادلة بين مسلحي التنظيم و"وحدات حماية الشعب الكردي.
وبحسب مصادر في المعارضة السورية وحقوقية، فقد تمكن مسلحو التنظيم المتشدد من إحكام سيطرتهم على عدد من القرى الآشورية في محافظة "الحسكة"، وقاموا باختطاف نحو 262 من أبناء تلك القرى، غالبيتهم من المسيحيين، كما قاموا بإحراق عدد من الكنائس.
وتتزايد المخاوف من أن يلقى هؤلاء المسيحيين الآشوريين نفس مصير الأقباط المصريين، الذين ذبحهم مسلحو "داعش" في ليبيا الشهر الماضي، أو مئات الأيزيديين الذين تعرضوا لعمليات إعدام جماعية في منطقة جبل "سنجار" على الحدود بين العراق وتركيا.
حاكم انديانا: الجهادي جون يريد الجنة وعلينا مساعدته في تحقيق ذلك بأسرع ما يمكن
لفت حاكم ولاية إنديانا، مايك بينس، الجمعة، إلى أن السياسة الخارجية للولايات المتحدة قد تكون المحرك الأكبر في السباق الرئاسي المقبل للبيت الأبيض عام 2016 لأول مرة منذ انتخاب رونالد ريغان عام 1980، داعيا الإدارة إلى العمل للتخلص من "الجهادي جون" جلاد تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف بـ"داعش" الذي ظهر في عدد من التسجيلات المصورة بجز أعناق رهائن غربيين.
وقال بينس، وهو من أبرز القياديين الجمهوريين في الكونغرس سابقا، مخاطبا باراك أوباما: "إيها الرئيس الجهادي جون لا يريد وظيفة بل مشاهدة الفردوس وعلينا مساعدته في تحقيق ذلك بأسرع فرصة."
وتناول بكلمته، التي ألقاها خلال حفل عشاء للحزب الجمهوري، طائفة واسعة من التحديات الدولية بمواجهة واشنطن منها روسيا وتصاعد القوى العسكرية للصين والتهديدات التي تمثلها إيران لإسرائيل، داعيا إلى تعزيز الجيش الأمريكي وإدخال أنظمة قتالية جديدة، وإعادة إنتاج طائرات "اف-22" المقاتلة وتقوية سلاح البحرية، قائلا: "دون إعادة بناء جيشينا وبدون استراتيجية أو ابتكار فلن يكون ذلك كافيا لحماية الشعب وسيادة الولايات المتحدة الأمريكية."
وكشف، الجمعة، عن هوية "الجهادي جون" الذي ظهر بمقاطع قطع الرءوس بفيديوهات "داعش"، وهو محمد موازي، ولد في الكويت ونشأ في غرب العاصمة البريطانية، لندن، قب تحول مساره من شخصية "محبوبة ومتدينة" إلى إرهابي."
الادعاء الأمريكي يتهم 6 مهاجرين بوسنيين بتقديم دعم عسكري لـ"إرهابيين" في سوريا والعراق
وجهت السلطات الأمريكية الاتهام رسمياً إلى ستة مهاجرين من البوسنة بـ"ارتكاب أعمال لها علاقة بالإرهاب"، بدعوى قيامهم بتقديم دعم عسكري ومالي إلى "جماعات إرهابية" في كل من العراق وسوريا.
ولجأ المتهمون، ومن بينهم رجل وزوجته، إلى استخدام أسماء حركية ومستعارة على مواقع التواصل الاجتماعي، لتجنب كشفهم من قبل أجهزة الأمن الأمريكية، وجرى اعتقالهم في وقت سابق من فبراير/ شباط الجاري، في كل من إلينوي وسانت لويس.
وبحسب المذكرة القضائية المقدمة إلى المحكمة، والتي تم الكشف عنها الجمعة، فإن ثلاثة من المتهمين على الأقل حاصلين على الجنسية الأمريكية.
وكشفت السلطات عن أسماء المتهمين الستة، وهم نهاد روسيتش، وأرمين حارسيفتش، إضافة إلى الزوجين رامز وسيدينا هودزيتش، وجميعهم من مدينة سانت لويس بولاية ميسوري، فضلاً عن مديحة سالكيسفيتش، وياسمينكا راميتش، وهما من ولاية إلينوي.
ومن بين الاتهامات الموجهة إلى المتهمين الستة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، بهدف "التآمر" لجمع أموال ومعدات عسكرية وإرسالها إلى "إرهابيين" في سوريا والعراق.
كما أشارت عريضة الدعوى إلى أنهم قاموا بالفعل بإرسال شحنات قطع غيار لأسلحة نارية، وملابس عسكرية، وأحذية قتال، عبر وسطاء في تركيا.
"CNN"
مدينة نمرود الأثرية هدف داعش المقبل بعد متحف الموصل
الإفتاء المصرية: تدمير الآثار يفتقد إلى سند شرعي
أعلنت دار الافتاء المصرية الجمعة ان تدمير جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية في الموصل قطعًا أثرية تعود إلى حقبات تاريخية سبقت الإسلام يفتقد إلى "اسانيد شرعية"، موضحة ان الحفاظ على التراث "أمر لا يحرّمه الدين". وبث تنظيم الدولة الإسلامية الخميس شريطا يظهر جهاديين وهم يحطمون تماثيل ومنحوتات تعود إلى حقبات آشورية وآكادية في متحف الموصل، مستخدمين مطارق وآلات ثقب كهربائية.
واكدت دار الافتاء في بيان ان "الآراء الشاذة التي اعتمد عليها "داعش" في هدم الآثار واهية ومضللة، ولا تستند إلى أسانيد شرعية"، وأشارت إلى ان "هذه الآثار كانت موجودة في جميع البلدان التي فتحها المسلمون، ولم يأمر الصحابة الكرام بهدمها أو حتى سمحوا بالاقتراب منها".
التاريخ شاهد
واوضحت ان "الصحابة جاءوا إلى مصر إبان الفتح الإسلامي، ووجدوا الأهرامات وأبو الهول وغيرها، ولم يصدروا فتوى أو رأيًا شرعيًا يمسّ هذه الآثار، التي تعد قيمة تاريخية عظيمة".
أضافت ان "الآثار تعتبر من القيم والأشياء التاريخية، التي لها أثر في حياة المجتمع (...)، وبالتالى فإن من تسوّل له نفسه، ويتجرأ، ويدعو إلى المساس بأثر تاريخي، بحجة أن الإسلام يحرّم وجود مثل هذه الأشياء في بلاده، فإن ذلك يعكس توجهات متطرفة تنمّ عن جهل بالدين الإسلامي". وشددت على أن "الحفاظ على هذا التراث ومشاهدته أمر مشروع ولا يحرّمه الدين".
ويضم متحف الموصل تماثيل وآثار من الحضارات الآشورية والهلنستية والآكادية، يعود تاريخها إلى قرون عدة قبل المسيح، ما حدا بخبراء إلى المقارنة بين تدمير آثار متحف الموصل، وقيام حركة طالبان الأفغانية في العام 2001 بتدمير تمثالين عملاقين لبوذا في منطقة باميان. ويأتي تدمير الآثار بعد نحو أسبوعين من تبني مجلس الامن قرارًا هدفه تجفيف مصادر تمويل تنظيم الدولة الإسلامية، بما فيها تهريب القطع الآثرية.
محو حضارات
وأكد الخبراء عملية التدمير، واعربوا عن الاسف لها. وطالبت منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) الجمعة بعقد اجتماع طارئ لمجلس الامن الدولي حول القضية. وقالت مديرة المنظمة ايرينا بوكوفا في بيان ان "هذا الاعتداء هو أكثر بكثير من مأساة ثقافية، هذا أيضا شأن أمني يغذي الطائفية والتطرف العنيف والنزاع في العراق".
واثار نشر تنظيم الدولة الإسلامية شريط فيديو يظهر تدمير آثار في مدينة الموصل استنكارًا عالميًا واسعًا ومخاوف من مصير مشابه تلاقيه مواقع أثرية تاريخية في شمال العراق. وقارن علماء وخبراء في الآثار بين هذا العمل وقيام حركة طالبان في العام 2001، بتدمير تمثالين عملاقين لبوذا في منطقة باميان الأفغانية، ما تسبب بصدمة عالمية وموجة استنكار شديد.
ودان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الجمعة التدمير "الوحشي" للآثار. وقال للصحافيين على هامش زيارته إلى الفيليبين "الوحشية تطال الاشخاص والتاريخ والذاكرة والثقافة". وأضاف "ما يريده هؤلاء الإرهابيون هو تدمير كل أوجه الانسانية"، معتبرا ان "السعي إلى تدمير التراث يعني السعي إلى تدمير كل الذين يحملون رسالة ثقافة".
ووصف الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي تدمير الآثار "بالجريمة الوحشية التي تفوق الوصف بهمجيتها وبربريتها"، معتبرا ان "هذا الاعتداء الوحشي على التراث الحضاري لشعب العراق يمثل واحدة من ابشع الجرائم التي ارتكبت في هذا العصر بحق تراث الإنسانية جمعاء". ويسيطر التنظيم المتطرف على مساحات واسعة في شمال العراق وغربه منذ حزيران/يونيو، إضافة إلى سيطرته على مناطق في سوريا المجاورة. وطبق التنظيم في هذه المناطق، معايير صارمة للشريعة الإسلامية.
وسبق للتنظيم ان عرض صورا واشرطة مصورة تظهر قيامه بتفجير مزارات وأضرحة وأماكن عبادة اثرية، على خلفية انها تمثل "شركا" بالله. وفي شريط تدمير آثار الموصل، يقول عنصر انها "اصنام وأوثان لأقوام في القرون السابقة، كانت تعبد من دون الله عز وجل"، مضيفا ان النبي محمد "أزال الاصنام وطمسها بيده الشريفة عندما فتح مكة" قبل زهاء 1400 عام.
مقياس خاطئ
ويقول اكاديميون متخصصون في الدراسات الإسلامية ان ما قام به الرسول يختلف جذريًا مع العصر الحالي، إذ ان الاصنام في ذاك العصر كانت مخصصة للعبادة، ولا تمثل ارثا حضاريا. واعتبر رضوان السيد استاذ العلوم الإسلامية في الجامعة اللبنانية، في اتصال مع وكالة فرانس برس، ان مقارنة التنظيم ما قام به مع ما قام به النبي محمد، أمر "غير صحيح على الإطلاق وقياس سخيف ومخطئ".
أضاف ان الاصنام في عهد النبي "كانت تماثيل لآلهة وموجودة حول الكعبة (...) بينما الآثار والتماثيل الموجودة في متحف الموصل والمواقع الأثرية الاخرى ليست تماثيل لآلهة، بل تماثيل لأباطرة ولحيوانات وطيور". وتابع "حتى وان كانت تماثيل لآلهة، فهي موجودة في متحف، والقرآن الكريم يدعو إلى الاعتبار بهذه الآثار وهذه المعالم، انها لأقوام ماضين ذهبوا و(هي دليل على) ان الحياة ذاهبة".
ويعتقد ان العديد من التماثيل التي دمّرت هي نسخ عن قطع اصلية نقلت إلى المتحف العراقي أو متاحف عالمية. الا ان بعضها اصلي، لا سيما التمثال الآشوري الضخم للثور المجنح عند بوابة نركال، والذي قام عناصر التنظيم بتشويهه وتحطيم قطع منه باستخدام آلة كهربائية تقطع الحجر.
نمرود تاليًا!
واثارت عملية تدمير الآثار مخاوف على ما تبقى من مواقع اثرية في محافظة نينوي، ومركزها مدينة الموصل. وابلغ عناصر التنظيم الجهادي حراس بوابة نركال، ان هدفهم المقبل سيكون مدينة نمرود الاثرية في جنوب الموصل، بحسب عالم الآثار العراقي عبد الامير حمداني.
وقال حمداني، ومقره جامعة ستوني بروك الأمريكية، لفرانس برس "هذه ليست نهاية القصة، وعلى المجتمع الدولي التدخل". أضاف ان نمرود "واحدة من اهم العواصم الآشورية، ثمة نقوش وثيران مجنحة هناك... ستكون كارثة حقيقية"، متخوفًا من قيام الجهاديين أيضا "بمهاجمة الحضارة وتدميرها... هي منطقة معزولة جدا في الصحراء".
وتقع مدينة الحضرة التاريخية على مسافة مئة كلم جنوب غرب الموصل، وهي مدرجة على لائحة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو. وتقول المنظمة ان "بقايا المدينة، لا سيما المعابد، حيث تختلط الهندسة المعمارية الهلنستية والرومانية مع الميزات الزخرفية الشرقية، تشهد على عظمة حضارتها".
لا رادع
وكان الجهاديون فجروا أول أمس مسجد الخضر الاثري وسط مدينة الموصل، بذريعة انه يضم مرقدًا تاريخيًا، بحسب شهود وأكاديميين. كما أفاد شهود ان التنظيم أحرق في أوقات سابقة، كتبا في مكتبة الموصل، ودمر مزارات تراثية عدة في المدينة، التي تعد من الاقدم في الشرق الأوسط. وقال المهندس المعماري العراقي المقيم في عمان احسان فتحي لفرانس برس "اخشى ان المزيد من التدمير آتٍ"، معتبرا ان عناصر التنظيم يمكنهم "ان يقوموا بكل شيء (...) من سيوقفهم؟".
ويشن تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة ضربات جوية ضد التنظيم، في وقت تحاول القوات العراقية والكردية على الارض استعادة المناطق التي يسيطر عليها الجهاديون. الا ان حماية الآثار الواقعة في مناطق بعيدة عن متناول القوات الامنية، يبدو امرا شبه مستحيل. ويقول منير بوشناقي، مدير المركز الاقليمي العربي للتراث العالمي في البحرين، "اذا لا يوجد لديك ناس على الارض، من الصعب جدا (حماية الآثار)، وتكون تخاطر أيضا بالحاق مزيد من التدمير بها".
بعض سوابق التدمير
بعد إقدام تنظيم الدولة الإسلامية الخميس على بث شريط فيديو ظهر فيه جهاديون يدمرون كنوزًا ترقى إلى قرون سحيقة في متحف الموصل شمال بغداد، تنشر وكالة فرانس برس تذكيرا بأبرز عمليات تدمير الإرث الثقافي في العالم.
وخلال ندوة عقدتها منظمة اليونيسكو في أيلول/سبتمبر 2014، تحدث خبراء عن تدمير هذا التنظيم عددا كبيرا من الآثار التي تعد رموزًا للتراث المسيحي واليهودي والإسلامي، لكن الجهاديين يعتبرونها اصناما. ومن هذه المواقع قبر النبي يونس وقبر النبي شيت في الموصل.
- مالي: بقيت تومبوكتو "مدينة 33 وليا" المدرجة في التراث العالمي للبشرية، من نيسان/أبريل 2012 إلى كانون الثاني/يناير 2013 تحت سيطرة المجموعات الإسلامية المسلحة الذين شوّهوا صورتها. وفي حزيران/يونيو 2012، بدأ جهاديو مختلف الحركات التي تدور في فلك تنظيم القاعدة، وتعتبر تكريم الاولياء "عبادة للاصنام" تدمير عدد من الاضرحة وأكبر مساجد المدينة. ودمرت أضرحة اخرى تشهد على العصر الذهبي للمدينة في القرن السادس عشر. وفي بداية 2013، تعرض مركز أحمد بابا للتوثيق والبحوث التاريخية للنهب والتخريب، لكن القسم الأكبر من المخطوطات الإسلامية والكتب النفيسة قد نجا. وفي اذار/مارس 2014، بدأت اعمال ترميم هذه الآثار.
- ليبيا: في آب/اغسطس 2012، خرّب إسلاميون ودنسوا ضريح الشعاب الدهماني في طرابلس. وتعرض للتدمير أيضا ضريح الشيخ عبد السلام الاسمر الفقيه الصوفي من القرن السادس عشر في زليتن التي تبعد 160 كلم شرق العاصمة. وتعرّضت مكتبة وجامعة تحملان الاسم نفسه لأعمال تخريب ونهب.
- أفغانستان: في اذار/مارس 2001، امر القائد الاعلى لحركة طالبان الملا عمر بتدمير تمثالين عملاقين لبوذا في باميان (وسط-شرق) يعودان إلى أكثر من 1500 عام. وقد اعتبرتهما الحركة "مخالفين لتعاليم الإسلام"، ولان نحت التماثيل على شكل انسان حرام. وطوال 25 يوما، انصرف مئات من عناصر حركة طالبان اتوا من كل انحاء البلاد إلى تدمير التماثيل العملاقة بالصواريخ والديناميت.
- يوغوسلافيا السابقة: أواخر 1991، خلال النزاع الصربي-الكرواتي، تعرّضت مدينة دوبروفنيك، التي ترقى إلى القرون الوسطى في كرواتيا، والمصنفة في التراث العالمي للبشرية، للتخريب، وهدمت مبانيها عن سابق تصور وتصميم.
وخلال الحرب بين المجموعات الدينية في البوسنة من 1992 إلى 1995، احرق المقاتلون الصرب المكتبة الوطنية في ساراييفو، التي بنيت في القرن التاسع عشر، واعيد فتحها في ايار/مايو 2014 بعد 22 عاما على تدميرها.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر 1993، دمرت القوات الكرواتية في البوسنة جسر موستار القديم، الذي يعتبر تحفة معمارية عثمانية. وأعيد بناؤه في وقت لاحق.
"إيلاف"
اليمن.. مقتل 3 من القاعدة في غارة لطائرة من دون طيار
قتل ثلاثة عناصر من تنظيم القاعدة في غارة جوية نفذتها منتصف ليل الجمعة/السبت طائرة من دون طيار، يعتقد أنها أمريكية في بلدة بيحان بمحافظة شبوة في جنوب اليمن، حسبما أفاد مصدر قبلي.
وذكر المصدر أن "مركبة كانت تقل 3 عناصر من تنظيم القاعدة استهدفتها الغارة أثناء مرورها في منطقة الساق ببلدة بيحان".
وبحسب المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه "قتل جميع الركاب وتفحمت جثثهم".
وتنفذ طائرات أمريكية من دون طيار باستمرار غارات تستهدف تنظيم القاعدة وقيادييه في اليمن، خصوصا في الجنوب والشرق.
وأعلن تنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" في وقت سابق هذا الشهر أن حارث النظاري المعروف بمحمد المرشدي والقيادي والعضو في "اللجنة الشرعية" للتنظيم، قتل مع 3 عناصر آخرين في غارة شنتها طائرة أمريكية من دون طيار على محافظة شبوة.
"العربية نت"
تركيا تبدأ تدريب عناصر المعارضة السورية المعتدلة
أعلن الناطق باسم الخارجية التركية، "تانجو بيلغيتش"، أن برنامج تدريب وتجهيز المعارضين المعتدلين للنظام السوري برعاية تركيا والولايات المتحدة سيبدأ غداً الأحد.
وأضاف "بيلغيتش" في لقاء صحافي أسبوعي، أن البرنامج "سيبدأ في الأول من آذار /مارس"، مضيفاً: "لا يمكنني تقديم تفاصيل إضافية".
وكانت أنقرة قد وقعت اتفاقاً مع واشنطن في 19 شباط/ فبراير الحالي، بعد أشهر من النقاشات الشاقة لتدريب مجموعات معارضة سورية معتدلة في قاعدة تركية وتزويدها بمعدات عسكرية.
وسيستفيد أكثر من 5000 معارض سوري من البرنامج في عامه الأول.
وتريد حكومة أنقرة التي تعتبر الرئيس السوري بشار الأسد عدوها اللدود تدريب هؤلاء المعارضين لمقاتلة نظام دمشق وإرهابيي تنظيم "الدولة الإسلامية"/ "داعش" الذي يسيطر على مناطق واسعة في العراق وسوريا قرب حدودها.
وقد أعربت الإدارة الأمريكية عن أملها في أن يكون هؤلاء جاهزين للقتال بحلول نهاية العام الجاري.
وبالإضافة إلى تركيا، وافقت كل من السعودية وقطر على استضافة مراكز التدريب وعرضت توفير مدربين.
ومنذ منتصف آذار/ مارس 2011، تطالب المعارضة السورية، بإنهاء أكثر من (44) عاماً من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة.
إلا أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، ما دفع سوريا إلى معارك دموية بين القوات النظامية وقوات المعارضة.
العبادي في البرلمان لمناقشة مطالب السنّة
قالت ناهدة الدايني عضو البرلمان العراقي عن كتلة اتحاد القوى العراقية (سُنية)، إن رئيس الوزراء حيدر العبادي سيحضر الاثنين المقبل إلى مجلس النواب (البرلمان) لمناقشة المطالب التي قدمت له من ائتلافي "اتحاد القوى" و"الوطنية" وإطلاع البرلمان على تطورات الاوضاع الامنية في البلاد.
وقالت الدايني إن "ائتلافي اتحاد القوى والوطنية قررا اختيار عدد من النواب لحضور جلسة استضافة العبادي لطرح المطالب مجددا عليه داخل البرلمان ومعرفة ما هي الضمانات التي سيقدمها العبادي لتنفيذ تلك المطالب".
وأضافت أن "قرار إنهاء مقاطعة الائتلافين لجلسات مجلس النواب ستعتمد على اجوبة العبادي وتطميناته وكذلك الضمانات التي سيقدمها خصوصا في الجانب الأمني المتعلق بحصر السلاح بيد الدولة وتقييد عمل الميليشيات".
وتضمنت المطالب التي قدمتها الكتل السٌنية التزام رئيس الوزراء بتنفيذ وثيقة الاتفاق السياسي بكافة مفرداتها، وإعادة صياغة قانون الحرس الوطني بما يضمن استيعاب مقاتلي العشائر، والالتزام بتسليح العشائر وتقديم الدعم بالسرعة الممكنة، والالتزام بتقديم المجرمين والمنفلتين إلى القضاء بغض النظر عن الغطاء السياسي، إضافة إلى إلغاء قانون المساءلة والعدالة وتحويله إلى ملف قضائي.
وعلقت الكتل السياسية السُنية حضورها لاجتماعات مجلس النواب إثر تعرض نائب سٌني لمحاولة اختطاف على أيدي مجموعة مسلحة قتل على إثرها عمه و9 من مرافقيه، شمالي بغداد، الجمعة من الأسبوع قبل الماضي.
وطالب قادة السُنة، في اجتماع الرئاسات الثلاث الذي عقد الأسبوع الماضي، العبادي بحل الميليشيات في العاصمة بغداد وحصر السلاح بيد الدولة، واستأنفت الميليشيات الشيعية نشاطاتها العلنية في العراق، منذ صيف العام الماضي في أعقاب سيطرة "داعش" على مناطق في شمال وغرب البلاد وإصدار المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني فتوى لمقاتلة المتشددين السنة.
ويشارك السنة في حكومة العبادي بعد أن توصل الطرفان لاتفاق إبان تشكيل الحكومة العام الماضي، يقضي بقيام رئيس الوزراء بإجراء إصلاحات لصالحهم وإلغاء سياسات "طائفية" اتهموا سلفه نوري المالكي باتباعها.
كما أن السنة لديهم مطالب قديمة تتعلق بتشريع قوانين تضمن مشاركتهم في مراكز القرار وتولي الوظائف العامة في مؤسسات الدولة، وتشكيل الحرس الوطني واصدار عفو عام عن السجناء وتخفيف قوانين مكافحة الإرهاب واجتثاث حزب البعث المحظور (الحاكم إبان عهد الرئيس الراحل صدام حسين).
مسلحو الحراك الجنوبي يهاجمون دورية للجيش اليمني
أصيب 9 جنود من الجيش اليمني، اليوم السبت، في هجوم شنه مسلحون تابعون للحراك الجنوبي المطالب بالانفصال استهدف دورية عسكرية بمحافظة لحج جنوبي البلاد، حسب مسئول رفيع بالمحافظة.
وقال المسئول إن 9 جنود أصيبوا بهجوم مسلح من قبل مسلحي الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال استهدف دورية كانت تقلهم في منطقة ردفان بمحافظة لحج.
وأضاف أن الجيش رد على الهجوم وأن اشتباكات عنيفة ما زالت تدور حتى اللحظة (7:57 تغ) بين الطرفين، دون معرفة سقوط ضحايا من عدمه جراء ذلك.
وكانت اشتباكات عنيفة قد اندلعت لمرات عديدة خلال الفترة الأخيرة بين الجيش ومسلحي الحراك الانفصالي خلفت قتلى وجرحى من الطرفين في المنطقة ذاتها، حسب مصادر محلية مسئولة.
وتشهد محافظة لحج جنوبي اليمن، انفلاتا أمنيا منذ العام 2011 ومواجهات بين القوات الحكومية ومسلحين يرتبط بعضهم بتنظيم القاعدة، الذي يخوض حربا مفتوحة مع الحكومة في عدد من المحافظات اليمنية.
"إرم"
متظاهرون ببنغازي الليبية يطالبون باعتبار المجموعات الإسلامية "جماعات إرهابية"
تجمع المئات من الليبيين في بنغازي اليوم الجمعة، للتظاهر مطالبين باعتبار الجماعات الإسلامية المقاتلة "جماعات إرهابية"، كما طالبوا بإسقاط حكومة عبدالله الثني المعترف بها دوليا نتيجة ضعف أدائها، وفق ما أعلنوا ف بيان.
تظاهر المئات الجمعة في مدينة بنغازي بشرق ليبيا، مطالبين بإسقاط حكومة عبدالله الثني المعترف بها دوليا، واعتبار المجموعات الإسلامية المقاتلة "جماعات إرهابية".
وأفاد مصدر أمني وشهود أن ثلاث قذائف هاون سقطت قرب المتظاهرين دون أن تخلف ضحايا.
وقال ضابط أمن كان موجودا في المكان إن "ثلاث قذائف هاون سقطت قرب مئات المتظاهرين الذين تجمعوا في ساحة التحرير في منطقة الكيش وسط مدينة بنغازي من دون أن تخلف ضحايا"، فيما قال شهود إن "القذائف أخطأت المتظاهرين وأصابت متحف البركة" وهو مبنى تاريخي يرجع لفترة الحكم العثماني لليبيا.
وقال مراسل فرانس برس إن دوي الانفجارات كان قويا فيما ارتفعت سحب الدخان في سماء المكان وسادت المتظاهرين حالة من الهلع.
وفي بيان أصدروه، طالب المتظاهرون ب"اعتبار جماعة الإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية المقاتلة جماعات إرهابية"، رافضين "الحوار مع قادة الميليشيات والمساندين والداعمين للإرهاب".
كما طالبوا بإسقاط حكومة عبدالله الثني المعترف بها دوليا نتيجة ضعف أدائها، مؤكدين "ضرورة أن يعمل اللواء خليفة حفتر على إعادة بناء الجيش الليبي فور أدائه القسم القانوني قائدا عاما للجيش".
ومنذ منتصف تشرين الأول/أكتوبر تشن وحدات من الجيش النظامي الليبي معززة بمسلحين موالين للواء حفتر هجوما على الميليشيات الإسلامية لاستعادة بنغازي بعدما سيطرت عليها في تموز/يوليو 2014.
كما تخوض قوات حفتر معارك في غرب البلاد ووسطها وشرقها وجنوبها تمهيدا لاستعادة السيطرة عليها لصالح السلطات المعترف بها.
ولجأ البرلمان المعترف به دوليا والحكومة المنبثقة منه إلى شرق البلاد بعد سيطرة ميليشيات فجر ليبيا على العاصمة طرابلس في آب/أغسطس الماضي وإعادة إحيائها المؤتمر الوطني العام، أي البرلمان المنتهية ولايته وتشكيلها حكومة إسلامية موازية.
"فرانس 24"
مشروع قانون أمريكي يلزم بمراجعة الكونجرس لأي اتفاق مع إيران
قدم أعضاء بمجلس الشيوخ الأمريكي مشروع قانون في ساعة متأخرة من مساء الجمعة يلزم بمراجعة الكونجرس لاي اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي.
وسيلزم (قانون مراجعة اتفاق إيران النووي) الرئيس باراك أوباما بأن يقدم إلى الكونجرس نص أي اتفاق في غضون خمسة أيام من التوصل لاتفاق نهائي مع إيران. وسيحظر القانون أيضا على أوباما تعليق أو إلغاء عقوبات على إيران أجازها الكونجرس لمدة ستين يوما بعد التوصل لاتفاق.
وقال الجمهوري بوب كوركر رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ والذي تبنى مشروع القانون مع السناتور بوب مينينديز أكبر الديمقراطيين في اللجنة وآخرين "من المهم الحفاظ على كمال عقوبات الكونجرس."
وأضاف إن مشروع القانون يخلق "آلية مراجعة مسئولة ستعطي الكونجرس فرصة الموافقة أو عدم الموافقة على الاتفاق قبل أن تتمكن الإدارة من محاولة إلغاء هذه العقوبات."
وأجازت لجنة العلاقات الخارجية مشروع قانون جديد للعقوبات على إيران هذا الشهر. لكن النواب يمهلون المحادثات بين إيران والدول الست ومن بينها الولايات المتحدة حتى 24 مارس آذار قبل نقل مشروع القانون إلى مجلس الشيوخ بأكمله
"رويترز"
الغنوشي: هل "الدواعش" أعلم من أبي حنيفة وابن حنبل؟
اكد رئيس "حركة النهضة" الإسلامية في تونس راشد الغنوشي، إن "الدواعش" لا يمتون إلى الإسلام بصلة، واعتبر انهم يجمعون بين جهل وتطرف الخوارج وهمجية التتار، داعيا إلى انقاذ الامة من شرهم وبغيهم.
جاء ذلك تعقيبًا على تسجيل مصور لتنظيم "داعش" يظهر قيامه بتحطيم محتويات متحف الموصل في محافظة نينوي، شمال العراق، والذي يعد أحد أهم المتاحف في العالم.
وتساءل الغنوشي في تغريدة على صفحته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، "هل الدواعش أعلم وأفقه من أبي حنيفة وأحمد بن حنبل وجميع العلماء والصحابة الذين عاشوا في العراق أرض الحضارات، ولم يفكروا أبدا في تدمير إرث العراق الحضاري.. هؤلاء لا يمتون إلى الإسلام بصلة".
وأوضح أن "القرآن أمر بالسير في الأرض والاطلاع على قصص وتاريخ من قبلنا، وليس تدمير تراثهم".
ووصف الغنوشي منتسبي تنظيم "داعش" بأنهم "جمعوا بين جهل وتطرف الخوارج وهمجية التتار" داعيا إلى "إنقاذ الأمة من شرهم وبغيهم".
وأول أمس الخميس، بثّ تنظيم "داعش" تسجيلاً مصوراً يظهر قيامه بتحطيم محتويات متحف الموصل، حيث قام عناصر من داعش بدفع ورمي تماثيل أثرية عديدة، وتدمير أخرى بالمطارق وبالمناشير وأجهزة الحفر الكهربائية.
ويعتبر علماء ومتخصصون بالآثار متحف الموصل من أهم متاحف العالم حيث يحوي آلاف القطع الأثرية، وسرق العديد منها بعد الاحتلال الأمريكي للعراق 2003، وما صاحبه من فوضى أمنية وعمليات سرقة لعدد من متاحف العراق.
ويسيطر تنظيم "داعش" على مدينة الموصل ومساحات واسعة من شمال غرب وغرب العراق وأخرى في سوريا، منذ يونيو/حزيران الماضي، ويعمل عادة على هدم الأضرحة والمزارات والآثار في المناطق التي يسيطر عليها بحجة أنها "أوثان ويعبد فيها غير الله".
خبير حركات "متطرفة": التكفيري لا يعترف بثقافة سوى كتب "ابن تيمية"
قال الدكتور ماهر فرغلي، الباحث بشئون الحركات الإسلامية، إن العداء الواضح بين الجماعات التكفيرية والثقافة والتماثيل يعود لما يعتقدونه بأنها أصنام محرمة والصور أيضاً محرمة وهدمها واجب وفقا لفتاوى ابن تيمية ومحمد عبد الوهاب.
وأوضح "فرغلي" في تصريح لـ"صدى البلد" أن هذه الجماعات تعادي جميع الثقافات المعاصرة والعلم والأدباء لعدم اعترافهم بأي ثقافة سوى كتب ابن تيمية ومحمد عبد الوهاب ومادون ذلك فهو محرم، فالثقافة المطبقة لديهم "ثقافة السلف".
وتابع: مشكلة الجماعات في منهجية التفكير الوهابي الذي انتهجه ليعادي هذه الثقافات ويعتبرها "منكر" يجب دفنه.
وكانت عناصر الإرهاب استهدفت المكتبات والمخطوطات الثقافية على مر التاريخ، وتجدد جماعة التطرف المعاصرة مافعله أسلافهم من التتار وغيرهم، حيث ارتكب تنظيم داعش الإرهابي مذبحة بحق الثقافة والآثار بمدينة الموصل العراقية، وحطموا كثير من التماثيل وحرقوا الكتب.
"وكالة أنباء فارس"