صالح يتوعد هادي بمصير قادة الانفصال وطهران تفضّل استقالته وتنذره بـ «عواقب» / هجوم واسع لداعش على "رأس العين" السورية
الأربعاء 11/مارس/2015 - 11:41 ص
طباعة
الملك سلمان: نعمل للتضامن العربي والإسلامي ونرفض العنف والإرهاب
أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمس، التزام بلاده على الدوام في سياستها الخارجية بتعاليم الإسلام الداعية إلى المحبة والسلام، واستمرارها في الالتزام بالمعاهدات والمواثيق الدولية. لكنه شدد على ضرورة «احترام مبدأ السيادة، ورفض أية محاولة للتدخل في شؤوننا الداخلية». وفيما أقر بأن لانخفاض أسعار النفط تأثيراً على دخل المملكة، قال: «سنسعى إلى الحد من تأثير ذلك على مسيرة التنمية». وأعلن أن السعودية ستستمر في عمليات استكشاف النفط والغاز وثرواتها الطبيعية الأخرى.
وتعهد خادم الحرمين الشريفين المضي في تحقيق التضامن العربي والإسلامي، والإسهام في تحقيق الأمن والاستقرار في العالم، وإرساء مبدأ العدالة والسلام. وشدد على الالتزام بنهج الحوار وحل الخلافات سلمياً، رافضاً القوة والعنف والإرهاب. كما أكد أن بلاده ستساهم بفاعلية في حلول للقضايا العالمية الملحة، كقضايا البيئة والتنمية المستدامة.
وتعهد خادم الحرمين الشريفين أمس في كلمة لدى استقباله في قصر اليمامة بالرياض أمس، الأمراء وأمراء المناطق، والمفتي العام للسعودية، والعلماء، والمشايخ، والقضاة، والوزراء، ورئيس وأعضاء مجلس الشورى، وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين، وجمعاً من المواطنين، مواصلة العمل على الأسس الثابتة التي قامت عليها بلاده، «تمسكاً بالشريعة الإسلامية الغراء، وحفاظاً على وحدة البلاد، وتثبيت أمنها واستقرارها، وعملاً على مواصلة البناء، وإكمال ما أسسه من سبقونا من ملوك». وقال إن ذلك يعني «السعي المتواصل نحو التنمية الشاملة المتكاملة والمتوازنة في مناطق المملكة كافة، والعدالة لجميع المواطنين». وزاد: «كل مواطن في بلادنا وكل جزء من أجزاء وطننا الغالي هو محل اهتمامي ورعايتي، فلا فرق بين مواطن وآخر، ولا بين منطقة وأخرى». وقال إنه وجّه وزير الداخلية السعودي بالتشديد على استقبال أمراء المناطق المواطنين، والاستماع إليهم، ورفع ما قد يبدونه من أفكار ومقترحات.
وأكد الملك سلمان الحرص على «التصدي لأسباب الاختلاف، ودواعي الفرقة، والقضاء على كل ما من شأنه تصنيف المجتمع بما يضر بالوحدة الوطنية»، مشدداً على أن «أبناء الوطن متساوون في الحقوق والواجبات».
وتناول الملك سلمان بن عبدالعزيز السياسة الخارجية لبلاده، مؤكداً أنها «ملتزمة على الدوام بتعاليم ديننا الحنيف الداعية للمحبة والسلام، وفقاً لجملة من المبادئ أهمها استمرار المملكة في الالتزام بالمعاهدات والاتفاقات والمواثيق الدولية». وشدد على ضرورة «احترام مبدأ السيادة، ورفض أي محاولة للتدخل في شؤوننا الداخلية»، و «الدفاع المتواصل عن القضايا العربية والإسلامية». وأكد أن في مقدم ذلك «تحقيق ما سعت وتسعى إليه المملكة دائماً من أن يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة، وإقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف».
وأضاف: «كما أننا سائرون إلى تحقيق التضامن العربي والإسلامي، بتنقية الأجواء، وتوحيد الصفوف، لمواجهة المخاطر والتحديات المحدقة بهما». وأوضح خادم الحرمين الشريفين أن ذلك كله يصاحبه «العمل من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في العالم، وإرساء مبدأ العدالة والسلام، إلى جانب الالتزام بنهج الحوار، وحل الخلافات بالطرق السلمية، ورفض استخدام القوة والعنف، وأي ممارسات تهدد الأمن والسلم العالميين».
وقال الملك سلمان أنه مع بروز ظاهرة التطرف والإرهاب، «باعتبارها آفة عالمية لا دين لها، اهتمت المملكة بمكافحة التطرف والإرهاب بكل صوره وأشكاله، أياً كانت مصادره، والتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة والهيئات الدولية في مكافحة هذه الآفة البغيضة عبر اجتثاث جذورها ومسبباتها». وتعهد الإسهام «بفاعلية في وضع الحلول للكثير من قضايا العالم الملحَّة، ومن ذلك قضايا البيئة، وتعزيز التنمية المستدامة».
وقال خادم الحرمين الشريفين إن للإعلام دوراً كبيراً في دعم تلك الجهود، وإتاحة فرصة التعبير عن الرأي، وإيصال الحقائق، وعدم إثارة ما يدعو إلى الفرقة أو التنافر بين مكونات المجتمع. وأضاف: «الواجب على الإعلام أن يكون وسيلة للتآلف والبناء، وسبباً في تقوية أواصر الوحدة واللحمة الوطنية». وأكد استمرار التحديث والتطوير مع «حفظ الحقوق لكل فئات المجتمع».
وأوضح الملك سلمان بن عبدالعزيز أنه شدد على جميع المسؤولين، خصوصاً «مجلس الشؤون السياسية والأمنية ومجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، بمضاعفة الجهود للتيسير على المواطنين، والعمل لتوفير سبل الحياة الكريمة لهم»، وقال: «لن نقبل أي تهاون في ذلك». وأضاف مخاطباً «الوزراء والمسؤولين في مواقعهم كافة أننا جميعاً في خدمة المواطن الذي هو محور اهتمامنا». وأعلن أنه وجّه بـ «مراجعة أنظمة الأجهزة الرقابية بما يكفل تعزيز اختصاصاتها، والارتقاء بأدائها لمهامها ومسؤولياتها، ويسهم في القضاء على الفساد، ويحفظ المال العام، ويضمن محاسبة المقصرين».
وأشار إلى أن المواطن السعودي أظهر على الدوام «استشعاراً كبيراً للمسؤولية، وشكّل مع قيادته وحكومته سداً منيعاً أمام الحاقدين والطامعين، وأفشل - بعد توفيق الله - الكثير من المخططات التي تستهدف الوطن». وشدد على القول «لأبنائنا وبناتنا ولكل من يقيم على أرضنا إن الأمن مسؤولية الجميع، ولن نسمح لأحد بأن يعبث بأمننا واستقرارنا».
وتناولت كلمة الملك سلمان الأوضاع الاقتصادية في ظل ما تشهده أسواق النفط العالمية. وتعهد العمل لـ «بناء اقتصاد قوي قائم على أسس متينة، تتعدد فيه مصادر الدخل، وتنمو من خلاله المدخرات، وإيجاد فرص العمل في القطاعين العام والخاص». وبشّر بأن تكون الأعوام المقبلة «زاخرة بإنجازات مهمة».
وتعهد العمل لتطوير أداء الخدمات الحكومية، والارتقاء بالخدمات الصحية «لجميع المواطنين في كل أنحاء المملكة، بحيث تكون المراكز الصحية والمستشفيات المرجعية والمتخصصة في متناول الجميع». وفي شأن الإسكان قال: «عازمون بحول الله وقوته على وضع الحلول العملية العاجلة التي تكفل توفير السكن الملائم للمواطن».
وأعلن الملك سلمان أنه وجّه بتطوير التعليم «من خلال التكامل بين التعليم بشقيه العام والعالي، وتعزيز البنية الأساسية السليمة له، بما يكفل أن تكون مخرجاته متوافقة مع خطط التنمية وسوق العمل». وأكد حرصه على «إيجاد فرص العمل»، قائلاً أن للحكومة والقطاع الخاص مسؤولية مشتركة في هذا الجانب. وشدد على السعي إلى تعزيز قدرات القوات العسكرية السعودية «بما يضمن بإذن الله تعالى حماية هذا الوطن، وتوفير الأمن والأمان للمواطنين». ووصف رجال القوات العسكرية بأنهم «محل القلب من الجسد»، وقال: «أنتم حماة الوطن ودرعه، وكل فرد منكم قريب مني ومحل رعايتي واهتمامي».
صالح يتوعد هادي بمصير قادة الانفصال وطهران تفضّل استقالته وتنذره بـ «عواقب»
عاد الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح بقوة إلى واجهة الأحداث في بلاده، وتوعّد الرئيس عبد ربه منصور هادي، قارعاً طبول الحرب ضد «الهاربين إلى عدن». وهدد علي صالح هادي بمصير مشابه لمصير القيادات الجنوبية التي فرّت إلى الخارج، عقب فشل محاولتها الانفصال عن الشمال صيف 1994.
في غضون ذلك، (أ ف ب) حذرت إيران من «تفكك» اليمن، منتقدة إقامة هادي في عدن بعد إفلاته من قبضة الحوثيين في صنعاء.
ونقلت وكالة «إسنا» عن وكيل وزارة الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان قوله أن «صنعاء هي العاصمة الرسمية والتاريخية لليمن، وهؤلاء الذين في عدن ممن يؤيدون تفكيك البلاد أو الحرب الأهلية سيتحملون عواقب ذلك».
وأضاف: «كان الأجدى بالرئيس المستقيل البقاء في صنعاء والبقاء على الاستقالة لئلا يدخل البلد في أزمة». وأكد أن إيران «تدعم وحدة اليمن واستقلاله والحوار الوطني الموسع». وانتقد «استخدام الإرهابيين» هناك، مشيراً إلى «معلومات حول انتقال قوة من داعش إلى بعض مناطق جنوب اليمن».
وأخفق هادي أمس في عقد اجتماع مصغر لأعضاء الحكومة الذين أفلتوا من قبضة الحوثيين في صنعاء، كما خيَّب أمله وزير الدفاع في الحكومة المستقيلة اللواء محمود الصبيحي الذي رفض الحضور إلى عدن، مفضلاً البقاء في منزله بمسقط رأسه في محافظة لحج المجاورة بعد نجاحه في الفرار من العاصمة، وسط أنباء عن نيته البقاء على الحياد في أزمة الصراع بين هادي وجماعة الحوثيين وحليفهم علي صالح الذي شهدت صنعاء أمس مسيرة تأييد لترشيح نجله أحمد للرئاسة.
واستقبل هادي أمس السفير السعودي في عدن محمد سعيد آل جابر، كما التقى وفداً من المؤيدين له من أبناء محافظة تعز، بالتزامن مع مغادرة مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بنعمر صنعاء إلى الرياض، للتشاور مع المسؤولين الخليجيين الذي وافقوا على طلب هادي نقل الحوار بين الفرقاء اليمنيين إلى مقر الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي.
قلق من مواجهات
في الوقت ذاته، تخيِّم نذر مواجهات في مدينة عدن، في ظل استمرار رفض قائد معسكر القوات الخاصة العميد عبدالحافظ السقاف قرار هادي إقالته، ونشره قواته في محيط المعسكر وحول مطار عدن، تحسباً لأي هجوم تشنّه ميليشيا «اللجان الشعبية» الموالية لهادي.
وكان الرئيس السابق لوّح ليل الاثنين في خطاب له أمام وفد شبابي من محافظة تعز بقرب عودته إلى السلطة، معبّراً عن رفضه نقل العاصمة إلى عدن ومعتبراً ذلك أمراً يقرره البرلمان. وشن هجوماً عنيفاً على هادي محذّراً من وصفهم بـ «المهرولين إلى عدن» من «مصير مشابه لمصير القيادات الجنوبية التي فرت في 1994من ثلاثة منافذ آمنة» حددها لهم. وأنذر هادي ضمناً بأنه سيجبره على الفرار هذه المرة بحراً إلى جيبوتي. وقال علي صالح: «سأطل قريباً لأخاطب الشعب وأطلعه على الحقائق، وأكشف له الملفات».
وفي حين وصف مراقبون خطاب علي صالح بأنه «خطاب حرب»، عاود الرئيس السابق نشاطه في صنعاء، وعقد اجتماعاً لرؤساء فروع حزبه (المؤتمر الشعبي) في المحافظات، شدد خلاله على أن «أي مس بأمن اليمن واستقراره ووحدته ستكون له انعكاسات سلبية ليس على اليمن فحسب، بل على مستوى دول المنطقة والسلم الدولي». لكنه أشاد بدعم دول الجوار اليمن، وخصّ بالذكر المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات.
الصدر والنجيفي يحذران من الثأر الطائفي
توالت التحذيرات في العراق من عمليات انتقام طائفية، بالتزامن مع تقدم الجيش و «الحشد الشعبي» في اتجاه تكريت، بعد سيطرتهما على معظم البلدات المحيطة بالمدينة.
وبعد تحذير رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي، أول من أمس، من احتمال تفكك التحالف الدولي ضد «داعش» إذا استمرت الانقسامات الطائفية، طالب الزعيم الشيعي مقتدى الصدر بمعاقبة كل من يلجأ إلى «التعذيب أو التنكيل بالجثث». أما نائب الرئيس العراقي أسامة النجيفي فدعا «القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى تطويق الاختراقات بحق السنّة، والسماح بعودة المدنيين إلى منازلهم».
وحض الصدر في بيان أصدره أمس، على «معاقبة كل من يستخدم التعذيب أو ينكل بالجثث أو يقطع الرقاب، سواء كان من الأجهزة الأمنية أو الحشد الشعبي أو سرايا السلام أو الميليشيات الوقحة». وشدد على «ضرورة التنسيق مع الجهات الحكومية لإعادة بناء المناطق المحررة وإيصال المعونات الغذائية والطبية إليها». ودعا «أهالي المناطق المغتصبة إلى التعاون مع المحررين المجاهدين، لأنهم جاؤوا من أجل تخليصكم وإنهاء معاناتكم، وفي الوقت ذاته نستقبل شكاواكم في حال الاعتداء عليكم».
وحذّر النجيفي من «الانتهاكات المرتكبة في معركة تكريت». وطالب بـ «منع الاعتداءات على العزّل في منطقة العلم»، رافضاً «ممارسات بعض الميليشيات وإحراق منازل السنّة ومنع بعضهم من العودة إلى دياره». ولفت إلى أن «طبيعة المعركة على الأرض ستحدد مستقبل العراق الموحد، بعيداً من الاحتقان الطائفي».
إلى ذلك، ذكر مصدر أمني أن «قوات من الجيش والشرطة الاتحادية، بدعم من الحشد الشعبي، بدأت صباحاً هجوماً على مركز تكريت من محاور عدة لتحريرها من سيطرة داعش». وأضاف أن العملية يدعمها طيران الجيش والقوة الجوية». وأوضح أن «القوة جاءت من ديالى وبدأت تحرير منطقة مطيبجة الواقعة بين تكريت والضلوعية». وزاد: «في القرية معسكر التدريب الأساسي لداعش، وإحدى أهم ما يعرف بمضافات الانتحاريين العرب، والأجانب الآتين من سورية باتجاه الموصل، ومن ثم إلى صلاح الدين».
وأبدت عشائر تكريت استعدادها للإمساك بالوضع الميداني بعد تحرير المدينة من سيطرة «داعش»، مؤكدة أن «القوات المسلحة وقوات الحشد الشعبي تقف على مشارف تكريت، بعد الانتصارات التي سطّرتها في مناطق الدور والبوعجيل والعلم». وأعلنت أن «أبناء العشائر يشاركون اليوم أبناء العراق في هذه الملحمة التاريخية من خلال منتسبيهم في القوات المسلحة، من جيش وشرطة وحشد شعبي».
وأعلن مجلس محافظة صلاح الدين انضمام 700 متطوع من ثلاث عشائر في المحافظة إلى القوات التي تقاتل «داعش».
"الحياة اللندنية"
السعودية تخطط لحصار إيران عبر باكستان
الرياض تستعد لما بعد داعش ولا تخفي قلقها من نفوذ إيراني أميركي مشترك في بغداد
قالت مصادر مطلعة إن قرارا سعوديا رفيع المستوى اتخذ بالتصدي للتمدد الإيراني في المنطقة وإن استراتيجية جديدة تتم بلورتها حاليا تأخذ بنظر الاعتبار محاصرة إيران من جهتها الشرقية.
وكشفت المصادر أن باكستان ستكون في قلب هذه الاستراتيجية واسعة النطاق ومتعددة الأهداف بما تمثله إسلام آباد من ثقل عسكري كبير وما تملكه من سلاح نووي، وهو ما يوفر رادعا حاسما لإيران في أي احتكاكات مستقبلية محتملة.
وعرضت السعودية مساعدات اقتصادية سخية على باكستان في محاولة لدعم إسلام أباد بينها شحنات نفط وتسهيلات مالية كبيرة.
وأكدت المصادر أن الدعم المعروض قدم من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف خلال زيارته إلى الرياض الأسبوع الماضي.
وتحركت الرياض بسرعة لتطويق تمدد طهران المتزايد خصوصا مع تمكن الحوثيين من السيطرة على مناطق واسعة في اليمن، كما تخوض قواتها والميليشيات التابعة لها معارك واسعة النطاق في عمق الجغرافيا السنية العراقية شمال بغداد تحت غطاء محاربة داعش وبدعم مباشر ومفتوح من الولايات المتحدة.
ويشعر السعوديون بقلق بالغ إزاء التقارب المتزايد بين طهران وواشنطن بالتزامن مع إعلان الجانبين عن قرب التوصل إلى اتفاق نهائي حول الملف النووي الإيراني.
والاتفاق النووي، الذي لا تبدو أي مؤشرات على فشله إلى الآن، ليس عنصر القلق الوحيد في الرياض تجاه طهران، لكن تقارب المصالح الأميركية الإيرانية في العراق يشغل أيضا اهتمام صناع السياسية الخارجية السعودية.
ويتفق السعوديون مع الأميركيين على ضرورة القضاء على تهديد داعش في العراق، لكنهم يختلفون معهم بشدة في تطور التعاون العسكري الأميركي مع الإيرانيين هناك إلى شراكة في حكم بغداد في مرحلة ما بعد داعش.
وتخشى الرياض من أن يؤدي الاتفاق النووي إلى إلغاء العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران، وتفرغ النظام الإيراني لتنفيذ خطط التوسع الإقليمي التي لا يتردد المسؤولون الإيرانيون في الحديث عنها علنا في وسائل الإعلام.
وأكد مصدر سعودي مطلع رفض الكشف عن اسمه أن “قرار المواجهة الاستراتيجية مع إيران اتخذ وقد عبرت عنه المملكة إعلاميا في أكثر من مناسبة”.
ويقول مراقبون إن التحركات السعودية تعكس عدم استعداد المسؤولين هناك لتقبل المخاطرة التي يدعو إليها الأميركيون بالجلوس وانتظار تعاظم التأثير الإيراني في المنطقة.
وأضافوا “لذلك قررت السعودية التحرك لدعم باكستان التي ينظر إليها كمنافس إقليمي محتمل للإيرانيين”.
وتتمسك إدارة الرئيس باراك أوباما بسياسة العزوف عن التدخل العسكري في المنطقة.
وتسعى بدلا من ذلك إلى تمهيد الطريق أمام قوى إقليمية ذات قدرات عسكرية ولها تأثير ومصالح مشتركة مع جيرانها.
وتنظر السعودية إلى الحكومة الشيعية في بغداد باعتبارها تابعا تكتيكيا لإيران ولا يمكن التعويل على أي من نواياها أو تصريحاتها.
وترى السعودية أن إيران هي المستفيد الأكبر من الحرب على داعش بغض النظر عن الوقت الذي ستستغرقه هذه الحرب وما يمكن أن تجره من تداعيات إقليمية وأن داعش وفرت فرصة تاريخية لطهران للتدخل الشامل والعلني في العراق وسوريا كما لم يحدث منذ قرون.
وتعيش المنطقة صراع نفوذ بين عدة لاعبين إقليميين على رأسهم إيران وتركيا والسعودية.
وتتخوف الرياض من محاولات التوسع الشيعي التي تقودها إيران بينما لا تشعر بارتياح كامل للعمل مع الأتراك.
وأظهرت الرياض امتعاضا واضحا من الطريقة التي تتعاون وفقها واشنطن مع دول الخليج مع تصاعد الفوضى في المنطقة ولا ينظر السعوديون إلى المساعدات العسكرية والتنسيق مع الأميركيين كمظلة أمن كافية.
ويمثل داعش في كل من العراق وسوريا سببا لقلق آخر يهيمن على المسؤولين الأمنيين في الرياض.
وتراقب أجهزة الأمن السعودية على أراضيها خلايا نائمة وأشخاصا يحملون ولاء للتنظيم.
ويتعامل السعوديون بواقعية مع ديمغرافية العراق التي تصب في عدد من عناصرها في مصلحة إيران.
وتمكنت إيران من تقديم نفسها بشكل متزايد كقوة سياسية وعسكرية يمكن الاعتماد عليها وساهمت منذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003 من توفير الإطار السياسي للحكم في بغداد الذي تحول لاحقا، مع خروج الأميركيين، إلى حكم يدين بالولاء الكامل لطهران.
وتعتقد السعودية أن القوات الباكستانية من الممكن أن تمنحها ثقلا دبلوماسيا خلال عملية التفاوض التي تخطط لقيادتها لحل الأزمة هناك.
وتلجأ الرياض عادة إلى إسلام أباد حينما تشعر بأي خطر على منطقة الخليج. وفي عام 1979 أرسلت باكستان قوات عسكرية إلى السعودية عقب اندلاع الثورة الإسلامية بقيادة آية الله الخميني في إيران وخاصة تلويحها بـ"تصدير الثورة" إلى دولة الجوار.
وشاركت قوات باكستانية أيضا في حماية الحدود السعودية خلال حرب الخليج الثانية.
المتشدد محمد يزدي يقترب من كرسي الولي الفقيه في إيران
انتخاب يزدي، المعروف بمواقفه المتشددة، رئيسا لمجلس خبراء القيادة في إيران يفتح الباب أمامه لخلافة خامنئي
انتخب آية الله محمد يزدي المحافظ المتشدد الثلاثاء رئيسا لمجلس خبراء القيادة، الهيئة الدينية المكلفة بتعيين المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية ومراقبة عمله.
ويخلف يزدي في المنصب آية الله محمد رضا مهدوي كني الذي توفي في أكتوبر الماضي، وعُين محمد هاشمي شاهرودي رئيسا بالوكالة إلى حين انتخاب رئيس جديد.
وبهذا يقترب يزدي من كرسي الولي الفقيه (المرشد الأعلى) في ظل الوضع الصحي للمرشد الحالي علي خامنئي الذي تدور حوله الشائعات وسط تكتم من السلطات الرسمية.
وكان تقرير نشرته صحيفة لوفيغارو الفرنسية منذ أسابيع قليلة قد كشف أن المرشد الإيراني علي خامنئي يعاني من سرطان بروستات في المرحلة الرابعة، وأن الورم الخبيث انتشر في كل جسمه، وأن الأطباء يقدّرون أنه لم يتبقّ له سوى سنتين على قيد الحياة.
ويقول مقربون من رئيس مجلس الخبراء الجديد إن تحكمه في المجلس سيجعل منه المرشح الأبرز لخلافة خامنئي في ظل مواقفه المتشددة التي تلقى تجاوبا لدى المحافظين خريجي الحوزات الدينية الشيعية.
وسيتولى يزدي المنصب لمدة سنة واحدة فقط، تتم بعدها انتخابات، وإذا أعيد انتخابه ثانية رئيسا للمجلس، فإنه سيكون في وضع يسمح له بالسعي إلى خلافة خامنئي.
ويعتبر من أكثر الملالي المتشددين، وله صيت ذائع بانتقاداته الشديدة للحركة الإصلاحية ورموزها، وأصدر في حقهم عددا من القرارات القمعية خلال توليه رئاسة السلطة القضائية.
ووصف الاحتجاجات على إعادة انتخاب الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد عام 2009 بأنها فتنة، معتبرا أن طاعة نجاد تعني طاعة الله، قائلا “حين ينصب المرشد الرئيس، فإن إطاعته تكون بمثابة إطاعة الله”.
ويوصف رئيس مجلس الخبراء الجديد بكونه منظّر المحافظين في إيران، وعرف بمواقفه المتشددة مثل رفضه للديمقراطية ومعارضته لأن تكون إيران جمهورية.
وقال في أحد بحوثه إنه ليس لدينا في الإسلام جمهورية، وإن الإمام الخميني كان هدفه الحكومة الإسلامية، وأنه لجأ إلى النظام الجمهوري من باب المصلحة فقط.
ويرفض لقاء الصحفيين، ويعتبر أنهم جواسيس، وقد اتهم بعض المؤسسات الصحفية الإيرانية بأنها تتلقى أموالا من وكالة المخابرات الأميركية.
ويُختار أعضاء مجلس الخبراء، مباشرة من قبل الشعب، ويتكون من 86 من رجال الدين، ويقوم أعضاؤه باختيار المرشد الأعلى للبلاد ومراقبته. واختار المجلس، المرشد الأعلى الحالي آية الله علي خامنئي عام 1989.
واستعاد المحافظون السيطرة على أغلب المناصب في إيران بعد التضييق على الإصلاحيين وسجن أبرز رموزهم.
وكان شاهرودي ورفسنجاني وآية الله محمد مؤمن، ترشحوا لمنصب رئيس مجلس الخبراء، ثم أعلن شاهرودي سحب ترشيحه، في افتتاح الجلسة، وخرج مؤمن من التنافس في الجولة الأولى، لتجرى الجولة الثانية بين يزدي ورفسنجاني، حيث حصل يزدي على 47 من إجمالي 73 صوتا، في حين حصل رفسنجاني على 24 صوتا.
وكان ينظر إلى شاهرودي على أنه الأوفر حظا بالفوز بالمنصب، إلا أن شائعات انتشرت الأسبوع الماضي حول تورطه في أعمال فساد وصلت قيمتها المالية إلى 35 مليون دولار.
وولد يزدي عام 1931 في مدينة أصفهان، وشغل مناصب ممثل مجلس الخبراء في طهران، وعضوية مجلس صيانة الدستور، وأمين جمعية المدرسين في حوزة قم العلمية، وأمين المجلس الأعلى للحوزات العلمية، وترأس السلطة القضائية في إيران بين عامي 1989 و1999.
وفي فترة رئاسته، ظهر أول حضور نسائي في القضاء الإيراني، إذ عيَّن أخته في منصب مسؤولة الشؤون النسائية بالجهاز القضائي الإيراني.
ومحمد يزدي من أعضاء مجلس صيانة الدستور، وممثل محافظة طهران في مجلس خبراء القيادة، وأمين المجلس الأعلى للحوزات العلمية في إيران.
تقسيم اليمن آخر أوراق الحوثي للخروج من ورطة الانقلاب
تقسيم اليمن يمثل المخرج الأنسب للحوثيين الذين ترعاهم طهران، من ورطة الانقلاب وتشتيت قواهم في مناطق شاسعة من البلاد
أثار تحذير إيراني من تفكك اليمن انتقادات واسعة من قبل سياسيين وإعلاميين يمنيين وعرب، اعتبروا إيران متورّطة عمليا في تهديد وحدة اليمن والرفع من منسوب المناطقية والطائفية بتقديمها مختلف أشكال الدعم للحوثيين وسعيها لتوطيد نفوذهم في البلاد ومساندتها لانقلابهم على السلطات الشرعية.
وذهب البعض إلى التأكيد على أن تقسيم اليمن إلى شمالي وجنوبي هو أصلا ورقة إيرانية حوثية مطروحة لمواجهة الرفض الإقليمي والدولي للانقلاب الحوثي، والاعتراض الداخلي الشديد، من أطراف سياسية وقبلية للتسليم بسيطرة الحوثيين على مناطق البلاد.
وتتحدّث مصادر عن وجود تنسيق وتفاهم سرّي بين الحوثيين والشق الانفصالي في الحراك الجنوبي على إحياء دولة جنوب اليمن التي كانت قائمة قبل وحدة سنة 1990.
وتقول ذات المصادر إن إيران تؤطر ذلك التنسيق خصوصا وأن رموزا كبيرة من الحراك الجنوبي تقيم في لبنان ولها علاقات جيّدة واتصالات مستمرة مع حزب الله ذي العلاقة الوطيدة مع إيران والحوثيين.
وعلى مدار الأسابيع الماضية مثّل الحراك الجنوبي أعلى الأصوات معارضة لانتقال الرئيس عبدربه منصور هادي من صنعاء إلى عدن، على أساس أن جنوب البلاد مشروع دولة مستقلة ولا تعنيه مشاكل الشمال.
وقال وكيل وزارة الخارجية الإيرانية حسين أمير عبداللهيان أمس إنّ “صنعاء هي العاصمة الرسمية والتاريخية لليمن وهؤلاء الذين في عدن ممن يؤيدون تفكيك البلاد او الحرب الأهلية سيتحملون عواقب ذلك”.
وأضاف “كان الأجدى بالرئيس المستقيل البقاء في صنعاء والبقاء على الاستقالة كي لا يدخل هذا البلد في أزمة”. وحسب متابعين للشأن اليمني فإنّ تقسيم اليمن قد يمثل الحلّ الأنسب، وربّما الوحيد للحوثيين للخروج من الورطة التي أصبحوا يواجهونها بعد موجة الرفض الواسع للانقلاب الذي نفذوه على السلطات الشرعية.
ويؤكّد هؤلاء أنّ القوّة العسكرية لميليشيا الحوثي بلغت مداها، وأن غزوهم توقّف عن حدود المحافظات الوسطى والجنوبية وما عادوا قادرين على مدّ نفوذهم أبعد من محافظة مأرب الغنية بالنفط والتي قد تكون آخر وجهة لجهدهم العسكري نظرا لأهميتها الاستراتيجية كمصدر لقسم هام من موارد الدولة اليمنية.
وفي المقابل تتنامى بشكل سريع قوّة قبائل وسط البلاد وجنوبها وتأخذ منحى أكثر تنظيما لمواجهة التوسّع الحوثي.
ولا يستبعد مراقبون أن تكون القبائل موضع رهان قوى إقليمية لمواجهة الحوثيين وتنظيم القاعدة في آن معا، وسد الفراغ الذي بدأ يتركه تراجع دور القوات المسلّحة اليمنية التي سيطر الحوثيون على بعض منها بعد استمالة قيادات بداخلها.
وتردّدت في الأسابيع الأخيرة أنباء غير مؤكدة عن تلقي القبائل اليمنية دعما ماليا سخيا من دول إقليمية غنية.
وجعل تنامي قوة القبائل وإظهارها إصرارا على مواجهة الغزو الحوثي لمناطقها من سيطرة “أنصارالله” على كامل اليمن هدفا غير واقعي وفي غير متناول الجماعة، ومن ثم يصبح التقسيم أقرب السيناريوهات للواقع.
ولن يكون تقسيم اليمن إلى شمالي وجنوبي متعارضا مع الطموحات الأصلية للحوثيين، وهو الحصول على إقليم واسع يمتد من صعدة إلى مأرب مرورا بصنعاء ووصولا إلى الحديدة بغرب البلاد، ليكون بذلك منفتحا على البحر الأحمر ومحتويا على موادر نفطية قادرة على توفير مقومات الحياة له بشكل ذاتي.
وكانت مواصفات هذا الإقليم وراء اعتراض الحوثيين على التقسيم الفيدرالي لليمن الذي نتج عن مؤتمر الحوار الوطني وجعل محافظة صعدة مركز الجماعة الشيعية مجرّد جزء من إقليم آزال الذي يضم إلى جانبها محافظات عمران وصعدة وذمار.
"العرب اللندنية"
صالح يدفع بنجله إلى الرئاسة.. وينضم للحوثيين في رفض «مؤتمر الرياض»
وزراء مجلس التعاون الخليجي يجتمعون في السعودية غدا لبحث تطورات اليمن
في محاولة لخلط الأوراق والعودة إلى المشهد السياسي مجددا، دشن الموالون للرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح، أمس، حملة واسعة في العاصمة صنعاء ومدينة تعز، لدعم ترشيح نجله العميد أحمد، القائد السابق للحرس الجمهوري وسفير اليمن لدى الإمارات، إلى الرئاسة. ورفع متظاهرون من حزب المؤتمر الشعبي العام، بزعامة صالح، في ميدان السبعين بصنعاء، لافتات تطالب نجله بالترشح للرئاسة، بينما غزت صوره، بشكل مفاجئ، جدران العاصمة، كما شوهدت أطقم عسكرية وهي تطوف الشوارع رافعة صوره.
في غضون ذلك، انضم صالح إلى الحوثيين في رفض المشاركة بـ«مؤتمر الرياض» للحوار اليمني. وقالت فائقة السيد، رئيسة الفريق التفاوضي في المؤتمر الشعبي، لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب ليس مع انتقال الحوار خارج اليمن». وأضافت «مرجعياتنا الأساسية وقيادات أحزابنا موجودة في اليمن وهي مرجعيات مهمة وقد يشكل انتقال الحوار إلى أي مكان عبئا، سواء في الرياض أو غير الرياض».
في سياق متصل، يعقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي اجتماعا في الرياض غدا لبحث الموضوعات المتعلقة بمسيرة العمل الخليجي والتطورات العربية والإقليمية وعلى رأسها الأزمة اليمنية.
"الشرق الأوسط"
أمريكا: “الطائفية” تهدد بتفكيك “التحالف”
انطلاق تحرير تكريت وضربات “الإئتلاف” تصرع 36 قيادياً “داعشياً”
حذر رئيس أركان الجيوش الأمريكية الجنرال مارتن ديمبسي الليلة قبل الماضية من احتمال تفكك الائتلاف الدولي ضد التنظيمات الإرهابية في حال لم تقم الحكومة العراقية بتسوية الخلافات الطائفية في البلاد .
وقال الجنرال الأمريكي في تصريح صحفي "ينتابني بعض القلق إزاء صعوبة إبقاء الائتلاف للمضي في مواجهة التحدي . . ما لم تضع الحكومة العراقية استراتيجية وحدة وطنية سبق أن التزمت بها" .
وأضاف الجنرال ديمبسي في تصريحات أدلى بها لصحفيين في المنامة بعد أن عاد من زيارة خاطفة لبغداد استمرت بضع ساعات، أن الائتلاف بقيادة الولايات المتحدة يضم دولاً سنية بشكل خاص والعلاقات بين بغداد وطهران باتت تثير القلق، بحسب قوله . واعتبر أن "الطابع العسكري" للحملة ضد التنظيمات الارهابية "يجري بشكل جيد"، مضيفاً أن تنظيم داعش "بات يتعرض للضغوط في كل مناطق العراق تقريباً" . إلا أنه أضاف أن هدف واشنطن وبقية دول الائتلاف هو التأكد من أن حقوق كل المجموعات الطائفية والمذهبية ستكون مصانة . وتابع قائلاً إنه "تلقى كل الضمانات" من المسؤولين العراقيين حول التزامهم بالتوافق مع السكان، إلا أنه تساءل حول مدى "صدقية" هذه الالتزامات .
وشنت قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة 12 غارة جوية جديدة على مواقع تابعة لمسلحي تنظيم "داعش" بالعراق وسوريا خلال 24 ساعة، وقتلت ضربات التحالف الدولي 36 قيادياً للتنظيم الإرهابي في الموصل، فيما استكملت القوات العراقية تحرير ناحية العلم وبدأت عملية تحرير تكريت بعد أن كانت قد فرضت طوقا شاملا من جميع أطراف القضاء، بينما استعادت قوات البيشمركة الكردية عدة قرى في محافظة كركوك وتمكنت من تحرير 20 كيلومتراً مربعاً جنوب المحافظة .
وقالت القيادة المشتركة للعملية في بيان صحفي إن طائرات مقاتلة وقاذفات وطائرات من دون طيار شنت اربع غارات في سوريا وثماني غارات في العراق بين الساعة الثامنة من صباح الاثنين وحتى الساعة نفسها من صباح امس بالتوقيت المحلي . وذكر البيان أن ثلاث غارات استهدفت مواقع للتنظيم قرب الفلوجة وضربت وحدتين تكتيكيتين كبيرتين وثلاث مركبات للتنظيم في حين استهدفت أربع غارات قرب كركوك أربع وحدات تكتيكية ودمرت خمسة مراكز قتالية وأربعة مبان وثلاث مركبات وثلاث سيارات مفخخة ومدفعاً رشاشاً في حين دمرت غارة قرب الموصل مركبة تابعة للتنظيم .
وشرعت القوات العراقية أمس بتنفيذ عملية عسكرية لتحرير قضاء تكريت بعد أن كانت قد حققت انتصارات في أقضية ومناطق الدور والعلم والبوعجيل خلال الأيام الماضية . وأوضحت المصادر أن القوات العراقية تتقدم الآن ببطء نحو تكريت بسبب تحصن عناصر داعش خلف مئات الألغام والعبوات الناسفة التي زرعت في محيط القضاء وداخل الأبنية الحكومية والمنازل فيما تواصل القوات قصف القضاء بالمدفعية .وكان مسؤول امني ذكر ان القوات العراقية المشتركة تمكنت في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية من تحرير ناحية العلم بعد معارك مع تنظيم "داعش" شمال شرقي محافظة صلاح الدين .
وأعلنت وزارة الدفاع العراقية تدمير مقر قيادة السيطرة لعصابات "داعش" في الموصل منذ احتلالها المدينة في يونيو/ حزيران الماضي . وذكر بيان للوزارة أن طائرات التحالف الدولي وجهت ضربتين جويتين استهدفت خلالهما مركز القيادة والسيطرة لقادة "داعش" الإرهابي في الموصل حيث كانت تستخدمه العصابات الإرهابية كملاذ امن لقيادتها منذ يونيو/ حزيران الماضي . وأضاف البيان أن هذه الضربة قد أسهمت بتخفيض القدرات العسكرية للإرهابيين وأسفرت عن قتل 36 قيادياً منهم وحرق 11 عجلة وتدمير 11 موقعاً، كما أسهمت هذه الضربة بعرقلة فعاليات المجاميع الإرهابية .
وذكر مصدر أمني في محافظة صلاح الدين أن عناصر تنظيم "داعش" فجروا أمس بالعبوات الناسفة جسر تكريت - العلم من جانبه الغربي، ما أدى إلى حدوث أضرار في الجسر بطول نحو 20 متراً . وأضاف أن القوات الأمنية تتواجد على الجانب الشرقي من الجسر . وذكرت مصادر من المجموعات المسلحة انه تم العثور على مقبرتين جماعيتين جديدتين لضحايا سبايكر وسط قرية البوعجيل شرق تكريت دون ذكر عدد الجثث في المقبرتين . وذكر قائد سلاح طيران الجيش العراقي الفريق الركن حامد المالكي أن طيران الجيش العراقي تمكن خلال الأيام الثلاثة الماضية من قتل 170 من عناصر تنظيم "داعش" في طلعات جوية على مسرح العمليات في محافظة صلاح الدين .
وفي تطور آخر، أكدت مصادر أمنية أن قوات البيشمركة استعادت قرى وتوغلت مسافة 20 كيلومتراً في مناطق تسيطر عليها عصابات "داعش" الإرهابية جنوب غربي كركوك . ونقل بيان لوزارة الداخلية الاتحادية عن مصادر كردية القول، إن البيشمركة استعادت قرى ملا عبد الله، وسيمايلاوا الكبرى، وسيمايلاوا الصغرى، وسرخه، وسلسلة جبال هارابروت، من "داعش" . وأضاف البيان أن عصابات "داعش" اضطرت للانسحاب من مناطق عدة جنوب وغرب المحافظة، جراء العملية التي تساندها جوا قوات التحالف الدولي.
"الخليج الإماراتية"
هجوم واسع لداعش على "رأس العين" السورية
التحالف الدولي يقطع طرقا بين العراق وسوريا
ينفذ تنظيم داعش هجوما واسعا في اتجاه مدينة راس العين ذات الغالبية الكردية الحدودية مع تركيا في شمال شرق سوريا، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ومصادر كردية اليوم الاربعاء.
وقال المرصد ان الهجوم بدأ ليلا موضحا ان التنظيم الارهابي تمكن من التقدم والسيطرة على قرية تل خنزير غرب المدينة التي تدافع عنها وحدات حماية الشعب. واشار الى مقتل العشرات من الطرفين. واكد متحدث باسم حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي نبأ الهجوم.
كما اعلن التحالف الدولي ضد تنظيم داعش المتطرف انه قطع طرقا يستخدمها الارهابيون بين سوريا والعراق في منطقة تل حميس بشمال شرق سوريا.
وقال التحالف في بيان ان "القوات المناهضة لـ داعش مدعومة بضربات جوية من التحالف ، سيطرت على منطقة اساسية الاسبوع الفائت قرب تل حميس".
واوضح التحالف ان القوات التي تتصدى لـ داعش سيطرت في هذا الاطار على "اقسام حيوية" من الطريق 47 التي تربط شرق سوريا بتلعفر والموصل.
واستعادت القوات الكردية في 27 فبراير الفائت على بلدة تل حميس التي كانت معقلا لمتطرفي داعش، لكن المعارك تواصلت بعدها في المنطقة.
«داعش» يفجر جسراً في تكريت ويتحصن شمال «العلم»
الجيش العراقي يحرر كرمة الفلوجة والتحالف يدمر إمدادات التنظيم الإرهابي
في ظل أنباء عن استعدادات لاقتحام تكريت بعدما تمكن الجيش العراقي من تحرير محيطها، فجر تنظيم «داعش» جسرا في المدينة بعد أن فخخ الشوارع والطرقات داخلها وحولها الأمر الذي أوقف تقدم القوات العراقية التي أفادت أن التنظيم يتحصن شمال ناحية العلم التي أعلن عن تحريرها. وأحرقت ميليشيات «الحشد الشعبي» منازل ومحلات تجارية في منطقة ألبوعجيل التي حررتها قبل يومين، بينما فجر الجيش العراقي حاوية تحوي غاز الكلور في سامراء مما أسفر عن إصابة 100 من السكان بحالات اختناق شديدة.
وأحكمت القوات العراقية السيطرة على ناحية الكرمة في محافظة الأنبار، فيما نفذ طيران التحالف الدولي ثماني ضربات جوية في العراق بينها اثنتان في نينوى، وأسفرت جميعها عن مقتل 41 من «داعش، بينما قتل 8 عراقيين جراء المعارك وأعمال العنف».
وذكرت مصادر أمنية أن «داعش» فجر الجسر المؤدي إلى تكريت من الجهة الشرقية، مما يمنع القوات العراقية التي تسعى إلى تحرير المدينة من تخطي نهر دجلة إلى شرقها مشيرة إلى أن القوات الأمنية وميليشيات «الحشد الشعبي» سيطرت على جميع مداخل تكريت، وتوقفت عن الزحف إلى قلب المدينة لإعطاء المسلحين فرصة لتسليم أنفسهم.
وأضافت أن التنظيم فخخ الطرق المؤدية إلى تكريت وزرع عبوات ناسفة مما جعل تقدم القوات بطيئا ، علماً أن القوات العراقية كانت أعلنت في وقت سابق أمس استعادة سيطرتها على بلدة العلم شرق تكريت وحررت منطقة ألبوعجيل وأحرزت تقدما في الحويجة جنوب كركوك.
وقال جاسم الجبارة رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة صلاح الدين إن «الجيش العراقي تمكن من دخول ناحية العلم عبر الطريق الجنوبي، ورفع العلم العراقي على مبنى مديرية الناحية والمجلس البلدي فيها» موضحاً أن العملية أسفرت عن مقتل أحد عناصر الشرطة وجرح 7 آخرين بانفجار عبوة ناسفة.
إسبانيا تفكك خلية لـ«داعش» في جيب سبتة
اعتقلت إسبانيا أمس، اثنين يشتبه أنهما متشددان في جيب سبتة في شمال أفريقيا وذلك بتهمة الانضمام إلى خلية متشددة مرتبطة بتنظيم «داعش» تخطط لشن هجوم في البلاد.
وقالت وزارة الداخلية الإسبانية إن الاعتقالات جاءت في إطار عملية أمنية واسعة النطاق شهدت اعتقال 20 شخصا منذ سبتمبر مشيرة إلى أن المشبوهين في سبتة على ساحل المغرب، اعتقلا في إطار نفس العملية التي احتجز فيها أربعة في يناير للاشتباه في استخدامهم وسائل التواصل الاجتماعي لتجنيد متشددين لجماعات مثل «داعش». وفي الصين قال زهانج شونشيان زعيم الحزب الشيوعي الصيني في منطقة شينجيانج شمال غرب الصين، «لقد فككنا خلية إرهابية في شينجيانج يديرها الذين عادوا من القتال مع داعش»، في حين قضت محكمة باريسية أمس بسجن رجل ثلاث سنوات لأنه ساعد فتاة في الرابعة عشرة من عمرها كانت تريد الذهاب إلى سوريا للزواج من متشدد تعرفت إليه عبر الإنترنت.
"الاتحاد الإماراتية"
الخليج يبحث عـن سر الرسالة الاردنية إلى طهران
يحاول مراقبون ودبلوماسيون خليجيون الوصول الى فحوى الرسالة الاردنية، التي وصلت الى ايران عبر نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية ناصر جودة في زيارته المفاجئة الى طهران، اذ نقل رسالة من جلالة الملك عبدالله الثاني الى الرئيس الايراني حسن روحاني، في حين يتوقع اعلاميون وكتاب خليجيون ان تنعكس هذه الخطوة الاردنية على العلاقات مع دول الخليج.
الرسالة الاردنية الى طهران لا يمكن ان تكون باي شكل من الاشكال على حساب العلاقات الاردنية الخليجية، هذا ما يؤكده دبلوماسي اردني، ويضيف ليس من مصلحة الاردن القفز الى هذه الخطوة من دون التشاور مع الحلفاء والاصدقاء.
ويرى مراقبون ودبلوماسيون ان الخطوة الاردنية محسوبة بدقة من قبل الاردن، ليستطلع الموقف الايراني عن قرب، بعد ان قرأ الخريطة جيدا، التي ابرز ملامحها انكماش السعودية على همومها الامنية الداخلية وتأمين جبهتها الجنوبية، واحتمالات توقيع اتفاق ايراني مع مجموعة خمسة زائد واحد في تموز المقبل.
التغييرات التي لمسها الاردن تشمل الملفات الاقليمية، والمخاطر التي تحملها الاوضاع في سورية، ووجود ايران وحزب الله على حدود الاردن الشمالية.
ولا يستبعد سياسيون خليجيون أن حركة عمان في هذه الفترة ليست بعيدة عن القاهرة، التي تستعد لاستقبال مؤتمرين اقتصادي والقمة العربية قبل نهاية الشهر الحالي.
واشتغلت عمان والقاهرة منذ عدة أشهر على انشاء تحالف عربي اسلامي بديل للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لمحاربة عصابة داعش الاجرامية، على ان تكون مرجعيته النظرية الازهر الشريف، وقد حصلا على موافقة سعودية قبل وفاة خادم الحرمين المرحوم الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
ورفض سياسيون اعتبار الخطوة الاردنية مقامرة خطرة قد تستفز الخليج.
وكان جودة دعا من طهران إلى حوار بين إيران والجامعة العربية لحل أزمات المنطقة، في حين دعا الرئيس روحاني إلى تعاون مشترك لمواجهة ما وصفه بالإرهاب.
وقال جودة: إن المشكلة الأساسية التي تواجهها المنطقة هي الإرهاب والتطرف، وإنها ليست بين السنة والشيعة".
واعتبر روحاني أن الأسلوب الأمثل لمواجهة ما وصفه بالإرهاب هو التعاون ومشاركة دول المنطقة جميعها. وأضاف ان حل أزمات المنطقة يكمن في إجراء منسق لوقف اعتداءات وجرائم إسرائيل.
وأكد جودة أن وحدة وتماسك الدول الإسلامية، والحوار مع الإيرانيين بشأن المسائل الإقليمية أمر ضروري، في وقت تجذرت فيه أعمال العنف والتطرف في السنوات الأخيرة، ودعا إلى حوار بين الجامعة العربية وإيران.
"العرب اليوم"
تفاؤل ليون بحوار الليبيين في الجزائر: مسار جديد
في صيف عام 1962 كانت العاصمة الليبية طرابلس تحتضن قادة جيش وجبهة التحرير الجزائرية الذين كانت الخلافات قد بدأت تدب بينهم، للتوافق على شكل وإطار الدولة الجديدة التي ستتوجه إليها الجزائر بعد الاستقلال الذي كان على بُعد أشهر من ذلك الاجتماع. بعد نصف قرن، يبدو أن التاريخ يعيد نفسه بشكل معاكس ولو مع بعض الفروقات، إذ جمعت الجزائر، أمس الثلاثاء، فرقاء المشهد السياسي في ليبيا، على أمل التوصل إلى توافق وطني يخرج ليبيا من مأزقها الدامي.
المبعوث الأممي إلى ليبيا، برناردينو ليون، بدا أمس في افتتاح اجتماع الجزائر، متفائلاً بإمكان أن يسهم اللقاء في تحقيق تقدّم ما على صعيد الحوار الليبي باعتباره يمثل مساراً جديداً على طريق حل الأزمة في ليبيا. وقال ليون، في كلمته أمام الشخصيات وقادة الأحزاب السياسية، الذين شاركوا في الجلسة الافتتاحية، "اليوم مسار جديد يفتح في جهود حل الأزمة الليبية وينطلق من الجزائر"، فيما فرضت السلطات الجزائرية حصاراً إعلامياً على الاجتماع.
من جهته، اعتبر مساعد وزير الخارجية الجزائري، المكلف بالشؤون المغاربية والأفريقية، عبد القادر مساهل، أن "تواجد الأخوة الليبيين في الجزائر دليل قاطع على تصميمهم المضي قدماً نحو توافق كفيل بالعبور بليبيا الشقيقة إلى بر الأمان".
ورأى مساهل، في جلسة الافتتاح، أن اجتماع قادة أحزاب ونشطاء سياسيين ليبيين في الجزائر، يعدّ محطة انطلاق واعدة لتحقيق التوافق الوطني الذي يتطلع إليه الشعب الليبي، ويؤسس لمزيد من الاستقرار ويمكّن ليبيا من مكافحة أكثر فعالية ضد الإرهاب. وأكد أن "الجزائر لا يمكنها أن تبقى مكتوفة الأيدي والأشقاء في ليبيا يواجهون أخطر المراحل تهديداً لوحدتهم الوطنية والترابية"، مشدداً على أن "الجزائر لن تدخر أي جهد لمرافقة الشعب الليبي في السعي للم شمل أبنائه وتجاوز أزمته".
ولفت مساهل إلى أن "التطورات الخطيرة التي تعرفها الساحة الليبية والتهديدات الأمنية في المنطقة تفرض بذل مجهود للتنسيق مع الأشقاء الليبيين لمواجهة هذه المخاطر". كما أشار إلى أنّ "حل الأزمة الليبية بيد الليبيين أنفسهم، والجزائر متأكدة من أن الأشقاء في ليبيا على مختلف توجهاتهم، لهم من الحكمة والوطنية والشجاعة اللازمة للاحتكام إلى المصلحة العليا للشعب الليبي الأبي". ودعت الجزائر فرقاء الأزمة الليبية إلى تقديم تنازلات متبادلة لأجل مصلحة ليبيا. واعتبرت أن مسار الحل السلمي للأزمة الليبية يتطلب، إضافة إلى إرادة وتصميم الفرقاء الليبيين، المزيد من الصبر والمثابرة والحرص على الانخراط بكل إخلاص وصدق في هذا المسار، لما تمليه تعقيدات وخطورة الأزمة الليبية وتحدياتها.
وقد شارك في اجتماع الجزائر كل من رئيس حزب العدالة والبناء محمد صوان، رئيس حزب الوطن عبد الحكيم بلحاج، رئيس حزب التغيير جمعة القماطي، والأمين العام لحزب الجبهة الوطنية، عبدالله الرفادي. ويضاف إليهم كل من النائب البارز في برلمان طبرق المنحل علي التكبالي، وعضو برلمان طبرق علي أبو زعكوك. كذلك شارك نائب رئيس المؤتمر الليبي العام سابقاً جمعة عتيقة، ومقرر لجنة الأمن القومي في المؤتمر الوطني العام خالد المشري، وجمعة الأسطة ممثلاً رئيس تحالف القوى الوطنية محمود جبريل. كما شارك في الاجتماع عدد من الناشطين السياسيين المستقلين كعبد الحفيظ غوقة وربيع شرير ومحمد عبد المطلب الهوني وهشام الوندي.
اليمن: الحوثيون يتراجعون عن حظر الاستيراد
أكد مصدر مسؤول في غرفة تجارة العاصمة اليمنية صنعاء أن جماعة الحوثي المسلحة التي استولت على السلطة في اليمن، تراجعت عن قرارها بمنع استيراد العديد من السلع، بعد استياء رجال الأعمال الذين يعمل معظمهم في الاستيراد.
وأعلنت جماعة الحوثي نهاية فبراير/شباط الماضي، منع استيراد الخضروات والفواكه والمعلبات، التي يتم إنتاجها محلياً بمختلف أنواعها، وكذلك المياه المعدنية والغازية، وبعض مواد البناء، وتأجيل تراخيص استيراد السيارات الخاصة مرتفعة الثمن، وإيقاف استيراد مولّدات الكهرباء والدراجات النارية والسجائر بمختلف أنواعها بشكل كامل.
وقال المصدر في غرفة التجارة، الذي فضل عدم ذكر اسمه، في تصريح لمراسل "العربي الجديد"، إن قرار جماعة الحوثي بمنع استيراد عدة سلع استهلاكية، أثار استياء رجال الأعمال في صنعاء، والذين يعمل معظمهم في الاستيراد، مشيراً إلى أن اللجنة الثورية التي شكلتها الجماعة ذكرت أن "القرار كان مجرد مقترح".
وشكلت جماعة الحوثي، ما أطلقت عليها اللجنة الثورية العليا في فبراير/شباط، وأناطت بها إدارة شؤون البلاد بعد تعطيل المؤسسات الشرعية عقب الانقلاب الذي قامت به.
ولم يصدر بعد بيان رسمي من جماعة الحوثي عن تراجعهم عن حظر استيراد السلع الاستهلاكية. وأكد المحلل الاقتصادي، علي الشميري، في تصريح خاص، أن قرار منع الاستيراد لبعض السلع يبرهن فشل الحوثيين في إدارة الملف الاقتصادي.
وقال الشميري "جماعة الحوثي اجتهدت لتبرهن على قدرتها على إدارة مؤسسات الدولة والملف الاقتصادي وأصدرت عدة قرارات، منها حظر استيراد عدة سلع دون النظر إلى خطورة الأمر وتأثيراته، ودون علمهم باتفاقية انضمام اليمن إلى منظمة التجارة العالمية والتي بموجبها أصبحت اليمن سوقاً مفتوحاً".
وسيطرت جماعة الحوثي على صنعاء في 21 سبتمبر/أيلول 2014، وأحكمت سيطرتها على مؤسسات الدولة بعد اجتياح معسكرات الجيش ونهب سلاح الدولة، فيما أعلن الرئيس عبد ربه منصور يوم السبت الماضي عدن عاصمة مؤقتة للبلاد بعدما تمكن من كسر الإقامة الجبرية التي فرضها الحوثيون عليه في صنعاء والمغادرة إلى عدن جنوب البلاد.
ويقول خبراء الاقتصاد إنه لم يسبق لجماعة الحوثي التعامل مع الضغوط الاقتصادية. واعتبر أستاذ الاقتصاد بجامعة عدن، الدكتور محمد حلبوب، أن قرار منع الاستيراد كارثي في حال تطبيقه.
وقال حلبوب "معلوماتي أن جماعة الحوثي تراجعت عن هذا القرار، لكن إذا تم تنفيذه فهو دليل على فشل اقتصادي للجماعة، لأن السبب الأساسي للركود الاقتصادي في صنعاء ليس اقتصادياً بل سياسي". وأوضح لـ"العربي الجديد" أن صنعاء تعاني من ركود اقتصادي، مضيفاً أنه "في حال استمرار جماعة الحوثي في سياستهم الفاشلة اقتصادياً فإن صنعاء ستتحول إلى قرية مع توقف الأعمال وحركة التجارة بفعل العزلة الدولية".
وتشهد صنعاء حالة من الركود التجاري، وباتت الحركة التجارية شبه متوقفة، وهناك ضعف شديد في الإقبال على المطاعم والفنادق وشراء المواد الاستهلاكية، وتراجع ملحوظ في متسوقي المراكز التجارية.
وأدّت سيطرة الحوثي على العاصمة اليمنية إلى إغلاق كثير من المحال التجارية، وتراجع الاستثمار، ما أدى إلى تسريح أعداد كبيرة من الأيدي العاملة، وارتفاع نسبة البطالة، وتزايد معدلات الفقر بالتبعية، بسبب ضعف دخل المواطن وعدم الاستقرار الأمني والاقتصادي.
"العربي الجديد"
باكستان تلغي قرار تجميد تنفيذ أحكام الإعدام بالكامل
قررت باكستان وقف العمل بقرار تجميد تنفيذ احكام الاعدام الصادر منذ العام 2008، وفق مسؤولين، وذلك بعدما كانت الغت العمل بالقرار في قضايا الارهاب فقط اثر مجزرة ارتكبتها حركة طالبان في مدرسة في ديسمبر.
وارسلت وزارة الداخلية توجيهاتها إلى محافظي الاقاليم لتنفيذ احكام الاعدام في القضايا التي استنفدت كافة طلبات الاستئناف والعفو، بحسب ما قال مسؤول باكستاني رفيع لوكالة فرانس برس. وأكد مسؤول حكومي آخر ذلك.
وسبق ان اعدمت باكستان 24 مدانا منذ ان استأنفت تنفيذ العقوبات في ديسمبر بعدما قتلت حركة طالبان اكثر من 150 شخصا معظمهم من الاطفال في مدرسة في شمال غرب البلاد. وكان الرفع الجزئي لقرار التجميد يطبق فقط على المحكومين بقضايا ارهاب لكن مسؤولين اكدوا توسيع نطاقه الان.
وقال المسؤول الكبير في وزارة الداخلية ان «الحكومة الغت قرار تجميد عقوبة الاعدام». وأضاف أن «وزارة الداخلية اوعزت إلى الدوائر الاقليمية بتسريع تنفيذ احكام الاعدام بحق كل المحكومين الذين رفض الرئيس العفو عنهم».
واكد وزير داخلية اقليم بالوشستان (جنوب غرب) اكبر حسين دراني لفرانس برس ان الحكومة اصدرت التعليمات لاستئناف احكام الاعدام. واوضح من كويتا، كبرى مدن الاقليم، «تلقينا رسالة من الحكومة الفيدرالية تطلب فيها تفعيل كافة احكام الاعدام في قضايا رفضت فيها طلبات العفو».
وقبل ديسمبر، لم يتم اعدام اي مدني في باكستان منذ 2008. واعدم شخص واحد آنذاك وهو جندي حكم عليه امام محكمة عرفية وشنق في نوفمبر 2012. وتقدر منظمة العفو الدولية وجود اكثر من ثمانية الاف محكوم بالإعدام في باكستان وقد استنفدت غالبيتهم اجراءات الاستئناف.
ويقول مؤيدو عقوبة الاعدام في باكستان ان هذه العقوبة القصوى هي الطريقة الوحيدة الفعالة لوقف التمرد.
ونظام القضاء يعتبر بطيئا عموما في البلاد وأحيانا تستمر القضية لعدة سنوات، كما ان المحاكم تعتمد بشكل كبير على افادات الشهود بدون تأمين حماية كبرى للقضاة والمدعين. وقد انتقد الاتحاد الاوروبي ومنظمات حقوقية بشدة في السابق قرار استئناف تنفيذ احكام الاعدام. ودانت سارة بلال من منظمة «مشروع العدالة في باكستان» قرار الحكومة ووصفته بـ«غير المسؤول». واعتبرت انه سيعرض حياة مواطنين للخطر.
وقالت في بيان ان «شهدنا مرارا عدة ظلما لا حدود له في نظام باكستان الجنائي يترافق مع ثقافة تعذيب لدى الشرطة واستشارات قانونية غير متكافئة ومحاكمات غير عادلة». ووفقا للمنظمة فانه لدى الرئيس الباكستاني ممنون حسين حاليا أكثر من 500 طلب عفو، وقد رفض 19 حتى الآن.
وفي آخر القضايا، اصدرت محكمة مختصة في قضايا الارهاب في كراتشي حكما باعدام شخصين ادينا بارتكاب جريمة اثناء سرقتهما منزلا. ومن المفترض ان ينفذ الحكم بحق محمد أفضل ومحمد فيصل في 17 مارس.
وزراء خارجية الخليج يبحثون الأزمة اليمنية غدا في الرياض
يعقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، في الرياض يوم غدٍ الخميس اجتماعهم الاعتيادي الذي من المقرر أن يناقشون خلاله العديد من الموضوعات، يأتي على رأسها الأمن والأزمة اليمنية. وقال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني، في بيان له أمس الثلاثاء إن وزراء خارجية دول المجلس الست سيعقدون اجتماعهم الـ(134) في مقر الأمانة العامة بالرياض برئاسة وزير الخارجية القطري الدكتور خالد بن محمد العطية، رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري.
وقال الزياني إن «وزراء الخارجية سيبحثون عددا من الموضوعات المتعلقة بمسيرة العمل الخليجي المشترك، وما تم تنفيذه من قرارات المجلس الأعلى في دورته الماضية، والموضوعات ذات الصلة بالحوارات الاستراتيجية بين دول مجلس التعاون والدول والمجموعات الأخرى، إضافة إلى التقارير التي تم رفعها من قبل اللجان الوزارية».
وأوضح الزياني أن الاجتماع الوزاري سيتدارس كذلك آخر المستجدات والتطورات العربية والإقليمية والدولية الراهنة وتداعياتها على أمن واستقرار المنطقة، مضيفا أن الأزمة اليمنية ستكون في مقدمة القضايا التي سيبحثها وزراء الخارجية، بالإضافة إلى مخاطر التهديدات الإرهابية على أمن واستقرار المنطقة. وتقود السعودية تحركات دبلوماسية مكثفة على أكثر من صعيد بهدف دعم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي. وأعلنت معظم الدول الخليجية نقل سفاراتها إلى عدن في إطار الدعم الخليجي المقدم للرئيس هادي.
"أخبار الخليج"