كنيسة الكلدان ببيروت تعجز عن توفير أغذية للاجئين إليها من العراق

السبت 14/مارس/2015 - 05:25 م
طباعة المطران ميشيل قصارجي المطران ميشيل قصارجي
 
أكد المطران ميشيل قصارجي مطران أبرشية بيروت الكلدانية بأن الإبراشية أصبحت عاجزة عن تلبية الاحتياجات الطبيعية للمهجرين الكلدان في لبنان، والبالغ عددهم نحو 10 آلاف شخص يمثلون 2200 عائلة، وهناك 600 عائلة تنتظر تسجيلها، من المسيحيين والمسلمين والإيزيديين، وأضاف المطران قائلا: "هناك أكثر من 30 ألف مواطن عراقي من مدينة الموصل وصلوا إلى لبنان منذ يونيو الماضي، وقد سجل منهم حتى الآن لدى مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين فقط 7000 شخص". وفي هذا الشأن بين قصارجي لموقع الشرفة المدعوم من الإدارة الأمريكية " أن هناك أكثر من 4000 عائلة عراقية من مختلف الطوائف المسيحية والإسلامية بحاجة للمساعدات على أنواعها، وغالبهم يطرق أبوابنا وأبواب كنائس ومؤسسات دينية مسيحية وإسلامية وإنسانية للحصول على بعض هذه المساعدات". على حد وصفه ولفت المطران إلى تسلم المطرانية مؤخراً 4800 حصة غذائية متكاملة، وزعوا 1500 منها على نازحين مسلمين وإيزيديين ولكن لا ندري ماذا نفعل أمام كل هذه الأعداد مع نقص الإمكانيات وقلة التبرعات وارتفاع المعيشة؟ 
الجدير بالذكر أن الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية المعروفة أيضا بكنيسة بابل هي كنيسة شرقية مركزها في بغداد تتبع المذهب الروماني الكاثوليكي وهي في شركة تامة مع بابا الفاتيكان. 
انشقت هذه الكنيسة عن كنيسة المشرق أو كنيسة السريان المشارقة ويدعون أيضا بالنساطرة (نسبة للراهب نسطور)، وكانت كنيسة المشرق قد نشأت بدورها ضمن حدود الدولة الفارسية ببلاد ما بين النهرين خلال القرون المسيحية الأولى، وازدهرت بين القرنين السادس والثالث عشر.
وكان سبب انشقاق الكنيسة الكلدانية عن كنيسة المشرق أن الأخيرة كانت قد قررت في القرن السادس عشر أن تحصر منصب البطريرك في عائلة البطريرك مار شمعون الرابع الملقب باصيدي، فيتورث المنصب البطريركي إلى ابن الأخ أو ابن العم، وهكذا أوقف العمل بقانون الانتخاب الذي جرت عليه الكنيسة منذ البدء والمعمول به في بقية الكنائس المسيحية، فبدأت بوادر الخلاف بالظهور بين مطارنة تلك الكنيسة حتى تفاقم الأمر عام 1552 م حينما رفضت مجموعة من المطارنة وبشدة قبول التسلسل الوراثي لوصول صبي غير مدرب إلى منصب البطريركية فقد كان وريث البطريرك الوحيد.
فاجتمعوا في أربيل وانتخبوا مار شمعون الثامن يوحنان سولاقا وهو كان يشغل منصب رئيس دير الربان هرمزد انتخبوه بطريركا بدلا عن بطريركهم الصغير مار شمعون برماما، توجه سولاقا إلى روما برفقة سبعين رجلا حتى وصل مدينة القدس، ومنها انطلق في رحلته إلى عاصمة الكثلكة لينال رسامة بطريركية شرعية من البابا، وبعد مباحاثات طويلة مع الفاتيكان تعهد بها بالانضمام للكنيسة الرومانية الكاثوليكية قرر البابا يوليوس الثالث في تاريخ 20/03/1552 م إعلان يوحنان سولاقا بطريركا، وبعدها في التاسع من نيسان من ذات العام رسمه مطرانا وسلمه درع السلطة الكنسية مبتدئا عهد جديد في تاريخ المسيحية في الشرق.
فتواجد بهذا الشكل للكنيسة المشرقية بطريركيين في نفس الوقت بطريرك وراثي مقره القوش في سهل نينوي، وبطريرك باباوي مقره في ديار بكر جنوب شرق تركيا، استمر هذا الوضع غير الطبيعي حتى عام 1662 م عندما قام البطريرك في ديار بكر مار شمعون الثالث عشر دنحا بالخروج عن سلطة بابا روما، ونقل مقره إلى قرية قدشانيس في حكاري في تركيا، فكان رد الفاتيكان على ذلك بإقامة بطريرك جديد ليقود الكلدانيون الذين ظلوا موالين للعقيدة الكاثوليكية، هذه الجماعة عرفت بالكنيسة الكلدانية الكاثوليكية. لم تكن شركتهم مع كنيسة روما كاملة حتى عام 1830م عندما قام البابا بيوس الثامن بالتصديق والتأكيد على تسمية مار يوحنا الثامن هرمز رئيسا للكنيسة الكلدانية الكاثوليكية حاملا لقب بطريرك بابل للكلدان.

شارك