شيخ الأزهر.. يهاجم النظام الناصري ويعترف: "كتب سيد قطب وقفت في وجه الاشتراكية والرأسمالية"

الأحد 15/مارس/2015 - 03:44 م
طباعة شيخ الأزهر.. يهاجم
 
منذ أكثر من عام وشيخ الأزهر يكيل الهجوم على الفترة الناصرية ولا أحد يعرف السبب في ذلك.. رغم أن هذه الفترة من تاريخ مصر كانت إلى حد كبير تتميز بارتفاع معدلات النمو الاقتصادي، ليس هذا فقط بل أيضا كان هناك تنمية في معظم المجالات ومنها تنمية الأزهر نفسه على يد الشيخ محمود شلتوت شيخ الجامع الأزهر، نعم كان هناك خلافات ووجهات نظر تصل في أحيان كثيرة إلى حد التناقض ولكن ما لا يسمح به تعميم هو الأحكام واتهام مرحلة مهمة من مراحل تاريخ مصر بتلك الاتهامات.
ففي 30 /5 /2013 وعلى بوابة فيتو شن شيخ الأزهر هجوما على المرحلة الناصرية قال فيه: "إن الخلفيات الأيديولوجية للمذهب الاشتراكي الذي أظل المجتمع المصري لم تكن معلنة في مواجهة «الإسلام»، إلا أن الأزهر في مصر الاشتراكية كان يعاني التضييق". وردد هذا الخطاب في مقابلة مع قناة العربية.
ليس هذا فقط بل يستند شيخ الأزهر إلى الرموز الإخوانية بأنهم هم الذين حافظوا على الدين الإسلامي بمواجهتهم للفكر الاشتراكي فيقول: "وقد لا نعدو الحقيقة لو قلنا: إن الشيخ محمد الغزالي تفرد بالقدرة على صياغة ثقافة إسلامية رفيعة المستوى، أفاد منها المثقفون والدهماء على سواء، وكشفت للقراء عن عظمة الإسلام وحيوية القرآن والنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وأعادت لكثير من المسلمين الثقة بقدرتهم على أن يجمعوا في حياتهم المعاصرة بين الدين والدنيا، دون أن يتطرق لنفوسهم طوارق الانفصام أو التضاد أو الاغتراب.
كما وقفت كتب سيد قطب التي ألفها ليصور عدالة الإسلام الاجتماعية في وجه الشيوعية والاشتراكية والرأسمالية". 
ومن الواضح أن شيخ الأزهر بدأ يكشف عن وجهه الإخواني مؤخرا فهذا الذي يستشهد به "محمد الغزالي" الذي أفتى بقتل فرج فودة، كذلك هجومه على أقباط مصر والبابا شنودة في كتابه "قذائف الحق" وسيد قطب المؤسس الحقيقي للإرهاب الإسلامي في العصر الحديث والأب الروحي لمعظم الجماعات الإرهابية، هؤلاء هم مثل الشيخ الطيب في الحفاظ على الإسلام، هل نسي شيخنا الجليل كتاب سيد قطب "معالم في الطريق" وهل نسي "ظلال القرآن" للكاتب نفسه والذي يؤسس فيه لتكفير المجتمع وتكفير مؤسساته؟
ولا يسعنا الآن إلا أن نقدم نموذجا لشيخ الأزهر في فترة الستينيات ردا على الدكتور الطيب، وهذا النموذج هو الشيخ محمود شلتوت الذي واكب النهضة المصرية في مرحلة الستينيات وقام بنهضة موازية في الأزهر ومؤسساته.
شيخ الأزهر.. يهاجم
عين محمود شلتوت شيخاً للأزهر ما يقارب 5 سنوات من (29 ربيع الأول 1378 هـ/13 أكتوبر 1958م، وصدر القرار الجمهوري في 8 ربيع الثاني 1378 هـ / 21 أكتوبر 1958م) إلى (الجمعة في 27 من شهر رجب 1383هـ/ 13 ديسمبر 1963 م)، وكان يرى أن النهوض بالأزهر الشريف وإصلاحه ضرورة، وكان يرى أنه "معهد الدين وحصن اللغة المكين"، فطالب بإعادة النظر في المناهج التي تدرس بالأزهر، وقال: "إننا نريد انقلابًا محببًا إلى النفس"، وعمل على إنشاء مجمع البحوث الإسلامية فقدم مذكرة إلى كمال الدين رفعت وزير الدولة لشئون الأزهر ضمنها خطة العمل بالمجمع وأغراضه السامية لخدمة الإسلام والمسلمين، وصدر في عهده القانون رقم 103 لسنة 1961م بشأن إعادة تنظيم الأزهر والهيئات التي يشملها، وكان من بينها مجمع البحوث الإسلامية، وكان بحكم وظيفته عضواً في أول تشكيل له بالقرار الصادر في 25 شعبان 1381هـ/31 يناير1962م .
شيخ الأزهر.. يهاجم
من إصلاحاته 
اهتم الشيخ محمود شلتوت بإصلاح الأزهر الشريف من خلال ما يلي: 
1- فتح تخصصات جديدة لم تكن متاحة لأبناء الأزهر قبل ذلك.
2- فتح معاهد نموذجية تجمع بين التعليم الأزهري والعام.
3- فتح معاهد القراءات.
4- فتح معهد البعوث الإسلامية .
5- فتح معهد الإعداد والتوجيه الذي يؤهل الطلاب غير العرب للدراسة باللغة العربية، كما يدرس فيه الطلاب المتخرجون في الأزهر والذين أجادوا اللغات- بعد مسابقة تعقد لهم- والمتخرجون منه يوفدون في بعثات علمية أو في بعثات إلى البلاد الإسلامية التي لا تتكلم اللغة العربية .
6- إدخال الكليات العملية لجامعة الأزهر.
7- زيادة البعثات الأزهرية للدول الأوربية.
8- زيادة بعثات الأزهر للدعوة إلى الإسلام والوعظ والإرشاد.
9- تدريس اللغات الأجنبية في الأزهر .
10- افتتاح معاهد الفتيات لأول مرة في تاريخ الأزهر فصدر في 9 يناير 1962م أول قرار بإنشاء معهد أزهري للفتيات- وهو معهد فتيات المعادي.
11- إنشاء مجمع البحوث الإسلامية.
12- فتح مدينة البعوث الإسلامية لتستقبل الطلاب الوافدين من جميع أنحاء العالم.
13- العمل على الحفاظ على كرامة الأزهر ومكانة مشيخته أمام محاولات التهميش التي قادها علي صبري رئيس الوزراء.
14- تنظيم جامعة الأزهر بما يحقق أهدافها ورسالتها، في التواصل مع الدول الإسلامية.
15- إدخال اللغات الأجنبية؛ حتى يستطيع خريجو الجامعة القيام برسالتهم في جميع أنحاء العالم على الوجه الأكمل.
16- تطوير مناهج الكليات الشرعية.
17- يعد الشيخ محمود شلتوت أول شيخ للأزهر يمنح الشخصيات العامية والإسلامية الدكتوراه الفخرية من الأزهر الشريف في خدمة الإسلام.
18- قيام الأزهر في عهده بنشر التثقيف وغرس القيم الإسلامية الصحيحة، من خلال نشاط بارز في المراسم الثقافية التي كانت تقام في قاعة المحاضرات الكبرى قاعة الإمام محمد عبده بجامعة الأزهر، بعد أن ظلت معطلة منذ إنشائها، وكان يشارك فيها كبار رجال الفكر والاجتماع في العالم العربي والإسلامي، وكان يحضر هذه المحاضرات في كل أسبوع ما لا يقل عن عشرة آلاف طالب وغيرهم من الطلاب الوافدين وراغبي الثقافة من جميع الطبقات. 
19- نادى بتكوين مكتب علمي للرد على مفتريات أعداء الإسلام وتنقية كتب الدين من البدع والضلالات، وكانت مقدمة لإنشاء مجمع البحوث الإسلامية.
وأخيرا وليس آخرا ماذا قدمتم أنتم يا شيخنا الجليل سوى مناهج تدعو للتطرف والإرهاب، والتي ناقشناها هنا مرارا مما لا يدع مجالا لعرضها الآن؟ 

شارك