الدبابات السعودية تزحف إلى الجنوب.. هل تنطلق "عاصفة الحزم" البرية من جازان ونجران؟ / مسيرة عالمية في تونس لمناهضة الإرهاب
الإثنين 30/مارس/2015 - 09:58 ص
طباعة
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف
المحلية والعربية بخصوص جماعات الاسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات داخل
مصر وعربياً وعالمياً بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات –
تحليلات – آراء) صباح اليوم الاثنين الموافق 30/ 3/ 2015
اشتباكات ضارية في عدن والبوارج تُشارك في القصف
في اليوم الرابع لعملية «عاصفة الحزم»، كثّفت طائرات التحالف العربي غاراتها على معقل جماعة الحوثيين في صعدة، ودخلت بوارج حربية يُعتقد بأنها مصرية على خط المواجهة، لتمنع تقدُّم قوات موالية للحوثيين وللرئيس السابق علي عبدالله صالح من أبين غرباً إلى مدينة عدن. وما زالت عدن تشهد اشتباكات متواصلة ومعارك كرٍّ وفر بين مسلحي الجماعة و «اللجان الشعبية الجنوبية» الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي.
وطاولت الغارات الجوية صنعاء والحديدة والبيضاء، مستهدفة القواعد العسكرية وخطوط الإمداد ومنظومات الدفاع الجوي التي تسيطر عليها قوات موالية لعلي صالح والحوثيين.
ولليوم الثاني احتدمت المعارك بين قوات موالية لصالح يدعمها الحوثيون، وبين مسلحي القبائل في مديرية بيحان في محافظة شبوة. وتتوسط بيحان محافظات مأرب وشبوة والبيضاء، وهي أول منطقة يسيطر عليها الحوثيون في شبوة، فيما أفادت مصادر قبلية بسقوط عشرات القتلى والجرحى خلال المواجهات، غالبيتهم من القوات الحوثية.
وكان علي صالح ألقى خطاباً مسجّلاً بثته قناة تلفزيونية تابعة لنجله مساء السبت، ناشد فيه الزعماء العرب وقف غارات «عاصفة الحزم»، كما ناشد القادة الخليجيين الأخذ بيد اليمنيين للعودة إلى طاولة الحوار، والإعداد لانتخابات لا يترشح فيها هو أو أي من أقاربه. وحمل بشدّة على عملية «عاصفة الحزم»، متهماً هادي بالفشل في إدارة المرحلة الانتقالية، وداعياً دول الخليج إلى عدم الرهان عليه.
وذكر مسؤول يمني أن هادي أقال نجل علي عبدالله صالح الذي كان يشغل منصب سفير اليمن في دولة الإمارات.
مصادر عسكرية قالت لـ «الحياة» إن غارات التحالف ركّزت في يومها الرابع على أهداف استراتيجية في محافظة صعدة معقل الحوثيين، حيث استهدفت لواء «كهلان» العسكري وقضت على مخزونه من الذخائر وقطع المدفعية الثقيلة. كما قصفت مواقع للحوثيين في البقع وكتاف وامتدت إلى غرب المحافظة في مديريات الظاهر ورازح وشدا وسحار ومنبه، وصولاً إلى الأطراف الشمالية لمحافظة حجة، حيث ضربت معسكراً في منطقة الكمب في حرض (70 كيلومتراً جنوب جازان السعودية).
وأشارت المصادر إلى تجدُّد الغارات على مطار صنعاء ومعسكر القوات الخاصة غرب العاصمة، إضافة إلى معسكر «النهدين» حول القصر الرئاسي ومعسكر قوات الاحتياط.
وأكدت أن طائرات التحالف استهدفت مطار الحديدة (غرب) وكتيبة للدفاع الجوي بالقرب منه، في حين أفادت مصادر طبية بسقوط 30 شخصاً بين قتيل وجريح في أحد أحياء المدينة.
وذكرت مصادر عسكرية أن بوارج حربية يُعتقد بأنها تابعة للبحرية المصرية، تمركزت قبالة سواحل محافظة أبين قرب مدينة شقرة، وقصفت وحدات عسكرية تابعة لعلي صالح كانت سيطرت على لودر وشقرة وتقدمت إلى زنجبار، وذلك في محاولة لمنعها من التقدم نحو مدينة عدن.
ومع استمرار المواجهات في عدن بين الموالين لهادي من جهة والمسلحين الحوثيين وأنصار علي صالح من جهة أخرى، روى شهود أن الحوثيين «خسروا معركة السيطرة على المطار ليلاً قبل أن يستردّوه نهاراً بالتزامن مع تقدُّمهم إلى وسط المدينة، تحت غطاء من قصف المدفعية المتمركزة في مديرية دار سعد شمالاً حيث مقر قيادتهم» .
وذكرت مصادر طبية في عدن أن «عشرات المسلحين من الجانبين سقطوا بين قتيل وجريح، بينما ارتفع عدد القتلى بانفجارات مخازن الذخيرة في منطقة جبل حديد إلى أكثر من مئة معظمهم حاول نهب أسلحة». وكان مسلحون يُعتقد بأنهم على صلة بـ «القاعدة» اعترضوا في مدخل تعز الشمالي تعزيزات للحرس الجمهوري الموالي لصالح آتية من إب إلى عدن في ظل مقاومة ضارية من أنصار هادي.
وفي صنعاء دعت حركة «رفض» المناهضة للحوثيين والقريبة من حزب التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمين) إلى وقف العمليات الجوية للتحالف، كما دعت الحوثيين إلى إنهاء الانقلاب محمّلة إياهم مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في اليمن.
وعُلم من مصادر طبية في العاصمة أن 4 جنود قُتِلوا وجُرح 22 في غارات اليوم الرابع في صنعاء، إضافة إلى مقتل 9 ضباط في حرض التابعة لمحافظة حجة، كما جُرح 30 آخرون.
مسيرة عالمية في تونس لمناهضة الإرهاب
نُظِّمت في تونس أمس، مسيرة «عالمية» لمناهضة الإرهاب شارك فيها رؤساء دول وحكومات وديبلوماسيون من دول عربية وغربية. وقبل المسيرة، أعلنت السلطات التونسية قتل أخطر العناصر الإرهابية المطلوبة لديها، الجزائري «لقمان أبو صخر» العقل المدبر لاعتداء متحف باردو وثمانية من أعضاء «كتيبة عقبة بن نافع» المتهمة بمعظم الاعتداءات في البلاد.
وشارك عشرات الآلاف من التونسيين في المسيرة، التي تقدمها الرئيس الباجي قائد السبسي ونظراؤه الفرنسي فرانسوا هولاند والفلسطيني محمود عباس والغابوني علي بونغو أونديمبا والبولوني بوريسلاف كوموروفسكي والإيطالي ماتيو رينزي. كما شارك في المسيرة، التي انطلقت في اتجاه متحف باردو المحاذي لمبنى البرلمان التونسي، رئيسا الحكومة الجزائري عبد الملك سلال والليبي عبد الله الثني، إضافة إلى وزير الداخلية الألماني توماس دو ميزيير، وممثل ملك المغرب محمد السادس، ومسؤولين من البحرين والكويت وقطر وديبلوماسيين عرب وأفارقة وغربيين، الى جانب وفد من الكونغرس الأميركي.
وقال السبسي: «الشعب التونسي لن يخضع للإرهاب، وعندما تكون تونس مستهدفة من الإرهابيين، فإنه يقف وقفة رجل واحد للدفاع عن أرض الوطن». وأكّد الرئيس الفرنسي تضامن بلاده التام ودعمها الكامل لجهود مكافحة الإرهاب، و «الدفاع عن الديموقراطية والتعددية وحقوق الإنسان».
وأُقيم نصب تذكاري في ساحة متحف باردو تخليداً لأرواح ضحايا الاعتداء الذين ينتمون إلى جنسيات إيطالية ويابانية وفرنسية وألمانية وبولونية.
في الوقت ذاته، قال رئيس الوزراء التونسي الحبيب الصيد في مؤتمر صحافي أمس، إن وحدات مكافحة الإرهاب تمكّنت ليل السبت- الأحد، من القضاء على 9 عناصر إرهابية من «كتيبة عقبة بن نافع»، بينها قائدها الجزائري خالد الشايب الملقب بـ «لقمان أبو صخر». وأشار الى أن القوات التونسية نصبت مكمناً للإرهابيين في محافظة قفصة (جنوب غرب)، إثر تلقّيها معلومات استخباراتية عن وجودهم في المحافظة. ووصف العملية بأنها «نوعية» وتُشكِّل «رد فعل قوياً على الهجوم الإرهابي على متحف باردو، الذي خلّف عشرات القتلى والجرحى من التونسيين والسُّياح الأجانب».
"الحياة اللندنية"
طهران تلوي ذراع العبادي في أوج معركة تكريت
قرار انسحاب ميليشيات شيعية من جبهة تكريت يستحيل اتخاذه من دون تنسيق كامل مع إيران المتحكمة الفعلية في تلك الفصائل
كشف التجاذب الحاد حول مشاركة التحالف الدولي في المعارك الدائرة في العراق للسيطرة على مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين، عن وجود موقف إيراني سلبي من رئيس الوزراء حيدر العبادي، على خلفية ما تعتبره دوائر إيرانية “إذعانا لضغوط عربية وأميركية”، في إشارة إلى محاولات العبادي الانفتاح على الدول العربية، وحرصه على مواصلة الاستفادة من دعم التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في الحرب على داعش بالعراق.
ومنذ انطلاق المعارك في محافظة صلاح الدين رصد المراقبون حملة إيرانية تشترك فيها جهات عراقية موالية لطهران لتضخيم الدور الإيراني في الحرب، ولجعل السيطرة على تكريت حكرا على جهود الميليشيات، وهو الأمر الذي تعسّر تحقيقه، ما دفع رئيس الوزراء إلى الاستنجاد بالتحالف الدولي.
وأبدت فصائل شيعية مسلّحة استياءها من تدخل طائرات التحالف الدولي في عملية استعادة مدينة تكريت من تنظيم داعش، وقررت الانسحاب من المعركة بسبب طلب قدمته الحكومة العراقية لقوات التحالف بتأمين الإسناد الجوي في المعارك.
وأكّدت مصادر عراقية مطلّعة أن قرار الانسحاب من الجبهة صدر من طهران، لافتة إلى أن اتخاذ الميليشيات قرارا بمثل هذه الخطورة من المستحيل الإقدام عليه دون تنسيق مع إيران، وتحديدا مع الجنرال قاسم سليماني الذي يؤكّد مطلعون على سير المعارك في محافظة صلاح الدين، أنه القائد الفعلي للميليشيات رغم ظهور قادة مثل هادي العامري وقيس الخزعلي في الصورة.
ووضعت الفصائل عدة شروط أمام حكومة حيدر العبادي لتنفيذها مقابل العودة إلى العمليات العسكرية، ومن بين تلك الفصائل سرايا السلام، التابعة للمرجع الشيعي مقتدى الصدر، وعصائب أهل الحق، وكتائب حزب الله العراقية.
ونقلت وكالة الأناضول عن المتحدث باسم كتائب حزب الله جعفر الحسين قوله “نحن مازلنا موجودين في أطراف تكريت، إلاّ أننا لن نشارك في العملية، لأننا لا نثق بعملية تقصف بها طائرات التحالف، فيوم أمس استهدفت طائراته بعض مواقع الحشد الشعبي، والشرطة العراقية التابعة للحكومة المركزية”.
ومثل هذه الاتهامات لقوات التحالف متواترة على ألسنة عناصر الميليشيات، إلاّ أن المصادر الرسمية العراقية كثيرا ما نفتها، مؤكّدة عدم وجود أدلّة عليها.
وأشار الحسين إلى أن عناصر الميليشيات علقوا عملياتهم العسكرية بسبب طلب الحكومة من التحالف الإسناد الجوي في عمليات السيطرة على تكريت، قائلا “تدخل قوات التحالف سلبي، فهي تمد مسلحي داعش بالذخيرة والسلاح”.
ومن جهة ثانية ذكر المتحدث العسكري باسم عصائب أهل الحق الشيعية جواد الطالبي أنهم سيطروا على قرية العوجة مسقط رأس الرئيس الراحل صدام حسين، وقرية البوعجيل، ومناطق أخرى في محيط مدينة تكريت، قائلا “كان انسحابنا بسبب قرار التحالف المفاجئ بالمشاركة في استعادة تكريت من يد تنظيم داعش”.
واتهم الطالبي دول التحالف بإرسال مستشارين وقادة عسكريين إلى تنظيم داعش، وأن “الولايات المتحدة لا تريد لهذا السر أن يكشف، فمارست بالتالي ضغوطها على حكومة العبادي”. جدير بالذكر أن الإدارة الأميركية اشترطت سحب الميلشيات الشيعية المدعومة من إيران من محيط مدينة تكريت، لتقديم دعم جوي للعمليات الرامية إلى استعادة المدينة، وأعربت لاحقا عن ترحيبها بخروج تلك الميلشيات من المنطقة.
وكان قائد عمليات المنطقة الوسطى للجيش الأميركي الجنرال لويد أوستن قد انتقد الخميس الماضي، الميليشيات الشيعة المدعومة إيرانيا، والتي ساهمت في عمليات محاربة داعش في محيط مدينة تكريت قائلا “هذه القوات لم تكن الحكومة العراقية تسيطر عليها، ولم تكن لديها خطة متماسكة للمناورة أو القيادة والسيطرة، ولذا فإن جهودها في تنفيذ هذه المهمة الصعبة دون توفر هذه المستلزمات سبب توقفها”.
وأشار أوستن إلى أن قواته قد اشترطت على الحكومة العراقية انسحاب هذه القوات أولا، بقوله “كانت هنالك شروط مسبقة طلبنا تنفيذها قبل تقديم المعلومات الاستخباراتية والمراقبة والاستطلاع والقوة العسكرية، وحالما تم الإيفاء بهذه الشروط، والتي تضمنت عدم اشتراك الميليشيات الشيعية، استطعنا لاحقا البدء في تنفيذ الهجمات”.
وكان مسؤول في الإدارة الأميركية أدلى بتصريح السبت فسّر فيه تصريحات الجنرال أوستن بأنها تشمل فقط “الميليشيات الشيعية التي ليست تحت سيطرة الحكومة العراقية”، مشددا على أنه “مازالت هنالك ميليشيات شيعية في محيط المدينة المحاصرة”.
عاصفة الحزم تدفع العرب إلى تحالفات استثنائية
القادة العرب يتفقون على إنشاء قوة عربية بإشراف رؤساء أركان القوات المسلحة بالدول الأعضاء تهدف إلى مواجهة التحديات الأمنية التي تعصف بالمنطقة
وضع التدخل في اليمن قادة الدول العربية في القمة التي أنهت أعمالها أمس في مدينة شرم الشيخ المصرية أمام أمر واقع بضرورة تشكيل قوة عسكرية عربية مشتركة في عكس الاتجاه الذي ذهب إليه محللون قالوا إنه كان من الضروري الانتظار وعدم التدخل في اليمن إلى حين تشكيل القوة المحتملة.
ودعا المحللون إلى ضرورة الاتفاق أولا على إطار للعمل العسكري العربي قبل الشروع في تنفيذ عملية “عاصفة الحزم” التي يقودها تحالف سعودي عربي ضد ميليشيا الحوثيين في اليمن. وعكس توقيت التدخل شعور الرياض بأن الوقت لم يكن يسمح بانتظار تحركات الحوثيين التوسعية المتسارعة.
وكان مسؤولون أوروبيون مقتنعون في السابق بأنه من الصعب على الدول العربية تشكيل مثل هذه القوة، أو الوصول إلى إجماع على التدخل العسكري في أي من دول المنطقة في حالة نجاحهم في تشكيلها.
ووافق القادة العرب أمس في ختام قمتهم التي استضافتها مصر على قرار يتعلق بتشكيل هذه القوة التي تهدف إلى مواجهة التحديات الأمنية التي تواجهها المنطقة العربية. وقالت مصادر إن القرار يتضمن أن تكون مشاركة الدول في القوة اختيارية.
وقال البيان الختامي الذي تلاه الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي “نؤكد (القادة العرب)… على احتفاظنا بكافة الخيارات المتاحة بما في ذلك اتخاذ اللازم نحو تنسيق الجهود والخطط لإنشاء قوة عربية مشتركة”. وأضاف أن القوة تهدف إلى “مواجهة التحديات الماثلة أمامنا وصيانة الأمن القومي العربي والدفاع عن أمننا ومستقبلنا المشترك وطموحات شعبنا”.
وكانت التفاصيل والإجراءات القانونية دائما ما تقف إلى جانب الإرادة السياسية عائقا أمام تحقيق أي تعاون عسكري مشترك. وصعدت إلى السطح على مدى العقود الماضية توجهات سياسية مختلفة لدول محورية وأخرى كانت تحاول فرض أجندتها في ظل تراجع دور الزعامات التقليدية.
وعلى عكس ما جبلت عليه أغلب اجتماعات القمة الماضية من فشل أحيانا وعدم الخروج بقرارات هامة في أحيان أخرى، سارع القادة العرب في هذا الاجتماع إلى اتخاذ قرار تشكيل القوة العربية أولا وتعمدوا ترك تفاصيل الإجراءات المتعلقة بها لتتم مناقشتها لاحقا.
وقال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في ختام القمة إنه سيتم تشكيل فريق رفيع المستوى بإشراف رؤساء أركان القوات المسلحة بالدول الأعضاء “لدراسة كافة الجوانب المتعلقة بإنشاء القوة العربية المشتركة وتشكيلها”.
وكلفت القمة الأمين العام للجامعة العربية بالتنسيق مع رئاسة القمة للبدء في الخطوات الخاصة بتشكيل القوة المشتركة و”عرض نتائج أعمالها في غضون ثلاثة أشهر على اجتماع خاص لمجلس الدفاع العربي المشترك لإقرارها”.
كما نص البيان الذي صدر باسم “إعلان شرم الشيخ” على أن الحملة العسكرية التي تشارك فيها عشر دول ضد المقاتلين الحوثيين في اليمن ستستمر إلى أن “تنسحب الميليشيات الحوثية وتسلم أسلحتها”.
وفي السابق، فشلت الدول العربية في التوصل إلى اتفاق نهائي حول تشكيل هذه القوة على الرغم من توسع نطاق التهديدات الإقليمية ومحاولات التمدد والهيمنة الإيرانيين.
وكان الحديث يدور في العام الماضي حول الاختلافات السياسية التي تمنع هذه الدول من التوافق على الخوض في عمل عربي منسق، وهي الخلافات التي تمددت إلى داخل مجلس التعاون الخليجي، الكيان الإقليمي الوحيد الذي يحظى بتنسيق عسكري متمثل في قوات “درع الجزيرة” وشبه إجماع سياسي.
لكن يبدو أن الثغرت السياسية التي حالت من قبل دون التوصل إلى توافق بين الدول العربية، خاصة تلك التي تحمل أجندة أيديولوجية أو تدعم جماعات بعينها كقطر والسودان، تضيق.
ورغم ذلك، لا ترى بعض الدول الأخرى كالجزائر ولبنان فضلا عن العراق، الدولة الوحيدة التي تحفظت على تشكيل القوة العربية المشتركة، في إيران تهديدا مباشرا لأمن المنطقة.
وساهمت سيطرة الفصائل الشيعية المتشددة والمدعومة من قبل طهران على دوائر صناعة القرار في بيروت وبغداد، في تشكل هذه الرؤية على الصعيد الإقليمي.
وعبر حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله الشيعي اللبناني عن وجهة النظر الإيرانية بوضوح. وقال إن السعودية “ستهزم” في هجومها على اليمن، داعيا جامعة الدول العربية إلى المبادرة بـ”وقف العدوان والذهاب إلى الحل السياسي”.
وربما لم يكن نصرالله يتوقع أن يتوصل الزعماء الخليجيون، بعد عام واحد من انقسامات حادة سيطرت على مجلس التعاون حول دعم الرئيس السيسي والإخوان المسلمين في مصر، أن يتوحدوا مجددا مع القاهرة والرباط وعمّان وعواصم أخرى لتشكيل هذه القوة التي على ما يبدو أقلقت قادة النظام في طهران بالتزامن مع عدم شعورهم بارتياح كبير للتدخل العسكري في اليمن والإجماع السياسي العربي الذي تبعه.
داعش وجيش الرب الأوغندي: إرهابهم واحد ودياناتهم شتى
التنظيمان يشتركان في كونهما يسعيان إلى الوصول إلى سلطة كونية تطال كامل المجتمع البشري عن طريق العنف والترهيب
مقولة أن الإرهاب ليس له دين تنسجم مع ما يجمع بين داعش في بلاد المسلمين وجيش الرب في أوغندا، فما يستندان إليه في تفسير أعمالهما يتكئ أساسا على المرجعية التفسيرية للنص الديني. فالغلو في أدبيات هذه التنظيمات الدينية واحد، إذ أنها تستمد شرعية حكمها ووجودها من خلال اسم الرب بما أن تعاليمه تمنحها شرعية القضاء على مخالفيها.
ظهر تنظيم داعش على أنقاض التنظيمات الجهادية التي كانت تقاتل في سوريا من أجل إسقاط نظام بشار الأسد. وقد خرج التنظيم عن موالاة تنظيم القاعدة في جبال تورا بورا بعد أن قرر قتال “أعداء” الداخل خاصة من الطائفة الشيعية، ويقيم دولة الخلافة قبل التوجه لقتال الغرب الصليبي. في المقابل يرى تنظيم القاعدة في الدول الغربية والولايات المتحدة الأميركية ومصالحهم داخل الدول العربية والإسلامية، هدفه الأساس. إلا أن كلا التنظيمين يتفقان في تحاشي ذكر الكيان الصهيوني العدو الأول للعروبة والإسلام.
لكن المتأمل في المشهد العام يحتار حول الأسس العقائدية والأهداف المستقبلية لتنظيم الدولة الإسلامية والذي قد ينساق في حرب ضروس كتلك التي يخوضها جيش الرب للمقاومة وهو تنظيم مسيحي مسلح في أوغندا والذي انخرط في حرب منذ حوالي 27 عاما ضد الجيش النظامي الأوغندي.
أصبحت مقالة الكاتب غرايم وود، التي تم نشرها في الموقع الإلكتروني لصحيفة “ذي أتلانتيك” بعنوان “ماذا يريد تنظيم الدولة الإسلامية بحق؟” المادة السياسة الأكثر مناقشة في الفترة الأخيرة. واللافت للانتباه ليس عنوان المقالة بقدر التقييم الذي قام به وود لموقف القادة الغربيين والذي يتراوح بين السعي إلى استئصال داعش من العراق وسوريا، لكنهم في المقابل ينكرون الشرعية الدينية في مكافحة التعصّب بحق المسلمين.
وفي هذا السياق أورد موقع “وور أون ذي روكس” قراءة لمقالة “وود” حول تنظيم الدولة الإسلامية، ولئن كان الأخير يرى في تنظيم الدولة تنظيما إسلاميا إلا أنه يتساءل عن الأسس العقائدية لهذا التنظيم قائلا “الحقيقة أن الدولة الإسلامية هي إسلامية. إسلامية للغاية … والدين الذي تم تبشير أتباعها المتحمسين جدا به مستمد من تفسيرات متماسكة بل وتم حفظها عن الإسلام”.
ويتساءل وود: كيف يمكن اعتبار داعش تنظيما إسلاميا؟ ورغم معالجة المحتوى الأيديولوجي لداعش لفهم قوتها، يبدو أن هناك بعض المعوقات التي تحول دون التوصل لأعماق هذا التنظيم. ويرى البعض أن سياسة تجفيف المنابع التي اعتمدتها بعض الأنظمة المخابراتية في العالم العربي والانتهاكات التي ارتكبها الشيعة بحق أهل السنة في العراق من بين أبرز عوامل ظهور داعش. وبالرجوع إلى الأسس العقائدية للتنظيمات الإسلامية في العالم الإسلامي الذي يتكوّن من 1.6 مليار مسلم يتفاوتون في درجة تديّنهم وفي درجة العنف التي يتعاملون بها مع المعادين لهم. والسؤال المطروح هنا هو كيف يتمّ تفسير الانضباط الديني والهدوء السياسي للسلفية مقارنة مع مقاتلي داعش من البريطانيين الذين اعتنقوا الإسلام حديثا. وهو أمر يؤكد أن الالتزام الديني لا يعتبر أمرا مهما بالنسبة إلى داعش.
فالتنظيم يستخدم الإسلام باعتباره مرتكزا وجوديا، وهو ما يؤثر في الأعمال العدائية التي تقدم عليها عناصره. لكن القول بأن هيكل التنظيم فريد من نوعه يعدّ من باب المغالطة بل هو وهم في حد ذاته. فالتنظيم لا يختلف في أسسه العقائدية عن تنظيمات عقائدية أخرى من ديانات أخرى وفي مناطق أخرى من العالم مثل تنظيم جيش الرب الأوغندي.
ويشترك تنظيم داعش مع جيش الرب في كونهما يسعيان إلى فرض سلطانهما لا على رقعة جغرافية ضيّقة والوصول إلى دفة الحكم في بلد معين بقدر ما يسعيان لفرض سلطانهما بطريقة لا تخضع للدول أو القارات، فهما يحاولان الوصول إلى سلطة كونية تطال كامل المجتمع البشري. ورغم أن الأراضي التي يسيطر عليها داعش آخذة في التقلص، إلا أن الولاء في صفوف المقاتلين لقادتهم لم يتراجع، كما أن انتشار الأيديولوجيا الدموية للتنظيم لم يشهد أي بطء. وبنفس العقيدة الموجودة لدى جيش الرب، تؤمن عناصر تنظيم الدولة الإسلامية بأن المعرفة هي القوة. ولا تمكن المراهنة على تماسك قادة التنظيم في القبض على زمام السلطة والقبضة الأيديولوجية كي تحول دون انهياره.
هل يحق لمجنون واحد أن يجعل من جيش من الأطفال المختطفين مطية لبسط سيطرته على نصف البلاد لمدة 20 عاما؟ سؤال طرحه الصحفي ماثيو غرين، الذي سافر إلى شمال أوغندا للقاء جوزيف كوني، والذي يقول بأن أصواتا لا يمكن لأحد غيره سماعها هي التي تسيّره. ففي الثمانينات اعتقدت امرأة تدعى لاكوينا أن الروح المقدسة خاطبتها وأمرتها بالإطاحة بالحكومة الأوغندية لما تمارسه من ظلم وجور ضد الشعب. وتأسس جيش الرب كمعارضة أوغندية من قبائل الأشولي في الثمانينات وبالتحديد عام 1986 على يد جوزيف كوني وهو نفس العام الذي استولى فيه الرئيس يوري موسيفيني على السلطة في كمبالا. وخاض جيش الرب معارك مع الجيش النظامي التابع للرئيس والذي فشل في إلحاق الهزيمة بمقاتلي التنظيم.
ولدى كوني قناعة أكثر من المحيطين به بأنه ورث الروح المقدسة وهي الأصوات التي تخاطبه وتعهد له بمهمة الإطاحة بحكومة موسيفيني الجديدة. ويشتهر تنظيم جيش الرب بخطف الأطفال وتشويه مخالفيه وذبحهم، وهو لا يختلف عن داعش في ذلك.
ولا يعتبر كوني شخصية كاريزماتية قادرة على التأثير في أتباعه إلى الحد الذي يجعله ملهما لهم ومخلصين له، فهو ليس بالقائد الملهم لأتباعه لكن الناس تتبعه خوفا من عنف الموالين له. وفي هذا السياق تحدث ماكس ويبر عن كاريزما القائد المتسلط واعتبر أنه القائد الثوري الذي يستطيع فرض سلطته من خلال الاستناد لنموذج أحد الأنبياء الذين يملكون قدرات إلهية. لكنه يعتبر أن القناعة في ألوهية القائد لا يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية. ويفيد بأن الكاريزما يمكن أن تتهاوى بمرور الزمن والروتين ويصبح البديل الأمثل هو إنشاء مؤسسات يمكنها الاستمرار أكثر من الزعيم.
تأمّل الشخصية الكاريزماتية لخليفة داعش أبي بكر البغدادي يوضح أنه رجل يستمد مكانته من خلال محاولة إضفاء شيء من الوقار على شخصه. فالبغدادي على غرار كوني يسعى لإضفاء شرعية روحية على نفسه من خلال الحديث عن المحافظة على التراث القرشي (يعتبر نفسه سبط رسول الله محمد). وأنه جاء لينصر السنة النبوية ويتصدى لهرطقات الشيعة وبدعهم.
واضح أن غلو التنظيمات الدينية لا يختلف من دين إلى آخر، فكلها ترى نفسها حاكمة باسم الرب الذي يمنحها شرعية القضاء على المخالفين. لكن البعض منها يشترك في السعي إلى جعل مبادئه تتجاوز حدود رقعة جغرافية معينة ليصل مداها إلى كل أرض، وهو ما يعمل داعش على تحقيقه. ولكن الأهداف السامية لا تتحقق بالسبل الإجرامية، كما أن المبادئ الكونية لا تنتشر بالسلاح والذبح، لأنّ داعش الذي يريد إقامة الخلافة جلب اللعنة على المسلمين.
"العرب اللندنية"
السعودية تشهد أول حادث أمني منذ انطلاق عاصفة الحزم
أصيب رجلا أمن إثر تعرض دورية أمنية لإطلاق نار من سيارة مجهولة الهوية في العاصمة السعودية، الرياض، في أول حادث من نوعه منذ انطلاق عملية “عاصفة الحزم” في اليمن.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن الناطق الإعلامي لشرطة منطقة الرياض أنه “عند الساعة العاشرة والربع من مساء الأحد (22:15 تغ)، وأثناء قيام إحدى دوريات الأمن بمدينة الرياض بمهامها، تعرضت لإطلاق نار من سيارة مجهولة الهوية مما نتج عنه إصابة رجلي أمن بطلقات نارية”.
وأوضح أنه “تم نقلهما إلى المستشفى لتلقي العلاج والرعاية الطبية اللازمة، وحالتهما الصحية مستقرة”.
وأفاد الناطق الإعلامي بأن الجهات المختصة بشرطة الرياض قد باشرت في إجراءات الضبط الجنائي للجريمة والتحقيق فيها . ولا يزال الموضوع محل المتابعة الأمنية .
ولم يذكر المزيد من التفاصيل.
ولم يعرف بعد ما إذا كان الحادث ارتكب على خلفية جنائية أو أمنية، وما إذا كان له علاقة بالعملية الجارية في اليمن أم لا.
ولليوم الرابع على التوالي، تواصل طائرات تحالف عربي، تقوده السعودية، قصف مواقع عسكرية تابعة للحوثيين في اليمن، ضمن عملية أسمتها “عاصفة الحزم”، استجابة لدعوة الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، بالتدخل عسكرياً لـ”حماية اليمن وشعبه من عدوان الميلشيات الحوثية”.
وكان الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي ولي العهد السعودي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية قد وجه قيادات قوى الأمن الداخلي ، الخميس الماضي، إلى “التعامل بحزم مع كل من تسول له نفسه النيل من الأمن وتنفيذ الأنظمة بحقه”، وأكد على “تعزيز كافة الإجراءات الأمنية على حدود المملكة وفي جميع المرافق العامة والمنشآت النفطية والصناعية”.
“عاصفة الحزم” مهدت لاتفاق العرب على القوة المشتركة
لم تكن القوة العربية المشتركة، التي وافق القادة العرب على تشكيلها في ختام قمتهم بمدينة شرم الشيخ المصرية بالفكرة الجديدة، لكنها فكرة طرحها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل نحو شهر من القمة في حوار مع قناة “العربية” السعودية، خلال زيارته للرياض، مطلع مارس/آذار الجاري.
ومنذ طرح الرئيس المصري هذه الفكرة، والجدل يدور حولها، بين من يرى أن مصر بإمكانها استصدار قرار من القمة العربية بتشكيلها، وبين من يرى أن الخلافات العربية ستمنع الاتفاق حول تلك القوة، بالإضافة إلى أن عملها قد يحتاج إلى موافقات دولية من الدول الكبرى.
وقبل يومين من بدء أعمال القمة العربية، انطلق تحالف “عاصفة الحزم” الذي تقوده السعودية بمشاركة عدة دول عربية للدفاع عن السلطة الشرعية في اليمن، ليمنح هذا التدخل العسكري زخما لفكرة الرئيس المصري، بل أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قال عن “عاصفة الحزم” في كلمته بالقمة العربية، إنها “هي تطبيق عملي للدعوة الجادة لتشكيل قوة عربية مشتركة”.
ودارت أغلب كلمات الزعماء العرب في القمة العربية حول الفكرة، لينتهي البيان الختامي للمؤتمر إلى موافقة القادة العرب على تشكيلها، وسط تأييد لهذه الخطوة، ليبدأ السؤال الأهم: ما هي حدود تدخلات هذه القوة؟
ظرف مناسب
الإجابة على هذا السؤال تقتضي مراجعة السياق المصاحب لانطلاق عاصفة الحزم السعودية، فالاعلان عنها جاء على لسان سفير السعودية لدى الولايات المتحدة الأمريكية، عادل بن أحمد الجبير، عبر مؤتمر صحفي عقده في الساعات الأولى من يوم الخميس الماضي في مقر السفارة بواشنطن.
وقال بيان صادر عن المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، برناديت ميهان، في نفس اليوم “كانت الولايات المتحدة على اتصال متقارب مع الرئيس (اليمني) هادي وشركائنا الإقليميين، وعلمنا أن المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي وغيرهم ستقوم بتنفيذ عملية عسكرية للدفاع عن الحدود السعودية، ولحماية الحكومة اليمنية المشروعة في ردٍ على تدهور الأوضاع الأمنية هناك”.
وبعد انطلاق عمليات “عاصفة الحزم” بادرت فرنسا وبريطانيا إلى تأييدها، وهو الأمر الذي سيقود في النهاية إلى الخروج بنتيجة وهي أن “الموافقة الدولية أعطت إشارة الانطلاق للعاصفة، وبدونها لم تكن الدول المتحالفة بقيادة السعودية، ستقدم على هذه الخطوة”.
نفس هذا الأمر سينسحب، في رأي محمد علي بلال اللواء المتقاعد في الجيش للمصري، على القوة العربية المشتركة، الذي يعتبر أن “اتفاقية الدفاع العربي المشتركة، لم تفعل منذ توقيعها في عام 1950″، مشيرا إلى أن ذلك كان ذلك “مرتبطا بتفاهمات دولية”.
وأضاف بلال، أنه “عندما سمحت هذه التفاهمات بالتدخل في اليمن، انطلقت عاصفة الحزم، وتبقى هذه التفاهمات هي الحاكمة لأي تحرك مستقبلي للقوة العربية المشتركة”.
بدوره تساءل المحلل السياسي السوري المقيم في ألمانيا نبيل شبيب، أنه “إذا كان تحالف عاصفة الحزم قد انطلق لوقف التمدد الإيراني عن طريق الحوثيين في اليمن، فلماذا لم يتدخل في سوريا، رغم أن التمدد الإيراني أخطر هناك؟”
وأضاف شبيب، أنه “في اليمن كانت هناك تفاهمات دولية أجازت التدخل، بينما الوضع في سوريا لم يحدث بشأنه حتى الآن أي تفاهمات دولية”، مقللا من فرص تأثير هذه القوة المشتركة حال تشكيلها، وقال: ” التأكيد على أن الانضمام لها (القوة المشتركة) اختياريا، سيجعلها في النهاية عبارة عن تجمع بين الدول المتوافقة في الأفكار السياسية”.
اتفاق في انتظار التنفيذ
وقال نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربيةاليوم الأحد، إن “هناك إجماعا بين جميع الدول على إقرار مبدأ قوة عربية مشتركة، إلا أن المشاركة تبقي اختيارية لمن يريد”، مضيفا أنه “ليس الهدف هو تجميع قوة ووضعها في مكان أو آخر، وإنما التنسيق لتشكيل قوة موحدة، يتم الاستعانة بها في حال اتخاذ قرار سياسي”.
وأشار العربي، إلى أنه “من المقرر أن يتم اجتماع رؤساء أركان الجيوش العربية خلال شهر، لبدء تنفيذ القرار”، وتابع “حتى الآن لم نتفق بعد على طريقة تدخل القوة العربية المشتركة”.
"إرم"
رابع أيام حرب اليمن: مخازن الأسلحة وحشود صعدة الهدف
تواصلت عملية "عاصفة الحزم" بقيادة السعودية، أمس الأحد، لليوم الرابع على التوالي، مركزة بشكل أساسي على استهداف مواقع عسكرية لجماعة أنصار الله (الحوثيين)، في محافظة صعدة، معقل الجماعة، وتحديداً تلك التي تحتوي على مخازن الأسلحة والصواريخ، بحسب تأكيدات المتحدث باسم "عاصفة الحزم"، أحمد عسيري، الذي حذر، أمس، أنه "لن يكون هناك أي مكان آمن للحوثيين". الأبرز كان تلميحه إلى احتمال حصول تدخل بري، وذلك من خلال نفيه أن تكون هناك خطة قريبة لـ"تدخل بري كبير الآن".
كما أشار إلى أن "عمليات التحالف سوف تتعامل مع أي تحركات أو تجمعات للحوثيين على كامل الأراضي اليمنية"، فيما أوضح أنه تم استهداف التجمعات الحوثية جنوب المملكة بما في ذلك تنفيذ عمليات برية عبر قصف مدفعي طال التجمعات والآليات التابعة للحوثيين جنوب الحدود السعودية اليمنية، فضلاً عن استهداف مركز قيادة كان يجري حشد مسلحين حوثيين فيه.
كما طال القصف، أمس الأحد، لأول مرة، أهدافاً عسكرية في محافظة إب، وسط اليمن، حيث جرى قصف مقر معسكر الحمزة الموالي لقوات صالح.
العمليات العسكرية جاءت في وقت أطاح فيه الموقف الإيراني من "عاصفة الحزم" بزيارة رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام، علي أكبر هاشمي رفسنجاني، إلى السعودية.
ويبدو أن وقف العمليات العسكرية سيكون مستحيلاً في الأيام القليلة المقبلة، في ظل عدم نضوج أي مبادرة سياسية واستمرار التركيز على الشروط التي يتوجب على الحوثيين تنفيذها.
وأكدت المواقف الصادرة من الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، ووزير الخارجية اليمني، رياض ياسين، أمس، أن دول التحالف العشر لن توقف تدخلها العسكري قبل انسحاب الحوثيين وتسليم أسلحتهم.
وبينما قرر مشرع البيان الختامي للقمة العربية، بحسب العربي، استمرار الغارات إلى أن "ينسحب الحوثيون ويسلموا أسلحتهم"، كرر ياسين الشرط نفسه. وقال وزير الخارجية اليمني: "نحن لا نرفض الحوار السياسي عندما تستتب الأمور، وفقاً لمبادرة دول مجلس التعاون الخليجي، ولكن لا يأتي أحد هذا الحوار وهو مدعوم خارجياً أو يأتي تحت تهديد السلاح". كما أكد ياسين أنه لن تُجرى "مفاوضات أو حوار (مع الحوثيين)، ما دامت الحكومة الشرعية لم تستعد السيطرة على كل الأراضي اليمنية". وأشار إلى أن "عاصفة الحزم" حالت "دون استخدام الحوثيين طائرات استولوا عليها لمهاجمة المدن اليمنية أو استخدام الصواريخ في مهاجمة السعودية، كما أنها قطعت خط إمداد إيران لهم".
وفيما لا تزال أنباء التدخل البري غير محسومة، أوضح ياسين أن الخبراء العسكريين سيقررون ما إذا كان الأمر يستدعي عملية برية وموعد تلك العملية .أما السفير السعودي في الولايات المتحدة، عادل الجبير، فأوضح لشبكة تلفزيون "إن بي سي"، أنه لم يتخذ بعد القرار بإرسال قوات برية، "وحتى الآن الأمر يقتصر على حملة جوية، ولدينا خطة ونقوم بتنفيذها".
التطور السياسي الثاني الأبرز تمثل في إقالة الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، الموجود في الرياض، أحمد علي عبد الله صالح من منصبه كسفير لليمن لدى الإمارات. إقالة نجل صالح، جاءت بعد يوم من الكشف عن لقاء جمع أحمد بوزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان في الرياض قبل ساعات من عملية عاصفة الحزم، تخللها طلب نجل صالح رفع العقوبات عن والده من قبل مجلس الأمن واستمرار الحصانة الممنوحة لصالح وفقاً لاتفاق المبادرة الخليجية ووقف ما وصفها بالحملات الإعلامية التي تستهدفه ووالده، في مقابل تعهده نيابة عن والده بالانقلاب على التحالف مع الحوثي. وهو ما رفضه الطرف السعودي. كما أتت الإقالة بعد الكلمة التي وجهها صالح، يوم السبت، إلى القمة العربية التي دعا فيها إلى وقف الضربات مقابل "تنازلات" قدمها بالتزامن مع مهاجمته هادي.
"العربي الجديد"
الدبابات السعودية تزحف إلى الجنوب.. هل تنطلق "عاصفة الحزم" البرية من جازان ونجران؟
دبابات سعودية مموهة بلون الصحراء، تحملها ناقلات الدبابات المموهة بذات اللون الصحراوي، تزحف تحت جنح الليل باتجاه الحدود الجنوبية للمملكة، التي تقود عمليات جوية ضد تنظيم الحوثيين الذين استولوا على السلطة في اليمن.
وفيما تتحرك الدبابات باتجاه جيزان المحاذية للحدود مع اليمن، ولا تبعد أكثر من 20 ميلا عن الأراضي اليمنية، تم التقاط هذا المشهد في فيديو وزعته وكالة أنباء رويترز، ثمة هناك رسالة، وتكهنات بشأن بدء اجتياح بري لليمن.
السعودية، ومصر تحدث كلاهما عن إمكانية وضع أقدامه على الأرض سابقا، والسبت قال وزير الخارجية اليمني في الرياض ياسين سعيد، بانه يتوقع أن تكون هناك قوات في اليمن خلال أيام، ويقول القادة السعوديون بأنهم إذا ما دخلوا إلى هناك، فلن يخرجوا قبل القضاء على المليشيات الحوثية. والحرب على الأرض ستكون دموية وطويلة.
الناطق باسم عملية "عاصفة الحزم" اللواء الركن أحمد بن حسن عسيري، رد على سؤال حول العمليات العسكرية البرية للقوات السعودية قال بأن تلك القوات التي تتحرك في المنطقة الجنوبية، نجران وجازان، وهي القطاعات التي تتحرك فيها المليشيات الحوثية على الجانب الآخر من الحدود، نفذت عمليات قصف مدفعي مستمر على جميع تحركات ومواقع تجمعات آليات الحوثية في جنوب حدود المملكة، كما قامت طائرات الأباتشي المروحية التابعة للقوات البرية باستهداف معسكر يحوي مكز قيادة وآليات وعربات، حاولت المليشيات الحوثية حشدها باتجاه قطاعات المنطقة الجنوبية، وأكد أنه تم تدمير تلك المواقع والتجمعات بالكامل خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وحول وجود تحركات للشاحنات الثقيلة التابعة للتحالف دليلاً على بداية هجمات برية، أوضح العميد عسيري أن مثل هذه التحركات طبيعية في مثل هذه الحالة، مؤكدًا أن الأوضاع في المدن الحدودية الجنوبية للمملكة هادئة جدًا ومستقرة، وأن هناك خططًا موضوعة لحماية الحدود وحماية السكان وفقًا لحالة الإنذار، نافيا وجود "أي عمليات برية في هذه التحركات." لكنه أوضح بأن القوات البرية ممثلة في المدفعية بالميدان أو طائرات الأباتشي تقوم بدورها على أكمل وجه، ولن يسمح للمليشيات الحوثية بالبدء بحفر الخنادق أو خلافها أو تجميع قواتهم ، منوهًا إلى أنه يتم استهداف جميع الجوانب للمليشيات والقدرات العسكرية والإعلامية ، وشل جميع وسائل التواصل والاتصال والتمويل.
وشدد على أنه لن يسمح للمليشيات الحوثية من استخدام أي من الموانئ ولن يكون لهم أي مكان آمن، مؤكدًا أن هذا الميلشيات تحت الضغط حيث أن العمليات على مدار الساعة، لافتًا النظر إلى أن العمليات الجوية تزداد على وتيرة عالية باستخدام الطائرات بجميع أنواعها ذات القدرة والكفاءة ، ولن تستطيع المليشيات الحوثية إدارة أي عمليات في أي مكان كان في الأيام القادمة بإذن الله.
سياسيا يبدو الموقف مشتعلا، فأحمد علي عبدالله صالح، نجل الرئيس السابق، أقصي من منصبه كسفير لليمن في الإمارات العربية المتحدة، طبقا لما أفاد مساعدان للرئيس اليمين عبدربه منصور هادي، الذي غادر عاصمة البلاد بعد تصعيد الحوثيين ليذهب إلى عدن، ويعلن من هناك بعد استقالته أنه ما زال رئيسا للبلاد.
ومازال الرئيس اليمني السابق، الشيعي علي عبدالله صالح يملك تأثيرا كبيرا في البلاد بسيطرته على قطاعات واسعة من الجيش، ومقاتلين تابعين له يحاربون الحكومة، وقد دعا الجمعة عبر تلفزيون اليمن اليوم، إلى وقف الغارات مقابل أن لا يترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
عسيري حاول خلال اليوم الرابع لعاصفة الحزم، أن يبين بأن تحركات القطاعات العسكرية السعودية، على الحدود الجنوبية، تهدف إلى حماية حدود البلاد، التي تخوض حربها الثانية مع الحوثيين في تلك المنطقة، حيث كانت هناك معارك بين الجيش السعودي ومليشيات الحوثيين التي دخلت إلى قرية سعودية حدودية أواخر عام 2009، ما دفع القوات السعودية إلى شن هجمات ضد المليشات الحوثية، واستعادة السيطرة على حدودها الجنوبية، وإعادة السكان الذين هجروا منازلهم بسبب القتال. لكن العسكريين في كل الأحوال لا يفصحون عن النوايا والخطط الميدانية، وتبقى تحتفظ بطابع السرية قبل تنفيذها.
"CNN
رئـيـس الــوزراء يـؤكـــد: إجراءات رادعة في مواجهة العابثين
أكد صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء أن تطورات الأوضاع في المنطقة وتداعياتها تستلزم تأمين استقرار البحرين والحفاظ عليه وقوة الإجراء في مجابهة العابثين بأمن الوطن، أو من يحاول استغلال هذه التطورات للتأثير على الأمن الوطني.
جاء ذلك لدى استقبال سموه الوزراء وكبار المسئولين بالمملكة أمس.
ومن ناحية أخرى أشاد سموه بمواقف جمهورية باكستان الداعمة لمساعي دول مجلس التعاون لإحلال الأمن في المنطقة، وحمايتها من أي تدخلات تقوض الاستقرار فيها.. مؤكدا سموه أن هذه المواقف تستند إلى بعد تاريخي من العلاقات المتميزة التي تربط دول مجلس التعاون بباكستان.. جاء ذلك لدى استقبال سموه رئيس هيئة الأركان المشتركة الباكستاني الفريق أول رشاد محمود.
"أخبار الخليج"