أبو العلا ماضي والإرهاب "الوسطي"
الإثنين 03/أبريل/2023 - 11:47 ص
طباعة
حسام الحداد
قاد أبو العلا ماضي جيل الوسط بأمر الجماعة، وأسس حزب الوسط، هو ورفيقه المسيطر عليه دائمًا عصام سلطان، حيث تقدم ماضي في 9 يناير1996، بطلب إلى لجنة الأحزاب لتأسيس الحزب، وفي 19 يناير رحب المستشار مأمون الهضيبي نائب المرشد بالفكرة، وعندما اعتقل أبو العلا ماضي، وعصام حشيش، ومجدى الفاروق وآخرين في 2 أبريل 1996، وتم تحويلهم إلى المحاكمة العسكرية، وهنا جاءت معاملة السيد والعبد، عندما خرجت التصريحات النارية على لسان مأمون الهضيبي في 29 مايو 1996، والتي شن فيها هجوما على أبو العلا ماضي وهو خلف الأسوار، وفي 24 يونيو خرج مصطفي مشهور ليقود الهجوم بنفسه، وأعلن المرشد براءة الجماعة من حزب الوسط وتنصلت منه رغم أنها هي من صنعته، واتهمت أبو العلا ماضي ومجموعته بأنهم تحركوا من خلف ظهر الجماعة، وتواصلت الضربات، وفي 28 ديسمبر 1996، تقدم مختار نوح بـ 46 توكيلا إلى هيئة مفوضي الدولة، تفيد بانسحاب أصحاب التوكيلات من حزب الوسط، وانضم يوسف القرضاوي، وسليم العوا، ومحمد عمارة وكمال الهلباوي، إلى مواقف أبو العلا ماضي، وخرج مأمون الهضيبي على الملأ ليقول "هل يريدون أن تذهب وسائل الإعلام إلى أبو العلا ماضي بدلا منى"، وقامت الجماعة بطعنة أخرى أشد وأكثر ضراوة، عندما أصدرت بيانًا وزعته على أعضائها تحذر فيه من عصام سلطان وأبو العلا ماضي، وكان البيان بعنوان "فوائد من الشدائد"، واتهمت الجماعة ماضي وسلطان بأنهما عميلان لأمن الدولة، وقال مأمون الهضيبي "أستطيع أن أجعلهم يسيرون "بلابيص" في الشوارع"، واستمرت القطيعة بين أبو العلا ماضي وبين جماعته، حتى قامت ثورة 25 يناير، فاستدعته الجماعة، فجاء بالأمر خاضعا وملبيا، وخاض معها بحور الدم حتى سلمته إلى باب السجن.
وبعد كل ما فعلته الجماعة مع ماضي، وبعد أن أوصلته إلى المحاكمة العسكرية قبل 25 يناير، وبعد إهانته واتهامه بالعمالة، أشارت إليه بطرف العصا، فجاء إليها طائعا يقوده كالعادة عصام سلطان، وظل مع الإخوان يناضل في الباطل، وصار هو وسلطان يلعبان دور المحلل لكل حوادث العنف والقتل، وقدما خطابًا إعلاميا شرسًا، وشاركا الإخوان في كل شيء.
لمحة تاريخية:
ولد أبو العلا في 3 أبريل عام 1958 بمحافظة المنيا. بعد أن أنهى دراسته الابتدائية والإعدادية، ثم حصوله على شهادة الثانوية العامة من محافظة المنيا في عام 1976 التحق أبو العلا ماضي بكلية الهندسة بجامعة القاهرة، تلك الكلية التي تعد أحد كليات القمة في مصر. في ذلك الوقت كان نشاط كل من اليسار الماركسي والناصري أكثر قوة وانتشارا داخل الجامعات المصرية. وكانت جدران كلية الهندسة مليئة بمجلات الحائط التي تهاجم الرئيس السادات وزوجته جيهان بكل قسوة وحرية في آن واحد، لم تجذب أبو العلا تلك النشاطات اليسارية نظرا لميوله الدينية البسيطة.
البدايات:
وفي الكلية تعرف أبو العلا على أحد الطلاب من محافظة سيناء ويدعى أحمد عبد العال كان على درجة من التدين استطاع بها أن يحتوى أبو العلا ومن معه، وأن يقنعهم بإطلاق اللحية والحرص على الوجود بالمسجد وحضور جلسات الجماعات والمشاركة في النشاط الإسلامي بأشكاله المختلفة، وقبل نهاية العام الأول كان أبو العلا ماضي قد أطلق لحيته وأصبح عكس ما كان تماما . بعد نهاية امتحان السنة الأولى شارك أبو العلا مع زميل له هو إبراهيم شحاته في أول معسكر اسلامي وهو ما اعتبر نقطة التحول الأولى في حياة أبو العلا حيث تعرف على رموز الدعاة والعلماء الذين زاروا المعسكر بمحافظة المنيا . يذكر أن ذلك المعسكر ضم عددا من الأفراد منهم: 1-محيى الدين عيسى. 2-كرم زهدي، 3- على عبد الحكيم . 4-حسن يوسف. 5- حسين سليمان. وكانت هذه المجموعة من جامعة المنيا عدا كرم زهدي الذى كان طالبا بمعهد تعاون زراعي بأسيوط لكنه كان من أبناء مدينة المنيا وكانت تربطه بمحيي الدين عيسى صداقة قديمة حيث كانا يشكلان فريقا قويا. وهكذا تكونت الجماعة الدينية داخل الجامعة. لكن بعد ذلك قرر شباب جامعة القاهرة خاصة طلبة كلية طب القاهرة تغيير اسمها إلى الجماعة الإسلامية تمشيا مع الجماعة الإسلامية بجامعة القاهرة التي سبقتهم في ذلك الدرب، وكان أهم رموز طب القاهرة في ذلك الوقت عبد المنعم أبو الفتوح وعصام العريان. يذكر أنه في عام 1975 قامت الجماعة الإسلامية بجامعة القاهرة بعمل مخيمات صيفية مفتوحة في صيف ذلك العام حضرها عدد من طلاب الجامعات الأخرى مثل المنيا وأسيوط، وأراد الطلبة المشاركون في تلك المخيمات نقل تجربة جامعة القاهرة إلى جامعاتهم، وكان من بين هؤلاء محيى الدين عيسى وكرم زهدي وأسامة حافظ وغيرهم. بعد أن أصبح أبو العلا ماضي عضوا مميزا في جماعة المنيا اقترح عليه كرم زهدي السفر معه إلى القاهرة لزيارة عبد المنعم أبو الفتوح في منزل والده بمصر القديمة . ويذكر أبو العلا في هذا الصدد أنه تأثر كثيرا بشخصية عبد المنعم أبو الفتوح في هذه المقابلة . في هذه الزيارة ذهب كرم زهدي وأبو العلا للتعرف على أحد قيادات الإخوان المسلمين" مصطفي مشهور" بمقر مجلة الدعوة القديم بالسيدة زينب (يذكر أن مصطفي مشهور كان غير ملتح في ذلك الوقت)
نشاطه في الجامعة:
في عام 1977-1978 نشط أبو العلا ماضي مع زملائه بالجامعة في استقبال الطلاب الجدد ودعوتهم إلى مساجد الكليات ومسجد المدينة الجامعية. وخلال تلك الفترة قام عبد المنعم أبو الفتوح بزيارة جامعة المنيا ليدعو أبو العلا ورفاقه للاشتراك في انتخابات اتحاد الطلاب بالكليات والجامعة . لكن كان رد جماعة المنيا الرفض في البداية على أساس أن صورة اتحاد الطلاب سيئة من وجهة نظرهم، لكنهم اقتنعوا في النهاية بوجهة نظر عبد المنعم أبو الفتوح من أن الغاية تبرر الوسيلة. وبالفعل شارك أبو العلا عن كليته وفاز في الانتخاب، ثم رشح نفسه عن الجامعة وفاز أيضا برئاسة اتحاد طلاب جامعة المنيا. وفي ذلك العام حصدت الحركة الإسلامية الطلابية أغلب مقاعد مجالس ثماني جامعات حكومية. يذكر في هذا الخصوص أنه لم يكن في ذلك الوقت أي رابط تنظيمي حقيقي لهذه الجماعات الإسلامية على مستوى الجامعات، ولم يوجد لها مرجع فكري واحد، بل كانت المراجع متعددة منها ما هو سلفي أو إخواني أو تبليغي أو أزهري. تلك المراجع أثرت في شباب الجماعات الإسلامية الطلابية. إلا أنه لوحظ أن بعض الجامعات كان يغلب عليها تيار بعينه عن الاخر، فعلى سبيل المثال مثلا: كانت جامعة عين شمس يغلب عليها التيار السلفي وتيار الإخوان، وجامعة الأزهر كان يغلب عليها التيار الأزهري المستقل عن تيارات الجامعات الأخرى وكان يقوده في ذلك الوقت عبد الله سعد بكلية الطب.
أما جامعة القاهرة وتحديدا كلية طب قصر العيني فكان لها دور قيادي في توجيه الحركات الإسلامية الطلابية كافة. واقترحت جامعة القاهرة الدعوة لعمل مجلس لأمراء الجماعات الإسلامية بكل جامعة على حدة، بحيث تقوم كل كلية داخل الجامعة باختيار أمير لها من خلال المسجد التابع لهذه الكلية، ثم يجتمع أمراء الكليات لانتخاب أميرا منهم يمثل هذه الجامعة بحيث يتم ذلك داخل مسجد الجامعة. وهكذا بالنسبة لكل جامعة. واقترح أن يتم اجتماع شهري لأمراء الجامعات بمسجد كلية طب قصر العيني بجامعة القاهرة. وفي اجتماع طب قصر العيني يتم تنسيق المواقف بين الجامعات الثمانية، وقد كان من أهم ثمرات ذلك التنسيق هو الاتفاق على ترشيح أبو العلا ماضي رئيسا لاتحاد طلاب الجمهورية ، وعند البدء في تنفيذ ذلك اعترضت الأجهزة الأمنية على ترشيح أبو العلا ماضي، وعليه تم الالتفاف على ذلك بترشيح محمود طلعت جلال الطالب بطب القاهرة ليكون رئيسا لاتحاد طلاب الجمهورية وأبو العلا ماضي نائبا لرئيس الاتحاد.
العنف في الجامعات وانضمام ابو العلا للإخوان:
كانت داخل جماعة المنيا مجموعة صغيرة تميل إلى استخدام العنف ولم يكن ذلك السلوك مستهجنا نظرا لكونها مجموعة صغيرة، لكن مع الوقت تطور ذلك الفكر ليتبنى منهج تغيير نظام الحكم بالقوة، وكان صاحب هذه الفكرة في المنيا تحديدا هو كرم زهدي ابن المنيا. في البداية حاول كرم زهدي إغراء محيى الدين عيسى بإنشاء تنظيم مستقل على مستوى الجنوب (صعيد مصر) يكون محيى الأمير وكرم مسئول الجناح العسكري فيه، أما عن مصادر تمويل ذلك الجناح العسكري فكان كرم زهدي يقترح عليهم السطو على محلات الذهب المملوكة للنصارى، في تلك الفترة كان مصطفي مشهور يزور جماعة المنيا ويمكث معهم عدة أيام بالمدينة الجامعية بالمنيا في محاولة لإقناعهم بالانضمام لجماعة الإخوان المسلمين وذلك بعد أن انضم عبد المنعم أبو الفتوح وعصام العريان إلى الإخوان، ومن هنا أخذ أبو العلا ماضي في التفكير بالانضمام إلى جماعة الإخوان المسلمين نظرا لتأثره بشخصية عبد المنعم أبو الفتوح. في تلك الفترة صدر أمر باعتقال أبو العلا ورفاقه لكنهم هربوا وكان ذلك في عام 1980، وأثناء هروبهم كان أبو العلا وكرم زهدي يسيران في الطريق، ثم استوقفهما شابا تعرف عليه كرم زهدي في رحلة عمرة سابقة اسمه شعبان يسكن بحي بولاق الدكرور بالقاهرة ومعه شاب آخر يعمل مهندسا ويدعى محمد عبد السلام فرج(أعدم بعد ذلك في قضية اغتيال السادات)، وخلال حديثهم العارض أبدى فرج إعجابه بمجموعات الصعيد التي تسعى لتغيير المنكر وتأمر بالمعروف بالقوة، لكن أبو العلا أخبره أن هذا الاسلوب غير مناسب، في حين تجاوب معه كرم زهدي، وبدأ التعارف فيما بينهم منذ ذلك الوقت. لكن قبل أن ينضم أبو العلا رسميا إلى الإخوان ألقى القبض عليه على خلفية أحداث الصدام بين الرئيس السادات والجماعة الإسلامية . وفي سجن المنيا قرر أبو العلا بصفة نهائية الانضمام إلى الإخوان المسلمين وكذلك صديقه محيى الدين عيسى واتفقا على أن يظل هذا الأمر سرا بينهما، وعندما خرج أبو العلا من سجن المنيا انضم رسميا إلى جماعة الإخوان المسلمين، بل وعمل أبو العلا على ضم المزيد من الشباب إلى الإخوان.
في عام 1980 زار عصام العريان المدينة الجامعية بالمنيا في محاولة لضم المزيد من الطلاب إلى الإخوان، لكن تحمسه المفرط في هذا الخصوص أساء كثيرا إلى كل من أبو العلا ماضي ومحيى الدين خاصة عندما أعلن عصام العريان أمام طلاب المنيا أن أبو العلا ومحيى قد انضما إلى الإخوان، هنا ثار كرم زهدي ثورة عارمة وبدأ الهجوم العلني على الإخوان المسلمين وأخذ يحذر طلاب الجامعة من عصام العريان وعبد المنعم أبو الفتوح بصفة خاصة وجماعة الإخوان المسلمين بصفة عامة . وعلى الفور شرع كرم زهدي في تأسيس الجناح العسكري المسلح لجماعة المنيا، واتصل بعبد السلام فرج الذى كان لديه مجموعة من الموالين له بحي بولاق الدكرور بالقاهرة وأخرى بمحافظة البحيرة موطن رأسه وهو ما مهد الطريق لعمل تنظيم مشترك. في نفس الوقت تعرف كرم زهدي على بالشيخ عمر عبد الرحمن من خلال أبو العلا ماضي عندما دعا الأخير الشيخ عمر إلى المنيا في نهاية عام 1980 ليلتقي بالجماعة في مسجد الرحمن بأرض المولد بالمنيا، لكن الشيخ عمر في ذلك اللقاء هاجم الإخوان هجوما شرسا مما دفع أبو العلا إلى قطع علاقته به بينما كرم زهدي تمسك بتلك العلاقة وبنى عليها .
مع نهاية عام 1980 وبداية عام 1981 تسربت معلومات عن قيام كرم زهدي بتدريبات عسكرية لجناحه في بعض شقق أعضاء الجناح العسكري بالمنيا . ولما علم أبو العلا ماضي بتلك التدريبات العسكرية دعا إلى اجتماع عاجل لرموز الجماعة الإسلامية بكل أطيافها بمدينة المنيا ودعا كذلك كرم زهدي لحضور الاجتماع . وفي هذا الاجتماع قام أبو العلا بمواجهة كرم زهدي بحقيقة تلك التسريبات الخاصة بالتدريب العسكري، لكن كرم غضب غضبا شديدا ونفي جملة وتفصيلا ما تردد من شائعات حول تلك التدريبات، بل وأعلن كرم أمام الجميع انكم بذلك تحرضون الأمن علينا . في تلك الفترة وقع هجوم مسلح على محل ذهب مملوك لرجل مسيحي في نجع حمادي وتم سرقة نحو ستة كيلوجرامات ذهب وقتل من بالمحل وهرب القائمين بالسطو المسلح بسيارة بدون لوحات، وبعد عدة أيام من وقوع الحادث كان أبو العلا ماضي ومحيى الدين عيسى يقفان أمام مستشفى المبرة بالمنيا عند ميكانيكي سيارات، ومر كرم زهدي عليهما . وأثناء حديثهم سأل محيى الدين مباشرة كرم زهدي عن حادث نجع حمادي، فأبدى كرم زهدي سعادته بالخبر كما لو كان يسمع عنه لأول مرة، ثم خر على الأسفلت ساجدا حمدا لله .. وعاد محيى الدين يسأله ثانية: أليس لك علاقة بذلك الحادث؟، وأجابه كرم زهدي: اتقى الله يا شيخ محيى.. ليس لي علاقة بذلك، وانصرف كرم زهدي. وهنا نظر محيى الدين إلى أبو العلا مستفسرا؟: ما رأيك؟، فرد عليه أبو العلا: هو اللي فعلها. وقد تبين بعد ذلك من تحقيقات قضية الجهاد الكبرى بعد اغتيال الرئيس السادات وأحداث مدينة أسيوط أن كرم زهدي كان هو الفاعل.
قصة حزب الوسط:
أعاد أبو العلا ماضي ترتيب أوراقه، وفي بدايات عام 1995 اتخذ موقفا وسطا داخل جماعة الإخوان المسلمين إلا أن ذلك لم يعجب الكثيرين من قيادات الإخوان، ومن ثم واجه متاعب كثيرة، ومع ذلك استمر في تأسيس جماعة وسطية تشكل نواة لحزبه الجديد الذى أطلق عليه حزب الوسط المصري وأصبح وكيلا له، وقد شارك في تأسيسه مجموعة من الشـباب الإسـلامي وأقـباط مسيحيين ونـساء. وقد تـقدم بطـلب الحصول على ترخيص لحزبه في عام 1996م، ولكن رفض طلبه . ثم تقد م ثانية في عام 1998 ورفض طلبه أيضا، وتقدم مرة ثالثة للحصول على نفس الترخيص في عام 2004 ورفض طلبه أيضا. ومع ذلك قرر تقديم طلبه للمرة الرابعة في عام 2009.
ويقول ابو العلا ماضي عن هذه المرحة "وكان من أهم المحطات في هذا الصراع قضية الوجود القانوني للإخوان وأهمية التحول إلى حل مشكلة الوجود القانوني وكان أنسب شكل لهذا التحول من وجهة نظر التيار الإصلاحي هو الحزب السياسي، فكنا حين نضغط لهذا الأمر يقوموا بامتصاص الضغط بالموافقة على تشكيل لجنة لإعداد مشروع وقبل أن ننتهي منه يقوموا بإفشال الموضوع وإرجائه أو إعادة النظر فيه من جديد وتعطيله، حتى تأكد لدينا أن التحول نحو الوجود القانوني ليس لمصلحة القيادات المتنفذة في الإخوان، وشعرت أنا شخصيا بفقدان الأمل في تغيير الأوضاع داخل الجماعة وخاصة بعد أخر انتخابات داخلية تمت في يناير عام 1995 وكانت نسبة التغيير في قيادات مكتب الإرشاد هي صفر % وعلمنا أن هذه النتيجة سبقتها تحركات وترتيبات لتكون بهذا الشكل, وبعد فترة ليست طويلة قدمت استقالتي لأحد القيادات المهمة في الجماعة ممن يعملون للإصلاح فرجاني أن أوجلها ولو لستة أشهر كان ذلك قبل تقديم مشروع حزب الوسط بل ورجاني أن أترشح في انتخابات مجلس الشعب في القاهرة أو الجيزة لأن الإخوان خائفين من الترشيح في هذه الانتخابات حتى لا يحولوا لمحاكمات عسكرية فبعد رفضي بقوة الترشيح في هذه الانتخابات في بلدي المنيا لاحتجاجي على الأوضاع في الجماعة ولاحتجاجي على طريقة إدارة المستشار مأمون الهضيبي للنواب في برلمان عام 1987 وافقت كنوع من الشجاعة ولتثبيت الخائفين من الإخوان في هذه الانتخابات وكان ترشيحي في الدائرة رقم (24) بالقاهرة (حلوان) أمام وزير الإنتاج الحربي في ذلك الوقت د. / محمد الغمراوي داوود.
وبعد هذه الانتخابات وبعد المحاكمات العسكرية التي تمت لعدد كبير من قيادات الجماعة وغياب الرؤية الاستراتيجية وعدم قبول أي تطوير فكري أو سياسي أو إداري، اجتمعت مجموعة منا وقررنا إنشاء حزب سواء وافقت قيادات الجماعة أو رفضت وإن كان طلب واحد من الحاضرين وهو قيادة الآن في الجماعة إبلاغ أحد المسئولين من باب الاعذار وليس من باب انتظار الموافقة وقد كان، كما اقترح بعض الأخوة إبلاغ الأستاذ مهدي عاكف بهذا الأمر فذهبنا إليه في منزله وأبلغناه وأبدى ترحيبه وموافقته على فكرة إنشاء حزب (لاحظ أننا أخذنا القرار بشكل قاطع قبل أن نزور الأستاذ مهدي عاكف وحينما علم الأستاذ عاكف لم يكن يعرف أي تفاصيل حتى انتهينا من التقديم، فلم يكن يعرف اسم الحزب ولا برنامجه ولا مؤسسيه ولا حتى من هو وكيل المؤسسين) فهو يعرف أننا سنقوم بعمل الحزب دون أي تفاصيل.
وبالتالي لم يكن هناك ونحن نعرف بيقين أي قرار من المكتب (مكتب الإرشاد) بهذا ولم يفوض الأستاذ عاكف بهذا الأمر كما يقول الآن ودليلي القاطع قصة أذكرها الآن لأول مرة.
فنحن كنا نخشى من طرفين يعطلان لنا محاولة إنشاء الحزب الطرفان هما مكتب الإرشاد ومباحث أمن الدولة, فسعينا سعيا حثيثا على أن لا يدرك أي من الطرفين أي معلومة قبل التقديم الرسمي حتى لا يعطلانا وكل له وسائله في التعطيل، حتى وقعت هذه الواقعة التي كما قلت تحسم مدى معرفة مكتب الإرشاد بالأمر أم لا، فقد دعا قيادات الجماعة وتحديدا المرشد الأسبق الأستاذ مصطفي مشهور ونائبه المستشار مأمون الهضيبي رؤساء الإخوان بالمحافظات وهم يسمون رؤساء المكاتب الإدارية في محافظات الصعيد لمتابعة أمور الإخوان في هذه المحافظات وتم هذا الاجتماع في الأسبوع الأول من يناير عام 1996 وقبل تقديمنا الرسمي للحزب بأيام (ميعاد التقديم كان 10 / 1 / 1996) وكان ذلك في المكتب الكائن 1 ش جول جمال بالألف مسكن وهو كان مقر انتخابي للأستاذ / محمد مهدي عاكف بعد غلق مكتب الإخوان الرئيسي 1 ش سوق التوفيقية بوسط القاهرة بعد حكم المحكمة العسكرية العليا بغلقه، وفي أثناء هذا الاجتماع سأل أحد هؤلاء الرؤساء للمكاتب الإدارية في المحافظات الأستاذ مصطفي مشهور والأستاذ الهضيبي وكان قد علم بأن هناك حزب يجرى الإعداد له وتُجمع له توكيلات سألهما ما هي أخبار الحزب، فقالوا أي حزب، فقال الحزب الذي يعمله الإخوان، فقالا لا يوجد حزب يعمله الإخوان، فعاد يسأل الحزب الذي يعمله أبو العلا ماضي، فردا بغضب (الأستاذ مشهور والأستاذ الهضيبي)، هذا غير صحيح ولا تقوموا بعمل توكيلات له ومن عمل توكيلات لا يسلمها له، والطريف أن أحد الحاضرين من هؤلاء الرؤساء كان متفق معنا ويعلم أننا نعمل الحزب بغير موافقتهم وعازمين على عدم إبلاغهم، فخرج من الاجتماع مسرعا لي في مكتبي ليحكي لي ما حدث بل ويعطيني التوكيلات التي جمعها هو بمعرفته مخالفا تعليمات المرشد ونائبه وطبعا مازحا أن لا أبلغ أحد بهذا الأمر وقال أسرعوا لأنهم عرفوا وسيرسلون لكم ليوقفوكم".
ويقدم ابو العلا ماضي خلاصة ما دار حول حزب الوسط فيقول "أن حزب الوسط كان نتاج حركة تمرد داخل الإخوان قادها مجموعة كانت فعلا في داخل الإخوان في ذلك الوقت، فإذا كان يقصد الأخ الصديق أنور الهواري أنها ولدت في رحم الإخوان هذا المعنى فلا اعتراض عليه أما إذا كان يقصد ما أراد أن يؤكد عليه د. عصام العريان من أن قرار الجماعة يمثله مكتب إرشادها بعمل الحزب فهذا والله كما ذكرت غير صحيح بالمرة.
ولذلك حينما يقول الأستاذ / عاكف كنت أعلم بموضوع الحزب ووافقت عليه شخصيا فهذا صحيح , أما أن يقول أن هذا قرار من مكتب الإرشاد فهذا غير صحيح ولم يجرؤ أن يقوله في حياة المرشدين السابقين الأستاذ / مصطفى مشهور والأستاذ / مأمون الهضيبي.
والحقيقة التي آلمتني هو قول الأستاذ عاكف عني أني كاذب وهي التهمة التي تقدح إيمان الرجل، في حين أن لدي من المعلومات والشهود والوثائق ما يؤكد صدق كلامي وأن كلامه هو غير صحيح, ولم أجرؤ على اتهامه بالكذب لكني قلت لعله النسيان الذي يحدث لكل البشر شيبهم وشبابهم فما بالك برجل تجاوز الــ 77 فالنسيان في حقه وارد بشكل أكبر، فهل يكفي هذا ليظهر الحق من البهتان أم لا؟.. لأن في الجعبة الكثير ما زلت أمسك عنه حتى حين".
ويذكر أن أبو العلا ماضي الحاصل على بكالوريوس الهندسة قسم تصميم وإنتاج عام 1984 من جامعة القاهرة، قد حصل على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة أيضا عام 2008.
وقد شغل أبو العلا عدد من المناصب منها: 1- منصب مدير عام المركز الدولي للدراسات منذ عام 1995م(وهو مركز معني بدراسة حالة الحركات الإسلامية والإسلام السياسي)، 2- عضو مجلس إدارة جمعية مصر للثقافة والحوار (جمعية ثقافية يشارك فيها مجموعة من المفكرين الإسلاميين والوطنيين مسلمين ومسيحيين تعني بالحوار الإسلامي المسيحي وحوار الحضارات وثقافة الحوار) أسست عام2000 4- عضو الفريق العربي للحوار الإسلامي المسيحي منذ عام 1999م (فريق أنشأه مجلس كنائس الشرق الأوسط). 5- عضو بالمؤتمر القومي الإسلامي منذ عام 1997م . 5- أحد مؤسسي حركة كفاية (الحركة المصرية من أجل التغيير)منذ عام 2003م.
6- عضو في فريق الحوار العربي الأوروبي الأمريكي منذ عام 2004م. 7- عضو في الحوار المصري – الألماني الذي تنظمه من مصر الهيئة الإنجيلية القبطية منذ عام 2003م.
وقد رشح نفسه في الانتخابات البرلمانية المصرية دورة عام1995م في منطقة حلوان بالقاهرة ولكنه لم يفز.
القبض على أبو العلا ماضي:
في أعقاب الإطاحة بالرئيس محمد مرسي أعلن حزب الوسط رفضه لما أطلقوا عليه "الانقلاب"، وبعدها ألقت وزارة الداخلية المصرية القبض على أبو العلا ماضي و نائبه عصام سلطان ووجهت لهما تهمة التحريض على العنف وإهانة هيئة قضائية، و قد تم ترحيلهما إلى سجن طرة.
في
10 اغسطس 2015، قررت
الدائرة 10 محكمة جنايات جنوب الجيزة برئاسة المستشار سامي بشر عبدالسلام جمعة، قبول
الاستئناف المقدم من دفاع أبو العلا ماضي، رئيس الحزب، وإخلاء سبيله بضمان محل إقامته
في قضية "أحداث بين السرايات"
بتاريخ 23 ابريل عام 2016 تم اعادة انتخابه رئيساً لحزب "الوسط"