الأفغان الشيعية في سوريا.. رجال "قاسم سليماني" المجهولين

الخميس 23/أبريل/2015 - 06:34 م
طباعة الأفغان الشيعية في
 
يعتبر ملف الشيعة الأفغان الذين يقاتلوا تحت أمرة الجنرال الايراني قاسم سليماني، قائد فيلق القدس احد اهم اذرع الحرس الثوري الايراني، للتحقيق سياسية الايرانيين في الدولة الجوار،  فاذا كانت دولة عربية واقليمية  كقطر وتركيا والسعودية بدعم الجماعات الارهابية المتتكرفة فانه لم يلفت الي الدور الايراني في توريد ألاف المقاتلين الي سوريا من جميع الجنسيات للقتال الي جانب النظام السوري.
فالصراع في سوريا يعتبر أكثر الصراعات تعقيدا في تاريخ المنطقة ، فتم تحويله من صراع سياسي الي عقائدي بإمتياز، ولكن ليس من قبل النظام الحاكم ولكن من قبل الدول الاقليمية بالمنطقة، فهناك مليشيات علي اساس مذهبي تقاتل بعضها جزء منها تقاتل ضمن نظام الرئيس السوري بشار الاسد  وتحت قيادة الحرس الثوري الايراني وأغلبها شيعية، وجزء يقاتل ضمن المعارضة السنية المسلحة واغلبها سنية، وقد يكون هناك ابناء دولة واحدة يقاتلون بعضهم البعض في قضية ليس لهم فيها ناقة ولا جمل سوي استجابة لفتاوي ورجال دين وسياسية يتاجرون في دماء فقراء المسلمين لتحقيق مكاسبهم المادية والسياسية ولوصول الي السلطة وتوسيع النفوذ.

كيف تم التجنيد الشيعة الأفغان:

كيف تم التجنيد الشيعة
وفي إطارة استغلاله لظروف اللاجئين الشيعة، لكل شيء واستثماره القذرة في الدين والمذهب والفقر،  تقوم قيادات الحرس الثوري الايراني بتجنيد،  اللاجئين الأفغان الشيعة للقتال في سوريا ، علي اساس عدة أولها احتياج اللاجئين الأفغان وخاصة من الشيعة الي المال، ووفقا لتقارير ذكرن ان المنخرطين في القتال السوري من الأفغان  يحصلون علي رواتب شهرية تتراوح بين مليون ونصف إلى مليوني تومان إيراني (530 إلى 700 دلار اميركي) والقيادات الاهم يكون لها حسابات خاصة ورواتب أعلي من بكثير.
اللعب علي الحالية المذهبية، وحماية مراقد آل البيت، وخاصة مرقد السيدة زينب في العاصمة السورية "دمشق"، ومواجهة التكفريين كانت أحد ادوات تجنيد فقراء الشيعة الأفغان للإنخراط في الصراع السوري.
كما جاء الاعتماد علي المليشيات الأفغانية لتعويض خسائر مليشيات "فيلق الحرس الثوري" في سوريا، وكذلك مع اتساع نفوذ تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" وعودة جزء من المليشيات الشيعية العراقية لمواجهة مقاتلي تنظيم "داعش" عقب سيطرته علي الموصل وجزء كبير من الاراضي العراقية وتهديد باحتلال العاصمة بغداد في يونيو 2014.
وشرح الأسباب التي تدفع امثاله للمخاطرة بحياته قائلا:” نحن نجاهد ونستلم راتب وفي نفس الوقت لا نطرد من إيران” وأوضح يقول: “نحن ننتقل إلى سوريا في مهمة مدتها ثلاثة اشهر وبعدها تبدأ اجازة لمدة عشرين يوميا قبل العودة للقتال ثانية
وشكّل مجتمع الهزارة الشيعي في أفغانستان هدفاً منطقياً للتجنيد الإيراني للحرب في سوريا. ولدى طهران سجلٌّ حافل باستغلال السكان الشيعة الذين تستطيع التأثير عليهم بشكل مباشر بفعل مركزها الجغرافي - الاستراتيجي والديني والتاريخي.
 ونظراً إلى الفترة الطويلة التي عاشتها الجماعات الأفغانية في إيران، قد تجد طهران في الحرب فرصةً لبسط نفوذها على العناصر الشيعية المختلفة والمضي قدماً بمخططاتها القيادية. وعلاوة على ذلك، فإن استخدام المقاتلين ذوي الانتماءات العرقية المتنوعة قد يسهم في إظهار الدعم الشيعي الكبير لقوات الأسد الدفاعية المسلحة التي تنظّمها إيران، مع الهدف المفترض المتعلق بإضفاء الشرعبية على نهج طهران.

من اين يأتي الشيعة الأفغان:

من اين يأتي الشيعة
ينحدر المقاتلون الشيعة الأفغان في سوريا من ثلاثة أصول رئيسية، الشيعة اللاجئين من قومية الهزارة الأفغانية في سوريا والذين كانوا موجودين  في البلاد قبل اندلاع الحرب حيث يبلغ عدد الأفغان بحسب السلطات السورية نحو 2000 عائلة أفغانية قبل الأزمة التي عصفت بالبلاد يقمون  بالقرب من مرقد السيدة زينب في جنوب دمشق، ويحمل اغلبهم الجنسية السورية وشكلوا عقب اندلاع الصراع في سوريا  مليشيا لواء "خدام العقيلة" وشاركوا ايل جوار المليشيات الشيعية في محاربة فصائل المعارضة السورية المسلحة.
أما المصدر الثاني من المقاتلين الشيعة الأفغان، فهم اللاجئين الهزارة الشيعة الأفغان الذي لجئوا الي ايران في ظل تردي الوضع الأمني في أفغانستان، التي تُعد موطناً لحوالي نصف مليون من الهزارة وقد أشار تقرير "مركز ستيمسون" عام 2010 إلى أن ثلث هؤلاء اللاجئين "أمضوا أكثر من نصف حياتهم في إيران.
فاعتمد الحرس الثوري الايراني علي هؤلاء الشيعة الأفغان ، ليكون احد ادواتهم في الصراع السوري مقابل مادي، وإعطائهم أوراق إقامة قانونية لهم ولعائلاتهم في إيران، و وقد سهل الحرس الثوري الأيراني للشبان الأفغان الأنضمام لهذه المليشيات حيث لايجب على الراغب سوى الذهاب إلى أقرب مقر للحرس الثوري في مدينته ويقدم طلب الأنضمام ومن ثم ينتظر القبول بعد أيام ليذهب للتدريب لفترة قصيرة وبعد ذلك يسافر إلى سوريا.
وعمل الحرس الثوري الإيراني على تجنيد شبان أفغان من خلال تدريبهم في معسكرات خاصة، مقابل رواتب شهرية، بالإضافة إعطائهم أوراق إقامة قانونية لهم ولعائلاتهم في إيران  ومنها الحصول علي الجنسية الايرانية، ومن ثم إرسالهم إلى جبهات القتال في سوريا.
ويتم تجنيد اللاجئين الشيعية من مساجد كثيرة في مختلف المدن ويقوم ائمة الجمعة بطرح الأمر، عندها يراجعهم المتطوعون وهؤلاء مرتبطون بضابط من الحرس الثوري الإيراني بعدها ينتقل المتطوع عبر البر إلى طهران فالبعض يرى بانه يؤدي فريضة الجهاد من خلال الدفاع عن الاضرحة المقدسة في سوريا والعراق.
والمصدر الثالث للمقاتلين الشيعة الأفغان هو جماعات اللاجئين في بلدان من غير إيران وسوريا، وفي أبريل 2013، أعلن مسؤولون أفغان أنهم سيدرسون التقارير التي تفيد عن مواطنين أفغان يقاتلون لصالح الرئيس السوري بشار الأسد. 
وفي مايو 2014 طلبت  الحكومة الافغانية من طهران عدم تجنيد مواطنيها للقتال في سوريا. وإذا ثبت ضلوع إيران في التجنيد المباشر، تهدد أفغانستان بتقديم شكوى لـ "المفوض السامي لشؤون اللاجئين للأمم المتحدة". ومع ذلك لم تظهر حتى اليوم أي أدلة فعلية على عمليات التجنيد المباشر في أفغانستان.

ميليشيات الأفغان الشيعة:

ميليشيات الأفغان
البداية الفعلية للمقاتلين الأفغان في سوريا جاءت عبر الأفغان الشيعة الذين أستقرو في سوريا خاصة في جنوب دمشق في سنوات ماقبل الثورة السورية حيث كانت ترسل أعداد منهم إيران إلى سوريا بحجج دينية وحجج توسيع التعاون "الايراني – السوري" ومن هؤلاء بدء ظهور الافغان على جبهات القتال .
ومع تشكل مليشيات شيعية أخرى في سوريا، ظهر اللواء الذي يحمل اسم "فاطميون" أواخر عام 2012، بعد أن ازدادت خسائر النظام السوري وتضاعفت أماكن المعارك مع فصائل المعارضة المسلحة وبدأت إيران بإرسال مقاتلين أفغان ميزتهم أن أسعارهم وأجورهم زهيدة، نظراً لأنهم في الأساس لاجئين في إيران، ويعيشون في ظروف إنسانية ومادية سيئة.
واهم مليشيا الشيعة الأفغان ، لواء "فاطميون"  وهو احد الاذرع العسكرية لـ"حزب الله الافغاني"، وهناك لواء "خدام العقيلة" وهو من اللاجئين الافغان في سوريا، و لواء "الإمام الحسين" وهو خلطة عجيبة عراقية وإيرانية وأفغانية منكهة بروائح باكستانية، ينتشر معظم عناصره في أحياء محافظة حلب، ومحيط المنطقة المحاصرة، يقدر عدد مقاتليه بنحو 1200 مقاتل.
وهناك لواء "بقية الله"، وهو يضم مقاتلين من الشيعة الأفغان، عددهم 400 مقاتل، لتدعيم أسوار مطار دمشق بالحماية.

لواء فاطميون:

لواء فاطميون:
بدأتْ ميليشيا فاطميون بالظهور باسمهَا الصريحِ والعلنيّ في أواخر 2012،وقبل ذلك التاريخ كان مقاتلو تلك الميليشيا يقاتلون ضمنَ الميليشيا الأكثر سطوةً وظهوراً، أي ميليشيا لواء أبو الفضل العبّاس، والتي أسّستها إيران في بدايات الثورة السوريّة وكانتْ تضمُّ مقاتلين من العراقِ وسوريا ولبنان وأفغانستان وبعض دول الخليج وبعضِ الدول الإفريقية، أي ميليشيا متعدّدة الجنسياتِ واﻻنتماءُ واحدٌ، وهو المذهب الشيعيّ.
لم تلبثْ ميليشيات فاطميون وأنْ بدأتْ بالانخراطِ بالعملياتِ القتاليةِ وعلى مساحاتٍ واسعة من الأراضي السوريّة، وبدأت تظهرُ صورٌ وفيديوهات لقتلى تلك الميليشيا وراياتِها ومقاتِليها، وهمْ يرتدونَ الزيّ العسكريّ الخاص، ويقودونَ الدبابات والعرباتِ العسكريّة السوريّة “الخاصة بمايسمّى الجيشَ السوري” مع غيابٍ كامل وتامٍّ لمقاتلي وعناصر الجيشِ التابع للأسد، في الجبهاتِ التي تتواجدُ فيها تلك الميليشيا وانحسارِ دور جيش الأسد على الدعم والمساندة الناريّة عن بعد، “مدفعية، صواريخ، طيران حربي ومروحي”.
ويتكون لواء "فاطميون" من ألوية "كتائب أهل الحق" و"ذو الفقار" ويشارك في المعارك منذ انطلاقها بسوريا إلى جانب قوات النظام تحت مسمى "الدفاع عن الأضرحة الشيعية" من قبيل مقامي السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب ورقية بنت الحسين، على حد تعبير الوكالة.
وأنتشر المقاتلين الأفغان في غالب المناطق السورية لكن كان لهم بعض الجبهات التي سجل تواجد أكبر لهم خاصة جبهات ريف دمشق (( الغوطة الشرقية – القلمون )) وريف حلب (( حندارات ))

دور المرجعيات:

دور المرجعيات:
لم ينحصر دور المرجعيات الدينية الشيعية في الدعوة لـ«القتال المقدس» في العراق، بل أصدرت فتاوى تحضّ على تشكيل فيلق عسكري بحجة الدفاع عن مرقد السيدة زينب. ومن ذلك ما ذهب إليه المرجع الديني الشيخ قاسم الطائي حينما قال: «إن الفكرة بدأت من النجف الأشرف من خلال مجموعة من الشباب استأذنونا في تشكيل (لواء أبو الفضل العباس)، وأرسلت لهم فيما بعد رسالة واضحة، أخذت على أيديهم وباركت لهم العمل لأنه يمثل قضية أساسية بالنسبة للمذهب الشيعي».
كما أعتمد مقاتلي مليشا لواء" فاطميون"  في الدعم المعنوي – الديني -على فتاوى من المرجع الأفغاني البارز آية الله العظمى الشيخ محمد آصف محسني، للإفتاء بوجوب القتال في سوريا. وكان المرجع الشيعي الأفغاني المقيم في قُم قد أجاب الشبان الأفغان الذين أرسلوا يسألونه عن وجوب القتال، فاعتبر الوجوب مقتصرا على الدفاع عن المراقد الشيعية. ويمكن أن تكون هذه المرجعية الأفغانية غير راضية على طريقة الاستغلال العسكري الذي يقوم به «الحرس الثوري» فيما يخص الزج بالشباب الأفغاني المتشيّع في آتون الحرب السورية.
وأثنى عضو مجلس الخبراء الإيراني، آية الله شيرازي" في أواسط مايو من العام الماضي خلال تشييع اثنين من المقاتلين الأفغان في مدينة قم على الدور الذي يلعبه لواء فاطميون، وقال "أشيد بأدائهم اللافت في الحفاظ على المقدسات الإسلامية في سورية"، حسب قوله.

ابرز قياداتهم:

ابرز قياداتهم:
وفي مارس 2015 كشفت مصادر إعلامية سورية مصرع قائد لواء فاطميون، الأفغاني علي رضا توسلي، ومعاونه رضا بخشي، وستة من مرافقيه خلال المعارك التي يخوضها ثوار درعا ضد عناصر ومرتزقة الحرس الثوري الإيراني، في مثلث الموت "درعا - القنيطرة - ريف دمشق الغربي"، وتحديدا في بلدة تل قرين، مشيرة إلى أن من بين القتلى القياديين باللواء "جاويد يوسفي، ومحمود حكمي، وقاسم ساردات، ونعمت‌ الله نجفي، وحسين حسيني.
ويعتبر توسلي من أقرب المقربين من قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني الذي سلمه قيادة إدارة العمليات العسكرية بعد زيارته إلى درعا في  2014.
وينحدر توسلي ومعاونه رضا بخشي من مدينة هرات الأفغانية، ويقيمان في مدينة مشهد الإيرانية منذ سنوات، واكتسبا عضوية الحرس الثوري منذ ثماني سنوات، مضيفة أن معظم أفراد اللواء من ذوي الجنسية الأفغانية ينحدرون من مدينة هرات، ويتبعون طائفة الشيعة الهزارة المعروفين بالفقر المدقع، وهو ما دفع إيران إلى استغلال ظروفهم، وتجنيدهم وإرسالهم للقتال في سورية.
وفي مارس 2015 ايضا نعت ميليشيا فاطميون اﻻفغانية “مهدي صابري” قائد كتيبة “علي أكبر” قوات خاصة في ميليشيا لواء فاطميون، وتم تشييعه في مدينة قم الايرانية يوم الجمعة الماضية مع 3 آخرون من نفس اللواء.
وأما الكتيبة التي فقدت قائدها فهي كتيبة القوات الخاصة “الكومندوز” في اللواء، وأما صور القائد القتيل فتشير إلى أن عمره لا يتجاوز العشرينات، وهو أحد المقربين من الجنرال قاسم سليماني وهو جامعي وحاصل على شهادة في العلوم الجيولوجية .

شارك