كتائب حزب الله.. ميليشيا الدم في العراق

الإثنين 30/ديسمبر/2019 - 11:18 ص
طباعة كتائب حزب الله..
 

وجهة الولايات المتحدة الأمريكية، الأحد 29 ديسمبر2019، عدة ضربات جوية لكتائب حزب الله العراقي المقرب من إيران، في محافظة الانبار مما ادى الى مقتل 25 مقاتلا على الأقل بعد يومين من هجوم صاروخي أدى إلى مقتل أمريكي في العراق.
الضربات الأمريكية لأذرع ايران في العراق وسوريا تشكل، تحول واشنطن من التصريحات الاعلامية الى الفعل عبر استهداف الميليشيات العراقية الممولة والموالية لإيران.
وتأتي الغارات الامريكية أمس على قواعد ومخازن أسلحة تابعة لكتائب حزب الله عند الحدود العراقية السورية، بعد شهرين من تسجيل تصاعد غير مسبوق على مستوى الهجمات الصاروخية التي تستهدف مصالح أميركية في العراق.
الغارة الأمريكية اعتبرها مراقبون رسالة تحذير لإيران، بأن الولايات المتحدة ستدافع عن المصالح الأمريكية في العراق في حال ما تم تهديدها من قبل إيران أو ميليشياتها.
وتلعب إيران دورًا كبيرا في تجنيد العراقيين على أساس مذهبي ليكون أداة في حربها الإقليمية الممتدة، ويستخدموا وقودًا لهذه الحرب وورقة يلعبون بها كما يشاءون تحت شعار المقاومة والدفاع عن المقدسات الشيعية، وغيرها من الشعارات التي يجيدها صانع القرار الإيراني.
وخلال السنوات الماضية أثارت هذه الأنباء الأسئلة عما يُعرف بكتائب حزب الله العراقي، وما هو دوره الحقيقي داخل العراق؟ وعن ارتباطه بدولة إيران التي تقوم بمد أذرع قوية لها بالمنطقة عن طريق المنظمات التابعة لها، والتي يتمثل النموذج الأنجح لها حتى الآن في حزب الله اللبناني ذي التأثير والنفوذ الإقليمي.

النشأة:

النشأة:
تشكلت نواة كتائب "حزب الله العراقي" عقب سقوط بغداد في أيدي الاحتلال الأمريكي ومع تصاعد النفوذ الشيعي بعد الإطاحة بحكم صدام حسين، في هذا الوقت ظهرت كتائب تحمل اسم لواء أبي الفضل العباس وكتائب كربلاء وكتائب السجاد وكتائب زيد بن علي، وجميعها ميليشيات مسلحة شيعية أعلنت تجمعها وتوحدها تحت اسم "حزب الله العراقي" في 2006، وقد كانت الأهداف المُعلنة لهذه التجمعات هي محاربة المحتل الأمريكي في ذلك الوقت، لكن خفايا نشأة هذه الميليشيات كانت أذرع إيرانية طائفية بالعراق، كما ظهر بعد ذلك.
إلا أن عضو الهيئة السياسية للكتائب، جاسم الجزائري يقول: إنّ «كتائب حزب الله تشكيل ولائي» تأسّس ما قبل الاحتلال الأمريكي للعراق، وهو من المقاومين لحقبة النظام صدام حسين، وقدم الكثير من الشهداء في معركته ضد الديكتاتورية والعشرات من المعتقلين والمهجرين، وبدأ منذ ذلك الوقت بممارسة دوره، حتى دخل الاحتلال الأمريكي البلاد عام 2003.
آلت الكتائب على نفسها مقاومة الاحتلال الأمريكي حتى إخراجه من العراق، وبدأت أولى الضربات العسكرية التي وجهتها للاحتلال في عام 2003 بشهره الرابع، وبدأت وتيرة العمليات العسكرية تتصاعد، وتوسعت لتمتدّ من بغداد حتى البصرة جنوباً، فضلاً عن المناطق الشرقية والغربية والشمالية من العاصمة».
«ضربات الكتائب كانت موجعة، واعترف الاحتلال بشدتها، ولعبت الكتائب مع فصائل «المقاومة الإسلامية» دوراً كبيراً بإخراج المحتل عام 2011 من العراق، يضيف الجزائري.
وقد كانت الأهداف المُعلنة لهذه التجمعات هي محاربة المحتل الأمريكي في ذلك الوقت، لكن خفايا نشأة هذه المليشيات كانت أذرع إيرانية طائفية بالعراق، ولا يخفي الحزب اتصاله العقيدي والمذهبي بإيران أو بالجمهورية الإسلامية- كما يسميها الحزب- في بياناته، إذ أصدر الحزب عدة بيانات مؤيدة لإيران، وتحمل لغة تهديد للولايات المتحدة إذا ما استمرت في الأعمال العدائية ضد إيران، مُعلنين أنهم يقفون بجوار نظام الولي الفقيه "خامنئي"؛ ما جعل الولايات المتحدة تُدرج الحزب على قوائم الإرهاب عام 2009، لكن بعد انسحاب الأمريكيين نهاية 2011 تم تغيير «المقاومة» إلى «النهضة» ليصبح اسمه حزب الله- النهضة الإسلامية.

الأيديولوجية الفكرية:

الأيديولوجية الفكرية:
لا يخفي الحزب اتصاله الأيديلوجي بإيران أو بالجمهورية الإسلامية- كما يسميها الحزب- في بياناته، إذ أصدر الحزب عدة بيانات مؤيدة لإيران وتحمل لغة تهديد لكل المصالح الغربية وخاصة الأمريكية، إذا ما استمرت في الأعمال العدائية ضد إيران مُعلنين أنهم يقفون بجوار نظام الولي الفقيه "خامنئي"، لذلك يعد كتائب حزب الله العراقي ذو اجندة إيرانية واضحة، ويدين بالولاء التام للمرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران آيه الله علي خامئني، وفقا لنظرية ولاية الفقيه التي يعتقد بها.

أهداف التأسيس:

أهداف التأسيس:
جاءت أهداف تأسيس كتائب حزب الله العراق، لمواجهة الاحتلال الأمريكي والغربي في العراق.
العمل على تحقيق الجمهورية الإسلامية، والدولة تحكم وفقًا لتعاليم الشريعة الإسلامية، كما في إيران.
ويقول عضو الهيئة السياسية للكتائب، جاسم الجزائري: إنّ «كتائب حزب الله تشكيل ولائي» تأسّس ما قبل الاحتلال الأمريكي للعراق، وهو من المقاومين لحقبة النظام البائد الاستبدادي، وقدم الكثير من الشهداء في معركته ضد الديكتاتورية والعشرات من المعتقلين والمهجرين، وبدأ منذ ذلك الوقت بممارسة دوره، حتى دخل الاحتلال الأمريكي البلاد عام 2003.

الهيكل التأسيسي:

الهيكل التأسيسي:
مكتب سياسي ومكتب للعلاقات العامة وناطق رسمي ظهر لأول مرة قبل عامين (عام 2012) عقب انسحاب القوات الأمريكية من العراق، كذلك جناحه العسكري الذي أسهم في تأسيسه "عماد مغنية" أحد أبرز قادة حزب الله اللبناني، كما أن القوام الميداني الذي يُشكل الخبرة العسكرية للميليشيات التابعة للحزب يتكون من ضباط سابقين بالجيش العراقي انضموا إلى تلك الميليشيات عقب تفكيك الجيش العراقي.
كتائب حزب الله العراقي لم يكتف بالعمل المسلح، لكن دوره مجتمعي يزداد اتساعا يعمل من خلاله على زيادة التجنيد في صفوفه عن طريق النشاط الخيري والإغاثي والاجتماعي على نسق حزب الله اللبناني.
ويعتبر خالد إسماعيل "أبو مصطفى": مسئول عن تمويل حزب الله وعمليات التجنيد، وكان يعمل خلف واجهة لشركة أمنية وفي سبتمبر 2009 اعتقلته العمليات الخاصة العراقية، ثم أفرج عنه لاحقا.
ولكتائب حزب الله مجلس شورى "شورى الكتائب"، ويضم عددا من القيادات التي تضع الخطط العسكرية للكتائب، بالإضافة إلى التحركات السياسية والإعلامية، والتمويل.
يعد الأمين العام لكتائب حزب الله مجهولا، ولكنه يعرف بـ(أبو كاظم)، ومقرب من الحرس الثوري الإيراني.
ويعد المشرف العام للكتائب، المرجع الشيعي آية الله محمد السند وهو من أصول عراقية يقطن حالياً في لبنان، وهو أستاذ في الحوزة العلمية في النجف الأشرف.
المسئول الإداري والمالي: الشيخ كمال الفرطوسي وهو منشق من جيش المهدي ويساعده كلٌّ مِن (محمد الكعبي، عامر خواجة ومقتدى الأنصاري ).

خريطة انتشار الكتائب:

 خريطة انتشار الكتائب:
توجد «كتائب حزب الله» في العراق مع متطوعي «سرايا الدفاع الشعبي» في العديد من المناطق مثل (بلد وسامراء والدجيل) التابعة لصلاح الدين، وفي جرف الصخر شمالي بابل وحزام بغداد، ولها الكثير من العمليات العسكرية.
ولكل منطقة مسئول، فاللواء جبار عبد الحسين، مسئول أمن المحافظات، ويعتبر مسئول كتائب حزب الله العراقي في المحافظات الجنوبية (البصرة- الناصرية- العمارة- الكوت).
ومسئول الكتائب في بغداد الرصافة: المسئول الشيخ مؤيد البهادلي- كان سابقاً أحد قياديي جيش المهدي، ويساعده كل من (سعد سواره، أمجد الباحي، صدر الأعرجي وليث النوري) وجميعهم كانوا تحت خيمة جيش المهدي.
ومسئول الكتائب بغداد الكرخ، هو أحمد السعدي، بالإضافة إلى كونه المفتي العام للكتائب ويساعده كل من (حجي حميد الساعدي، محمد عبد الساده، الشيخ فاضل الفريش والشيخ وسام الفتلاوي)، وجميعهم كانوا ضمن جيش المهدي التابع لزعيم الديني مقتدى الصدر.

القدرات العسكرية:

القدرات العسكرية:
القدرات العسكرية للحزب تتطور بشكل دائم منذ نشأته بسبب ارتباطه بفيلق القدس الإيراني التابع للحرس الثوري الذي أمد الحزب بعدة صواريخ متطورة، جعلت للحزب ثقلاً عسكريًا في حرب العصابات التي يدخلها في العراق والتي دخلها في سوريا لاحقًا.
الحزب قائم على تكوين الميليشيات المسلحة التي تُنفذ مهامًّا طائفية بامتياز؛ فتنفيذ عمليات القتل والاختطاف بذرائع طائفية وسياسية ضد السُّنَّة وبعض السياسيين.
واستمرت الكتائب بتطوير قدراتها العسكرية، فقد تمكنت عام 2010 من تطوير صواريخ الكاتيوشا وإنتاج صواريخ جديدة هي ذو الفقار والكرار وحيدر، واستخدمتها ضد القواعد الأمريكية، ففي 5 يناير2011 قامت الكتائب بضرب قواعد كالسو في شمال الحلة وسليَر وفكتوري وليبرتي في بغداد بمجموعة من صواريخ الأشتر والكرار.
كتائب حزب الله العراق تختلف في التسليح عن بقيه الفصائل المسلحة، فهي تقوم بتصنيع الأسلحة بنفسها، فضلًا عن ترسانة الأسلحة التي غنمتها من مخازن الجيش العراقي بعد دخول القوات الأمريكية.
يقول أحد المسئولين في الكتائب بأنهم قاموا بنقل الترسانة المسلحة من سلاح خفيف ومتوسط وثقيل، الموجود في مخازن الجيش العراقي السابق إلى مخازن الكتائب.
وتشمل الترسانة التي تملكها الكتائب: الكلاشنكوف " AK-47" والمسدسات والـ"M16" والـ"PKC" وقذائف صاروخية RPG-7 وقناصات B29, HS-50 والهاون من 60 إلى 180 ملم وطبعا الكاتيوشا و"ستر" للمقاومة للطائرات والمدافع الأحادية والثنائية والرباعية. والراجمات الصغيرة المثبتة على الأرض وعلى العجلات.
ولمقاتلي الحزب خبرة في استعمال العبوات الناسفة المختلفة، والتي استعملتها بكثافة ضد القوات الأمريكية، إضافة إلى أن مهندسي وفنيي الكتائب تمكنوا من تصنيع أسلحة جديدة مثل صواريخ الأشتر، ثم طوروا الأشتر، وقاموا بصناعة صواريخ ذات قوة أكبر في التدمير والانفجار والسرعة، والتحكم بالدفع لمسافات قريبة كانت أم بعيدة، وهي صواريخ ذو الفقار والكرار.
كما تمتلك كتائب حزب الله، صواريخ "الأشتر"، وهي عبارة عن عبوة كبيرة على شكل صواريخ أطلق عليها الأمريكان العبوات المرتجلة الانفجارية الطائرة "IRAM" تحمل المئات من الكيلوجرامات من المواد المتفجرة استخدمتها الكتائب أكثر من مرة، ضد القواعد الأمريكية وسبق أن أشرنا إليها في عدد من البيانات، وهي تستخدمها الآن أيضا، وفي سبتمبر 2014 أعلن الحزب عن امتلاك طائرات بدون طيار.
كما لدى كتائب حزب الله جهاز معلوماتي، يؤكد عضو الهيئة السياسية للكتائب، جاسم الجزائري أنّ «الكتائب معروفة بامتلاكها منظومة استخبارية عالية، وتعتمد على القرائن والمتابعة والتحليل السياسي، والاختراقات التي تنفذها في صفوف العدو".

عمليات حزب الله:

عمليات حزب الله:
استهدف "حزب الله" معكسر "ليبرتي" الذي يضم قوات منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة بنحو 50 صاروخًا، كما اتهم بقصف مناطق على الحدود السعودية وتنفيذ أعمال عسكرية ضد الكويت؛ مما أثار تساؤلات ومخاوف من امتلاكه قوة عسكرية كبيرة. 
شارك "حزب الله" في المعارك الجارية في سوريا، وسيطر على طريق بغداد- دمشق، إضافة إلى بعض الأماكن المهمة داخل سوريا.
يتحدث "حزب الله" عن أن مقاتليه استخدموا جميع أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة في معاركهم مثل الهاون ذو العيار الثقيل، الصواريخ، القنص، القاذفات، وصواريخ "سترله" المضادة للطائرات، وأن كوادره الهندسية استحدثت سلاح "أشتر" الذي يمتلك قدرة تدميرية وإحراقية عاليتين.
واستمرت العمليات ضد قوات التحالف حتى آخر يوم أعلنت فيه القوات انسحابها من العراق، فأعلنت كتائب حزب الله بتاريخ 1/1/2012 بيان الانتصار على القوات الأمريكية بعد يوم من انسحاب آخر جندي لهم من العراق، واصفًا بأن هذا الانسحاب ما هو إلا انتصار للمقاومة الإسلامية في العراق.

الإدراج ضمن قوائم الإرهاب:

الإدراج ضمن قوائم
نتيجة لكل هذه المواقف والعمليات العسكرية ضد قوات التحالف فقد أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية بتاريخ 2 يوليو 2009 إدراج كتائب حزب الله وشخصية سياسية عراقية أخرى على لائحة الإرهاب، وبينت أن وزارة الخزانة الأمريكية قامت بتجميد أصوال الكتائب، وجاء في البيان أن كتائب حزب الله نفذت ووجهت ودعمت أو شكلت خطرا كبيرا بارتكاب أعمال عنف ضد الائتلاف وقوات الأمن العراقية، وأن كتائب حزب الله ضالعة في تنفيذ هجمات بالقنابل والصواريخ على القوات الأمريكية بين مارس 2007 ويونيو 2008، وأوضح البيان أن كتائب حزب الله تحصل على تمويل من فيلق القدس، كما اتهم حزب الله اللبناني بتقديم الدعم والتدريب والسلاح لكتائب حزب الله، مشيرا إلى أنه قام بتدريب عناصر في هذه المجموعة في إيران.

كتائب حزب الله والحكومة العراقية:

كتائب حزب الله والحكومة
كانت علاقة حزب الله بالحكومة العراقية جيدة، حتى انسحاب القوات الأمريكية من العراق.. في 19 يناير 2012 أعلنت الحكومة العراقية أول مواقفها تجاه الكتائب على لسان وكيل وزارة الداخلية لشئون الإسناد أحمد الخفاجي فقد قال "إن الذي يدعي حمل السلاح عليه النزول إلى الشارع، وحينها سيجد القوة الضاربة لقواتنا، وإن أي شخص يحاول العبث بالأمن ويريد إرجاع العراق إلى المربع الأول سيكون مصيره كسلفه من الجماعات الإرهابية التي تم القضاء عليها".
وحول التهديدات التي تطلقها كتائب حزب الله تساءل الخفاجي "ما طبيعة هذه الجماعة؟"، مبينا: "لم أجد لها أثرًا في الشارع، ولكني أسمع ببيانات تصدر عنها بين حين وآخر"، مشددا على أنه "إذا كان لديها القدرة على تنفيذ أجندتها فلتنزل إلى الشارع وتنضم إلى ركب الجماعات المسلحة التي نحاربها منذ سنة 2003 وبطبيعة الحال سيحكم عليها بالموت؛ لأن القوات الأمنية قادرة على القضاء على جميع الجماعات المسلحة، أما إذا كانت تريد العودة إلى العملية السياسية- إن صح وجود هذه المجموعة- فنرحب بها ونحميها، كما حدث مع باقي الفصائل التي تمتلك الآن حزبًا سياسيًّا ووسائل إعلام".

كتائب حزب الله و"داعش":

كتائب حزب الله وداعش:
اتسعت عمليات كتائب حزب الله في الآونة الأخيرة بالعراق تزامنًا مع نشاط تنظيم الدولة الإسلامية، وتميزت «كتائب حزب الله» في العراق بجهوزيتها العالية، وجهدها الاستخباري المتميز.
ويقول الجزائري من خلال قراءة ما يحدث في سوريا: "تبيّن وجود إشارات لامتداد الحرب من سوريا إلى العراق، وزودنا حكومة رئيس الوزراء الأسبق، نوري المالكي، بمعلومات حول خطورة الموقف، وعدم قدرة الجيش العراقي على مجابهة هذه الجماعات".
توقّعت الكتائب ما سيحدث في الموصل والأنبار؛ لهذا كانت موجودة بكثافة في العديد من مناطق التماس الساخنة، مثل: آمرلي وطوزخورماتو ومناطق غرب بغداد وتلعفر وغيرها. 
ويرى الجزائري أنّ جميع المؤشرات تؤكّد أنّ تنظيم «داعش» هو صنيعة أمريكية إسرائيلية بامتياز، وأن باقي الجماعات المسلحة التي تعاونت معه، هي مدعومة بشكل مباشر من جهات ودول خارجية، مثل السعودية وقطر والإمارات وتركيا. والتصريحات الأمريكية أشارت إلى ذلك بكل وضوح.
واستجابة للفتوى المرجعية العليا، التي أصدرها سماحة السيد علي السيستاني، شاركت الكتائب في العديد من الجبهات ضد تنظيم "داعش" ولا سيما في محافظات ديالي وصلاح الدين وبابل.
كما أسهم مقاتلو الكتائب في صدّ الهجوم الإرهابي الذي خطط له مقاتلو «داعش» على العاصمة بغداد بعد العاشر من يونيو 2014، على بعد كيلومترات قليلة من الجهة الجنوبية والغربية من العاصمة.
وشاركت كتائب حزب الله في تحرير مدينة آمرلي، التابعة لمحافظة صلاح الدين، ذات الأغلبية التركمانية الشيعية، التي حاصرها «داعش» على مدى أكثر من 100 يوم.
وكانت «كتائب حزب الله» مع فصائل «الحشد الشعبي» والجيش العراقي، قد طهرت مناطق جرف الصخر شمالي بابل وجنوبي غربي بغداد، والتي تشكل عمقاً استراتيجياً يمتد إلى كربلاء المقدسة.

المؤسسات التابعة له:

المؤسسات التابعة
في 2011 قامت كتائب حزب الله بتأسيس جمعية كشافة الإمام الحسين بتهيئة وتدريب الأطفال والناشئين والشبيبة ؛لزجهم في صفوف الكتائب. 
كما قامت الجمعية بإبرام اتفاقية مع جمعية كشافة الإمام المهدي اللبنانية، ويفيد الاتفاق إرسال المتدربين إلى مدينة الخميني الكشفية بلبنان، وإلى مخيمات كشفيه في إيران أيضًا.
وكذلك يملك الحزب عدة مؤسسات أكاديمية وثقافية وإعلامية، منها جانب نسائي غير مهمل؛ ما يدل على طموح الحزب في احتلال مكانة داخل الأروقة العراقية السياسية، ولكن بأجندة إيرانية، وهو ما ستبرزه الأيام القادمة عن دور هذه المنظمة المسلحة التي تتوغل في الحياة السياسية العراقية؛ ما يمهد لها أن تكون جماعة ضغط في يد طهران تضاف إلى نفوذها الآخذ في الازدياد بالمنطقة.
مؤسسة النخب الأكاديمية:
تهتم بالشباب وطلاب الجامعات العراقية، تأسست في 17 نوفمبر 2011 تعرف عن نفسها بأنها "مؤسسة تهتم بإبراز الجانب العلمي والعملي للإنسان الرسالي، ونشر ثقافة الإسلام المحمدي الأصيل من خلال البرامج المقدمة للجامعات".
مؤسسة الزينبيات النسوية الثقافية:
هي مؤسسة نسوية إسلامية ثقافية من مؤسسات المجتمع المدني، تأسست في سبتمبر 2012، وتعرف عن نفسها "دعوة المجتمع إلى التمسك بالدين الإسلامي الأصيل ونشر ثقافة علوم أهل البيت (عليهم السلام)، والنهوض بواقع المرأة من جميع المستويات وتعريفها بحقوقها وواجباتها، والعمل على مساعدة الايتام من خلال دمجهم في المجتمع وتعريف النشء بتقاليد وقيم الدين الإسلامي، والابتعاد عن التقاليد الدخيلة على المجتمع العراقي وإعادة المجتمع العراقي إلى سابق عهده كمجتمع إسلامي.
مؤسسة المصباح الثقافية:
تعرف عن نفسها "مؤسسة تربوية اجتماعية رسالية تعمل على إشاعة الثقافة، وتعميم المعرفة، وبث الوعي، والحفاظ على القيم ومبادئ المجتمع الأصيل".
تدير كلا من: مركز فكرة لرعاية الباحثين، ومكتبة السفينة العامة، ومعرض الشيخ الطوسي للكتاب، وأكاديمية المصباح الرياضية، مركز المصباح الثقافي، والمصباح السمعية والمرئية.
 الأذرع الإعلامية، وتمتلك كتائب حزب الله، العديد من الأذرع الإعلامية، منها القنوات التلفزيونية الفضائية: تعتبر قناة الاتجاه الواجهة الإعلامية لكتائب حزب الله ولكن بصوره غير رسمية، كما أن هناك إذاعات: إذاعة الاتجاه 106,3 FM وإذاعة الكوثر 104,9 FM، وصحيفة المراقب العراقي.

حزب الله اللبناني:

حزب الله اللبناني:
يرتبط بعلاقة مع حزب الله اللبناني وحركة "أمل"، عبر القيادي في الحركة أيوب حميد، الذي كان وزيرًا للشئون الاجتماعية. ويتزعم "أمل" رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري.
وأسهم حزب الله في تدريب كوادر كتائب حزب الله العراقي، ونقل لهم خبرته العسكرية في مواجهة إسرائيل، وأسهم قادة حزب الله العسكريون في تدريب قيادات كتائب حزب الله العراقي.
وقامت جمعية كشافة الإمام الحسين بإبرام اتفاقية مع جمعية كشافة الإمام المهدي اللبنانية، ويفيد الاتفاق بإرسال المتدربين إلى مدينة الخميني الكشفية بلبنان، وإلى مخيمات كشفية في إيران أيضًا.

كتائب حزب الله في سوريا:

كتائب حزب الله في
شاركت فصائل مكونة للحزب في الحرب الدائرة في سوريا، فتواجد عناصر ميليشيا جيش المختار ولواء أبي الفضل العباس مؤكد على الأراضي السورية بتمويل وتدريب إيراني لمساندة نظام الأسد الحليف الإيراني، بعد حشد معظم الميليشيات الشيعية في المنطقة؛ للقتال بجانب قوات النظام، عقب اندلاع الثورة السورية، وعلى رأسها حزب الله اللبناني الذي أقر بذلك بجانب الميليشيات الشيعية التي انتقلت من العراق إلى سوريا؛ حيث تمركزت الكتائب في سوريا على طريق دمشق بغداد في منطقة أبو الشامات، وفي مطار الظمير العسكري ومطار السين العسكري في ريف دمشق أي على امتداد طريق بغداد التنف والغوطة الشرقية.
وكان عقيل خلف عادل المطيري "أبو مسلم المطيري" هو القائد الميداني لكتائب حزب الله في سوريا يلقب بمغنية العراق، وشارك في القتال في محيط دمشق والغوطة الشرقية، إضافة إلى مشاركته في القتال ضد القوات الأمريكية في العراق، وأعلنت الكتائب عن مقتلة بتاريخ 3 سبتمبر 2013 .

القائد.. أبو مهدي المهندس:

القائد.. أبو مهدي
جمال جعفر إبراهيم، أو أبو مهدي المهندس، من مواليد مدينة البصرة عام 1954 من أب عراقي وأم إيرانية، أكمل دراسته في كلية الهندسة في العراق عام 1977، وانتمى لحزب "الدعوة الإسلامية" مطلع العام نفسه.
وغادر البلاد إلى الكويت في العام 1979 بعد تولي الرئيس الراحل صدام حسين السلطة وقيامه بحظر جميع الأحزاب الدينية.
استقر المهندس في الكويت لعدة سنوات، وتشير التقارير إلى أنه كان يحمل الرقم 2722174 في بطاقة إقامته في منطقة الجابرية الكويتية، حيث مارس نشاطاً سياسياً وأمنيًّا معاديًا لنظام صدام حسين، قبل أن تمنعه الحكومة الكويتية آنذاك من مزاولة أي نشاط على أراضيها.
وقد بدأ العمل مع الحرس الثوري الإيراني في الكويت عام 1983، واتهم بتنظيم هجمات على سفارات الدول التي أيدت صدام في الحرب مع إيران، وهو ما نفاه المهندس مراراً.
وبعد وقوف دول الخليج مع العراق في حربه ضد إيران، ومقاطعة بغداد لطهران بشكل شبه كامل مطلع العام 1983، هاجم المهندس مع مجموعة من زملائه ردًّا على ذلك عددًا من المباني الحساسة في العاصمة الكويت، ومنها السفارتان الأمريكية والفرنسية وبعثات أخرى، بواسطة متفجرات تبيّن أنها محلية الصنع، وجرى تحضيرها داخل البلاد؛ ما أسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة 80 آخرين، بينهم رعايا أوروبيون وأمريكيون.
هذا الأمر دفع القضاء الكويتي إلى الحكم بالإعدام على المهندس، بعد إدانته بالضلوع في تلك التفجيرات بصفة منفذ، لكن المهندس كان قد فر من الكويت بعد ساعات من التفجيرات إلى إيران عبر رحلة بحرية كان قد حجز تذكرة على متنها قبل يوم واحد من تنفيذ التفجيرات. واستقر هناك وتزوج من سيدة إيرانية تكبره بعدة سنوات واكتسب الجنسية الإيرانية، ثم عُيّن مستشارًا عسكريًّا لدى قوات القدس التي كانت تتولى مهاجمة القوات العراقية المرابطة حول البصرة، مسقط رأسه.
وفي العام 1985، وجّهت النيابة العامة الكويتية له رسميًّا تهمة التورط في محاولة الاغتيال الفاشلة التي استهدفت أمير البلاد الراحل جابر الأحمد، وبات منذ ذلك الحين ولا يزال المطلوب الأول لدى الكويتيين، وضمن القائمة الأمريكية السوداء للمطلوبين بأعمال إرهابية، وسبق زعيم "القاعدة" السابق أسامة بن لادن في هذه القائمة.
وفشلت وساطات عدة طيلة السنوات الماضية في دفع الكويت لإسقاط الحكم بحقه، كما رفضت الشرطة الدولية (الإنتربول) رفع اسمه من قائمة المطلوبين الخطرين لديها على مستوى العالم.
وتولى المهندس في العام 1987 رسميًّا منصب قائد فيلق بدر، ثم انتقل بعد سنوات للعمل بمفرده ضمن قوة مرتبطة بفيلق القدس أيضاً تُعرف باسم "التجمّع الإسلامي"، وشارك مع القوات الإيرانية في مهاجمة بلدات عراقية مختلفة مطلع العام 1988؛ ما أسفر عن مقتل المئات من المدنيين والعسكريين العراقيين.
في مارس من العام 2003 وعقب دخول القوات الأمريكية العراق عاد المهندس مستخدماً اسم جمال الإبراهيمي، وترشّح في العام 2005 لانتخابات البرلمان العراقي عن قائمة حزب "الدعوة الإسلامية" بزعامة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، وفاز في دائرته الانتخابية عن محافظة بابل.
لكن قوة تابعة لمشاة البحرية الأمريكية اقتحمت مقر إقامته شرق بغداد بعد اكتشاف هويته، إلا أنه نجح بالفرار مرة أخرى إلى إيران بعد أشهر من تخفّيه خارج العراق ومطاردة الأمريكيين له. ولم يدخل العراق إلا بعد انسحاب القوات الأمريكية شتاء العام 2010، إذ كان يقوم بزيارات قصيرة سرعان ما يعود إلى طهران بعدها.
وفي يناير 2015 تولى نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي التي تتألف من 42 ميليشيا وتضم نحو 70 ألف مقاتل، وتساند القوات الحكومية النظامية في حربها ضد تنظيم "داعش" وهاجم المهندس السعودية والولايات المتحدة التي وصفها بالممول والداعم لـ"داعش".
عودة المهندس إلى بغداد وفي ظهور مفاجئ من داخل المنطقة الخضراء وبمنصب نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، وبصلاحيات مطلقة ممنوحة له، أمور قد تؤدي إلى توتر في العلاقات الكويتية العراقية، كما أنها قد تعيد حسابات الولايات المتحدة والغرب بجدية العبادي وتعهداته السابقة بالإصلاح وتغيير نهج حكومة المالكي في إدارة الدولة ضمن السياقات الدستورية والقانونية.

شارك